تراجع التفاؤل بنتائج ايجابية لـوثيقة بكركي.. واجتماعات بين بري وموفد التيار
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
غابت الحركة السياسية اللبنانية في عطلة الفصح التي استمرت حتى يوم أمس الاثنين، وكان لافتا في المواقف الداخلية تراجع منسوب التفاؤل بخروج نتائج ايجابية قريبا عن "وثيقة بكركي" خصوصا بعد هجوم للمعارضة على "التيار الوطني الحر".
وبحسب" الديار" فقد رات مصادر معارضة، أن الدافع الرئيسي لقبول رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل المشاركة في الإجتماعات والعودة إلى عباءة بكركي هو تعويم نفسه واستعادة شعبيته المسيحية بعدما تآكلت واسترجاع ثقله المسيحي وطالبته بان يكون علنا ضد سلاح حزب الله كي يثبت صدقيته؟!
إنطلاقا من هذا الواقع، تبدي أوساط معارضة عدم اقتناعها بمشاركة "التيار" في اجتماعات بكركي وعدم جدواها ونتائجها.
ولفتت الى ان اي لقاء سيكون دون جدوى ، إذا كان اللقاء لتعويم فريق سياسي مثل النائب جبران باسيل الذي لا يتذكّر حقوق المسيحيين إلا عندما يكون مأزوماً ومحشوراً، وعليه أن يفكّ تحالفه مع حزب الله ويُعلن التزامه بمجموعة ثوابت لا عودة عنها، أما إذا كان يريد المناورة والاستعراض فلا ضرورة لأي لقاء. في المقابل ذكرت" الانباء الكويتية" أن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل تلقى دعوة لزيارة العاصمة القطرية (الدوحة)، علم انه سيلبيها وتم تحديد موعد لها. في حين تستمر عواصم عربية أخرى في ضخ مناخات إيجابية، وتحث الأطراف في الداخل اللبناني على النأي بأنفسهم وبالبلاد عن التطورات الدراماتيكية في المنطقة. وتتمسك العواصم العربية المعنية «بوجوب ترك اللبنانيين يقررون مصيرهم، وإحاطتهم بكل مستلزمات المساعدة للخروج من عنق الزجاجة، من دون الدخول طرفا مع أي من الأفرقاء في مسائل داخلية». وتحرص العواصم المعنية، وبينها واحدة لطالما اعتبرت حاضنة على الدوام وعن جدارة للبنان، على تقديم كل مساعدة لتجنيب البلاد الانزلاق من منحدرات خطرة، في هذا الظرف العصيب الذي تمر به المنطقة.
وكتب داوود رمال في" الشرق الاوسط": منذ أكثر من أربعة أشهر، شهدت العلاقة بين مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ومقر التيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي، دينامية ايجابية في العلاقة التي شهدت خضات وتوترات سبقت ورافقت وتلت العهد الرئاسي للرئيس العماد ميشال عون. بعد محاولات عديدة، تبين لاحقا ان بعض القائمين بها أظهروا حرصا على تنقية العلاقة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بينما عمليا كانوا يعمقون الشرخ، نجح عضو «تكتل لبنان القوي» الوزير السابق النائب غسان عطاالله من احداث الخرق المطلوب، الذي يسهل تطوير العلاقة أقله حول ملفات اساسية بحاجة إلى توافق وطني. ووفق مصدر مطلع، فإن «الزيارات التي يقوم بها النائب عطاالله إلى عين التينة، العلنية منها والبعيدة من الاضواء، لا ينحصر النقاش خلالها بالملف الرئاسي، انما بالعلاقات البينية بين حركة امل والتيار الوطني الحر، وملفات اصلاحية اساسية وصولا إلى ملف الاستحقاق الرئاسي، والجو العام للنقاشات ايجابي جدا، وهذه الايجابية فرضتها التطورات الاخيرة التي وضعت لبنان في قلب المواجهة الحربية الدائرة في المنطقة، والتي انعكست للمرة الاولى انقساما حادا في الداخل اللبناني حول جدوى انخراط حزب الله في هذه الحرب». وكشف المصدر لـ«الأنباء» عن ان «اللقاء الأخير الذي حصل منذ ايام قليلة بين بري وعطاالله، ركز على سبل منع العدو الاسرائيلي من الاستثمار على الانقسام الداخلي حول الحرب، وكيفية التعاون المشترك لمعالجة حالات سلبية ظهرت في قرى وبلدات حدودية لاسيما بلدة رميش، ومنع أية جهة من استغلال أي موقف وأخذه إلى توتر بين ابناء المنطقة الواحدة، اذ نشطت قيادة التيار الوطني الحر عبر لقاءات وزيارات واتصالات مع فاعليات بلدة رميش لتهدئة النفوس بالتعاون مع الثنائي حركة امل وحزب الله، وقد أثمرت هذه الجهود لحد الآن وهي محل متابعة دائمة». واشار المصدر إلى ان «هناك تقاطعا بين بري وباسيل على وجوب تأمين الاحاطة لمبادرة تكتل الاعتدال الوطني لكي تنجح في الوصول إلى التشاور وفق آلية واضحة ومحددة، وهناك بعض الأمور يحصل تدوير زوايا بشأنها حتى لا تستمر عقدة مانعة امام الذهاب إلى التلاقي تحت أية صيغة كانت، تشاورا او حوارا، ولأن مبادرة التكتل هي الوحيدة المطروحة فالمصلحة هي بدعمها وانجاحها وهذا ما يعمل عليه الجانبان».
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
التيار يعيد ترتيب اولوياته.. الانتخابات اولا
بعد تشكيل حكومة نواف سلام، دخل "التيار الوطني الحر" في مرحلة سياسية جديدة تمثلت بالتحوّل إلى موقع المعارضة، بعد سنوات من المشاركة في الحكومات المتعاقبة. جاء هذا التحوّل تماشيا مع تراجع نفوذ "التيار"في المشهد السياسي اللبناني، لا سيما في ظلّ الخسائر التي مُني بها في الانتخابات النيابية الأخيرة، وتقلّص تحالفاته الوطنية مع قوى سياسية تقليدية. ركّز التيار، بقيادة جبران باسيل، على إعادة تنظيم أولوياته، معتبرًا أن مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة الحالية هي فرصة لمراجعة استراتيجيته وتحديد أهداف قابلة للتحقيق في المدى المتوسط، أبرزها الانتخابات البلدية ثم النيابية.
تتمحور أولوية "التيار" اليوم حول الاستعداد للانتخابات البلدية، التي يراها بوابةً لتعزيز وجوده على الأرض، عبر بناء تحالفات محلية مع شخصيات مؤثرة في المناطق، تمتلك قاعدة شعبية وقدرة على حصد الأصوات. يهدف هذا التوجّه إلى تعويض تراجع التحالفات الوطنية الكبرى، والتي كانت تشكل سابقًا جزءًا من خطة "التيار" لضمان تمثيل واسع في المؤسسات. وفي هذا الإطار، يسعى "التيار" إلى تعديل سياساته، عبر التركيز على القضايا الخدماتية المباشرة، مثل الكهرباء والنفايات والبنى التحتية، والتي تُعتبر شواغل رئيسية للناخبين على المستوى المحلي، ما قد يمنحه ورقةً ضاغطة في المعادلة الانتخابية، خصوصا انه لم يعد في السلطة.
أمّا على صعيد الاستراتيجية العامة، فيعوّل "التيار" على عقد تحالفات مناطقية مع وجوه تمتلك ثقلًا تمثيليًا، خصوصًا في المناطق التي يشهد تنافسًا مع خصومه التقليديين، مثل الشمال والبقاع وجبل لبنان. وتكمن فكرة هذه التحالفات في تأمين رافعة انتخابية لمرشحيه والانطلاق من المصالح المشتركة على مستوى القضاء أو البلدة، ما يسمح ببناء شبكة دعم مرنة قادرة على التكيّف مع المتغيّرات. كما يسعى "التيار" من خلال هذه الخطوة إلى إعادة إنتاج خطابه السياسي بشكلٍ يتلاءم مع هموم المجتمعات المحلية، مع الحفاظ على شعارات الإصلاح ومحاربة الفساد التي يرفعها منذ سنوات.
في المقابل، لا يخفي "التيار" انتقاده اللاذع لأداء حكومة سلام، خصوصا أنها لم تقدّم حلولًا جذرية للأزمات الاقتصادية والمالية، بل اكتفت بالاستمرار بسياسة ادارة الانهيار عبر سياسات ممجوجة. وسيُترجم هذا النقد عبر تحرّكات معارضة علنية، من خلال تصريحات قيادييه ومساعيه لتشكيل جبهة معارضة مسيحية تحديدا، تضمّ قوى غير راضية عن أداء السلطة. لكنّ هذه الجبهة ما تزال في طور التشكّل، إذ تواجه تحديات داخلية مرتبطة بتباين الأولويات بين الأطراف التي قد تنضم إليها.
رغم هذه الاستراتيجيات، يواجه "التيار الوطني الحر" تحدياتٍ عدّة، أبرزها انقسام الرأي العام حول صدقية خطابه الإصلاحي، في ظلّ اتهاماتٍ بالفساد وعدم القدرة على تقديم نموذجٍ مختلف خلال فترة مشاركته السابقة في الحكم. كما أن تحالفاته المناطقية الجديدة قد تضعفه، عبر تحوّله إلى تيارٍ مجزّء يعتمد على مصالح محلية متفاوتة، بدلًا من مشروع وطني موحّد. مع ذلك، يبدو أن خيار المعارضة والتركيز على الانتخابات هو المحور الأبرز في مرحلةٍ تحاول فيها القوى التقليدية إعادة ترتيب أوراقها، استعدادًا لاستحقاقاتٍ ستحدّد شكل الخريطة السياسية اللبنانية في السنوات المقبلة. المصدر: خاص "لبنان 24"