#كلام عن #الروح #المعنوية – #ماهر– أبوطير
#العيد المقبل، أول عيد يأتي بعد حرب قطاع #غزة، ولا يبدو أن العيد سيكون بكافة مظاهره المعتادة، والذي يسأل التجار في عمان وبقية المدن يدرك التراجعات الجارية.
كثرة من الناس تجاوزت طقوسها المعتادة في رمضان، بل تعرف عائلات لم توجه أي دعوة خلال هذا الشهر وفضلت إرسال المال المرصود لهكذا مناسبات للمؤسسات الأردنية العاملة في مجال الإغاثة لغزة، كما أن أجواء عمان مثلا، مختلفة هذا العام، من حيث الازدحام الليلي، والتسوق، وان كان هناك حركة فهي محدودة، والسبب القناعة السائدة بين الناس، ان شهر رمضان والعيد هذا العام يختلفان عن أي رمضان، وعيد، سابقين مرا على العموم.
مظاهر العيد على ما يبدو ستكون منخفضة الاحتفالية، من باب شعور كثيرين بالحياء والخجل أمام قتل وجرح مئات الآلاف، وهدم البيوت، واليوم بين أهل قطاع غزة أكثر من عشرة آلاف يتيم، غير الأرامل، والمفقودين، والبيوت المهدمة كليا أو جزئيا، ومشاعر التضامن هنا، لا تأتي من باب التشارك بالألم فقط، بل لأن مظاهر الاحتفال تبدو إدارة ظهر لما يجري في القطاع.
في كل الأحوال هذا دليل على أن الروح المعنوية منخفضة، وانخفاض الروح المعنوية بحاجة إلى ما هو أكثر من بث التطمينات، وتذكير الناس بضرورة الاستمرار في حياتهم، مع استمرار المذابح في قطاع غزة، وهي مذابح على ما يبدو سوف تتجه الى درجة أعلى نهايات رمضان وبعد العيد، خصوصا، مع التسريبات حول عملية رفح المرتقبة، والكلام عن تأجيلها الى ما بعد رمضان فقط، أو إلى شهر أيار المقبل، وهذا يعني أن المأساة متواصلة دون حلول في الأفق.
ما دمنا نحكي عن رمضان أو العيد ربما إطلالة الأمل الوحيدة ترتبط بما يحتاجه الأطفال من احتياجات في مناسبات تأتي في ظروف قد لا يدرك كثير من الأطفال مغزاها وأثرها على حياة الناس وروحهم المعنوية، وهذا يفسر تلبية طلباتهم، وان كان بشكل قليل أو منخفض، جراء تأثر العائلات أمام المشهد الدموي في قطاع غزة، وهو مشهد لم ير أحد مثله منذ عام 1948.
من ناحية ثانية فإن تأثيرات هذه التراجعات عالية على صعيد تأثر القطاع الاقتصادي الذي يواجه مشاكل متعددة، أي أن القصة هنا لها ارتداد على قوة القطاع الاقتصادي بكل مؤسساته، وتأثير ذلك على الحركة التجارية، وهي حركة تراجعت منذ شهر تشرين الأول العام الماضي، وربما تحسنت قليلا خلال الشهرين الماضيين لاعتبارات مختلفة، إلا أن التراجع بقي سمة سائدة.
هذا واقع لا يمكن حله بدعوات رفع المعنويات، ولا بالحض المباشر، فالقوى المالية التي تتركز في المدن الرئيسية، وفي سياق تحليل طبيعتها وطريقة إنفاقها، ومحددات شخصيتها الاجتماعية تتأثر بشكل مباشر من هذه الأزمات، على الرغم من كونها مصنفة من الطبقة الوسطى أو أدنى الطبقى الوسطى، وبعضها يرتبط بمليون أردني يغتربون في الخارج ينفقون على عائلاتهم هنا، وهذا يعني في المحصلة أن دفعها للإنفاق يتأثر بجملة عوامل مختلفة، من بينها حاجتها لخفض الإنفاق، والتحوط من المستقبل، وتأثير الموروث السابق، بشأن أزمات مرت.
ربما أهل قطاع غزة هم الأكثر حاجة للفرح، ولوقف هذه المأساة، علينا ان ننتظر لنرى صباحات عيدهم كيف سيكون، هل ستكون هناك إشراقة، أم صباحات العيد ستكون دموية.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: كلام الروح المعنوية ماهر العيد غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
النجم أحمد أمين فى حوار لـ«البوابة»: أحببت شخصية «النص» أكثر من حقبته الزمنية رغم جمالها.. لا يهم ماذا كنت بل كيف أصبحت اليوم.. لا أريد الحياة في غير زماني سأعيش الحاضر وهذا من قلبي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يقدم النجم أحمد أمين في رمضان هذا العام تجربة فريدة إذ يأخذنا لعالم النشالين في حقبة الثلاثينات عبر شخصية «النص» وهو نشال يتحول إلى بطل شعبي بعد تأسيسه حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإنجليزي، وينضم لها العديد من الأشخاص من مختلف أطياف المجتمع.
وكعادته يتأنى ويجتهد أحمد أمين في ما يقدمه للجمهور فاستغرق العمل على فكرة تقديم شخصية «النص» عن رواية «مذكرات نشال» للكاتب أيمن عثمان، عامين، ليناقش المسلسل عدة رسائل هامة في إطار كوميدي.
يتحدث أحمد أمين في الحوار التالي لـ «البوابة» عن الزمن الذى يتمنى تجربة الحياة به، ومبررات النشل التي أوجدها للشخصية بداخله ليكون مقتنعا بفكره ويجسده، أيضا يفصح عن تحضيراته لأعمال فنية للأطفال إلى جانب بدء العمل على نص جديد بعد شهر رمضان في إجازة روحانية، وفقا لتعبيره، وإلى نص الحوار:
■ في البداية، اختيار مسلسل "النص" لتقديمه في رمضان يعبر عن وقوعك في غرام الأعمال التي تروى أحداثها في حقب زمنية قديمة، بعد أن قدمت "ما وراء الطبيعة" من قبل؟
- لا شك أن الحقبة الزمنية تصنع عالم سحري للمشروع يمنحه طعم خاص ولكن الحقيقة المحرك دائما هو القصة والشخصية لقد أحببت شخصية رفعت إسماعيل وشخصية "النص" أكثر من الحقبة الزمنية رغم جمالها.
■ ما هى الأزمنة التى تمنيت الحياة بها، أو اختبار الحياة بها والعودة لواقعنا؟
- لا أريد غير زمنى الحالى وسأكتفى بمشاهدة أعمال فنية عن الماضى والمستقبل وسأعيش الحاضر، إجابة واقعية أنا عارف "بس من قلبي".
■ مسلسل "النص" يتطلب مذاكرة للتاريخ جيدا، كيف جاءت فكرة المسلسل واختياره؟
- عندما عرض على المنتج محمد جبيلى كتاب "مذكرات نشال" أحببت الشخصية وأحببت فكرة عرض عالم الصعاليك فى الشارع المصري فى هذه الفترة.
■ كم من الوقت استغرق العمل على الفكرة حتى تصبح دراما تلفزيونية تقدم للجمهور فى رمضان؟
- حوالى سنتين.
■ تجسد شخصية نشال، ما هى مبررات النشل التى أوجدتها للشخصية بداخلك لتكون مقتنعا بفكره وتجسده؟
- شخصية "النص" فى المسلسل تحمل مسؤولية أخيه بعد وفاة والده ولجأ للعمل فى كل شيء فى الشوارع ليستطيع أن يعلم أخاه، ووقع فى يد معلمين النشل وعرف طريق المكسب السريع فى حين أنه يعلم أنه خروجا عن القانون مما دفعه للتوبة، حتى قرر أن يعود للنشل ومنها للنصب من أجل حماية أخيه مرة ثانية ولكن وضع قانون أن يسرق من المحتلين والمغتصبين وليس من البسطاء وأصحاب الحال الرقيق مثله.
■ وكيف كانت تحضيراتك لشخصية "النص"؟
- دراسة الحقبة، ودراسة "النص"، وأيضا التعرف على عالم النشل والنصابين.
■ يحدث تحولا لشخصية النص ليصبح بطلا شعبيا تتوارث الأجيال قصته إلى أن وصلت إلينا، برأيك تقبل الجمهور لرواية قصته فى عمل فنى يعنى بالضرورة التسامح مع توبة المذنب بصدر رحب؟
- هناك رسالة مهمة يجب أن تصل إلى الجمهور وهى لا يهم ماذا كنت بل يهم كيف أصبحت اليوم، ربما بدأ النص حياته نشالا وتحول إلى نصاب ولكن إذا تحول إلى شخصية إيجابية فعلينا أن نحترم رحلته ونتغافل عن ماضيه.
■ هل ترى أن مجتمع "النص" فى الثلاثينات كان أكثر تسامحا مع التائبين من مجتمعنا حاليا؟ كيف تقرأ الفارق فى ظل ما يحدث على السوشيال ميديا من هجوم قاسى على البعض سواء فنان أو شخص عادي عندما يقوم بعمل لا يرضيهم، مثل تصريح غير موفق وغيرها من الأمثلة.
- لا أعرف اجتماعيا هل كان المجتمع قديما أكثر تسامحا أو تقبلا للغير أم لا، ولكن بالتأكيد حدث تغيير فى السلوك بسبب السوشيال ميديا وخاصة بسبب الازدحام الكبير فأصبح كل من يعلق عليه أن يبالغ جدا سواء مادحا أو ذاما وعليه أن يستخدم أبشع الطرق أحيانا لجذب الانتباه وسط ضوضاء شبكات التواصل لدرجة أن تجد من النادر جدا وجود أصحاب رأى أسوياء يحترمون مشاعر الغير حتى فى حالة النقد.
■ بماذا تجيب على وجهة النظر التى قد تجد أن المسلسل تمجيدا للنشال؟
- المسلسل لا زال يعرض، وأظن أن الإجابة فى الحلقات، ولكن أستطيع أن أقول أن النشال الذى قرر أن يبتعد عن الحرام أخرج الظلم والاحتلال أسوأ ما لديه، فهل سيسامحه المتفرجون؟ دعونا نكمل المشاهدة.
■ تم الإشارة فى المسلسل لنقابة النشالين التى تؤكد عدة مصادر تاريخية وجودها خلال العصر الملكي، كيف ترى تفكير النشالين فى إنشاء نقابة لهم؟
- أظن أن إنشاء النقابات يكون بسبب تنظيم العلاقات داخل أهل المهنة وبالتأكيد كان ذاك هو الدافع.
■ كيف تقرأ قرار نقابة النشالين بالتوقف عن السرقة يوم عودة الزعيم سعد زغلول من المنفى تقديرًا لدوره الوطني؟، وفقا لما ذكر فى كتاب "ساعة عدل واحدة" للطبيب الإنجليزي سيسيل ألبورت، الصادر عام ١٩٤٦.
هذا القرار يعكس صراحة النشالين بأن لهم حق فى أخذ أموال البعض بطريقة غير شرعية وهى النشل بسبب ما يحدث حولهم فى هذه الفترة من غياب للعدالة الاجتماعية والفقر بالتالى مثل ما يرى "النص" فى المسلسل هم لصوص ولكن لديهم أخلاقيات مهنة وشعور بالوطن ولا تعارض بين الصفتين فى ذلك الوقت سواء اتفقنا أو اختلفنا.
■ هل اطلعت على رواية الكاتب أيمن عثمان "مذكرات نشال"؟
- طبعا
■ ما هى أبرز الفوارق بين المسلسل والرواية؟
- الكتاب هو مذكرات عبارة عن يوميات بدون قصة وهى تم نشرها بالفعل وقيل أنها حقيقية وشكك البعض فى ذلك، أما المسلسل فهى معالجة درامية مختلفة من وحى التاريخ وشخصيات لها أبعاد ودوافع أعقد وأدق.
■ كيف تقيس مدى نجاح مسلسل "النص" مع الجمهور؟
- لا أستطيع تحديد ذلك فى الوقت الحالي، ولكن تصلنى رسائل سواء من متابعين أو من أصحاب رأى ونقاد معظمها إيجابى ومشجع ومبهج.
■ رأست مؤخرا مهرجان نبتة للأطفال ضمن مهرجان العلمين، وقدمت من قبل مسلسلات الأطفال بسنت ودياسطي، القبطان عزوز، كوكب كراكيب، وسكر وبنجر، متى تقدم عمل فنى جديد للأطفال؟
- قريبا جدا، أنا أبحث عن الأطفال فى حياتي طوال الوقت.
■ هل فكرت فى الخطوة التالية بعد مسلسل "النص"، أم تحب التمهل وخوض التجربة كاملة حتى انتهاء العرض، ثم تفكر فى طبيعة العمل المقبل؟
- لدى بضع الالتزامات بنصوص مع مؤلفين ومخرجين متحمس لمشاريعهم ويشرفني أن أنطلق في أحدها فور انتهاء رمضان كإجازة روحانية أحتاج إليها كثيرا.