آخر تحديث: 2 أبريل 2024 - 10:45 صبقلم: سلام المهندس تمتد جذور الديمقراطية إلى كثير من الحضارات القديمة، وتعد الديمقراطية نظامًا سياسيًّا يقوم على مبدأ مشاركة الشعب في صنع القرارات التي تؤثر في حياته وفي مستقبله. ما مفهوم الديمقراطية؟ إن بناء مجتمع ديمقراطي يُعد من الأهداف القوية التي تسعى إلى تحقيق الحرية والعدالة ودعم المجتمع.

ومفهوم المجتمع الديمقراطي هو منح الشعب حق التعبير عن آرائه والمشاركة في صنع القرارات التي تتبناها الحكومة.ويتحقق ذلك عن طريق انتخاب ممثلين للشعب من الشعب نفسه بما يسمى برلمان أو مجلس شعب… إلخ، والتصويت على سياسات وقرارات الحكومة التي من المحتمل أن تؤثر في مستقبل الشعب.هذا النمط من الحكم يعزز الشفافية ويضمن أن صوت الشعب في نظامة البرلماني يُسمع ويؤخذ في الاعتبار. ولبناء مجتمع ديمقراطي قوي لا بد من المشاركة الفعالة للشعب في صنع القرارات كما قلنا سابقًا عن طريق ممثليهم في البرلمان.وتُشجَّع المناقشات والحوارات المفتوحة عن طريق تمكين الشعب من المشاركة في العملية السياسية، وأحد جوانب بناء مجتمع ديمقراطي هو ضمان حقوق الإنسان والمساواة لجميع أفراد المجتمع.ويجب أن يكون لكل إنسان حقوق متساوية للمشاركة في حكم بلاده، ويجب أن تحمي الدولة حقوق الأقليات وتحترم حرية التعبير والديانات والثقافات الأخرى داخل الشعب.والتعليم والعمل السياسي يؤديان دورًا مهمًّا في بناء مجتمع ديمقراطي، فيجب تعزيز الوعي السياسي والمواطنة عن طريق توفير فرص التعلم والتثقيف في المدارس وبين صفوف الشعب، وعن طريق تعزيز الفهم العميق للقيم الديمقراطية والمسؤولية المشتركة التي تقع على عاتق الحكومة والشعب.ولكي تعزز روح الديمقراطية يتطلب أيضًا تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد في جميع دوائر الدولة، ويجب أن توجد آليات فعالة لرصد السلطة وضمان مساءلة المسؤولين عن أعمالهم، ويجب تعزيز ثقة الناس في النظام الديمقراطي بإقرار سياسات مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في إدارة أملاك الدولة. كيف يمكن بناء مجتمع ديمقراطي؟ إن السعي لبناء مجتمع ديمقراطي على أساس العدالة الاجتماعية يتطلب توزيع الثروة والفرص على نحو عادل، كذلك يجب توفير فرص العمل الكريمة والحصول على خدمات الرعاية الصحية والتعليم الجيد للجميع وعلى نحو مجاني.إن بناء مجتمع ديمقراطي يعد الهدف الأساسي حتى تتمتع الدولة بالحرية، ولكن يجب أن يكون هدفًا مستمرًّا يسعى إليه الشعب حتى ولو تغاضت الحكومة عن تحقيق الديمقراطية.ويتطلب ذلك التزامًا قويًّا من الحكومات والمؤسسات والأفراد لتعزيز قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، ويجب أن يوجد تفاعل بين الحاكمين والمحكومين، وتشجيع المشاركة المجتمعية وتعزيز العمل الجماعي لبناء مستقبل أفضل للجميع.إن بناء دولة ديمقراطية يتطلب التفكير بعيدًا عن المصالح الشخصية والتفكير في المصلحة العامة للشعب. إنه يتطلب الحوار والاحترام المتبادل والقدرة على الاستماع لآراء الآخرين والتعامل مع التنوع بإيجابية بين جميع أطياف الشعب بكل قومياته.فعن طريق بناء دولة ديمقراطية، يمكننا تحقيق تقدم حقيقي وتحسين جودة حياة الناس وتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية مع ترفيه الشعب بخيراته.في النهاية إن سعي الحكومة لبناء دولة ديمقراطية ليس مهمة سهلة، ولكنها تستحق الجهود والتضحيات، إنها رؤية تجاه مستقبل أفضل، حيث يتمتع الشعب بالحرية والمساواة.إن بناء مجتمع ديمقراطي يمثل تحديًا مستمرًّا يتطلب التزامًا جادًّا من الجميع، ولكنه يمنحنا فرصة لتحقيق تغيير إيجابي وبناء عالم أفضل.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: ویجب أن عن طریق إن بناء

إقرأ أيضاً:

عفة القائد وفساد الزبانية ..!

بقلم : حسين الذكر ..

إن ( التقوى أصل الفضيلة وأساس الايديولوجيا للمجتمع الصيني قديما وحديثا ).. لم تقم النهضة والحضارة الصينية الا على هذا الوجدان من خلال احترام القيم الاسرية … فلا تقوى للمجتمع الذي لا احترام للوالدين فيه .. هكذا قال المعلم كونفوشيوس الذي علم طلابه ورسله الى جميع المدن الصينية يعلمون التقوى كفلسفة لا بد منها .. والوالدان هما المثل والقيمة العليا التي بمجملها تمثل الفضيلة .. ومن طريف ما يذكر هنا : ( حتى الان ينظر في المحاكم الصينية الى انزال عقوبة الطلاق بالمرأة لاسباب عدة منها عدم طاعة والدي الزوج او ان تكون الزوجة ثرثارة ) .

خلال فترة حكم المامون حدثت مشكلة مع انها لونية او رمزية لكن دلالاتها وصنع ما يحاك من خلالها له أهمية تذكر وما زال فعلها مؤثراً حتى اليوم .. اذ شكا الخليفة المامون لدى وزيره بان محبي الامام الرضا اخذوا يلبسون اللون الأخضر المخالف للون الدولة العباسية المعروف بالاسود .. فما كان من الوزير فضل بن سهل الا ان اقترح ان يكون لون القصر واللباس الرسمي اخضرا .. فوافق الخليفة وانتشر الخبر وطغى اللون على جميع المؤسسات ورجال الدولة في واقعة لا يمكن ان تمر وتعبر دون تدقيق فيما يعني اللون العاكس للسلطة والقوة .. اذ ان الكثير من الألوان يستخدمها البعض بصورة غير شرعية مما يعكس مدى تسلط اللون الطاغي اكثر من جميع شعارات السلطات الأخرى .

(إذا صلح القائد فمن يجرؤ على الفساد ؟ ) هكذا قال كونفوشيوس قبل الاف السنين .. كذا قال فيلسوف الاسلام ترجمانه النظري والعملي علي بن ابي طالب (عفة الجنود من عفة قائدهم ) ..
ان المؤسسات لا تفسد الا عبر مسؤول افسد .. لذا فان كثيراً من مفاصل الدولة في زمن بعض الدكتاتوريات الدخيلة على الأمم تبقى سالمة برغم فساد راس السلطة … السبب يكمن في ان على راس ادارتها موظفين عرفوا بالنزاهة بعيدا عن التلوث بالوان السلطة وشعاراتها الزائفة واستغلالها للرمزية بشكل مُخز ..
في الدساتير الخاصة بالدولة الحضارية التي تاسست بعد ثورات كبرى وما زالت دولاً عظمى او تدور بهذا الفلك .. سيما في سياساتها الداخلية .. نجد ان الضرائب هي اول واهم بنود الدستور واخطرها مهمة اذ تعتمد أسس الدولة والشعب على إدارة ملف الضرائب الذي يبحثون له في كل المؤسسات ومفاصل الدولة عن موظفين على مستوى عالٍ من النزاهة والمعرفة والوطنية والولاء … كي يحافظوا على أموال الدولة وشرف السلطة الحاكمة وحقوق الشعب وهذا هو الأهم ..
في التاريخ الصيني يقال ان هناك اغنية انتشرت في حقبة زمنية ما على لسان الفقراء و الفلاحين مطلعها : ( فار ضخم … فار ضخم … ) اريد بها أولئك الموظفون الذين يرسلهم الملك لجباية الضرائب من الفلاحين وفقراء الشعب .. ممن اخذوا يستغلون ويستخدمون السلطة لانتزاع الأموال لمصالحهم الشخصية وبطونهم المتكرشة ونزواتهم العاهرة .. ولا يذهب لميزانية الدولة الا رسوم شحيحة زادت من بؤس الشعب واضعفت أجهزة الحكومة وضاعفت من نقمة الشعب وادت الى ثورة كبرى اقتلعت السلطان وزبانيته .

حسين الذكر

مقالات مشابهة

  • القصبي: مجلس النواب سيظل مؤسسة تشريعية لبناء دولة القانون والمؤسسات
  • خطاب قاسم: برنامج سياسي عنوانه بناء الدولة
  • وزير الإعلام: مواجهة خطاب التحريض والكراهية والاستقطاب المجتمعي ‏مسؤولية الجميع في مرحلة بناء الدولة
  • استشاري نفسي: التصدي لظاهرة التنمر يتطلب تكاتفًا أسريًا ومجتمعيًا
  • طريق حسين الشيخ قد تكون وعرة .. العالول زاهد بالموقع والرجوب تغيب عن الأضواء وممثل الديمقراطية لم يحضر
  • الشعب الجمهوري: قانون العمل الجديد ضمانة حقيقية لحقوق العمال
  • أبونعامة لـ«وفد قبيلة الجوازي»: الشباب ركيزة أساسية في بناء الدولة
  • عفة القائد وفساد الزبانية ..!
  • ولي عهد لوكسمبورج يشكر الحكومة السعودية على دعم “رسل السلام”
  • أمير منطقة حائل يرعى فعالية “امشِ 30”