في يوم التنصيب.. كيف خالف السيسي الدستور المصري؟
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
يؤدي اليوم رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي اليمين الدستوري، كرئيس للبلاد، لفترة رئاسية ثالثة، أمام مجلس النواب في مقره الجديد بالعاصمة الإدارية، فيما رصد مراقببن مخالفات دستورية وبروتوكولية، تضع أداءه القسم أمام إشكالات دستورية وعوار قانوني.
وفجر أستاذ الإعلام السياسي، الدكتور ناصر فرغل، الجدل بعد أن نشر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إنه ووفقا للدستور فإن العاصمة المصرية هي القاهرة، بحسب المادة (122)، وأنها المقر الرسمي للبرلمان بغرفتيه (مجلسي النواب والشيوخ) وفقا للمادة (114)، وأنه لا يجوز حلف اليمين خارج هذا المكان، إلا في الظروف الاستثنائية.
وأوضح، أن حلف السيسي، اليمين الدستورية بالعاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة مخالفة للدستور، خاصة وأنها لا تتبع القاهرة إداريا، وتتبع وفق القرار الجمهوري رقم (57) الصادر في شباط / فبراير 2016، لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.
وأشار إلى أنه حين جرى استحداث محافظة حلوان جنوب القاهرة في اقتطاع من العاصمة، عام 2008، بعهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، بدأت حدودها بعد مقر المحكمة الدستورية العليا تفاديا للوقوع في عوار دستوري.
"بدعة التنصيب وانتقادات"
وأكد مراقبون، أن "حفل التنصيب" سابقة لم تحدث بمصر منذ انتهاء عصر الملكية عام 1952، إلا مع وجود رئيس النظام الحالي عبد الفتاح السيسي، منتقدي حالة الإسراف الحكومي في ظل معاناة شعب يرزح نحو ثلثيه بالفقر، وسط أزمات اقتصادية تضرب البلاد.
وتنتهي الولاية الثانية للسيسي، في 2 نيسان/ أبريل 2024، لتبدأ الولاية الجديدة والثالثة باليوم التالي، فيما تنص المادة (144)، من الدستور على أن يحلف رئيس الجمهورية اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، قبل أن يتولى مهام منصبه.
"وداعا عاصمة المعز"
وأعلن رئيس شركة العاصمة، خالد عباس، أن حفل تنصيب السيسي سيكون بمثابة افتتاح المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية، كما ألمح إلى أن ذلك يعد إيذانا بالانتقال النهائي للحكومة والبرلمان من القاهرة، ومباشرة السيسي عمله من العاصمة الجديدة، ومغادرة قاهرة المعزة، لأول مرة منذ اتخاذ الفاتح عمرو بن العاص لتلك البقعة من البلاد عاصمة لولاية مصر، بدلا من مدينة الإسكندرية.
وتعد القاهرة أكبر مدن مصر والعالم العربي من حيث تعداد السكان، فيما تحتل المركز الثاني إفريقيا والـ 17 عالميا، بعدد سكان أكثر من 22 مليون نسمة، وشهدت أرضها أحداث التاريخ منذ فجر التاريخ.
وفي المقابل، تقام العاصمة الإدارية الجديدة على نحو 230 ألف فدان، وتضم الحي الحكومي حيث مقار الوزارات والهيئات، بجانب الحي الرئاسي والذي يشمل القصر الرئاسي ومقر المخابرات العامة، بالإضافة إلى أحياء المال والأعمال، والفنون والثقافة، هذا إلى جانب مقر الجيش، "الأوكتاغون" الأكبر في العالم.
وأعاد نشطاء نشر إحدى أقوال الكاتب المصري الراحل أحمد خالد توفيق، والتي تشير للواقع الحالي، حيث قال: "سيتركون العاصمة القديمة لتحترق بأهلها وتندثر ظلما وفقرا ومرضا، وسيذهبون إلى عاصمتهم الجديدة حتى لا تتأذى أعينهم بكل ذلك الدمار".
"مفهوم الغلبة"
وفي تعليقه حول ما أثير من مخالفات في حفل تنصيب السيسي، للقانون والدستور والبروتوكول، قال السياسي والمحامي المصري عمرو عبد الهادي، إن "السيسي لا يعترف من الأساس بأي دستور، ولا بمفهوم الدولة، ولا المعارضة، ولا الوزراء، ولا مؤسسات الحكم".
عبد الهادي، وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد أن "مفهوم السيسي، الوحيد، هو الغلبة، وأن من يصل الحكم هو نصف إله"، وأوضح أن السيسي "منذ الوهلة الأولى يخالف الدستور والقانون، حيث إن دستور 2012، لم ينص على تولي رئيس المحكمة الدستورية العليا للحكم، ولكن السيسي، عزل الرئيس الراجل محمد مرسي 3 تموز/ يوليو 2013، وعين شخص- رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور- لم يذكره الدستور في حالة العزل".
وأضاف: "وحينما قام بتعديل الدستور عام 2014، لم يحترمه، وباع الأرض والعرض، وخالفه حين اعتقل الآلاف وقتل المئات وأعدمهم"، مشيرا إلى أن "دستور السيسي، الوحيد، هو أية أقوال مأثورة تساعده في البقاء".
وألمح المعارض المصري، إلى أنه "حين نقل مجلس النواب - إلى العاصمة الإدارية الجديدة - أيضا، خالف الدستور".
وشبه السيسي، بأنه "يسير بخطاباته على نهج ملكة فرنسا قبل الثورة الفرنسية ماري أنطوانيت، حين قال: (ملعقة سكر واحدة على الكنافة)، تماما كما قالت هي: (ليأكلوا البسكويت بدلا من الخبز)"، مضيفا: "وحين يُفتضح يحول خطبه إلى خطب معمر القذافي، ليضحك من حوله ويثير الجدل".
وختم عبد الهادي: "منذ 2013، لا توجد دولة، فهل يحترم السيسي، دستورا؟".
"هكذا الديكتاتورية"
وفي رؤيته، قال الكاتب والمحلل السياسي المصري أحمد حسن بكر، إن "الأنظمة الديكتاتورية لا تؤمن بدستور، ولا تحترم قانونا، ودوما ترى نفسها الدستور والقانون معا".
بكر، في حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "منذ أن ظهر السيسي، بالساحة السياسية أعقاب ثورة 25 يناير 2011، تم تعطيل الدستور، وتفصيل بعض مواده لتمكنه من الحكم المطلق، وتُركز كافة السلطات بيده، وتجعله الحاكم بأمره".
وتابع: "ولأنه يتوهم نفسه موسى كليم الله، وسليمان الحكيم، وطبيب الفلاسفة الذي يسأله رؤساء مخابرات العالم عن حلول لقضاياهم الأمنية المستعصية؛ لذا، فلن يستجيب لدستور، ولن يلتزم بقانون".
وأشار إلى أن السيسي جاء عبر انتخابات باطلة، قائلا: "هو يعلم قبل غيره أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لو جرت بدولة قانون ودستور فهي باطلة جملة وتفصيلا".
وأكد أن "الإجراءات التي سبقت الانتخابات بمنع المرشحين من الحصول على التوكيلات الشعبية، وإرهابهم، والاعتداء على أنصارهم، وتوظيف مؤسسات ومرافق الدولة لدعم المرشح الرئيس، واختيار مرشحين كـ “ديكور" منافس، ما يطعن بشرعية الانتخابات، وما ترتب عليها من نتائج".
"استفزازي وغير دستوري"
ويواصل بكر، قائلا: "السيسي، لا يرى نفسه رئيسا منتخبا، بل إمبراطور، حاكم بأمره، لذا لا يعنيه مخالفة الدستور بمراسم حفل القسم الدستوري لبدء فترة حكم رئاسية جديدة".
وبين أنه "تجاهل المادتين (122، و144) من الدستور، حيث تنص الأولى على أن القاهرة عاصمة الدولة، والثانية تنص على أنها مقر البرلمان، حيث يقسم الرئيس المنتخب القسم الدستوري"، ملمحا إلى أنه "بكل الأحوال من اعتاد مخالفة الدستور، لن يلتفت لمخالفات بروتوكولية يوم تنصيب، اخترعه".
وأشار الكاتب الصحفي المصري إلى أن "الشعب جائع والرئيس مبذر"، موضحا أن "الحال الآن، شعب يعيش تحت خط الفقر بسبب سياسات اقتصادية ديكتاتورية فاشلة، ورئيس مصاب بجنون العظمة، يرى نفسه ملكا متوجا، وإمبراطورا مسيطرا، لا تعنيه أموال الشعب، فالشعب وما يملك ملك يمينه يفعل بهما ما يشاء دون رقيب، أو حسيب".
ويعتقد أن "حفل التنصيب هذا سيؤجج مشاعر غضب الملايين، الذين لا يجدون ما يكفيهم من طعام وشراب، وكذا الملايين الذين قاطعوا مهزلة الانتخابات الرئاسية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السيسي مجلس النواب تنصيب السيسي العاصمة الإدارية السيسي مجلس النواب تنصيب السيسي العاصمة الإدارية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العاصمة الإداریة على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
عاجل - نص كلمة الرئيس السيسي في الجلسة الثانية بقمة الدول الثمانية في العاصمة الإدارية
ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي الجلسة الثانية لمؤتمر الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، التي خصصت لمناقشة الكارثة الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة ولبنان، حيث ألقى الرئيس كلمة مصر خلال الجلسة، تناولت الأوضاع في فلسطين ولبنان والجهود المصرية لاستعادة الاستقرار في المنطقة.
تحديات الشرق الأوسطوقال الرئيس السيسي: «تشهد منطقة الشرق الأوسط تهديدات جساما، حيث أضحت الأحداث الجارية في المنطقة خير شاهد على ما يعيشه العالم من ازدواجية في المعايير، وإفراغ للمبادئ والقيم الإنسانية من معانيها، وتهميش لقواعد القانون الدولي».
وتابع الرئيس: "إذ تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ أكثر من عام وامتدت إلى لبنان الشقيق كما تشهد سوريا الشقيقة انتهاكا صارخا لسيادتها على خلفية استيلاء إسرائيل على المزيد من الأراضي السورية مؤخرا وشن اعتداءات على الأراضي السورية وإعلانها من طرف واحد، عن إلغاء اتفاق فض الاشتباك لعام 1974".
إدانة مصر للانتهاكات الإسرائيلية غي غزة وسوريا ولبنانوأكد الرئيس: "تدين مصر بأشد العبارات تلك الممارسات وتؤكد دعمها التام لوحدة واستقرار سوريا، وسيادتها وسلامة أراضيها كما تؤكد مصر دعمها لكل جهد يسهم في إنجاح العملية السياسية الشاملة في سوريا بمشاركة الشعب السوري بكل مكوناته وشرائحه ودون إملاءات أو تدخلات خارجية".
وأضاف أنّ ما حدث منذ أكتوبر 2023، تعدى كل الحدود والقواعد الدولية والإنسانية، حيث تخطت أعداد الوفيات من الفلسطينيين 45 ألف شهيد، غالبيتهم من الأطفال وأصيب أكثر من 107 آلاف، معظمهم أيضا من السيدات والأطفال وبلغت أعداد النازحين 1.9 مليون شخص وامتدت الانتهاكات الإسرائيلية لتشمل موظفين دوليين لقوا حتفهم أثناء تأدية عملهم، كما تم تدمير أكثر من 70% من البنية التحتية في غزة، وكذلك سجلت معدلات الفقر والبطالة والجوع أرقاما كارثية تتراوح بين 80% إلى 100%، مع التوقع بأن يعاني أكثر من 90% من سكان القطاع، من نقص غذائي حاد.
ولفت إلى أنّ الانتهاكات امتدت لتشمل سكان الضفة الغربية والقدس الشرقية الذين يعانون من توسع الأنشطة الاستيطانية وعنف المستوطنين والاقتحامات العسكرية لمدن الضفة، وتعيد مصر التأكيد على محورية دور وكالة الأونروا لتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني، كما نؤكد أنّ حق العودة للشعب الفلسطيني، لن يسقط بالتقادم.
وأكمل: "لا يسعني في هذه الأجواء سوى التأكيد على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة ورفع العوائق الإسرائيلية أمام النفاذ الإنساني بما يمهد لترتيبات ما بعد الحرب، وأذكر في هذا السياق أنّ النجاح لن يكتب لأي تصور لليوم التالي في قطاع غزة إذا لم يتم تأسيس هذا التصور، على تدشين الدولة الفلسطينية متصلة الأراضي على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وأؤكد رفض مصر لأي سيناريوهات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية سواء من خلال التهجير أو من خلال فصل غزة عن الضفة والقدس".
وتابع الرئيس أنّ نيران الحرب الإسرائيلية امتدت إلى لبنان الشقيقة، حيث أسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد ما يزيد على 4000 شخص بينهم نساء وأطفال وما يتجاوز 16 ألف جريح ونزوح ما يقرب من 1.2 مليون شخص، وحرصت مصر منذ وقوع العدوان على تقديم كل سبل الدعم الممكن للشعب اللبناني الشقيق، حيث أقامت مصر جسرا جويا مباشرا بين القاهرة وبيروت نجحت خلاله في إيصال 92 طنا، من المستلزمات الطبية والإغاثية، ومع ترحيب مصر، بالإعلان عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ.
حشد التمويل اللازم لإعادة الإعمار في لبنانوشدد الرئيس على أهمية تضافر الجهود الدولية لحشد التمويل اللازم لإعادة الإعمار في لبنان، خاصة وأنّ التقديرات الدولية تشير إلى حاجة لبنان إلى نحو 5 مليارات دولار، لإعادة الإعمار على الأقل، وفي ذات السياق، تؤكد مصر أهمية التنفيذ الكامل وغير الانتقائي لقرار مجلس الأمن رقم 1701 وتمكين الجيش اللبناني من بسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية كما تعيد مصر التأكيد على التزامها الكامل بدعم الأشقاء اللبنانيين من أجل استكمال الاستحقاقات الدستورية عبر انتخاب رئيس للجمهورية في إطار السيادة الوطنية اللبنانية والتوافق الداخلي.