عربي21:
2025-01-18@13:08:25 GMT

استراحة الفلسطيني المؤجلة

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT

ما ينشر حول جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، وما ينشر حول مؤشرات سياسية لمواقف عربية ودولية أفرزتها دبلوماسية الوحشية الصهيونية، أظهرا ملامح رئيسية ونهائية لصورة المحصلة التي انتهت إليها وعندها عملية تحطيم الإرادة الفلسطينية، ملامح دلت عليها معظم المواقف العربية والدولية، وعلى الرغم من كل ما يذاع وينشر من تحليلات وتقييمات لهذه المؤشرات، سواءا من موقع المتفائلين بوقف إطلاق النار في غزة، أو المتشائمين من تحقيق ذلك، تبقى السياسة العربية الرسمية مع سياسة السلطة الفلسطينية، هما الأكثر خطورة بالرهان على محصلة  العدوان الاسرائيلي وتقاسم مكاسبه.



ولأن المواقف  العربية عبرت عن عجز فاضح ومستمر مع استمرار الاحتلال ارتكاب جرائم الابادة الجماعية في غزة مع ارتباكات واضحة على المستوى الفلسطيني، ذلك جعلهما على مقربة من الأهداف الإسرائيلية والأمريكية حول غزة بصفة خاصة، وعلى القضية الفلسطينية التي تعاني على مستواها الدولي تاريخياً من موقف أمريكي منحاز بشكل مطلق لإسرائيل وتعاني من مواقف غربية  سلبية منافقة لسياسة الإحتلال.

الجديد الأكثر سلبية في معاناة الفلسطينيين، هو السياسة العربية زمن الإبادة الفلسطينية في غزة، قسم منها غير مبالٍ لهذه الغطرسة الصهيونية والقسم الآخر يدعمها، بحيث لا يمكن إغفال هذه الحقيقة المؤلمة والقاسية رغم محاولات الظهور العربي الفاشل بارتجال بعض التصريحات والمواقف والتي توحي جميعها بخطأ خيار الشعب الفلسطيني لمقاومته الاحتلال، وبتخليه عن إظهار المزيد من المرونة  والتنازلات، بمعنى ليس هناك من جديد يمكن تسجيله بالنسبة لما أصبح معروفاً وواضحاً وثابتاً بالنسبة للموقف العربي من قضية التصدي للعدوان، ووقف جريمة الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، واستمرار العدوان في بقية المدن الفلسطينية وعلو منسوب التصريحات الفاشية نحو الفلسطينيين من أقطاب حكومة نتنياهو ما هو إلا انعكاس لمجمل المواقف العربية والدولية التي نعرفها جميعاً.

غزة لم تكن البداية، ولن تكون النهاية لفهم هذه الحقيقة، الضحايا الفلسطينيون منذ النكبة يدركونها، ويدركون الالتزام الأمريكي بحماية هذا المشروع الاستعماري من خلال إكسابه الوقت للمراوغة والسيطرة ، وما تبقى من أرض فلسطين في الضفة والقدس يجسدان الحقيقة الصهيونية وسياساتها الإجرامية،من المؤسف فعلاً، بعد ستة أشهر من جريمة الإبادة الصهيونية في غزة، أن الحال العربي ثابت على شلله، وأن الحال الفلسطيني الرسمي على الرغم من وعيه بدسائس المؤسسة الصهيونية ومؤامرات التطبيع العربي والموقف الأمريكي بإسناد الاحتلال الاسرائيلي ودعمه للتملص من كل القوانين والحقوق الفلسطينية وتأمينه للإفلات من العقاب على جرائم الحرب والإبادة الجماعية، ما زال الوضع الفلسطيني غارق في خداع الذات عن السلام بمفهومه الصهيوني والأمريكي، وبعيداً عن كل التفاصيل المعروفة لحقبة أوسلو والذي شكل كل بندٍ فيها عقبة حقيقة "للسلام" وفرصة ذهبية للمؤسسة الصهيونية ومشروعها الاستعماري الاستيطاني بوضع جدار مسدود أمام أوهام السلام المنشود عربياً وفلسطينياً، والأكثر أسف وخزي في هذه المرحلة أن العدوان الاسرائيلي المنتظر على مدينة رفح، يتم استكمال وقائعه على خطى المواقف السابقة من جرائم الإبادة في غزة، والشعور المتزايد أن الجريمة ستستكمل في رفح، لاسيما أن الموقف الأمريكي من سد نقص ذخيرة الإحتلال اتخذ فعلاً، وأن المشاورات العربية وتحديدا الموقف المصري يعبر فقط عن خشيته من تدفق اللاجئين إلى الجانب المصري، وبقية المواقف الدولية تعبر عن مشاعر القلق " الانساني" على مصير هؤلاء لا عن  مواجهة سياسة العدوان والإبادة الجماعية للفلسطينيين.

لقد راجت في الأشهر الستة الماضية رواية إسرائيلية عن أهداف الحرب على قطاع غزة، واستئصال المقاومة فيها، والقضاء على حركة حماس، وراج معها مواقف عربية وفلسطينية بأن حال الجميع ستصبح أفضل بانجاز تلك الأهداف، هذا النقاش مستمر عبر وسطاء الإدارة الأمريكية لعواصم عربية مندفعة خلف هذه الأوهام، و بالترويج لمفاهيم قديمة جديدة  أساسها أن كل مقاومة للاحتلال غير مجدية ومكلفة، غير أنه بعد السابع من أكتوبر ازدادت أهمية التخلي عن هذه الأوهام بعد اتضاح كل شيء متعلق بالموقف الأمريكي المشارك بالعدوان، وبالمواقف المتعلقة بحقيقة إسرائيل كمشروع استعماري.

غزة لم تكن البداية، ولن تكون النهاية لفهم هذه الحقيقة، الضحايا الفلسطينيون منذ النكبة يدركونها، ويدركون الالتزام الأمريكي بحماية هذا المشروع الاستعماري من خلال إكسابه الوقت للمراوغة والسيطرة ، وما تبقى من أرض فلسطين في الضفة والقدس يجسدان الحقيقة الصهيونية وسياساتها الإجرامية، وبالمفهوم التاريخي الذي خبره الفلسطينيون والعرب، أن أمريكا لن تتخلى عن إسرائيل كمشروع استعماري ورصيد استراتيجي لها بالمنطقة، ولم تتلكأ لإنقاذها ، واستيعاب التطورات العربية في الثورات المضادة كان من ضمن خطة الإنقاذ هذه.

الإفلاس الرسمي العربي الظاهر في غزة وبقية فلسطين، من دون رصيد استراتيجي، لن تكون آثاره الوخيمة فقط على مصالح وحقوق الفلسطينيين، فطالما الأوضاع العربية القائمة لا تشكل تهديد مباشر للمشروع الاستعماري الصهيوني في فلسطين، وتفتقر لاستراتيجية حماية قضيتها ومصالحها، فأن إسرائيل لن تشعر بأي حرج وضيق من المضي في ارتكاب المذابح ولذلك لا تأبه بكل المواقف المحذرة من جريمة واسعة في رفح، وهي التي تدفع نتنياهو لتذكير العرب والعالم بأن "كل ما حًذرنا منه فعلناه".

أخيراً، النهج السائد يعطي أطراف عربية أوراقا للمساومة والضغط على الشعب الفلسطيني وقدرة على إبتزاز الضحايا، ومصر السيسي عنوان فج لهذه القدرة، على ضوء كل هذه المعطيات العربية والدولية والإسرائيلية، نرى أن مسار الموقف الفلسطيني إن أراد لنفسه أن يكون عاملاً غير قابل للذوبان والشطب في معادلة التآمر المفضوح على قضيته، فإن له حدود واضحة يمكن أن يتجاوزها في العناوين الباقية له في مؤسساته المهمشة من المنظمة والمجلس الوطني والمركزي إلى استعادة وحدة المصير التي أفقدته التماسك الوطني واغتالت إنجازات نضاله عن وعي مسبق عندما ظنت أن استراحة المقاوم الفلسطيني قد حانت من دون تحقيق هدف تحرره من المحتل..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة العدوان الاحتلال احتلال فلسطين غزة عدوان رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی فی غزة

إقرأ أيضاً:

العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة تُسهم في وقف العدوان والإبادة الصهيونية

يمانيون/ تقارير تنعكس عمليات القوات المسلحة اليمنية العسكرية المساندة لقطاع غزة إيجابا على طاولة المفاوضات الغير مباشرة في الدوحة في دعم المفاوض الفلسطيني لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة وتسهم في وقف العدوان والإبادة الجماعية الصهيونية على سكان القطاع المحاصر.

وتلعب العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية دورا كبيرا في الضغط على الكيان الصهيوني لوقف العدوان المتواصل منذ السابع من أكتوبر في قطاع غزة، وقد ربط الخبراء الخسائر الفادحة التي يتكبدها العدو في قدرة المفاوض الفلسطيني على المناورة في المفاوضات الجارية بالدوحة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة، بحسب الكثير من الخبراء.

وتشهد العاصمة القطرية حاليا مفاوضات مكثفة وصفت بالأخيرة بين حماس والكيان الصهيوني لبلورة اتفاق نهائي بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف الإبادة المستمرة منذ 16 شهرًا على القطاع.

وتهدف المفاوضات الجارية إلى التوصل إلى اتفاق ينهي العدوان الصهيوني الذي يتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023.

وتأديةِ لواجباتِها الدينيةِ والأخلاقيةِ والإنسانيةِ تجاهَ الشعبِ الفلسطينيِّ المظلوم، فقد أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ عمليتين عسكريتين ضد أهداف للعدو الصهيوني في منطقتي يافا وأم الرشراش المحتلتين.

وأوضحت القوات المسلحة في بيان صادر عنها أمس الثلاثاء، أن سلاح الجو المسير نفذ عملية عسكرية نوعية استهدفت أهدافاً تابعة للعدو الصهيوني في منطقة يافا المحتلة بعدد من الطائرات المسيرة.

وأشارت إلى أن القوة الصاروخية استهدفت محطة الكهرباء التابعة للعدو الصهيوني في منطقة أمِّ الرشراش جنوب فلسطين المحتلة بصاروخ مجنح.. مؤكدة أن العمليتين حققت أهدافهما بنجاح.

كما أكدت القوات المسلحة اليمنية أنها ستنفذ المزيد من العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني، وإنها قادرة على استهداف المزيد من الأهداف العسكرية للعدو خلال الفترة المقبلة دعماً وإسناداً للمقاومة الفلسطينية.. مشيرة إلى أن هذه العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.

وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت فجر الثلاثاء، عن تنفيذ عمليةً عسكريةً نوعيةً، استهدفت ما يسمى بوزارةِ الحرب الصهيونية في منطقةِ يافا المحتلةِ.

وأوضحت القوات المسلحة في بيان صادر عنها، أن القوة الصاروخية نفذت عمليةً عسكريةً نوعيةً، استهدفت ما يسمى بوزارةِ الحرب الصهيونية في منطقةِ يافا المحتلةِ وذلك بصاروخٍ بالسيتيٍّ فرط صوتيٍّ نوع “فلسطين2″.

ونفذت القوات المسلحة اليمنية منذ بداية إسناد غزة 27 عملية عسكرية في عمق الكيان الصهيوني في ديسمبر 2024م ردا على حرب الإبادة الصهيونية على غزة، والاعتداءات الصهيوأمريكية على اليمن”.

و”تضامنا مع غزة”، باشرت القوات المسلحة منذ نوفمبر 2023 استهداف سفن شحن صهيونية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ وطائرات مسيرة.

وكان الهدف المباشر للأمريكيين والبريطانيين في العدوان على اليمن هو إيقاف عملياته المساندة لغزة، لكن مع مرور الأشهر تحول العدوان إلى عبء كبير على واشنطن جراء الضربات العسكرية اليمنية ضد البوارج والقطع الحربية والسفن التجارية التابعة لأمريكا وبريطانيا في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي.

ويعتقد النُقاد أن عامًا من العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن قد حول اليمن إلى قوة عسكرية كبرى في المنطقة حيث تمكنت جزئيًا من كسر سيطرة أمريكا في البحار، وهو ما دفع حاملات الطائرات والبوارج والمدمرات للهروب والتواري بعيدًا عن مياه البحر الأحمر.

وبدأت القوات المسلحة اليمنية مهاجمة السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني في البحر الأحمر في إطار المساندة لغزة التي تعرض سكانها لحرب إبادة جماعية صهيونية وحصار غاشم لا مثيل له في تاريخ الحروب، حيث وضعت شرطًا واحدًا لإيقاف عملياتها والمتمثل في إيقاف العدوان والحصار على غزة.

وفي خطاب تاريخي لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بعد ثلاثة أيام من طوفان الأقصى، أكد فيه أن اليمن لن يقف متفرجًا حول ما يحدث في غزة، وأطلق عبارته الشهيرة “لستم وحدكم”.. مؤكدًا أن اليمن سيتدخل في إسناد غزة إذا ما تدخلت أمريكا وساندت العدو الصهيوني.

وأكد معهد روبرت لانسينغ الأمريكي أن “إسرائيل” تجد صعوبة بالغة في نزع فتيل التهديد من اليمن وأن الهجمات من اليمن لا تزال تشكل شوكة في خاصرة “إسرائيل”، رغم قوة الدفاعات الجوية الصهيونية.

وأضاف المعهد: إنه يمكن للصواريخ والطائرات بدون طيار اليمنية اختراق دفاعات “إسرائيل” المتطورة للغاية.. مشيرا إلى أن الضربات اليمنية تسببت في إلغاء شركات الطيران الأجنبية رحلاتها وتوقف السياحة، ومن غير المرجح أن تهدأ هذه الضربات للاقتصاد الصهيوني.

وفيما يتعلق بالمفاوضات بين حماس والكيان الصهيوني، ذكرت وسائل إعلام العدو الصهيوني، أن تقدما حصل في تلك المفاوضات، وأن ما يجري مناقشته الآن، هو عدد الأسرى الفلسطينيين، الذين سيفرج عنهم مقابل الرهائن الصهاينة، الذين تنطبق عليهم المعايير الإنسانية في المرحلة الأولى.

وعلى وقع الرسائل الإعلامية الصادرة عن وسائل إعلام العدو الصهيوني والتصريحات الأمريكية حول سير المفاوضات في قطر المتفائلة لا يزال العالم يترقب التوصل الى الاتفاق، فيما يأمل الفلسطينيون تحقيق نتائج ملموسة على الأرض لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، رغم التصريحات المتكررة بشأن قرب التوصل إلى الاتفاق.

وبدعم أمريكي غير محدود منذ السابع من أكتوبر 2023، يرتكب جيش العدو الصهيوني إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

ولاقت الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر ردود أفعال منددة بالعدوان والإبادة الجماعية، وأخذت ردود الأفعال هذه عدة أشكال فمنها كان على مستوى الدول والحكومات ومنها على مستوى المؤسسات والمنظمات الدولية ومنها على مستوى ردود فعل أشخاص مشهورين ومنها على مستوى ردود فعل شعبية من خلال الاعتصامات.

ويُواصل جيش العدو الصهيوني مجازره متجاهلًا مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر الماضي، بحق نتنياهو ووزير حربه السابق، يوآف جالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • "المنظمة العربية": إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضي الفلسطينية استحقاق يفرضه القانون
  • “هيئة البث الصهيونية”: “الجيش” منهك ويجب أن يعود ويتدرب
  • فاتن حمامة.. سيدة الشاشة العربية التي لم يطوِها الغياب
  • دعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد": نتنياهو فشل في القضاء على حماس في غزة والسلطة الفلسطينية ينقصها التوافق
  • مصطفى بكري: الشعب الفلسطيني يعي جيداً دور مصر في الحفاظ على القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية الأمريكي يشيد بالجهود الحثيثة التي بذلتها مصر لـ وقف إطلاق النار في غزة
  • الانتقادات “الصهيونية” لـ”نتنياهو” تعكس الشعور بالهزيمة
  • "العربية": فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني غدًا
  • اللواء أسامة محمود: الدور المصري في القضية الفلسطينية مستمر
  • العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة تُسهم في وقف العدوان والإبادة الصهيونية