اختتمت دار الأوبرا المصرية برئاسة د. لمياء زايد فعاليات سهراتها الرمضانية، أمس بحفل جماهيري ضخم، رفع لافتة كامل العدد، للمطرب مدحت صالح، على خشبة المسرح الكبير.

وعلى مدار ساعتين غنى النجم مدحت صالح بمشاركة عازف البيانو والموزع الموسيقى عمرو سليم ومصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد عامر نخبة من أعماله الشهيرة إلى جانب مختارات من مؤلفات التراث كان منها زي ما هي حبها، السهرة تحلى، بحبك كل ما تطلع شمس، أنا مش بعيد، يتقال، محبتك جنون، شبكوا ايديكوا، حبيبي يا عاشق، باسم الحب، بحلم على قدى، وعدى، أنت الحب، المليونيرات، حمايا العزيز، شوف يا قلبي، أي دمعة حزن لا، واختتك الحفلة بأغنية ابن مصر

وخلال الحفل استضاف صالح الموهبة الصاعدة حبيبة سامي الحفناوي التي تغنت بـ عيون القلب لتجذب انتباه الحضور بصوت ينتمى إلى زمن الفن الجميل وتنال التشجيع والإعجاب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مدحت صالح

إقرأ أيضاً:

الحب في زمن التوباكو (1)

 

 

 

مُزنة المسافر

 

صوتي يصدح، يصرخ، يسرح في أكبر مسرح عرفه شارعنا، وبلدتنا، علم الجميع أنني أغني، وغنائي هذا تصحبه خطوات سريعة في الرقص، أغني كل أغاني الماضي والحاضر الجميل، وأغني لأفراح الآخرين مع عمتي ماتيلدا، لنا طرق كثيرة في الرقص، والغناء. إنه الفرح والسرح، الرقص المتواصل الذي لا يتوقف، لكن إن سألتموني كيف نبدأ بالفرح سأخبركم، إنني لا أتذكر جيدًا إلا ما نحضره قبل كل حفلة.

غرفة تبديل الملابس التي تخص مسرح الشارع المنير للغاية، تناولني عمتي بضع ملابس.

ماتيلدا: غيِّري يا فتاة، رائحتك كروائح رجال المنجم.

جوليتا: بل هو رائحة التبغ الذي تدخنينه يا عمة.

ماتيلدا: لستِ نجمة بعد، حتى تكوني سليطة اللسان. 

اذهبي وغيِّري!

لها دومًا أمور غريبة في إقناعي، أن أكون نجمة، رُبما الإهانة أكثر شيء يجعل من الإنسان يرغب في أن يسطع ويلمع، ويرفع نفسه الظمآنة للغنى بدل الفقر المُدقع.

إنه يُقرِف يُقزِّز الآخرين، فَقرُنا الذي نغني بعيدًا عنه، في أحياء أرقى في البلدة العريضة.. هكذا تقول عمتي أن الشهرة ليست صعبة في هذا المكان.

أحمر الشفاة، وصوت جميل، وشعر مستعار يناسب عمتي ووجهها المُجعَّد، وقلبها المرهق من الحياة، لكنها تخبرننا أن قلبها شاب وأنها جاهزة للوقوع في الغرام إن وجدت رجلًا أفضل لأن الحياة تأتي بالأفضل كل يوم، والأمس ليس مثل اليوم.

وهكذا خرجت أنا وشعري منسدل، وقلبي يخفق، وأنا اقترب من الميكرفون، وأردد كلماتٍ حلوة للسامعين، المخمورين الذين أشعرهم اللحن بالخدر، ووقعوا في غرامات متعددة لعالمنا الحي، الحي بالشعور الحقيقي، إنهم مُزيَّفون، بأغلفة عديدة تُغلِّف جُبنهم، وتُخفي وجدهم للعيش، بينما نحن نكون نحن، ولا ندّعي، ولا نرتوي إلّا من هذا اللحن.

الذي نغني به، ونشعر به، تقول عمتي.

ماتيلدا: فليحيا التوباكو، ومن اخترعه، بعد النبيذ طبعًا.

إن هذا التوباكو هو الإلهام بعينه.

تُردِّد عمتي هذا بعد أن ينتهي المساء، ويبدأ ليل الجرد والعد، فتعُد المبالغ التي جاءت في جيوب زوار المسرح الصغير.

جوليتا: كم يا عمتي؟

ماتيلدا: انتظري. ما زلت أعُد.

إنها تعُد ألف مرة، تخشى من الفئران أن تدخل فستانها وتتسلق إلى فمها وهي تُقبِّل الدولارات، والعملة المحلية، وتُقبِّل يديها وتشعر بالبركة لأول مرة.

جوليتا: ما هي البركة يا عمة؟

ماتيلدا: إنك البركة وصوتك يا ابنة أخي.

إنك تتمايلين، وتُحدثين العجب.

والشغب في قلوب الرجال.

تمايلي يا ابنة أخي، لنجني المال.

 

جوليتا: حقًا يا عمتي، ولماذا هنالك مغنيات أفضل مني؟

ماتيلدا: إنك نجمة يا جوليتا.

نجمة حقيقية دون غبار كَوْني حولك يا صغيرتي.

انظري للغُنج الذي تعيشينه كشابة.

انظري لهذا الشباب الذي يختبأ داخل جذعك.

جوليتا: يأتي النهار، ونسمع أمورًا كثيرة ليس لها علاقة بنا، هنالك شخص انتقل لمنطقتنا، هنالك شخص خرج من دائرة العائلة، وهناك من سافر هاجر وتركنا، كلها أخبار مُتناقَلة، مُتبادَلة بين الأفواه والشفاه الحلوة الرطبة الراغبة في تقبيل الحياة من جديد، والرقص والغناء.

كنت أفكر صباح اليوم هل سأكون نجمة مشهورة؟ أم سأكون إنسانة مغمورة داخل منجم آيل للسقوط، أو سأخرج كقطعة ذهب تود أن تلمع جيدًا، جيدًا أمام الجمهور الذي يرغب أن يدفع لفَنِنا، ويغرقنا بالنقود أنا وعمتي، ويصنع لنا غمامة من المال تغشي على أحلامنا القديمة، وستكون لنا أحلامٌ جديدة تناسب مسرحًا أكبر، وقطع ملابس أجمل، وقلوب راغبة في أن تنبض نبضًا حقيقيًا ليس إلّا.

مقالات مشابهة

  • تنمية الأسرة المصرية.. ختام البرنامج التدريبي لقومي المرأة بالإسكندرية
  • موعد حفل عازفة الماريمبا نسمة عبد العزيز بدار الأوبرا المصرية
  • الحب في زمن التوباكو (1)
  • غدا.. الأوبرا تحتفي بمرور 30 عاما على إنشاء مؤسسة اليابان بالقاهرة
  • ختام دورة «تنمية الأسرة المصرية» بالبحر الأحم.. توعية الأمهات الشابات بأسس التربية الصحيحة
  • «رمضان يجمعنا».. ملتقى الإنشاد الديني والترانيم يتألق بروح الإبداع والتسامح
  • ما اسباب تصاعد وجود الشركات المصرية في العراق؟.. توضيح من مستشار السوداني
  • مدحت تيخا عن تعاونه مع محمد سامي في سيد الناس: كان حلم واتحقق
  • ما كل هذا الهري.. مدحت العدل يعلق على عقوبة انسحاب الأهلي
  • مدحت العدل: إعادة مباراة الأهلي والزمالك ستودي إلى وقف النشاط الرياضي