الدستور، سواء كان مكتوبًا أم غير مكتوب، يشكل الأساس القانوني والسياسي لأي دولة، حيث يحدد القواعد والمبادئ التي تحكم تنظيم الحكم وتوزيع السلطات وحماية حقوق المواطنين. ومن بين أنواع الدساتير تميز الدستور المكتوب والدستور غير المكتوب بخصائصهما المميزة والتي تحدد طبيعة التنظيم السياسي والقانوني في الدول المختلفة.

أولًا، يتميز الدستور المكتوب بأنه يكون وثيقة رسمية تحتوي على قوانين ومبادئ مكتوبة بشكل واضح ومحدد، مما يجعله ملزمًا وملموسًا للجميع. فهو يضمن الحقوق والحريات بشكل قوي ويحدد صلاحيات السلطات وواجباتها، ويمثل إطارًا قانونيًا لتنظيم الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الدولة.
 

بينما الدستور غير المكتوب يستند إلى الأعراف والممارسات والعادات السائدة في المجتمع، وقد يتكون من مجموعة من القوانين والعرفيات التي لم يتم تدوينها في وثيقة رسمية. وبالتالي، فإن القواعد والمبادئ الدستورية في هذه الحالة يمكن أن تتغير مع تغير الأوضاع والظروف الاجتماعية والسياسية.

ثانيًا، يمتاز الدستور المكتوب بالدقة والوضوح في صياغة القوانين وتحديد الحقوق والواجبات، مما يجعله ملزمًا للحكومة والمواطنين على حد سواء. ويتيح للمجتمع فهم القوانين والالتزام بها بشكل أفضل، ويضمن الحماية القانونية للجميع.

أما الدستور غير المكتوب فيتميز بالمرونة والقابلية للتطور، حيث يتغير وفقًا لتغير الأوضاع والظروف الاجتماعية، وهو مستمد من تقاليد المجتمع وعاداته وقيمه، مما يجعله قادرًا على التكيف مع التغيرات بشكل أفضل.

بالنظر إلى الفوائد والعيوب، يظهر أن الدستور المكتوب يوفر الوضوح والتوجيه في تنظيم الحياة السياسية والقانونية، بينما يوفر الدستور غير المكتوب المرونة والتكيف مع التغيرات الاجتماعية والثقافية.

في الختام، يمثل الدستور سيادة القانون والأساس القانوني والسياسي لأي دولة، سواء كان مكتوبًا أم غير مكتوب. وعلى الرغم من الاختلافات بين الدستور المكتوب والدستور غير المكتوب في الطريقة التي توضع بها القواعد والمبادئ الدستورية، فإن كلاهما يسعى إلى تحقيق العدالة وحماية حقوق الفرد وتنظيم السلطات.

تتمثل أهمية الدستور المكتوب في وضوحه ودقته في تحديد القواعد والمبادئ الأساسية، بينما تكمن أهمية الدستور غير المكتوب في مرونته وقدرته على التكيف مع التغيرات الاجتماعية والثقافية. وبالتالي، يجب أن يتعاون النظامان الدستوريان المكتوب والغير مكتوب لتحقيق التنمية والاستقرار في الدولة.

من الضروري أن يكون هناك توازن بين الاحترام للقانون المكتوب والالتزام بالعادات والتقاليد في المجتمع، من أجل بناء دولة قوية ومستقرة. ومن خلال فهم الفرق بين الدستور المكتوب والغير مكتوب، يمكن تعزيز مبادئ العدالة والحرية والمساواة في المجتمعات وتعزيز مسار الديمقراطية والتنمية المستدامة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الدستور تعريف غیر مکتوب

إقرأ أيضاً:

نصراوين .. ممارسة النواب العمل النيابي بالتشريع والرقابة بعد أداء القسم

#سواليف

أكد أستاذ القانون الدستوري الدكتور #ليث_نصراوين، أن #ممارسة #العمل_النيابي بالتشريع والرقابة مرتبطة بأداء #القسم أمام #مجلس_النواب، داعيا النواب الجدد إلى تأجيل حماستهم لما بعد مباشرة أعمالهم تحت القبة.

وقال نصراوين بعد قيام عدد من #النواب الجدد بتوجيه أسئلة وكتب رقابية إلى وزراء وجهات حكومية متعددة، يستفسرون من خلالها عن موضوعات معينة تتعلق بالشأن العام ويطالبون باتخاذ إجراءات محددة بشأنها، إن المشرع ربط مباشرة الأعضاء الجدد لمهامهم الدستورية المتمثلة بالتشريع والرقابة بأداء القسم أمام المجلس النيابي، حيث تنص المادة (80) من الدستور على أنه يتعين على كل عضو من أعضاء مجلسي الأعيان والنواب قبل الشروع في عمله أن يُقسم أمام مجلسه يمينا بأن يكون مخلصا للملك والوطن وأن يحافظ على #الدستور وأن يخدم الأمة ويقوم بالواجبات الموكولة إليه حق القيام.

ووجد من خلال استعراض النصوص الدستورية ذات الصلة، أن المدة الزمنية لمجلس النواب مرتبطة بواقعة نشر نتائج الانتخاب العام في الجريدة الرسمية، حيث تنص المادة (68) من الدستور بالقول “مدة مجلس النواب أربع سنوات شمسية تبدأ من تاريخ إعلان نتائج اﻻنتخاب العام في الجريدة الرسمية”.

مقالات ذات صلة 12 طعناً بنتائج الانتخابات النيابية أمام محكمة التمييز 2024/09/29

وعليه، وفي ضوء نشر نتائج الانتخابات النيابية لمجلس النواب العشرين في الجريدة الرسمية بتاريخ 14/9/2024، فإن الأعضاء المنتخبين قد اكتسبوا الصفة الدستورية كممثلين عن دوائرهم الانتخابية وأحزابهم السياسية لمدة أربع سنوات كقاعدة عامة، وبالتالي يثبت لهم الحق في الحصول على الامتيازات المقررة للعضوية في المجلس النيابي، والمتمثلة بصرف مخصصات العضوية الشهرية، وتوزيع مكاتب وطاقم إداري مخصص لهم داخل مجلس النواب.

لكن عبارة “الشروع في العمل” التي أوردها المشرع الدستوري في المادة 80 تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مباشرة العمل النيابي ليس مرتبطا بنشر نتائج الانتخاب في الجريدة الرسمية أو دفع مكافآت شهرية للنواب، بل هي متوقفة على أداء اليمين الدستورية أمام مجلس النواب. وهو الحكم ذاته الذي كرسته المادة (4) من النظام الداخلي لمجلس النواب لعام 2013 وتعديلاته، وفق نصراوين.

وبين، أنه سبق للمجلس العالي لتفسير الدستور أن أفتى بأن القسم الدستوري هو شرط يجب استيفاؤه قبل الشروع في العمل، حيث جاء في قراره التفسيري رقم (2) لسنة 2003 القول “إن أداء العضو في كل من مجلسي الأعيان والنواب اليمين التي نصت عليها المادة (80) من الدستور هو شرط دستوري يجب أن يستوفيه العضو قبل الشروع في عمله في المجلس الذي ينتمي إليه”.

وقال نصراوين، إن ما يعزز من ارتباط مباشرة العمل النيابي بأداء القسم الدستوري، أن أول إجراء يقوم به مجلس النواب الجديد في جلسته الأولى بعد تلاوة الإرادة الملكية السامية بدعوته إلى الاجتماع، هو الطلب من أعضاء المجلس أداء اليمين الدستورية بصيغتها المحددة في المادة (80) من الدستور، وذلك قبل البدء بالاستحقاقات الدستورية الأخرى المتمثلة بانتخاب رئيس المجلس وأعضاء المكتب الدائم، وتشكيل لجنة من أعضائه لوضع صيغة الرد على خطبة العرش.

وعليه، فإن أعضاء مجلس النواب العشرين الذين لم يؤدوا القسم الدستوري بعد لعدم اجتماع المجلس النيابي حتى تاريخه، يفترض بهم ألا يمارسوا أية مهام رقابية إلى حين حصولهم على رخصة مباشرة العمل النيابي، وذلك من خلال أداء القسم الدستوري أمام مجلس النواب.

وأشار إلى أن البعض قد يرى كتب النواب الجدد الموجهة إلى الإدارات الحكومية لا ترقى إلى اعتبارها اسئلة واستجوابات برلمانية وفق أحكام الدستور، وإنما هي مجرد خطابات يجري إرسالها تتضمن مطالبات بتنفيذ أعمال معينة أو الامتناع عن القيام بسلوكيات محددة.

وفند نصراوين ذلك بان هذه المراسلات التي يتم تداولها إعلاميا تحمل تواقيع أعضاء جدد في مجلس النواب العشرين بصفاتهم النيابية وليست الشخصية، وتتضمن استفهام العضو عن أمر يجهله في شأن من الشؤون العامة، أو رغبته في التحقق من حصول واقعة وصل علمها إليه، أو استعلامه عن نية الحكومة في أمر من الأمور. وهذه العناصر كافة هي ذاتها التي تكون محور السؤال النيابي كما حددتها المادة (123) من النظام الداخلي لمجلس النواب.

ودعا إلى تأجيل “الحماسة الزائدة” التي يظهرها بعض النواب الجدد في ممارسة الوظيفة الرقابية، إلى حين دعوة المجلس الجديد لعقد أولى دوراته البرلمانية وأداء القسم الدستوري، فعندها فقط سيثبت لهم الحق الدستوري بمباشرة العمل النيابي بمظهريه التشريعي والرقابي.

وقال إن هذا الاندفاع النيابي يعطي إشارات ايجابية بأن مجلس النواب القادم سيولي الرقابة السياسية جل اهتمامه، وأنه سيكون مختلفا عن المجالس السابقة التي كانت تهتم بالعمل التشريعي على حساب الوظيفة الرقابية.

مقالات مشابهة

  • يونانيون يحتجون على دور القواعد البريطانية في الهجمات الصهيونية على غزة
  • القوات: لانتخاب رئيس للجمهورية وفاقًا للدستور
  • نتنياهو: كما هو مكتوب في التوراة سألاحق أعدائي
  • عاجل | نتنياهو: كما هو مكتوب في التوراة سألاحق أعدائي وسأقضي عليهم
  • نصراوين .. ممارسة النواب العمل النيابي بالتشريع والرقابة بعد أداء القسم
  • اعتماد لائحتي المنشآت الاجتماعية غير الحكومية والبرامج المهنية لذوي الإعاقة
  • اعتماد لائحتي المنشآت الاجتماعية غير الحكومية والبرامج المهنية لذوي الإعاقة - عاجل
  • اعتماد القواعد التنظيمية للائحتي المنشآت الاجتماعية غير الحكومية للأشخاص ذوي الإعاقة
  • اعتماد القواعد التنظيمية للائحتي المنشآت الاجتماعية غير الحكومية والبرامج الاجتماعية والمهنية لذوي الإعاقة
  • وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يصدر قرارًا باعتماد القواعد التنظيمية للائحتي المنشآت الاجتماعية غير الحكومية والبرامج الاجتماعية والمهنية للأشخاص ذوي الإعاقة