منظمة الوحدة الأفريقية الأميركية أو "اتحاد الأفارقة الأميركان"، منظمة حقوقية أسسها الناشط الحقوقي الأميركي من أصل أفريقي مالكوم إكس في 28 يونيو/حزيران 1964 بولاية نيويورك بعدما قطع علاقته بمنظمة "أمة الإسلام".

سعت هذه المنظمة -التي أنشئت على غرار منظمة الوحدة الأفريقية التي تأسست في إثيوبيا عام 1963- إلى توحيد 22 مليون أميركي من أصل أفريقي مع شعوب القارة الأفريقية.

وضعت برنامجا يركز على وسائل لتعزيز مصالح الأميركيين السود مثل المصالحة مع الهوية والتاريخ والتعليم والأمن الاقتصادي والمشاركة السياسية والدفاع عن النفس.

بعد اغتيال مالكوم إكس في فبراير/شباط 1965، تولت أخته غير الشقيقة رئاسة المنظمة، لكن غياب كاريزما المؤسس وقلة الأعضاء أديا إلى تراجع دورها وتأثيرها.

التأسيس

تأسست منظمة الوحدة الأفريقية الأميركية في 28 يونيو/حزيران 1964 في حي هارلم بنيويورك على أيدي مالكوم إكس وجون هنريك كلارك وغيرهما من الناشطين الحقوقيين السود، وذلك بعد وقت قصير من انسحاب مالكوم إكس من منظمة "أمة الإسلام" التي كان يتزعمها إلايجا محمد.

مالكوم إكس يحضر تجمعا في شارع لينوكس بنيويورك عام 1963 (أسوشيتد بريس) سياق التأسيس

كان الناشط الحقوقي والداعية الأميركي من أصل أفريقي مالكوم إكس أحد أبرز وجوه "أمة الإسلام"، وهي من المنظمات الإسلامية ذات النفوذ بين السود، لكنه قطع علاقته بها في فبراير/شباط 1964 وذهب لأداء فريضة الحج، وقد وسعت هذه التجربة من تفكيره وجعلته ينظر إلى الإسلام برؤية مختلفة عن رؤى زعيم جماعته السابقة، ويتبنى منهجا جديدا في النضال من أجل حقوق السود الأميركيين.

قال عن تلك الفترة في كتاب عن سيرة حياته "لقد وسع الحج نطاق تفكيري وفتح بصيرتي، فرأيت في أسبوعين ما لم أره في 39 سنة، رأيت كل الأجناس من البيض ذوي العيون الزرق، حتى الأفارقة ذوي البشرة السوداء، وقد ألفت بين قلوبهم الوحدة والأخوة الحقيقية، فأصبحوا يعيشون وكأنهم ذات واحدة في كنف الله".

بعد أدائه مناسك الحج، غادر مدينة جدة في أبريل/نيسان 1964، واتجه نحو أفريقيا، وزار مصر ونيجيريا وغانا والسنغال والمغرب والجزائر.

خلال هذه الرحلة بدأ يفكر في تدويل قضية السود في أميركا باعتبارها قضية في صلب حقوق الإنسان، وليست قضية حقوق مدنية كما كان يدافع عن ذلك سابقا، وتحدث خلال لقاءاته مع عدد من المثقفين والمسؤولين في الدول التي زارها عن وحدة تجمع الأفارقة مع الأميركيين من أصل أفريقي.

ألقى محاضرة في جامعة إبادان في نيجيريا، ناشد فيها الأمم الأفريقية المستقلة أن تعمل على طرح قضية الأميركيين من أصل أفريقي على الأمم المتحدة، معتبرا أن الوقت قد حان لينضم الأميركيون السود إلى العالم الأفريقي.

وقال إننا "نحن الأميركيين من أصل أفريقي نستطيع أن نبقى بأجسادنا في أميركا، ونكافح من أجل حقوقنا الدستورية، ولكننا فلسفيا وثقافيا في حاجة ماسة إلى العودة إلى حظيرة المجموعة الأفريقية والعمل في إطارها".

ومن مدينة لاغوس في نيجيريا، ركب مالكوم إكس الطائرة إلى أكرا عاصمة غانا، وكان من ضمن أنشطته تنظيم ندوة صحفية أكد فيها على ضرورة تقوية الاتصال والتعاون بين الأفارقة والأميركيين السود.

وقال في الندوة إن 22 مليونا من الأميركيين من أصل أفريقي يشكلون قوة كبرى يمكن أن تستفيد منها أفريقيا، وإن "بإمكان الأمم الأفريقية أن تستعمل من جهتها كل إمكاناتها في المحافل الدولية للقضاء على التميز العنصري الأميركي".

شعار حركة أمة الإسلام (الجزيرة) خطابه في منظمة الوحدة الأفريقية

أعلن مالكوم إكس عن تأسيس منظمته الجديدة على هامش إحدى محاضراته في حي هارلم بنيويورك، وأكد في خطاب التأسيس أن "منظمة الوحدة الأفريقية الأميركية"، التي تضم قطاعا عريضا من الأميركيين من أصل أفريقي قد تم تأسيسها وتصميمها على غرار شكل وروح منظمة الوحدة الأفريقية، التي تأسست في إثيوبيا في مايو/أيار 1963 (غيرت اسمها إلى "الاتحاد الأفريقي" منذ عام 2002)، بهدف تعزيز الوحدة الأفريقية والتعاون الدولي والتنمية الاقتصادية.

في رحلته الثانية إلى أفريقيا، زاد تمسكه بقضية حقوق الإنسان الأسود ومكافحة العنصرية، واتخذها أساس كفاحه، واعتبرها بديلا عن المُناداة بالحقوق المدنية.

دعي لحضور اجتماع منظمة الوحدة الأفريقية المنعقد في القاهرة في يوليو/تموز 1964، وألقى كلمة أمام قادتها بصفته ممثلا لمنظمة الوحدة الأفريقية الأميركية، ناشدهم فيها أن يقفوا إلى جانب الأميركيين من أصل أفريقي في كفاحهم، ودعاهم لدعم قضيتهم في الأمم المتحدة، وقال "مشاكلنا هي مشاكلكم.. إنها مشكلة حقوق الإنسان".

وأصدرت منظمة الوحدة الأفريقية عقب هذا الاجتماع بيانا أكدت فيه انزعاجها من مظاهر التعصب العنصري والقمع الذي يتعرض له السود في أميركا، ودعت إلى سرعة القضاء التام على جميع أشكال التمييز على أساس العرق أو اللون أو الأصل العرقي.

بعدها جال مالكوم إكس في أوروبا للتعريف بمنظمته الوليدة وبأهدافها، منتقدا "النفاق الأميركي والعنصرية التي يعانيها السود".

الأهداف والوسائل

حدد خطاب مالكوم إكس خلال إعلان تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية الأهداف والأسس التي تستند إليها هذه الهيئة الجديدة والوسائل التي ستعتمد عليها في عملها.

كان الهدف العام للمنظمة هو تحقيق الاستقلال الكامل للأشخاص المنحدرين من أصل أفريقي في الولايات المتحدة الأميركية وكل القارة الأميركية، أما شعارها فهو: الحرية والعدالة والمساواة.

زعيم أمة الإسلام إلايجا محمد عام 1965 (غيتي)

وقال مالكوم في خطابه "هذا هو شعارنا: نريد الحرية بأي وسيلة ضرورية، نريد العدالة بأي وسيلة ضرورية، نريد المساواة بأي وسيلة ضرورية، نحن لا نشعر بذلك في عام 1964، ونحن نعيش في بلاد يفترض أنها تقوم على الحرية، ومن المفترض أنها زعيمة العالم الحر".

استهدفت المنظمة جميع المنحدرين من أصل أفريقي في أميركا وأفريقيا، فهي لم تكن مجرد منظمة لتوحيد جهود الأفارقة في الولايات المتحدة الأميركية فقط، بل أيضا توحيد جهود هؤلاء مع كل الأفارقة في أميركا الشمالية والجنوبية وأميركا الوسطى ومع أبناء القارة الأفريقية.

ومما جاء في خطابه "الغرض توحيد كل من ينحدرون من أصل أفريقي في نصف الكرة الغربي في قوة موحدة واحدة. وبعد ذلك، بمجرد أن نتحد فيما بيننا في نصف الكرة الغربي، فسوف نتحد مع إخواننا في الوطن الأم في قارة أفريقيا".

من الأهداف التي وضعها ميثاق المنظمة وفصّلها خطاب مالكوم التأسيسي، الدفاع عن النفس، إذ أكد حق الأميركيين من أصل أفريقي في الدفاع عن أنفسهم، وفقا للدستور الذي يؤكد بوضوح على حق كل مواطن أميركي في الدفاع عن نفسه.

لذلك رأى أنه في المناطق التي تكون فيها الحكومة إما غير قادرة أو غير راغبة في حماية أرواح وممتلكات الأفارقة، فإن من حقهم أن يحموا أنفسهم بأي وسيلة ضرورية.

ويعد التعليم من الأهداف والقضايا الأساسية للمنظمة، إذ اعتبره مالكوم إكس عنصرا مهما في النضال من أجل حقوق الإنسان، وهو الوسيلة الوحيدة لمساعدة أطفال المجتمع الأفريقي في أميركا على إعادة اكتشاف هويتهم، ومن ثم زيادة احترامهم لذواتهم.

وانتقد مالكوم إكس في خطابه التأسيسي نظام التعليم في المدارس الأفريقية الأميركية، واعتبرها الأكثر فقرا وفشلا، وقال إن الكتب المدرسية لا تخبر الأطفال شيئا عن المساهمات العظيمة للأميركيين من أصل أفريقي في نمو وتطور البلد.

لذلك وضعت المنظمة برنامجا لإنهاء نظام التعليم العنصري عبر مراحل، أولاها تسليم 10% من المدارس ليتولى إدارتها مديرون ومدرسون من أصل أفريقي، وتعتمد كتبا مدرسية عن السود.

كما عملت المنظمة على إنشاء مدارس خاصة بالأفارقة الأميركان في جميع أنحاء البلاد لتدريب أطفال هذا المجتمع ليصبحوا علماء في مجالات عديدة إلى جانب تعليم الكبار عبر برامج إعادة التدريب الوظيفي.

المؤرخ الأميركي جون هنريك كلارك أسهم إلى جانب مالكوم إكس في صياغة ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية الأميركية (غيتي) الرؤية

يرى مالكوم إكس أن هناك نوعين من القوة التي لها أهمية في أميركا: القوة الاقتصادية والقوة السياسية، إذ تستمد القوة الاجتماعية من هذين النوعين. لذلك يعتقد أنه لكي يتمكن الأميركيون من أصل أفريقي من التحكم في مصيرهم، فيجب أن يكونوا قادرين على السيطرة والتأثير على القرارات التي تتحكم في مصيرهم سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية، وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال التنظيم.

ولتحقيق ذلك خططت المنظمة لتنظيم المجتمع الأفرو أميركي وتوعيته بقوته وإمكاناته، وذلك بإطلاق حملة لتسجيل الناخبين لجعل كل ناخب غير مسجل في المجتمع الأفريقي الأميركي ناخبا مستقلا، والعمل على دعم وتنظيم الأندية السياسية وتقديم مرشحين مستقلين للمناصب ودعم أي أميركي من أصل أفريقي في منصبه الموجود فيه، وإطلاق حملة لتثقيف الناخبين لتمكين مجتمع السود من فهم علم السياسة حتى يعرفوا الدور الذي يقوم به السياسي ويفهموا متى يقوم بعمله ومتى لا يقوم به.

ومن أهداف المنظمة الاجتماعية محاربة الجريمة المنظمة في مجتمع الأميركيين من أصل أفريقي عبر أنشطة خلاقة ومفيدة لأولئك الذين ضلوا طريقهم، وإنشاء مراكز لتقديم المساعدة والعلاج من إدمان المخدرات.

وفي مجال الثقافة، تهدف المنظمة إلى إطلاق ثورة ثقافية لتحرير مجتمع الأميركيين الأفارقة من عقدة تفوق الرجل الأبيض، وقال مالكوم إكس في هذا الصدد "يجب أن تكون ثورتنا الثقافية وسيلة لتقريبنا من إخواننا وأخواتنا الأفارقة".

ومن الوسائل لتحقيق هذه الثورة الثقافية إنشاء مركز ثقافي في هارلم يضم الناس من جميع الأعمار تنظم فيه ورش عمل في جميع الفنون مثل السينما والكتابة الإبداعية والرسم والمسرح والموسيقى.

وبالنسبة له فأهمية الثورة الثقافية تكمن في كونها "رحلة إلى إعادة اكتشاف أنفسنا"، ويقول إن "التاريخ هو ذاكرة الشعب، وبدون ذاكرة ينزل الإنسان إلى مستوى الحيوانات الأدنى".

إلايجا محمد دعم مالكوم إكس ودعاه للانضمام إلى منظمته أمة الإسلام حيث أعجب بحماسه (غيتي) مؤسسو المنظمة مالكوم إكس "الحاج مالك شباز"

مؤسس الاتحاد وقائده، ولد في 19 مايو/أيار 1925 بمدينة أوماها بولاية نبراسكا الأميركية وسط أسرة تعتز بجذورها الأفريقية، فوالده كان قسا وناشطا ضمن القومية السوداء.

ترك المدرسة في المرحلة الثانوية بسبب ممارسات عنصرية، ودخل السجن عام 1946 بتهمة السرقة والسطو المسلح.

قضى في السجن 7 سنوات تعرف خلالها على أدبيات منظمة "أمة الإسلام"، وبعد خروجه انضم إلى المنظمة وتدرج فيها بدعم من زعيمها إلايجا محمد، الذي أعجب بحماسه وشخصيته الجذابة.

أصبح مالكوم إكس المتحدث الرسمي باسم "أمة الإسلام" وفاقت شهرته وتأثيره معلمه إلايجا، فبدأت الخلافات تظهر بينهما إلى أن غادر المنظمة في فبراير/شباط 1964، وذهب لأداء فريضة الحج فعاد بمنهج جديد ورؤية جديدة للدفاع عن حقوق السود وغير اسمه إلى الحاج مالك شباز، وأسس منظمة الوحدة الأفريقية الأميركية ومنظمة "المسجد الإسلامي".

اغتيل عام 1965 خلال إلقائه محاضرة في منطقة هارلم بنيويورك ودفن بمقبرة "فيرنكليف" في منطقة هارتسدايل بنيويورك.

جون هنريك كلارك

ولد في يونيون سبرينغر بولاية ألاباما الأميركية عام 1915 لأب مزارع وأم تعمل خادمة منزلية، وتوفي عام 1998 في مدينة نيويورك.

هاجر جون وهو في عمر الـ18 إلى حي هارلم في نيويورك وكون نفسه اعتمادا على التعليم الذاتي. وأصبح مؤرخا ومناصرا للوحدة الأفريقية، وأسس جميعة دراسات التراث الأفريقي عام 1968، وكان مسؤولا عن إنشاء قسم الدراسات عن السود والبورتوريكيين في كلية هانتر في نيويورك.

كرس حياته لتصحيح الفكرة السائدة بأن شعوب أفريقيا والأشخاص من ذوي الأصل الأفريقي ليس لديهم تاريخ يستحق الدراسة. وأشاد مالكوم إكس بمعرفته الموسوعية بأفريقيا، وأسهم إلى جانبه في صياغة ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية الأميركية.

الكاتب الأميركي جون أوليفر كولينز المعروف برواياته السياسية (غيتي) جون أوليفر كولينز

ولد عام 1916 بولاية جورجيا الأميركية وتوفي في نيويورك عام 1987، وهو كاتب وناشط أميركي معروف برواياته السياسية.

حصل على درجة البكالوريوس في جامعة هوارد، ثم بدأ بعد ذلك في تلقي دروس مسائية للحصول على شهادة في القانون في كلية تيريل للحقوق، ولكنه انقطع عن الدروس بسبب الخدمة العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، وتعرّض أثناء خدمته في جنوب المحيط الهادي في الجيش الأميركي للعنصرية ما ألهم كتاباته اللاحقة.

في أواخر الأربعينيات، بدأ يجتمع بانتظام مع الكتاب الأميركيين من أصل أفريقي ذوي الوعي الاجتماعي، وعام 1950 أسس مع جون هنريك كلارك وروزا جاي ووالتر كريسماس نادي كتاب هارلم، الذي أصبح بعد ذلك بعامين نقابة كتاب هارلم.

كان كولينز نشطا في حركة الحقوق المدنية، وبحلول أوائل الستينيات أصبح أكثر اهتماما بفلسفة مالكوم إكس، وفي عام 1964 ساهم في تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية الأميركية.

المنظمة بعد وفاة المؤسس

بعد اغتيال مالكوم إكس في 21 فبراير/شباط 1965، تولت أخته غير الشقيقة إيلا ليتل كولينز رئاستها، لكن غياب الشخصية الجذابة والمفوهة لمؤسسها وانسحاب معظم الأعضاء منها أدى إلى انهيارها وانكماش دورها وتأثيرها.

وانحصر دورها في إحياء ذكرى مولد مالكوم إكس، الذي يوافق 19 مايو/أيار عبر تنظيم ورشات ولقاءات. ورغم قصر مدة نشاطها، فإنها ظلت مصدر إلهام لكل حركات السود التي ظهرت في العقود اللاحقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات حقوق الإنسان فبرایر شباط أمة الإسلام فی أمیرکا

إقرأ أيضاً:

وزير الري: نحرص على التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة ودعم التنمية بدول حوض النيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شارك الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائيه والري في إحتفالية تسليم شهادات لعدد (١٩) من المتدربين الأفارقة المشاركين في البرنامج التدريبي "إدارة أحواض الأنهار" والذي تم عقده بمركز التدريب الافريقي للمياه والتكيف المناخي PACWA ، حيث قام سيادته بتسليم الشهادات للسادة المتدربين متوجها لهم بالتهنئة على اجتياز هذا البرنامج التدريبي .

وفي كلمته، أشار الدكتور سويلم لما تواجهه مصر والدول الافريقية من تحديات فى مجال المياه والناتجة عن الزياده السكانية ومحدودية الموارد المائية والتغيرات المناخية ، مشيرا لما تبذله مصر من مجهودات كبيرة للتعامل مع هذه التحديات من خلال تنفيذ مشروعات كبرى لتطوير منظومة المياه ورفع كفاءه استخدام المياه والتوسع في معالجه وإعادة استخدام المياه ، حيث يتم معالجة وإعادة إستخدام ٢١ مليار متر مكعب سنويا من مياه الصرف الزراعي والتى سيتم زيادتها الى ٢٦ مليار متر مكعب سنويا خلال العامين القادمين من خلال محطات المعالجه الكبرى في الدلتا الجديده وبحر البقر والمحسمة ، والتي تمثل تطبيقا لمفهوم "خلق الفرص من قلب التحديات" من خلال تطبيق التقنيات الحديثة في مجال معالجة المياه وتعظيم كفاءة استخدامها ، وهي الخبرات التي نسعى لمشاركتها مع اشقائنا الأفارقة .

كما أشار لحرص مصر على التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة ودعم التنمية بدول حوض النيل ، مع أهمية الإلتزام بتطبيق مبادئ القانون الدولي فيما يخص المياه العابره للحدود ، ورفض اى إجراءات أحادية تقوم بها بعض دول منابع النيل ، كما أشار لضرورة إدارة الموارد المائية العابرة للحدود بشكل متكامل من خلال منظمات أحواض الأنهار العابرة للحدود التى تعتمد مبادئ القانون الدولي للمياه ، وأن تكون آلية إتخاذ القرار بها بالإجماع لعدم إهدار حقوق اى دولة من دول الحوض .

وتوجه الدكتور سويلم بالشكر لكافة المتدربين متمنيا لهم تحقيق الاستفادة من البرنامج التدريبي ونقل الخبرات المكتسبة منه للتطبيق الفعلي في بلادهم بعد العودة .

كما أشار د. سويلم لأهمية مشاركة الدول الإفريقية في مبادره AWARE والتى تسهم في دعم الدول الإفريقية من خلال توفير تمويلات من الشركاء والجهات المانحة لتنفيذ مشروعات للتكيف مع تغير المناخ بالدول الإفريقية والتى انضم لها عدد ٣٠ دولة حتى الآن ، كما توجه بالدعوة للأشقاء الأفارقة للإستفادة من إمكانيات مركز التدريب الافريقي للمياه والتكيف المناخي PACWA والذي يقدم التدريب اللازم للمتخصصين الأفارقة فى مجال المياه والتكيف مع تغير المناخ .

جدير بالذكر أن البرنامج التدريبي تم عقده خلال الفتره ( ٢٠ - ٣١ ) أكتوبر ٢٠٢٤ بمشاركه ١٩ متدربا من ١٤ دولة إفريقية هى ( الكاميرون - مدغشقر – كينيا - جنوب افريقيا - غينيا - مالاوي – مالي – الصومال – رواندا – ليبيريا – تنزانيا – غانا – النيجر – سيراليون ) .

مقالات مشابهة

  • «رجال الأعمال المصريين الأفارقة»: مصر مستمرة في الإصلاح الاقتصادي رغم أزمات المنطقة
  • وزير الري: مصر تبذل جهودا كبيرة للتعامل مع تحديات المياه
  • مرشحة حزب الاشتراكية والتحرير: برنامجي يهتم بالحقوق الإنسانية والمجتمعات الأكثر حرمانا بسبب العنصرية والبنية التحتية المتدهورة
  • احتفال نادي الهلال بمولود مالكوم الجديد ..فيديو
  • تأكيد أفريقي على التعاون مع تركيا والتضامن ضد إسرائيل
  • وزير الري: نحرص على التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة ودعم التنمية بدول حوض النيل
  • «الري»: محطات المعالجة الجديدة ترفع كمية المياه المعالجة إلى 26 مليار متر
  • سويلم: يجب الالتزام بتطبيق مبادئ القانون الدولي فيما يخص المياه العابرة للحدود
  • وزير جنوب أفريقي سابق: الصهيونية تحتضر والمستقبل للمقاومة
  • لقاء بين اتحاد نقابات المستخدمين في لبنان ووفد من منظمة العمل الدولية