عربي21:
2025-02-23@16:09:59 GMT

استراحة الفلسطيني المؤجلة

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT

ما ينشر حول جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، وما ينشر حول مؤشرات سياسية لمواقف عربية ودولية أفرزتها دبلوماسية الوحشية الصهيونية، أظهرا ملامح رئيسية ونهائية لصورة المحصلة التي انتهت إليها وعندها عملية تحطيم الإرادة الفلسطينية، ملامح دلت عليها معظم المواقف العربية والدولية، وعلى الرغم من كل ما يذاع وينشر من تحليلات وتقييمات لهذه المؤشرات، سواءا من موقع المتفائلين بوقف إطلاق النار في غزة، أو المتشائمين من تحقيق ذلك، تبقى السياسة العربية الرسمية مع سياسة السلطة الفلسطينية، هما الأكثر خطورة بالرهان على محصلة  العدوان الاسرائيلي وتقاسم مكاسبه.



ولأن المواقف  العربية عبرت عن عجز فاضح ومستمر مع استمرار الاحتلال ارتكاب جرائم الابادة الجماعية في غزة مع ارتباكات واضحة على المستوى الفلسطيني، ذلك جعلهما على مقربة من الأهداف الإسرائيلية والأمريكية حول غزة بصفة خاصة، وعلى القضية الفلسطينية التي تعاني على مستواها الدولي تاريخياً من موقف أمريكي منحاز بشكل مطلق لإسرائيل وتعاني من مواقف غربية  سلبية منافقة لسياسة الإحتلال.

الجديد الأكثر سلبية في معاناة الفلسطينيين، هو السياسة العربية زمن الإبادة الفلسطينية في غزة، قسم منها غير مبالٍ لهذه الغطرسة الصهيونية والقسم الآخر يدعمها، بحيث لا يمكن إغفال هذه الحقيقة المؤلمة والقاسية رغم محاولات الظهور العربي الفاشل بارتجال بعض التصريحات والمواقف والتي توحي جميعها بخطأ خيار الشعب الفلسطيني لمقاومته الاحتلال، وبتخليه عن إظهار المزيد من المرونة  والتنازلات، بمعنى ليس هناك من جديد يمكن تسجيله بالنسبة لما أصبح معروفاً وواضحاً وثابتاً بالنسبة للموقف العربي من قضية التصدي للعدوان، ووقف جريمة الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، واستمرار العدوان في بقية المدن الفلسطينية وعلو منسوب التصريحات الفاشية نحو الفلسطينيين من أقطاب حكومة نتنياهو ما هو إلا انعكاس لمجمل المواقف العربية والدولية التي نعرفها جميعاً.

غزة لم تكن البداية، ولن تكون النهاية لفهم هذه الحقيقة، الضحايا الفلسطينيون منذ النكبة يدركونها، ويدركون الالتزام الأمريكي بحماية هذا المشروع الاستعماري من خلال إكسابه الوقت للمراوغة والسيطرة ، وما تبقى من أرض فلسطين في الضفة والقدس يجسدان الحقيقة الصهيونية وسياساتها الإجرامية،من المؤسف فعلاً، بعد ستة أشهر من جريمة الإبادة الصهيونية في غزة، أن الحال العربي ثابت على شلله، وأن الحال الفلسطيني الرسمي على الرغم من وعيه بدسائس المؤسسة الصهيونية ومؤامرات التطبيع العربي والموقف الأمريكي بإسناد الاحتلال الاسرائيلي ودعمه للتملص من كل القوانين والحقوق الفلسطينية وتأمينه للإفلات من العقاب على جرائم الحرب والإبادة الجماعية، ما زال الوضع الفلسطيني غارق في خداع الذات عن السلام بمفهومه الصهيوني والأمريكي، وبعيداً عن كل التفاصيل المعروفة لحقبة أوسلو والذي شكل كل بندٍ فيها عقبة حقيقة "للسلام" وفرصة ذهبية للمؤسسة الصهيونية ومشروعها الاستعماري الاستيطاني بوضع جدار مسدود أمام أوهام السلام المنشود عربياً وفلسطينياً، والأكثر أسف وخزي في هذه المرحلة أن العدوان الاسرائيلي المنتظر على مدينة رفح، يتم استكمال وقائعه على خطى المواقف السابقة من جرائم الإبادة في غزة، والشعور المتزايد أن الجريمة ستستكمل في رفح، لاسيما أن الموقف الأمريكي من سد نقص ذخيرة الإحتلال اتخذ فعلاً، وأن المشاورات العربية وتحديدا الموقف المصري يعبر فقط عن خشيته من تدفق اللاجئين إلى الجانب المصري، وبقية المواقف الدولية تعبر عن مشاعر القلق " الانساني" على مصير هؤلاء لا عن  مواجهة سياسة العدوان والإبادة الجماعية للفلسطينيين.

لقد راجت في الأشهر الستة الماضية رواية إسرائيلية عن أهداف الحرب على قطاع غزة، واستئصال المقاومة فيها، والقضاء على حركة حماس، وراج معها مواقف عربية وفلسطينية بأن حال الجميع ستصبح أفضل بانجاز تلك الأهداف، هذا النقاش مستمر عبر وسطاء الإدارة الأمريكية لعواصم عربية مندفعة خلف هذه الأوهام، و بالترويج لمفاهيم قديمة جديدة  أساسها أن كل مقاومة للاحتلال غير مجدية ومكلفة، غير أنه بعد السابع من أكتوبر ازدادت أهمية التخلي عن هذه الأوهام بعد اتضاح كل شيء متعلق بالموقف الأمريكي المشارك بالعدوان، وبالمواقف المتعلقة بحقيقة إسرائيل كمشروع استعماري.

غزة لم تكن البداية، ولن تكون النهاية لفهم هذه الحقيقة، الضحايا الفلسطينيون منذ النكبة يدركونها، ويدركون الالتزام الأمريكي بحماية هذا المشروع الاستعماري من خلال إكسابه الوقت للمراوغة والسيطرة ، وما تبقى من أرض فلسطين في الضفة والقدس يجسدان الحقيقة الصهيونية وسياساتها الإجرامية، وبالمفهوم التاريخي الذي خبره الفلسطينيون والعرب، أن أمريكا لن تتخلى عن إسرائيل كمشروع استعماري ورصيد استراتيجي لها بالمنطقة، ولم تتلكأ لإنقاذها ، واستيعاب التطورات العربية في الثورات المضادة كان من ضمن خطة الإنقاذ هذه.

الإفلاس الرسمي العربي الظاهر في غزة وبقية فلسطين، من دون رصيد استراتيجي، لن تكون آثاره الوخيمة فقط على مصالح وحقوق الفلسطينيين، فطالما الأوضاع العربية القائمة لا تشكل تهديد مباشر للمشروع الاستعماري الصهيوني في فلسطين، وتفتقر لاستراتيجية حماية قضيتها ومصالحها، فأن إسرائيل لن تشعر بأي حرج وضيق من المضي في ارتكاب المذابح ولذلك لا تأبه بكل المواقف المحذرة من جريمة واسعة في رفح، وهي التي تدفع نتنياهو لتذكير العرب والعالم بأن "كل ما حًذرنا منه فعلناه".

أخيراً، النهج السائد يعطي أطراف عربية أوراقا للمساومة والضغط على الشعب الفلسطيني وقدرة على إبتزاز الضحايا، ومصر السيسي عنوان فج لهذه القدرة، على ضوء كل هذه المعطيات العربية والدولية والإسرائيلية، نرى أن مسار الموقف الفلسطيني إن أراد لنفسه أن يكون عاملاً غير قابل للذوبان والشطب في معادلة التآمر المفضوح على قضيته، فإن له حدود واضحة يمكن أن يتجاوزها في العناوين الباقية له في مؤسساته المهمشة من المنظمة والمجلس الوطني والمركزي إلى استعادة وحدة المصير التي أفقدته التماسك الوطني واغتالت إنجازات نضاله عن وعي مسبق عندما ظنت أن استراحة المقاوم الفلسطيني قد حانت من دون تحقيق هدف تحرره من المحتل..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة العدوان الاحتلال احتلال فلسطين غزة عدوان رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی فی غزة

إقرأ أيضاً:

الصحف العربية.. السعودية تحتفل بيوم التأسيس.. واهتمام بالهواجس الأوروبية من التقارب الروسي الأمريكي

تناولت الصحف العربية اليوم الأحد العديد من الموضوعات والقضايا في المنطقة العربية والعالم والتي في مقدمتها: 

احتفالات تعمّ السعودية في «يوم التأسيس»

صحيفة الشرق الأوسط سلطت الضوء على ذكرى يوم التأسيس في المملكة العربية السعودية وكتبت تحت عنوان "احتفالات تعمّ السعودية في «يوم التأسيس»" أنه عمّت الاحتفالات الرسمية والشعبية مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية في «يوم التأسيس» أمس، مستعيدة 3 قرون من المجد والموعد الذي عقده الإمام محمد بن سعود مع التاريخ لتأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1727؛ ومنه انطلقت مسيرة الدولة حتى لحظتها المزدهرة الراهنة.

وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، اعتزازه بذكرى يوم تأسيس الدولة السعودية. وقال، في منشور على حسابه الرسمي على منصة «إكس»: «نعتزّ بذكرى تأسيس دولتنا المباركة قبل ثلاثة قرون على الأمن والعدل والعقيدة الخالصة، ولا يزال نهجها راسخاً منذ ذلك الحين، في وطن يتقدم إلى الريادة في مختلف المجالات».

وتزامناً مع المناسبة، وجّه خادم الحرمين الشريفين، بناءً على ما رفعه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بإطلاق أسماء أئمة وملوك الدولة السعودية على 15 ميداناً بالعاصمة الرياض تخليداً لذكراهم.

«حماس» أكملت تسليم أحياء المرحلة الأولى

كما تناولت الصحيفة عملية تسليم الأسرى في قطاع غزة بين حماس وإسرائيل ونشرت تحت عنوان "«حماس» أكملت تسليم أحياء المرحلة الأولى" أن حركة «حماس» أكملت أمس، الإفراج عن آخر الرهائن الإسرائيليين الأحياء المفترض الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار في قطاع غزة، وسط بوادر تعقيدات تواجه المرحلة الثانية التي تتضمن الإفراج عن بقية الرهائن.

وأضافت الصحيفة أنه سلّمت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، أمس، 6 أسرى ضمن الدفعة السابعة، كان يفترض أن يتم إطلاقهم على دفعتين، في مسعى من الحركة لتسريع إنهاء المرحلة الأولى والولوج إلى الثانية. وشملت عملية الإفراج عومر شيم طوف وإيليا كوهين وعومر فينكرت وتال شوهام وأفرا منغستو وهشام السيد. والأخير سُلّم من دون أي مراسم باعتباره عربياً يحمل جنسية إسرائيل.

وأبدت «حماس» استعدادها فوراً لإتمام صفقة تبادل نهائية كرزمة واحدة، ضمن المرحلة الثانية التي لم تبدأ ويبدو الدخول إليها معقّداً بسبب اشتراط إسرائيل تسليم الحركة سلاحها وإخراج قادتها من القطاع.

صحيفة الخليج:هواجس أوروبية من صفقة أوكرانيا.

اعتبر الكاتب أن كل ما يفعله ترامب ويقوله بشأن الحرب في أوكرانيا، ليس سراً أو مفاجئاً، بل أعلنه خلال الحملة الانتخابية، وينسجم مع سياسته في ولايته الأولى عندما كان يوجه انتقادات شديدة اللهجة إلى زيلينسكي، ويتهمه بالسعي إلى اختلاق صراع لن يفوز به في مواجهة روسيا.

وعودة هذا الموقف يبعلق الكاتب، بكل ما يحمله من خطاب عالي النبرة يحبط الأوروبيين ويفاقم الانقسامات بينهم، فبعد مجيء ترامب لم تعد الكلمة واحدة، وبدأت بعض القوى تتمرد وتقف في صف واشنطن وموسكو، وهناك في الأفق تحولات كثيرة، منها الانتخابات في ألمانيا، التي لن تساعد على استمرار النهج القديم في التعامل مع الوضع في أوكرانيا، وإنما ستعزز الاتجاه إلى الصفقة التي يريدها ترامب، وقد تفضي إلى تغيير تاريخي للتوازنات الموروثة في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

نهج راسخ

أما صحيفة الرياض السعودية فقد جأت كلمتها المفتاحية تحت عنوان "نهج راسخ" قالت فيها إنه مازال المواطن السعودي يعيش حالة السعادة بيوم تأسيس المملكة، وسط مظاهر احتفالية استثنائية، يشارك فيها جميع الفئات العمرية، فرحاً بمسيرة البلاد، وما حققته من إنجازات وتحولات، أعادت صياغة التاريخ السعودي، ووثقت في صفحاته البيضاء، محطات مُضيئة، تؤكد أن لهذا الوطن قيادات مُلهمة، تسلحت بالعزيمة والإصرار والإيمان بالله، من أجل تأسيس وطن قائم على مبادئ قويمة، ومرتكزات صلبة، تحظى بالاحترام والتقدير.

وذكرت الصحيفة أنه جاءت كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بهذه المناسبة، مُلخصةً لأبرز إنجازات البلاد خلال مسيرتها التنموية، وذلك عندما قال - رعاه الله -: «نعتز بذكرى تأسيس دولتنا المباركة قبل ثلاثة قرون على الأمن والعدل والعقيدة الخالصة»، وحملت كلماته - أيده الله - رسالة تشير إلى مستقبل هذه البلاد المشرق بالأمل، قائلاً: «مازال نهجها راسخاً منذ ذلك الحين، في وطن يتقدم إلى الريادة في مختلف المجالات».

وأضافت أن ذكرى يوم التأسيس لهذا العام، تسترجع أحداثاً عمرها 298 عاماً، وفق ما أشار إليه المؤرخ الدكتور راشد محمد عساكر في تعليق له في حسابه الشخصي بمنصة «إكس»، في إشارة إلى أن تاريخ هذه البلاد يقترب من إتمام ثلاثة قرون، ما يعكس العمق التاريخي والثقافي لمسيرة هذه البلاد، وما شهدته من أحداث مهمة، أعادت صياغة تاريخ الجزيرة العربية.

مقالات مشابهة

  • «المؤتمر»: الرؤية الفلسطينية المستقبلية تمثل إطارا شاملا لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني
  • الصحف العربية.. السعودية تحتفل بيوم التأسيس.. واهتمام بالهواجس الأوروبية من التقارب الروسي الأمريكي
  • أستاذ علوم سياسية: اجتماع القادة العرب من أجل استكشاف المواقف والتمهيد للقمة العربية
  • رئيس مجلس النواب: مُخططات تهجير الشعب الفلسطيني تستهدف تصفية القضية الفلسطينية
  • برلماني: الرؤية الفلسطينية تدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وتمثل خطوة لدعم الجهود العربية
  • حماس للجامعة العربية: لا تمرروا أي مشاريع ضد الشعب الفلسطيني 
  • حزب المؤتمر: الرؤية الفلسطينية خطوة مهمة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني
  • «نائب رئيس حزب المؤتمر»: الرؤية الفلسطينية خطوة مهمة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني
  • الرئيس الأمريكي يؤكد أهمية الاستثمارات التي تولد عوائد مالية
  • الرئيس الأمريكي يؤكد أهمية الاستثمارات التي تولد عوائد مالية خلال كلمته في النسخة الثالثة لقمة الأولوية بميامي