كيف تفوز بليلة القدر والدعاء المأثور فيها.. علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
قال د. علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء اقتضت حكمة الله أن يخفي ليلة القدر في رمضان ليجتهد الصائم في طلبها وخاصة في العشر الأواخر منه ويوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ أملا في أن توافقه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: ﴿ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر﴾ [القدر: 3-5]، فتكون حظه من الدنيا وينال رضاء الله في دنياه وفي آخرته؛ لذلك أخفى الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان؛ حثا للصائمين على مضاعفة العمل في رمضان، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان.
وأضاف جمعة اختلف الفقهاء في تعيينها، ونظرا للخلاف القائم بين العلماء ينبغي للمسلم ألا يتوانى في طلبها في الوتر من العشر الأواخر، وقد ورد في فضل إحيائها أحاديث، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
وتابع: أما بالنسبة للدعاء المأثور إذا أكرم الله المسلم بهذه الليلة فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر، بم أدعو؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» أخرجه الترمذي وصححه، والنسائي وابن ماجه وأحمد، وصححه الحاكم.
علامات ليلة القدر
أولا: نزول الملائكة أفواجا في ليلة القدر، وتكون أكثر من الحصى على الأرض، فقد قال الله تعالى: «تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر»، وروي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: «وإن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى».
علامات ليلة القدر الصحيحة ثانيا: اعتدال الجو فيها؛ فلا يوصف بالحرارة، أو البرودة؛ حيث روي عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: «ليلة القدر ليلة سمحة، طلقة، لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء».
ورد في أمارات ليلة القدر الصحيحة ثالثا: طلوع الشمس دون شعاع في صباح اليوم التالي لها؛ فقد ورد عن أبي بن كعب -رضي الله عنه-: «وآية ذلك أن تطلع الشمس في صبيحتها مثل الطست، لا شعاع لها، حتى ترتفع»، ثبت في علامات ليلة القدر النقاء والصفاء في ليلتها؛ فقد روي في أثر غريب عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: «أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمرا ساطعا ساكنة ساجية لا برد فيها ولا حر ولا يحل لكوكب يرمى به فيها حتى تصبح، وإن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ».
والعلامة الرابعة من علامات ليلة القدر أن يحدث للإنسان سكون في النفس، خامسا: في ليلة القدر يشعر الشخص بإقبال على الله عز وجل في هذه الليلة، وسابعا أنه لا ينزل في ليلة القدر النيازك والشهب، وثامنا: أن يوفق الشخص فيها بدعاء لم يقله من قبل .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليلة القدر علامات ليلة القدر زكاة الفطر علي جمعة علامات لیلة القدر فی لیلة القدر رضی الله عنه
إقرأ أيضاً:
علي جمعة يحذر من 6 أمور تؤثر على القلب.. وهذا حلها
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الإمام الشافعي رحمه الله: قال «ما حلفت بالله تعالى لا صادقًا ولا كاذبًا قط»، فانظر إلى حرمته وتوقيره لله تعالى، ودلالة ذلك على علمه بجلال الله سبحانه، وسُئل الشافعي رضي الله عنه عن مسألةٍ فسكت، فقيل له: ألا تُجيب رحمك الله؟ فقال: «حتى أدري الفضل في سكوتي أو في جوابي». يفكر هل يتكلم أم لا .
وكان يقول رحمه الله : الكلمة تملكها حتى تنطق بها فهي تملكك.
فانظر في مراقبته للسانه مع أنه أشد الأعضاء تسلطًا على الفقهاء، وأعصاها عن الضبط والقهر، وبه يستبين أنه كان لا يتكلم، ولا يسكت إلا لنيل الفضل، وطلب الثواب.
وقال: أحمد بن يحيى بن الوزير خرج الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يومًا من سوق القناديل فتبعناه فإذا رجلٌ يسفه على رجلٍ من أهل العلم؛ فالتفت الشافعي إلينا وقال: «نزهوا أسماعكم عن استماع الخنا كما تنزهون ألسنتكم عن النطق به ؛ فإن المستمع شريك القائل، وإن السفيه لينظر إلى أخبث شيءٍ في إنائه فيحرص أن يُفرغه في أوعيتكم، ولو رُدت كلمة السفيه لسعد رادها كما شقي بها قائلها».
وهنا كان ينبهنا مشايخنا رحمهم الله تعالى قبل أن ينفرط العقد، وينهار الحال الذي نحن فيه إلى أن الاستماع إلى الغيبة، والنميمة، والكذب، والبهتان، والضجيج، واللغو يؤثر تأثيرًا قويًا في القلب، وأن من تأثيره أن يهون المنكر علينا، يعني نرى المنكر وكأنه شيء عادي، وقد كان -يعني هؤلاء الناس- لم يستمعوا، وأصبحنا الآن بين ضرورات؛ فإذا انعزلنا بالكلية عن المجتمع فيكون هذا هروب من مواطن المسئولية، وإذا بقينا وصبرنا على أذية الناس، وغيبتهم، ونميمتهم، وبهتانهم، وكذا إلى آخره فإن هذا يؤثر في القلب، والمخرج من هذا هو ذكر الله؛، فإن نور الذكر يحمي من طَمْس الخنا ،فالذكر هو واجب الوقت فـ {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} لأن الذكر لا يحتاج إلى مؤنة، ولا يحتاج إلى وقت.