دبلوماسي إسرائيلي يكشف سبب رفض دول عربية إرسال قوة عسكرية إلى غزة
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية مقالا للدبلوماسي الإسرائيلي السابق تسفي برئيل، أشار فيه إلى أن الدول العربية لن تسارع، بناء على مقترح الاحتلال، إلى إرسال قوات إلى قطاع غزة من أجل حل مؤقت ومعقد لا يدفع قدما بإقامة بنية تحتية حقيقية لإدارة القطاع بعد العدوان.
ولفت الكاتب إلى رفض فصائل المقاومة الفلسطينية وجود أي قوات دولية أو عربية في قطاع غزة، مشيرة إلى أن "أي قوة ستدخل إلى القطاع هي قوة غير مرغوب فيها ولن تتم الموافقة عليها، وهذه ستكون قوة احتلال وسنتعامل معها بحسب ذلك".
وأضاف بيان الفصائل الفلسطينية، "نحن نقدر موقف الدول العربية التي ترفض المشاركة في هذه القوة أو التعاون مع اقتراح الاحتلال لإقامة مثل هذه القوة".
وأشار برئيل إلى أن بيان الفصائل الفلسطينية "جاء كرد على منشورات كشفت عن نقاش وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالنت مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، إمكانية تشكيل قوة عربية، وأن ثلاث دول عربية وافقت على المشاركة في مثل هذه القوة، دون ذكر أسمائها".
وشدد الكاتب على أن "هذه الفكرة، للتذكير، غير جديدة. ففي شهر تشرين الثاني /أكتوبر تمت مناقشة هذه الاحتمالية أثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، في حينه أيضا الرد كان مشابه. وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أوضح في حينه بأن الأردن لا ينوي إرسال قوات إلى غزة، مصر أعلنت بأنها لن تشارك في مثل هذه القوة العربية وهكذا السعودية أيضا".
وأكد أنه "على الأقل حسب الردود التي وصلت مؤخرا من الأردن ومصر والسعودية فإن هناك شك في أن يهبط في القريب أو في أي وقت اشخاص يرتدون الزي العسكري تابعين لجيوش عربية ومسلحين بالسلاح الأمريكي ويأخذون على مسؤوليتهم إدارة القطاع".
ولفت إلى أنه "طالما أن هناك موافقة عربية على إدارة غزة فهي تستند إلى رؤية بحسبها السلطة الفلسطينية أو أي جسم فلسطيني آخر يتم الاتفاق عليه من قبل القيادة الفلسطينية، هي التي يجب أن تدير القطاع. هنا يكمن أيضا مركز الخلاف بين الموقف الأمريكي الذي يحاول انتزاع من محمود عباس موافقة واستعداد على إدارة القطاع وبين إسرائيل التي تضع عائق لا يمكن تجاوزه أمام إمكانية أن تكون السلطة الفلسطينية صاحبة البيت في قسمي فلسطين، ليس فقط لأنه بالنسبة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو السلطة ليست إلا جسم إرهابي آخر لا يختلف في جوهره عن حماس، بل بالأساس لأن سلطة فلسطينية توحد الضفة مع القطاع ستفتح الممر الآمن والشرعي لإقامة الدولة الفلسطينية".
وذكر أنه "في نهاية المطاف هذا هو التهديد الذي بنيت ضده الاستراتيجية بعيدة المدى التي قامت برعايتها بنجاح سلطة حماس في القطاع كعائق ناجع ضد موقف السلطة الفلسطينية وموقف منظمة التحرير الفلسطينية بشكل عام بصفتها الممثلة الحصرية لكل فلسطين. لكن إذا كانت النقاشات في بداية الحرب، حيث أبعاد الكارثة الانسانية في غزة لم يتم تقديرها كما ينبغي، بين واشنطن وإسرائيل حول اليوم التالي ظهرت أقل الحاحية، وحلم الرئيس الأمريكي جو بايدن للدفع قدما بحل الدولتين ظهر كشعار استهدف إرضاء طلب الفلسطينيين والعرب في طرح موقف متوازن، فإن الوضع المخيف في غزة قد غير الأمور".
وقال إن "الجانب الإنساني الذي في حروب أخرى مثل سوريا أو السودان أو اليمن كان ثانوي، اذا لم يكن هامشي، اصبح في غزة حقل ألغام استراتيجي يملي قواعد الحرب ويدمر مكانة إسرائيل الدولية، وأيضا يعرض للخطر مكانة الولايات المتحدة في المنطقة. الآن يبدو أنه لم تعد هناك أي إمكانية الفصل بين الجهود الضرورية والملحة لتوفير الغذاء والدواء بكميات مناسبة لحوالي 2.3 مليون شخص في القطاع وبين حل بعيد المدى يستند إلى موافقة سياسية تحسم من الذي سيحكم في غزة".
وأضاف أن ذلك ليس فقط بسبب محمود عباس وربطه الاستعداد بحكم غزة بعملية سياسية شاملة تحصل على تأييد ودعم دولي، لا سيما أمريكي، بل هذا ربط تبنته أيضا جميع الدول العربية ذات الصلة. هذا الموقف العربي غير منفصل عن الموقف الأمريكي الذي يقول إن الولايات المتحدة ستواصل إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة وإقامة ميناء مؤقت والضغط على إسرائيل لفتح المعابر الحدودية كي تزيد بشكل كبير حجم المساعدات التي تدخل الى القطاع، لكن القوات الامريكية لن تدخل غلى القطاع. الجيد والصحيح بالنسبة لواشنطن هو جيد أيضا للقاهرة والرياض وعمان".
ولفت إلى أنه "بالنسبة للدول العربية حتى لو وافقت على إرسال قوات إلى القطاع، فإن مصدر صلاحية هذه الخطوة يجب أن يكون السلطة الفلسطينية، التي تستدعي تدخلها من أجل أن تكون شرعية. لا يوجد أي يقين في أنه حتى لو طلب محمود عباس مساعدة هذه الدول فإنها ستهب على الفور لمساعدته. لأنه خلافا للقوات الدولية التي عملت في أماكن أخرى في العالم، مثل البلقان وإفريقيا".
ولفت إلى أن أي "قوة عربية أجنبية ستصل إلى القطاع في الوقت الذي هو فيه محتل من قبل إسرائيل سيتم اتهامها على الفور بمساعدة الاحتلال الإسرائيلي والتحيز لأمريكا ونية إزاحة المشكلة الفلسطينية وإقصاء الجسم الفلسطيني الشرعي. هذه القضايا توضح فقط إلى أي درجة سيكون من غير الواقعي من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة أن تتحول هي نفسها الى مصدر الصلاحيات لاستدعاء القوات العربية".
وشدد على أن "المشكلة هي أنه رغم تصريحات حماس، التي في معظم المقابلات التي أجرتها مؤخرا تؤكد على أن السلطة تستطيع القيام بالمهمة المطلوبة منها وادارة القطاع، إلا أن هذه القدرة تحتاج الى الاثبات.
وقال إن "في مراكز التدريب العسكري التابع للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، يواصل مجندون جدد التدرب على حفظ النظام واستخدام وسائل تفريق المظاهرات. ولكن منذ سنة تقريبا هم لا يحصلون على الذخيرة الحية للتدريب، والميزانية لهم ضئيلة ورواتب المدربين يتم دفعها فقط بشكل جزئي. قائد مركز التدريب في أريحا، الذي أجرى مقابلة في هذا الشهر مع واشنطن بوست قال إن نحو 400 ألف رصاصة المخصصة للتدريب تنتظر في الأردن مصادقة إسرائيل، وأن وسائل قتالية أخرى تتأخر في الوصول".
وحسب تقارير في "واشنطن بوست"، فإن السلطة الفلسطينية تشغل حوالي 35 ألف مجند في وظائف شرطية وإدارية في الضفة.
وأشار الكاتب إلى أنه "قبل سيطرة حماس على القطاع في 2007 شغلت السلطة 26 ألف رجل أمن في القطاع. مؤخرا، بتشجيع من أمريكا، فحصت السلطة مجددا قوائم الأمن التابعة لها في غزة وتوصلت إلى عدد يتراوح بين 2000 – 3000 شخص يناسبون الخدمة الأمنية، ومن غير الواضح كم عدد الذين ما زالوا على قيد الحياة من بينهم".
ونقل عن قال قائد مركز التدريب الفلسطيني في المقابلة، قوله: "لو وجدت لدي الوسائل الكافية والترتيبات التقنية والقرارات السياسية واللوجستية فعندها يمكن البدء في التحدث".
وشدد الكاتب على أنه "حتى الآن لا يوجد أي شيء من ذلك قائم أو مرتب، لأنه حتى لو تم اتخاذ قرار سياسي يمكن قوة فلسطينية مسلحة من الدخول إلى القطاع فإنه يجب فقط تخيل منظومة التنسيق التي يحتاج قادتها إلى إجرائها مع الجيش الإسرائيلي – أوامر فتح النار، مسارات الحركة، حدود القطاع، قواعد المواجهة مع رجال حماس أو أعضاء عصابات تريد السيطرة على قوافل المساعدات – لفهم التعقيدات الكثيرة التي تنطوي على تفعيل قوة فلسطينية، التي يمكن أن تعمل تحت مظلة الجيش الإسرائيلي".
وأضاف أن "كل ذلك فقط من أجل توزيع المساعدات، حتى قبل التحدث عن إعادة إعمار المباني وتأهيل المستشفيات والمدارس والبنى التحتية الحيوية. هذه المصفوفة تصبح معقدة أكثر، إلى درجة غير محتملة، إذا وصلت إلى القطاع أيضا قوات سعودية، أردنية ومصرية".
ولفت إلى أنه "في التحالفات العسكرية الدولية، التي شكلتها أمريكا في العراق وأفغانستان، كان من الواضح من هو القائد الأعلى على الأرض. في غزة، في المقابل، يصعب تخيل قوات سعودية أو مصرية توافق على أخذ التعليمات من جنرال إسرائيلي. هذه الصعوبات تفيد إسرائيل، التي، كما أعلن نتنياهو، تنوي البقاء في غزة طالما كانت حاجة الى ذلك، أي بدون جدول زمني وبدون خريطة طريق لإنهاء الحرب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة الفلسطينية السعودية فلسطين السعودية غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة إلى القطاع هذه القوة إلى أنه فی غزة على أن
إقرأ أيضاً:
تقرير إسرائيلي يكشف أسرار حياة «بشار الأسد» في موسكو!
نشر صحفي إسرائيلي تقريراً جديداً تحدث فيه عن الحياة الجديدة التي يعيشها الرئيس السابق بشار الأسد في موسكو، وذلك بعد أن تمكنت المعارضة السورية من إسقاط نظامه في الثامن من ديسمبر الماضي، ومنحه حق اللجوء الإنساني من قبل حليفته روسيا.
وقال الصحافي المقيم في موسكو ويتابع حياة الحاكم السوري الجديدة، شريطة عدم الكشف عن هويته، “إن الأسد محظوظ، وذلك لأنه نجح بالفرار من موت محتم بحكم قرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منحه خلاله لجوءاً إنسانياً”.
وتابع أن الأسد خرج من مركز انهيار نظامه في دمشق إلى موسكو، جالباً معه كل ما يلزم لحياة مريحة وخالية من الهموم، قائلاً: “أتى الأسد بالمال، والمزيد من المال، والكثير من المال”.
كما اعتقد الصحافي أن الأسد تعلّم درساً من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ليس فقط فيما يتصل بتفضيله الهروب على البقاء في بلد متهالك، بل لأنه أدرك حكمة الراحل بامتلاك سلسلة عقارات في أماكن كان وضعها احتمالاً للجوئه، إلا أن القذافي فشل في الهروب إليها في الوقت المناسب، بينما نجح الأسد.
وأكد أن وسائل الإعلام الروسية المعروفة لا تغطي أنشطة عائلة الأسد في موسكو بعد السقوط، إذ أوضح إعلاميون أن “هذا موضوع محظور تماماً”.
وشددوا على أن “لا أحد من الصحافيين يجرؤ على انتهاك الحظر والإبلاغ علناً عن مكان إقامة أفراد الأسرة، وما يفعلونه، ولا حتى كيف يبدو روتينهم اليومي”.
كذلك أوضحوا أنه ليس لدى السلطات الروسية ما تكسبه من مثل هذا الكشف، بل إن هناك الكثير لتخسره، وذلك لأن التفاخر بالأسد قد يزعج السلطات السورية الجديدة، ومن ثم يمكن للكرملين أن ينسى حلم الحفاظ على القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وفقاً لصحيفة “إسـ. ـرائيل هيوم”.
ولفت التقرير إلى أن الثروة التي نقلها الأسد إلى روسيا قبل فترة طويلة تشكل العنصر الأكثر أهمية في هذا الوجود.
أقارب الأسد اشتروا شققا فاخرة من دون تفكير.
وأوضح وهو الذي عمل لفترة طويلة في مجال العقارات في موسكو، كيف كان قبل نحو عقد من الزمن مشاركاً في تسويق العقارات في أبراج العاصمة، التي كانت قيد الإنشاء في ذلك الوقت، قائلاً: “جاء إلينا ممثلو شخصية سورية رفيعة المستوى مهتمين بشراء شقق فاخرة، وكانوا مولعين جداً بالمشروع ومن دون تفكير اشتروا عدة شقق بأسماء أقارب بشار الأسد أو تحت شركاتهم الخاضعة لسيطرتهم، ودفعوا ثمنها من دون مساومة.
كذلك تابع أن عائلة الأسد اشترت ما لا يقل عن 19 شقة في مختلف أنحاء مدينة موسكو على مر السنين. وكان سعر الشقة العادية في المجمع يبلغ حوالي 2 مليون دولار في ذلك الوقت، لكن ممثلي الأسد فضلوا الوحدات القياسية الأعلى من المعتاد ودفعوا أيضا ثمنا باهظا بها.
ويرى الصحافي أن أحد هذه الأسباب هو المشاركة في الحياة الاجتماعية الثرية في موسكو، لكنه أكد أن الأسد يتجنبها اليوم تماما حتى الآن.
وقال: “ربما يكمن تفسير هذا الاختفاء في مرض زوجته أسماء الخطير، أو ربما يكون الأسد نفسه مكتئبا بعد فقدانه السلطة، أو ربما يتلقى تعليمات من أجهزة الأمن الروسية بعدم الخروج من دون داع بسبب خطر الاغتيال”.
وأضاف: “لا أعرف التفسير الصحيح، لكن هناك شيئا واحدا لا جدال فيه، وهو أن الأسد لم يظهر”. ويشار إلى أن التقرير الإسرائيلي رجح أن كل تفسيرات الصحافيين صحيحة. إذ إن المعلومات تلفت إلى أن سرطان الدم الذي أصاب أسماء الأسد تفاقم مؤخراً، وأنها الآن في عزلة تامة في أحد المرافق الطبية المرموقة في موسكو لتقليل مخاطر العدوى.
فضلاً عن ذلك، فمن المشكوك فيه ما إذا كان الأسد قد تكيف مع وضعه الجديد.
كما أن المخاوف الأمنية الشخصية تلاحقه إلى العاصمة الروسية، رغم أن نصف جهاز الأمن الفيدرالي مكلف بحماية الأسد، وفقا لمصادر بأجهزة الأمن الروسية.
وكان الكرملين أعلن بعد سقوط النظام في سوريا، أن الرئيس السوري بشار الأسد وعائلته موجودون في موسكو بعد إسقاطه. وأكد أن الأسد وأفراد عائلته وصلوا إلى موسكو، وأن روسيا منحتهم اللجوء لدواع إنسانية.