دولة الجنوب: الحرب في السودان أدت إلى تأخر رواتب الموظفين
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
قال وزير المالية في دولة جنوب السودان، أوو دانيال شوانق، إن الحرب في السودان أدت إلى تأخر صرف رواتب موظفي الحكومة في بلاده.
الخرطوم _ التغيير
و أوضح شوانق أن أزمة تأخر الرواتب في الجنوب نتيجة لنقص إيرادات البلاد من مبيعات النفط الخام تضاءلت لأن الحرب في السودان أدت إلى تعطل خط أنابيب يصل إلى ميناء بورتسودان لتصدير النفط الجنوبي.
وكان جنوب السودان يضخ نحو 150 ألف برميل يوميا من النفط الخام لتصديره عبر السودان ويدفع له رسوم عبور بموجب صيغة تم الاتفاق عليها بعد انفصال جنوب السودان في العام 2011 ومعه معظم إنتاج النفط الذي كان لدى السودان قبل الإنفصال.
و يشهد من خط الأنابيب الرئيسي من جنوب السودان توقفات عن العمل منذ الشهر الماضي بسبب مشاكل مرتبطة بالحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
و أقر أوو شوانق وزير المالية والتخطيط الاقتصادي في جنوب السودان في مؤتمر صحفي، أن موظفي الحكومة لم يتقاضوا رواتبهم منذ ستة أشهر لأسباب من بينها انخفاض عائدات النفط.
و قال “تفاقم الوضع بسبب ما يحدث في السودان. وكما تعلمون جميعا أن جنوب السودان يعتمد على النفط وأن 90 بالمئة أو أكثر منه لا يتدفق في بعض الحقول التي تعتبر بالغة الأهمية لجنوب السودان”.
وذكر النائب البرلماني بدولة الجنوب بطرس ماجايا نجباناجانو المسؤول عن لجنة فرعية بالبرلمان لشؤون النفط في رسالة إلى الرئيس سلفا كير أن التوقف في حالة استمراره قد يؤدي إلى خسائر لا تقل عن 100 مليون دولار شهريا.
ويعاني جنوب السودان، الذي انزلق في حرب أهلية من 2013 إلى 2018، بالفعل من أجل إعادة الإنتاج إلى مستويات ما قبل الحرب التي تراوحت بين 350 ألف و400 ألف برميل يوميا.
الوسومالحرب السودانية توقف النفط خط أنابيب البترول دولة جنوب السودان وزير الماليةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحرب السودانية توقف النفط دولة جنوب السودان وزير المالية
إقرأ أيضاً:
فرانسيس دينق: الحل في السودان يبدأ بالاعتراف بالتنوع وإدارته لا بإنكاره
وأضاف في حلقة 13-4-2025 من برنامج "المقابلة" أن الحرب الحالية بين قوات الجيش النظامي بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) تتجاوز كونها مجرد صراع على السلطة بين شخصين لتمثل امتدادا للصراعات التاريخية في البلاد.
وأوضح دينق أن الإشارة إلى الصراع باعتباره نزاعا على السلطة بين البرهان وحميدتي هو تبسيط للوضع المعقد للسودان، مشيرا إلى أنه يعتبر امتدادا لما بدأ في الجنوب وتطور من مطالبة بالانفصال إلى مطالبة بـ"السودان الجديد" الذي دعا إليه قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان الراحل جون قرنق، وهو مفهوم جذب الكثير من القبائل والمناطق المهمشة.
ويعيد دينق جذور الأزمة السودانية إلى الإرث الاستعماري الذي أسس لدولة مركزية لا تعترف بالتنوع ولا تستند إلى الواقع المحلي.
وقال إن نظام الدولة في أفريقيا الآن مبني على أسس أجنبية، وإن الإنجليز خلال فترة الاستعمار استخدموا ما يسمى بـ"الإدارة الأهلية" التي كانت تعتمد على زعماء القبائل وتسمح لهم بتطبيق القوانين العرفية المحلية، ولكن بعد الاستقلال، أصبح الحكم السائد في أفريقيا ككل مرفوضا لأنه أصبح تقليدا للنظام الغربي.
إعلانوأضاف أنه بعد الاستقلال، حُكم السودان كمنطقتين في بلد واحد، حيث كان الجنوب محكوما كمنطقة مختلفة عن الشمال، منطقة فيها الكنائس والتبشير المسيحي والقبائل والتقاليد، بينما أصبح الشمال منطقة تعتبر عربية إسلامية، وقد أسس هذا الانقسام، وفقا لدينق، للصراعات التي تلته.
على خط التماس بين الثقافاتتشكلت رؤية دينق من خلال تجربته الشخصية الفريدة، فقد ولد عام 1938 في منطقة أبيي الحدودية بين الشمال والجنوب، وهو ابن لزعيم قبيلة الدينكا الذي تزوج أكثر من 200 مرة وأنجب ما يقارب 400 ابن، وهو ما وصفه دينق بأنه "حالة فريدة".
وتلقى دينق تعليمه الأولي في الجنوب ثم انتقل للدراسة الثانوية في الشمال وصولًا إلى جامعة الخرطوم حيث درس القانون، وكان هذا المسار التعليمي غير تقليدي في ذلك الوقت، إذ يقول "نحن من أول ناس درسنا ومشينا للشمال للدراسة الثانوية".
ومن اللافت أن عائلة دينق كانت تعكس التنوع الديني في السودان، حيث كانت تضم مسلمين ومسيحيين، وكان الشيخ المسلم يقرأ الآيات القرآنية، والقس المسيحي يؤدي صلواته، وكلاهما يطلبان الصحة والتوفيق لوالد الأسرة الشيخ دينق.
مسيرة حافلةبعد تخرجه من جامعة الخرطوم، واجه دينق اتهامات من حكومة الرئيس السابق إبراهيم عبود بأنه زعيم الحركة الانفصالية الجنوبية في أوروبا، رغم أنه لم ينتمِ لأي منظمة، ولكن كانت لديه رؤية حول كيفية حل مشكلة الجنوب.
وساهم دينق في اتفاقية أديس أبابا عام 1972 التي أنهت الحرب الأهلية الأولى، وكان يراها خطوة للتعارف والتمازج والتداخل، وتحقيق شعار "السودان الجديد" الذي لا يفرق بين عربي وأفريقي، مسيحي ومسلم.
وعمل دينق في الأمم المتحدة كمسؤول عن حقوق الإنسان، وبعد اتفاقية أديس أبابا، عُين سفيرا للسودان لدى الدول الإسكندنافية ثم الولايات المتحدة الأميركية، ووصل إلى منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية، وبعد انفصال الجنوب، أصبح أول سفير لجنوب السودان في الأمم المتحدة.
إعلان التوفيق بين التقليد والحداثةوحول الحل الذي يراه مخرجا من الأزمة السودانية، يعتقد دينق أن البداية تكون بوقف القتال والاعتراف بالواقع، والخطوة الثانية إيجاد حل يمكن أن يرضي كل الأطراف.
ويقترح نموذجا للحكم يجمع بين الأنظمة المحلية التقليدية والنظام المركزي، بأن تحكم كل منطقة نفسها على أسس تقاليد وقيم المجتمع، ثم التحرك للنظام المركزي الذي يربط هذه الأنظمة.
ويرفض دينق النظرة التي تعتبر العودة للنظم التقليدية نوعا من "الرجعية"، موضحا أن البعض يرى أن الرجوع للأنظمة القبلية والقيم القبلية والمؤسسات التقليدية تخلف، وفي هذا السياق، ألف كتابا بعنوان "التقاليد والتمدن أو التقدم" يناقش فيه التوفيق بين القيم التقليدية والحديثة.
وينتقد دينق الديمقراطية الغربية القائمة على "صوت لكل فرد والأغلبية تحكم"، ويعتبرها "ديكتاتورية الأغلبية على الأقليات"، ويرى أن النظام التقليدي الأفريقي كان أكثر توفيقا بين المكونات المختلفة.
مستقبل العلاقة بين السودان وجنوب السودانورغم انفصال جنوب السودان، يؤكد دينق أن البلدين لا يزالان مرتبطين، ولكن بصورة سلبية حيث إن الحكومتين تتعاونان مع التمرد في البلدين، ويدعو إلى تحويل هذه الرابطة إلى رابطة إيجابية من خلال التعاون في حل المشاكل الداخلية ثم الرجوع لعلاقة خاصة تربط المنطقتين.
ويشير إلى أن مشكلة التنوع لا تقتصر على العلاقة بين الشمال والجنوب، بل هي موجودة أيضا داخل جنوب السودان نفسه، لافتًا إلى الصراع بين قبيلتي الدينكا والنوير، مما يؤكد على أن التحدي الحقيقي هو كيفية إدارة التنوع داخل الدولة الواحدة، سواء في السودان أو جنوب السودان.
الصادق البديري14/4/2025