"كسارة بندق" بريطانية و"معمل أظافر" لإخضاع اليمنيين!
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
نفذت القوات البريطانية في مثل هذا الوقت قبل 60 عاما عمليات عسكرية وحشية في الفترة من يناير إلى مايو عام 1964 لقمع ثورة 14 أكتوبر بجنوب اليمن والتي انطلقت من جبال ردفان.
إقرأ المزيد "اللحم المفروم".. الخدعة البريطانية العظمىموقع "declassifieduk" يصف تلك العملية العسكرية البريطانية بجنوب اليمن الذي كان حينها تحت الاحتلال قائلا إن "حملة ردفان كانت سلسلة من العمليات العسكرية البريطانية خلال حالة الطوارئ في عدن في يناير ومايو 1964.
العملية العسكرية البريطانية الأولى للقضاء على تلك الثورة اليمنية العارمة في مناطق اليمن الجنوبية أطلق عليها اسم "كسارة البندق"، وقد بدأت في يناير عام 1964 بمشاركة ثلاثة كتائب بريطانية متمركزة هناك معززة بسلاح الجو الملكي.
في "عملية كسارة البندق"، نفذت طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني 600 طلعة قتالية جوية فوق جبال ردفان، أطلقت خلالها 2500 صاروخ و200000 قذيفة مدفعية.
الموقع البريطاني الإلكتروني ذاته لفت إلى أن الغارات الجوية البريطانية الأولى التي نفذت مطلع العام الجاري على مواقع الحوثيين في اليمن " الذين تجرأوا على تحدي الدعم الغربي لإسرائيل على غزة"، بذريعة تعرض المدمرة، "إتش إم إس دايموند"، للهجوم من قبل طائرات يمنية مسيرة، يتزامن مع الذكرة الستين "لحملة بريطانية منسية في البلاد تنطوي على القوة الغاشمة والهجمات المتعمدة على المدنيين، كما تظهر الملفات التي رفعت عنها السرية".
مناطق اليمن الجنوبية كانت تحت السيطرة البريطانية منذ عام 1839، وكان ميناء عدن يعتبر رصيدا استراتيجيا حيويا للإمبراطورية البريطانية.
ردت السلطات البريطانية على الثورة في مناطق اليمن الجنوبية في عام 1964 "بإطلاق العنان للقمع الوحشي في شوارع عدن، بما في ذلك إقامة مركز استجواب كان يعرف بشكل ساحر باسم (معمل الأظافر). كان التعذيب والضرب والإعدام بإجراءات سريعة أمرا روتينيا".
منطقة ردفان التي انطلقت منها شرارة الثورة بجنوب اليمن حينها كانت ضمن الكيان الاستعماري البريطاني الذي خلقته بريطانيا وأطلقت عليه اسم اتحاد جنوب الجزيرة العربية وكان عبارة عن مجموعة من المشيخات والسلطنات التي كونتها لندن.
المملكة المتحدة لم تكن تمانع في منح الاستقلال لـ"جنوب الجزيرة العربية"، ولكن بشرط كشف عنه السير كينيدي تريفاسكيس، مفوضها السامي في عدن في الوثائق السرية التي رفعت عنها السرية بقوله إن هذا الاستقلال يجب أن "يضمن انتقال السلطة الكاملة بشكل حاسم إلى أيد صديقة"، وأن يترك هذا الإقليم " معتمدا علينا وخاضعا لنفوذنا".
اليمنيون قالوا كلمتهم في ذلك الوقت من خلال ثورة عارمة ضد الاحتلال البريطاني جنوب اليمن، و"كان رد السلطات البريطانية في ظل حكومة أليك دوغلاس المحافظة شرسا. دعا وزير المستعمرات دنكان سانديز في أبريل 1964 إلى (القمع الشديد) للثورة، وأن يسمح للجيش البريطاني (باستخدام أي أساليب ضرورية)".
ما كان يزعج البريطانيين في ذلك الوقت هو الاحتجاجات الدولية" ولذلك شددوا على ضرورة التقليل منها بدعاية مناسبة، مع المحافظة في نفس الوقت على الهدف المتمثل في "جعل الحياة غير سارة للقبائل إلى درجة تحطيم معنوياتهم والحصول على خضوعهم".
توجيه سياسي صدر للقوات البريطانية في أبريل 1964 طالب القوات البريطانية بضرورة اتخاذ "إجراءات عقابية تؤذي المتمردين، وبالتالي تترك وراءها ذكريات لن تتلاشى بسرعة".
وهذا ما حصل بالضبط، حيث كتب بريان دروهان، الباحث في أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية الأمريكية بعد تحليله للملفات البريطانية التي رفعت عنها السرية يقول إن "سكان ردفان شعروا بالقوة الكاملة للإكراه الاستعماري حيث قصفت القوات البريطانية القرى وذبحت الماشية ودمرت المحاصيل".
كما تلقى الجنود البريطانيون أوامر "بمصادرة الممتلكات وحرق الأعلاف وتدمير مخازن الحبوب والماشية. وسمحت قواعد الاشتباك للقادة باستخدام القصف الجوي والمدفعي إلى أقصى حد ضروري، إذا رفضت القرى الاستسلام"، مع الإشارة أيضا في هذا التوجيه الرسمي البريطاني، بضرورة القبول في مثل هذه الظروف بسقوط "ضحايا من النساء والأطفال"!
الوثائق البريطانية السرية كشفت أن طائرة قاذفة بريطانية استهلكت في هجوم واحد 600 طلقة مدفع عيار 20 ملليمتر وأسقطت 20 قنبلة، واعترف الطيار بأنه أطلق نيران مدفعه الرشاش على قطيع من الماعز، وأنه ألقى ست قنابل على قطيع ماعز آخر، واستهدف 11 رأس من الماشية، وعلى "الناس" من دون تحديد، إضافة على استهداف 14 شخصا كانوا يختبئون تحت الأشجار.
وزارة الدفاع البريطانية تحدثت في ذلك الوقت عن عدم وجود قيود على استخدام "القنابل المضادة للأفراد" التي يبلغ وزنها 20 رطلا، على غرار ما يسمى الآن بالقنابل العنقودية. ما كان يهم وزير الدفاع البريطاني في ذلك الوقت، بيتر ثورنيكروفت، أوصى به رئيس اركان القوات الجوية ويتمثل في "ضمان سرية العملية" أثناء استخدام هذه القنابل.
باستخدام القوة الغاشمة وأساليب القمع الوحشية واستهداف المدنيين تمكنت القوات البريطانية في أواخر يوليو عام 1964 من استعادة السيطرة إلى حين على المناطق التي خرجت عن سيطرتها، وواصلت فرض حظر بري على التنقل من خلال تسيير دوريات برية وجوية.
بنهاية المطاف، وبعد حرب تحرير طويلة ودامية، رحل البريطانيون عما يعرف بـ"اتحاد جنوب الجزيرة العربية" وأصبحت هذه المنطقة جزءا من جنوب اليمن المستقل في عام 1967، وبقيت في الذاكرة اليمنية وحشية الجيش البريطاني. وحشية تجددت مطلع هذا العام بعد مرور ستة عقود من تلك الحقبة الرهيبة.
المصدر: RT + declassifieduk
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الحرب على غزة الحوثيون قطاع غزة القوات البریطانیة البریطانیة فی فی ذلک الوقت جنوب الیمن عام 1964
إقرأ أيضاً:
الزراعة: تعزيز الإجراءات لمنع دخول الآفات إلى الأراضى المصرية
أعلن د محسن أبورحاب مدير معهد بحوث أمراض النباتات تجديد اعتماد معمل الممرضات النباتية الحجرية بمعهد بحوث أمراض النباتات للسنة السابعة علي التوالى في إنجازٍ جديد يضاف إلى سجل معهد بحوث أمراض النباتات .
وأضاف أنه تم تجديد اعتماد معمل الممرضات النباتية الحجرية من المجلس الوطني للاعتماد (الإيجاك) وفقًا للمواصفة القياسية الدولية ISO/17025:2017. ويمثل هذا الاعتماد علامة بارزة في مجال تشخيص الأمراض النباتية، ويعكس التزام المعهد بالجودة ومعايير الصحة النباتية الدولية.
وأعرب أبو رحاب ، عن سعادته بهذا الإنجاز، قائلًا: إن هذا الانجاز يأتي في اطار توجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتحت إشراف الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية ، بأهمية الاهتمام بمعايير الجودة وتطبيقها في مختلف المجالات، خاصة في البحث العلمي ومجالات تشخيص الأمراض والآفات النباتية. و ضرورة التوجه نحو اعتماد جميع المعامل التابعة لوزارة الزراعة، لضمان تقديم خدمات بجودة عالية وفقًا للمعايير الدولية ، مما يسهم في رفع مستوى الأداء وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للوزارة.
و أضاف أبو رحاب أن تجديد الاعتماد هو تأكيد على التزامنا بتقديم أفضل الخدمات العلمية والبحثية،نحن نعمل باستمرار على تحسين قدراتنا وتحديث تقنياتنا لضمان أن تكون نتائجنا دقيقة وموثوقة.".
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود المعهد المستمرة لتحسين جودة خدماته وتعزيز قدراته في مجال التحليل وتشخيص الامراض النباتية. حيث يعد معمل الممرضات النباتية الحجرية أحد معامل معهد بحوث امراض النباتات الرائدة في مصر، ولعب دورًا حيويًا في حماية المحاصيل الزراعية من الأمراض التي تهدد الثروة الزراعية المصرية ، كما يعد أول معمل بوزارة الزراعة يحصل على شهادة الاعتماد الدولي في مجال تشخيص الممرضات الحجرية للنبات منذ 2018.
وأوضح أن هذا الإنجاز يعد شهادة نجاح جديدة للمعمل تؤكد على أن المعمل يعمل وفق أعلى معايير الجودة، مما يعزز من موثوقية النتائج التي يقدمها، كما يُظهر هذا الاعتماد قدرة المعمل على المنافسة على المستوى الدولي، مما يفتح أمامه آفاق جديدة للتعاون مع مؤسسات بحثية عالمية ويعزز من موقعه كمعمل مرجعي في مصر، كما يعزز من دور معهد بحوث أمراض النباتات في تقليل خسائر المحاصيل وحماية الإنتاج الزراعي من الأمراض النباتية، وفي تعزيز الأمن الغذائي في مصر.
يأتي هذا الاعتماد في وقت يتزايد فيه الطلب على خدمات تشخيص الأمراض النباتية، مما يبرز أهمية المعهد كجهة مرجعية موثوق بها للمزارعين والباحثين على حد سواء.
و يسهم هذا الإنجاز في تعزيز الإجراءات الحجرية التي تتخذ لمنع دخول افات حجرية إلى الاراضى المصرية والتي من الممكن أن تقلل من فاعلية برامج التنمية الوطنية وتهدد الاستثمارات في مجال الزراعة، كما يساعد على عدم تصدير شحنات زراعية مصابة باي ممرضات ممنوعة يمكن أن تؤثر على سمعة الصادرات المصرية، بالإضافة الى تعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية والمحلية، مما يفتح الأبواب لمزيد من الشراكات البحثية والمشاريع المشتركة ويعكس تجديد اعتماد معمل الممرضات النباتية الحجرية الجهود المستمرة للمعهد في تحقيق التميز والابتكار في مجال بحوث أمراض النباتات.