أطفال غزة .. بين نيران الحرب وخطر الكبد الوبائي
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
سرايا - ينتاب الفلسطيني أحمد الدرملي قلق شديد على حياة طفله الصغير كرم (11 عامًا) الذي أُصيب بالتهاب الكبد الوبائي من نوع A جراء تداعيات الحرب الصهيونية المتواصلة منذ نحو 7 أشهر على قطاع غزة.
والتهاب الكبد الوبائي A هو إصابة شديدة العدوى تحدث في الكبد، ويسببها فيروس نتيجة تناول طعام أو شراب ملوّث، أو نتيجة للمخالطة اللصيقة بشخص حامل للمرض.
حالات التهاب الكبد الوبائي انتشرت في قطاع غزة خاصة بين الأطفال، نتيجة نقص النظافة الشخصية والمياه، وتلوّث الغذاء، والاكتظاظ السكاني في مراكز النزوح، وذلك بسبب القيود التي يفرضها الجيش الصهيوني على كل مقومات الحياة.
وضع صحي محبط
أحمد، والد الطفل المريض محبط بسبب الظروف القاسية التي يواجهها القطاع نتيجة للحرب الصهيونية المدمرة، مما يجعل الوصول إلى الرعاية الصحية الضرورية لطفله أمرًا صعبًا.
جهود مضنية يبذلها الأب في البحث عن الدواء والعلاج لطفله في غزة، رغم الكارثة الصحية التي يعاني منها القطاع ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية.
وعلى سرير "مستشفى كمال عدوان" شمال قطاع غزة، يرقد كرم الذي كان يقيم في إحدى مدارس النازحين بعد نزوحه من منزل العائلة بمدينة غزة شمال القطاع.
لا يتردد الأطباء في المستشفى لتقديم كل الرعاية الصحية اللازمة والمتوفرة للمرضى، رغم النقص الشديد بالمستلزمات والاحتياجات الضرورية.
يقول الدرملي: "أصيب ابني كرم بالتهاب الكبد الوبائي نتيجة تلوث المياه والغذاء، حيث نقيم في مركز إيواء ولا تتوفر أي وسيلة للنظافة".
ويضيف: "انتشر المرض بشكل كبير بين النازحين، والكثيرون يعانون منه".
ويشير الوالد إلى أن "الرعاية الصحية في قطاع غزة معدومة بسبب النقص الحاد في المستلزمات الطبية والأدوية والفحوصات المخبرية".
يجب علاج أبنائنا بالخارج
وفي سرير مجاور للطفل كرم، ترقد يسرى أحمد، طفلة أخرى مصابة بمرض الكبد الوبائي وتعاني من إعياء شديد.
وبجانب والد كرم، تقف والدة يسرى والدموع تملأ عينيها خشية على حياة طفلتها، في ظل ظروف غير إنسانية نتيجة للحرب الشرسة.
تقول والدة يسرى: "ابنتي أصيبت بمرض الكبد الوبائي بسبب انتشاره في مراكز الإيواء شمال قطاع غزة".
وتضيف وقلبها يعتصر ألمًا على طفلتها: "نحن لا ندري ماذا نفعل، فلا يوجد علاج ولا تحسن في حالتها الصحية".
وتلفت إلى أنه "في قطاع غزة، لا تتوفر الإمكانيات لمعالجة المرض، حيث تم تدمير المختبرات الصحية، والأدوية نادرة".
وتطالب الأم الفلسطينية بأن يتم علاج طفلتها خارج قطاع غزة، "لكي تعود صحتها كما كانت سابقًا وتعيش بسلام مثل باقي أطفال العالم".
انتشار كبير بمراكز الإيواء
طبيبة الأطفال في "مستشفى كمال عدوان" إيمان أبو جلهوم، تقول للأناضول إن العديد من المرضى يعانون من مشاكل صحية وسوء تغذية ومرض الكبد الوبائي بسبب ما خلفته الحرب الصهيونية على القطاع.
وتوضح بأن انتشار مرض الكبد الوبائي يعود إلى غياب النظافة الشخصية وتلوث المياه والطعام، بالإضافة إلى الاكتظاظ في مراكز الإيواء، التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
وتضيف: "هذا المرض منتشر بشكل كبير في مراكز الإيواء في قطاع غزة، حيث نتلقى يوميًا أكثر من 10 حالات جديدة من جميع الفئات العمرية".
وتؤكد الطبيبة أن مستشفيات القطاع غير قادرة على التعامل مع المصابين بسبب نقص العلاج والمستلزمات الطبية في ظل الحرب المدمرة لكل القطاعات الحياتية.
وتحذر من استمرار انتشار المرض المعدّي بين صفوف النازحين، ما يشكل خطرًا كبيرًا غير مسبوق على صحة وسلامة الأطفال.
8 آلاف إصابة
ونزح قرابة 2 مليون فلسطيني من مناطق سكنهم جراء التوغل الصهيوني وقصف المنازل خلال الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويواجه الفلسطينيون ظروفًا إنسانية صعبة بسبب نقص العلاج والغذاء والماء، حيث يقيمون في مراكز إيواء وخيام تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
ويعاني في قطاع غزة نحو 700 ألف شخص من أمراض معدية نتيجة النزوح، بينهم حوالي 8 آلاف حالة مصابة بالتهاب الكبد الوبائي الفيروسي، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة.
والخميس، حذر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من مغبة انهيار النظام الصحي بقطاع غزة المحاصر، مشيرا إلى وجود 10 مستشفيات فقط تعمل بشكل جزئي من أصل 36.
ومنذ بدء حربها على غزة في 7 أكتوبر 2023، تستهدف القوات الصهيونية بهجمات ممنهجة ومتواصلة المرافق الطبية والمستشفيات في مختلف مناطق القطاع، ما تسبب في تدمير المنظومة الصحية، وكارثة إنسانية وتدهور في البنى التحتية.
وخلّفت الحرب على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
الأناضول
إقرأ أيضاً : اليابان ترفع تعليق تمويلها لوكالة أونرواإقرأ أيضاً : الاحتلال يواصل عدوانه على قطاع غزة لليوم 179إقرأ أيضاً : المطبخ المركزي العالمي يعلن وقف عملياته مؤقتا وفورا في غزة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: مراکز الإیواء الکبد الوبائی فی قطاع غزة فی مراکز
إقرأ أيضاً:
إستشهاد 13 فلسطينيا .. والخارجية تدين اقتحام نتانياهو لشمال القطاع
القاهرة رام الله "رويترز": قال مسعفون إن 13 على الأقل إستشهدوا في شمال القطاع مع إستمرار جيش الإحتلال في هدم المنازل في رفح بجنوبه. وقالت منظمة أطباء بلا حدود اليوم إن قطاع غزة أصبح "مقبرة جماعية" للفلسطينيين ومن يحاولون مساعدتهم.
وذكر مسعفون فلسطينيون أن غارة جوية إسرائيلية قتلت 10 من بينهم كاتبة ومصورة معروفة تدعى فاطمة حسونة ألقى عملها الضوء على المصاعب الجمة التي يواجهها سكان مدينة غزة خلال الحرب. وأضافوا أن ضربة على منزل آخر إلى الشمال قتلت ثلاثة.
ولم يصدر تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي.
وفي رفح بجنوب قطاع غزة، قال سكان إن الجيش الإسرائيلي هدم المزيد من المنازل في المدينة التي أصبحت تحت سيطرة إسرائيل في الأيام القليلة الماضية.
ويقول قادة إسرائيليون عن ذلك إنه توسيع لمناطق أمنية في القطاع لممارسة مزيد من الضغط على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لتفرج عن الرهائن المتبقين.
وقالت أماند بازيرول منسقة الطوارئ في قطاع غزة لدى أطباء بلا حدود "تم تحويل غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ومن يأتون لمساعدتهم. نشهد لحظة بلحظة الدمار والتهجير لكل سكان القطاع".
صعوبات جمة
وتابعت قائلة "مع عدم وجود أي مكان آمن للفلسطينيين أو من يساعدونهم، تواجه الاستجابة الإنسانية صعوبات جمة تحت وطأة انعدام الأمن والنقص الحاد لدرجة حرجة في الإمدادات مما لا يتيح أي خيارات تذكر للناس للحصول على رعاية".
وتعثرت جهود الوسطاء التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة لإعادة وقف إطلاق النار المنهار في قطاع غزة وتحرير الرهائن مع تمسك إسرائيل وحماس بموقفيهما.
وتقول حماس إنها تريد الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وهي مرحلة من المفترض أن تناقش الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وإنهاء الحرب. وتقول إسرائيل إن الحرب لن تتوقف إلا بعد هزيمة حماس. وبدأت الحرب بعد هجوم نفذه مسلحون بقيادة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
المستلزمات الأساسية
قالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في قطاع غزة إن تعليق إسرائيل دخول الوقود والإمدادات الطبية والغذائية منذ أوائل مارس بدأ يعرقل عمل المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل مع نفاد الإمدادات الطبية.
وأضافت الوزارة "مئات المرضى والجرحى لا تتوفر لهم أدوية وتزداد معاناتهم مع إغلاق المعابر".
وقالت إسرائيل إن الإجراءات العقابية تهدف إلى مواصلة الضغط على حماس، في حين نددت الحركة الفلسطينية بهذه الإجراءات ووصفتها بأنها "عقاب جماعي".
وتقول سلطات الصحة في غزة إن أكثر من 1600 فلسطيني قتلوا منذ استئناف إسرائيل حملتها العسكرية في مارس بعد هدوء نسبي استمر لشهرين. وأدت هذه الحملة إلى نزوح مئات الألوف من السكان وفرضت حظرا على دخول جميع الإمدادات إلى القطاع.
ولا يزال 59 رهينة من إسرائيل محتجزين لدى حماس. وتعتقد إسرائيل أن 24 منهم على قيد الحياة.
واندلعت الحرب على خلفية الهجوم الذي شنته حماس في أكتوبر 2023 على بلدات في جنوب إسرائيل، وتشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة في غزة.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن ما لا يقل عن 51 ألف فلسطيني قتلوا في الهجوم الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023.
فقدان الاتصال
أعلن الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) فقدان الاتصال مع مجموعة تحتجز إيدان ألكسندر، وهو من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة ويحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية.
وقال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة عبر تيليجرام "نعلن أننا فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي إيدان ألكسندر بعد قصف مباشر استهدف مكان تواجدهم ولا زلنا نحاول الوصول إليهم حتى اللحظة ... تقديراتنا أن جيش الاحتلال يحاول عمدا التخلص من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية بهدف مواصلة حرب الإبادة على شعبنا".
وألكسندر من نيوجيرزي وجندي في الجيش الإسرائيلي يبلغ من العمر 21 عاما.
ولم يحدد أبو عبيدة المكان الذي يفترض احتجاز ألكسندر فيه داخل غزة. ونشرت كتائب القسام لاحقا مقطع فيديو يحذر فيه عائلات الرهائن بالقول "كونوا مستعدين قريبا سيعود أبناؤكم في توابيت سوداء، وجثث مزقتها شظايا صواريخ جيشكم".
وسبق أن حملت حماس إسرائيل مسؤولية مقتل رهائن محتجزين في غزة في وقائع منها ما قالت إنه كان نتيجة مباشرة للعمليات العسكرية في حين أقرت في مرة واحدة على الأقل بمقتل رهينة على يد حارس قالت إنه تصرف خلافا للتعليمات.
ولم يصدر أي رد حتى الآن من الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق على بيان حماس بشأن ألكسندر.
كان مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص ستيف ويتكوف قد قال لصحفيين بالبيت الأبيض في مارس إن إطلاق سراح ألكسندر، الذي يعتقد أنه آخر الرهائن الأمريكيين على قيد الحياة لدى حماس في غزة، مسألة ذات "أولوية قصوى بالنسبة لنا".
وكانت مجموعة تمثل بعض أفراد أسر المحتجزين في غزة تحمل اسم منتدى تكفا قد قالت في وقت سابق اليوم إن ألكسندر من بين ما يصل إلى 10 رهائن يمكن أن تطلق حماس سراحهم في حالة التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، لافتة إلى محادثة جرت اليوم بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووالدة رهينة أخرى. ولم يصدر أي تعليق على ذلك من مكتب نتنياهو بعد.
ونشرت حماس السبت مقطعا مصورا بدا أنه يظهر فيه ألكسندر المحتجز في غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وكان إطلاق سراح ألكسندر محور محادثات سابقة جرت بين قياديي حماس والمبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بولر الشهر الماضي.
وأطلقت حماس سراح 38 رهينة في إطار وقف إطلاق نار بدأ في 19 يناير. وفي مارس تخلى الجيش الإسرائيلي عن وقف إطلاق النار واستأنف هجومه البري والجوي على غزة بعد أن رفضت حماس مقترحات لتمديد الهدنة دون إنهاء الحرب.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الهجوم سيستمر حتى يتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين البالغ عددهم 59 ونزع سلاح غزة. وتصر حماس على أنها لن تطلق سراح الرهائن إلا في إطار اتفاق ينهي الحرب، وترفض مطالب إلقاء السلاح.
إقنجام شمال القطاع
دانت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم "اقتحام نتانياهو" شمال قطاع غزة، واصفة إياه بـ"استهتار بالإجماع الدولي على وقف الإبادة والتهجير والضم".
وأكدت الخارجية في بيان أن "الاقتحام الاستفزازي الذي قام به بنيامين نتانياهو لشمال قطاع غزة والتصريحات والأقوال التي أدلى بها، تهدف لإطالة وتعميق جرائم الإبادة والتهجير، هروباً من استحقاقات الوقف الفوري للعدوان وتنفيذ الأوامر الاحترازية التي صدرت عن محكمة العدل الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
وزار نتانياهو شمال قطاع غزة الثلاثاء وفق ما أعلن مكتبه، فيما يواصل الجيش هجومه الجوي والبري على القطاع.
وقال نتانياهو الثلاثاء خلال تفقد ميداني للجيش في شمال غزة برفقة رئيس الدفاع يسرائيل كاتس إن "حماس ستستمر في تلقي المزيد من الضربات".