عربي21:
2024-10-03@06:15:58 GMT

استراحة الفلسطيني المؤجلة

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT

ما ينشر حول جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، وما ينشر حول مؤشرات سياسية لمواقف عربية ودولية أفرزتها دبلوماسية الوحشية الصهيونية، أظهرا ملامح رئيسية ونهائية لصورة المحصلة التي انتهت إليها وعندها عملية تحطيم الإرادة الفلسطينية، ملامح دلت عليها معظم المواقف العربية والدولية، وعلى الرغم من كل ما يذاع وينشر من تحليلات وتقييمات لهذه المؤشرات، سواءا من موقع المتفائلين بوقف إطلاق النار في غزة، أو المتشائمين من تحقيق ذلك، تبقى السياسة العربية الرسمية مع سياسة السلطة الفلسطينية، هما الأكثر خطورة بالرهان على محصلة  العدوان الاسرائيلي وتقاسم مكاسبه.



ولأن المواقف  العربية عبرت عن عجز فاضح ومستمر مع استمرار الاحتلال ارتكاب جرائم الابادة الجماعية في غزة مع ارتباكات واضحة على المستوى الفلسطيني، ذلك جعلهما على مقربة من الأهداف الإسرائيلية والأمريكية حول غزة بصفة خاصة، وعلى القضية الفلسطينية التي تعاني على مستواها الدولي تاريخياً من موقف أمريكي منحاز بشكل مطلق لإسرائيل وتعاني من مواقف غربية  سلبية منافقة لسياسة الإحتلال.

الجديد الأكثر سلبية في معاناة الفلسطينيين، هو السياسة العربية زمن الإبادة الفلسطينية في غزة، قسم منها غير مبالٍ لهذه الغطرسة الصهيونية والقسم الآخر يدعمها، بحيث لا يمكن إغفال هذه الحقيقة المؤلمة والقاسية رغم محاولات الظهور العربي الفاشل بارتجال بعض التصريحات والمواقف والتي توحي جميعها بخطأ خيار الشعب الفلسطيني لمقاومته الاحتلال، وبتخليه عن إظهار المزيد من المرونة  والتنازلات، بمعنى ليس هناك من جديد يمكن تسجيله بالنسبة لما أصبح معروفاً وواضحاً وثابتاً بالنسبة للموقف العربي من قضية التصدي للعدوان، ووقف جريمة الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، واستمرار العدوان في بقية المدن الفلسطينية وعلو منسوب التصريحات الفاشية نحو الفلسطينيين من أقطاب حكومة نتنياهو ما هو إلا انعكاس لمجمل المواقف العربية والدولية التي نعرفها جميعاً.

غزة لم تكن البداية، ولن تكون النهاية لفهم هذه الحقيقة، الضحايا الفلسطينيون منذ النكبة يدركونها، ويدركون الالتزام الأمريكي بحماية هذا المشروع الاستعماري من خلال إكسابه الوقت للمراوغة والسيطرة ، وما تبقى من أرض فلسطين في الضفة والقدس يجسدان الحقيقة الصهيونية وسياساتها الإجرامية،من المؤسف فعلاً، بعد ستة أشهر من جريمة الإبادة الصهيونية في غزة، أن الحال العربي ثابت على شلله، وأن الحال الفلسطيني الرسمي على الرغم من وعيه بدسائس المؤسسة الصهيونية ومؤامرات التطبيع العربي والموقف الأمريكي بإسناد الاحتلال الاسرائيلي ودعمه للتملص من كل القوانين والحقوق الفلسطينية وتأمينه للإفلات من العقاب على جرائم الحرب والإبادة الجماعية، ما زال الوضع الفلسطيني غارق في خداع الذات عن السلام بمفهومه الصهيوني والأمريكي، وبعيداً عن كل التفاصيل المعروفة لحقبة أوسلو والذي شكل كل بندٍ فيها عقبة حقيقة "للسلام" وفرصة ذهبية للمؤسسة الصهيونية ومشروعها الاستعماري الاستيطاني بوضع جدار مسدود أمام أوهام السلام المنشود عربياً وفلسطينياً، والأكثر أسف وخزي في هذه المرحلة أن العدوان الاسرائيلي المنتظر على مدينة رفح، يتم استكمال وقائعه على خطى المواقف السابقة من جرائم الإبادة في غزة، والشعور المتزايد أن الجريمة ستستكمل في رفح، لاسيما أن الموقف الأمريكي من سد نقص ذخيرة الإحتلال اتخذ فعلاً، وأن المشاورات العربية وتحديدا الموقف المصري يعبر فقط عن خشيته من تدفق اللاجئين إلى الجانب المصري، وبقية المواقف الدولية تعبر عن مشاعر القلق " الانساني" على مصير هؤلاء لا عن  مواجهة سياسة العدوان والإبادة الجماعية للفلسطينيين.

لقد راجت في الأشهر الستة الماضية رواية إسرائيلية عن أهداف الحرب على قطاع غزة، واستئصال المقاومة فيها، والقضاء على حركة حماس، وراج معها مواقف عربية وفلسطينية بأن حال الجميع ستصبح أفضل بانجاز تلك الأهداف، هذا النقاش مستمر عبر وسطاء الإدارة الأمريكية لعواصم عربية مندفعة خلف هذه الأوهام، و بالترويج لمفاهيم قديمة جديدة  أساسها أن كل مقاومة للاحتلال غير مجدية ومكلفة، غير أنه بعد السابع من أكتوبر ازدادت أهمية التخلي عن هذه الأوهام بعد اتضاح كل شيء متعلق بالموقف الأمريكي المشارك بالعدوان، وبالمواقف المتعلقة بحقيقة إسرائيل كمشروع استعماري.

غزة لم تكن البداية، ولن تكون النهاية لفهم هذه الحقيقة، الضحايا الفلسطينيون منذ النكبة يدركونها، ويدركون الالتزام الأمريكي بحماية هذا المشروع الاستعماري من خلال إكسابه الوقت للمراوغة والسيطرة ، وما تبقى من أرض فلسطين في الضفة والقدس يجسدان الحقيقة الصهيونية وسياساتها الإجرامية، وبالمفهوم التاريخي الذي خبره الفلسطينيون والعرب، أن أمريكا لن تتخلى عن إسرائيل كمشروع استعماري ورصيد استراتيجي لها بالمنطقة، ولم تتلكأ لإنقاذها ، واستيعاب التطورات العربية في الثورات المضادة كان من ضمن خطة الإنقاذ هذه.

الإفلاس الرسمي العربي الظاهر في غزة وبقية فلسطين، من دون رصيد استراتيجي، لن تكون آثاره الوخيمة فقط على مصالح وحقوق الفلسطينيين، فطالما الأوضاع العربية القائمة لا تشكل تهديد مباشر للمشروع الاستعماري الصهيوني في فلسطين، وتفتقر لاستراتيجية حماية قضيتها ومصالحها، فأن إسرائيل لن تشعر بأي حرج وضيق من المضي في ارتكاب المذابح ولذلك لا تأبه بكل المواقف المحذرة من جريمة واسعة في رفح، وهي التي تدفع نتنياهو لتذكير العرب والعالم بأن "كل ما حًذرنا منه فعلناه".

أخيراً، النهج السائد يعطي أطراف عربية أوراقا للمساومة والضغط على الشعب الفلسطيني وقدرة على إبتزاز الضحايا، ومصر السيسي عنوان فج لهذه القدرة، على ضوء كل هذه المعطيات العربية والدولية والإسرائيلية، نرى أن مسار الموقف الفلسطيني إن أراد لنفسه أن يكون عاملاً غير قابل للذوبان والشطب في معادلة التآمر المفضوح على قضيته، فإن له حدود واضحة يمكن أن يتجاوزها في العناوين الباقية له في مؤسساته المهمشة من المنظمة والمجلس الوطني والمركزي إلى استعادة وحدة المصير التي أفقدته التماسك الوطني واغتالت إنجازات نضاله عن وعي مسبق عندما ظنت أن استراحة المقاوم الفلسطيني قد حانت من دون تحقيق هدف تحرره من المحتل..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة العدوان الاحتلال احتلال فلسطين غزة عدوان رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی فی غزة

إقرأ أيضاً:

الغارات الصهيونية مستمرة على قرى جنوب لبنان

يستمر العدو الصهيوني باعتدائه الوحشي على لبنان، مستهدفًا القرى والبلدات، حيث أغار الطيران الحربي الصهيوني، الاثنين 30/9/2024 على منزل في بلدة طيرحرفا، ولم يفد عن وقوع إصابات.

كما أغار الطيران الحربي الصهيوني على بلدتي شقرا وبرعشيت، وغارة استهدفت منظقة جوار النخل – قدموس، شمالي صور.

ونفذ الطيران الحربي قرابة الحادية عشرة والربع من صباح اليوم غارة جوية مستهدفًا منطقة الجبل الأحمر في بلدة حاروف، كما نفذت طائرات العدو غارة على بلدة برج رحال.

وشن الطيران الحربي “الإسرائيلي” غارات على بلدة بدياس قضاء صور، وعلى بلدات يارون، والشهابية، وكفرا.

كما شن العدو الصهيوني 3 غارات من مسيّرة، استهدفت الأولى دراجة نارية عند مفترق الخيام، مما أدى إلى سقوط شهيدين سوريين. والثانية استهدفت مركزًا للجيش في الوزاني، وإصابة عسكري بشظايا، نقل على إثرها إلى المستشفى للعلاج، أما الثالثة فاستهدفت دراجة نارية على أطراف بساتين سردا أدت إلى جرح سوريين.

وتعرضت قرى زبقين وشمع وطير حرفا وشيحين والجبين وأطراف علما الشعب لقصف مدفعي معادي من عيار 155 ملم، وقد طاول القصف الأبنية السكنية والحرجية وسط تحليق مكثف للطيران الحربي في أجواء القطاعين الغربي والأوسط، وصولًا لسواحل صور والناقورة.

وشن العدو الصهيوني غارات استهدفت تولين، وقلاويه، وحاريص.

واستهدف القصف المدفعي الصهيوني بلدتي مارون الراس، وبنت جبيل.

وزارة الصحة

وفي السياق، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان جدد شجب استهداف العدو “الإسرائيلي” للهيئات الاسعافية، حيث أدت غارة معادية على مركز للدفاع المدني – الهيئة الصحية الإسلامية إلى استشهاد ستة مسعفين وإصابة أربعة بجروح.

ونعت وزارة الصحة الشهداء الشجعان وحيّت “إقدام كل المسعفين اللبنانيين الذين لم يتوانوا عن أداء واجبهم الإنساني رغم ما يتعرضون له من تهديد وتخويف وترهيب لاعاقتهم عن مهمتهم الاسعافية”.

وأسفت الوزارة لعدم تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ووضع حد لتمادي الكيان “الإسرائيلي” بخرق القوانين والأعراف الدولية وتنفيذ إبادته اللاإنسانية العدوانية والتي يدفع ثمنها المدنيون ورجال الاسعاف.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن ارتقاء 45 شهيدًا و70 جريحًا في اعتداء العدو “الإسرائيلي” أمس الأحد على بلدة عين الدلب جنوبي لبنان.

 

مقالات مشابهة

  • صراع العقل والعاطفة
  • حماس: المجازر الصهيونية التي تدعمها أمريكا لن تضعف عزيمة وصمود ‏شعبنا
  • حذر من المؤامرات الصهيونية.. خالد الجندي: المثلية كانت موجودة في العصر العباسي
  • جورجينا توضح أكثر الكلمات العربية التي تستخدمها
  • السوداني وعبد الله الثاني يدينان الهجمات الصهيونية على جنوب لبنان الشقيق
  • الغارات الصهيونية مستمرة على قرى جنوب لبنان
  • يونانيون يحتجون على دور القواعد البريطانية في الهجمات الصهيونية على غزة
  • الوزير صباغ: استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ 1967 بما فيها الجولان السوري وارتكابه جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب لا يزال شاهداً ماثلاً على إخفاق الأمم المتحدة في إنهاء هذا الاحتلال العنصري التوسعي ويمثل دليلاً دامغاً على منع الولايات
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: دعم السعودية للقضية الفلسطينية سياسيا ودبلوماسيا مستمر منذ عقود
  • تركيا.. بيت جبلي مشرع الأبواب لأخذ “استراحة متسلق”