لم تحمل التطورات الميدانية والمواقف السياسية الداخلية في عطلة الفصح جديدا، فالجنوب على اشتعاله، والتباين الواضح في المواقف بين حزب الله وخصومه في الداخل ازاء الوضع في الجنوب وكذلك الموقف من الانتخابات الرئاسية، فقد تظهرت من خلال اطلالات البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الكنسية، ورد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبد الامير قبلان على مواقفه.



في هذا الوقت، لم تتبدد مخاطر التصعيد جنوبا بعد، بل تزداد الامور تعقيدا ربطا بالتعثر المستمر على طاولة المفاوضات بشان الهدنة في غزة. اللافت في الساعات الماضية كان توسيع قوات الاحتلال مروحة اعتداءاتها، من خلال رفع منسوب القصف الجوي على الجبهة السورية، بدءا بحلب ثم استهداف القنصلية الايرانية، ومنزل السفير الايراني في دمشق، كما زادت من زخم غاراتها على اكثر من موقع في الجنوب، وكثفت من عمليات الاغتيال خلال الايام القليلة الماضية.

وكتبت" الديار": وفقا لمصادر مطلعة، فان ما تعرضه الولايات المتحدة هو تطبيق القرار 1701،»بالتدرج» وهو ما يسعى إليه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لقطع الطريق على توسعة الحرب، ووفقا لزوار السفيرة الاميركية ليزا جونسون فانه مجرد الاعلان عن الهدنة في غزة سيتحرك هوكشتاين مجددا بين لبنان وإسرائيل لإيجاد مساحة سياسية مشتركة لضمان تنفيذه بشكل تدريجي، بزيادة عديد وعتاد الجيش الذي سيلقى كل الدعم على المستويات كافة، وبمؤازرة قوات الطوارئ الدولية لإعادة الهدوء إلى الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. وكان هوكشتاين قد عرض صيغة أولية قوبلت بتسجيل عدد من الملاحظات والاستفسارات. ثم جاء بصيغة معدّلة، أكثر واقعية من الأولى ويمكن التأسيس عليها.

وكتبت" الشرق الاوسط":تراجعت وتيرة القصف في جنوب لبنان، بشكل مفاجئ، حيث لم يعلن «حزب الله» عن تنفيذ أي عملية عسكرية حتى بعد ظهر الاثنين، حينما أشار إلى استهداف فريق فني، وذلك بعد أسبوع شهد تصعيداً عنيفاً، وانتهى بقصف إسرائيلي لعشرة أهداف في منطقة راشيا الفخار قرب مزارع شبعا، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وبدا تراجع وتيرة القصف في الجنوب مفاجئاً لسكان المنطقة الذين أكدوا أن المسيرات الإسرائيلية لم تفارق سماء المنطقة في صور وبنت جبيل، لكنهم تحدثوا عن قصف مدفعي متقطع صباح الاثنين. وانسحب المشهد نفسه على منطقة القطاع الشرقي، حيث «لم تفارق المسيّرات سماء المنطقة في مرجعيون وحاصبيا، بينما لم يُسمع صوت قصف بعد الغارات العنيفة التي استهدفت راشيا».
ويأتي الهدوء على الجبهة بالتزامن مع محادثات الرهائن التي عقدت الاثنين في القاهرة، وسط توقعات إسرائيلية بأن يتم تكثيف المفاوضات بشكل ملحوظ في الأيام المقبلة، حسبما أفادت «تايمز أوف إسرائيل».

وبعد التصعيد العنيف في الأسبوع الماضي والذي استمر حتى فجر الأحد، دفع الحزب برسالة سياسية يؤكد فيها أنه يتجنب الانجرار إلى معركة واسعة.
وقال رئيس كتلة (الوفاء للمقاومة) النائب محمد رعد، إنّ «العدوّ الإسرائيلي الآن يخبِطُ خَبطَ عشواء، ويُثقل في أذاه، ويشعِرنا بالألم، ويقتل منّا أعزّ أبنائنا، لكن الصّبر في مواجهة هذا العدوّ مع عدم الانجرار إلى حيث الأسلوب الذي يُريده ويختاره لنا في المواجهة هو طريقنا إلى تحقيق النّصر».
وقال رعد: «هدفنا بكلّ بساطة هو الضغط على العدوّ من أجل أن يوقف عدوانه على غزة»، مضيفاً: «ممنوعٌ على العدوّ أن ينتصر، ويجب أن تبقى المقاومة قائمةً وفاعلةً في غزة، لأنّ بقاءها يهوّن على كلّ مقاومةٍ في العالم أن تستمر وتبقى». وتابع: «إذا تمكّن هذا العدوّ من أن يقضي على المقاومة في غزة، فسيتجرأ الطواغيت على أن يُمارسوا الأسلوب نفسه في كلّ مرّة مع كلّ بلدٍ وشعب لإنهاء كلّ مسارٍ للمقاومة في دنيا هذا العالم».

وانسجمت رسالة التهدئة السياسية، مع التهدئة العسكرية، حيث أعلن «حزب الله» بعد ظهر الاثنين عن تنفيذ عملية عسكرية واحدة، حيث قال إن مقاتليه استهدفوا فريقاً فنياً أثناء قيامه بصيانة التجهيزات الفنية والتجسسية في موقع البغدادي ‏بقذائف المدفعية.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الجنوب فی غزة

إقرأ أيضاً:

تركيا تسعى للتوازن مع إيران في سوريا ولبنان؟

كتب جوني منير في" الجمهورية": يتعمق المأزق اللبناني أكثر فأكثر، وسط ارتفاع الشعور بالخشية من انشغال القوى الكبرى بأزماتها الداخلية على حساب البركان الذي يهز الشرق الأوسط ويكاد يخنق لبنان. لكن هنالك من يعتقد خلاف ذلك. فهو يرى أن خارطة الشرق الأوسط مفتوحة برمتها على الطاولة حيث يجري إعادة رسم النفوذ السياسي فيها. وهي مسألة أكبر من الأزمات الداخلية مهما كانت حادة ومفصلية. لا بل ان أنصار هذا الرأي يعتقدون أن هذه الأزمات الكبيرة (باستثناء الإسرائيلية) قد تدفع بهذه العواصم الى تدوير الزوايا لتمرير الحلول لا العكس، وهو ما قد يستفيد منه لبنان.
على أن الأزمات الداخلية الكبرى للمثلث الدولي واشنطن باريس وطهران سيفرض عليها عدم وضع ملف الشرق الأوسط جانباً، لا بل على العكس سيؤدي الى بعض المرونة لإقفال الملف والتفرغ للأزمات الداخلية الخطيرة وسط تصاعد موجة اليمين على المستوى العالمي.
وهو ما قد يفسر انخفاض الحماوة التي سادت جبهة جنوب لبنان خلال الأيام الماضية. وهو ما ترافق مع تبدّل في لهجة المسؤولين الإسرائيليين من التهديد بالحرب والدمار الى الجنوح باتجاه التسوية كما ورد على لسان نتنياهو وغالنت.
 
وفي الوقت الذي يُحكى فيه عن زيارة سيقوم بها آموس هو کشتاين القلق على مستقبله المهني بسبب التطورات الإنتخابيةالى باريس للقاء جان إيف لودريان، بدأ البحث الجدي عن شكل القرار الذي سيجري اعتماده للتمديد
لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان آخر شهر آب. ويجري التشاور حول صيغة جديدة تتلاءم وتُحاكي بنود التسوية المطروحة للمرحلة المقبلة. وهو ما يعزز المراهنين على أن الأزمات الداخلية الكبرى والتي كشفتها الاستحقاقات الإنتخابية ستؤدي الى تليين المواقف وخفض السقوف العالية ما قد يسمح للبنان بالنفاذ باتجاه تسوية طال انتظارها بعد أن أرهقته الصراعات الإقليمية. عسى ألا يكون هؤلاء المراهنون يعوّلون على «حبال الهواء».  

مقالات مشابهة

  • هوكشتاين في باريس اليوم لإقناع الفرنسيين.. ماذا عن الاتفاق السرّي لمنع التصعيد؟!
  • شهيد جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على جنوب لبنان
  • هل يتراجع حزب الله عن التصعيد على جبهة الجنوب؟!
  • المعارضة: ندعو إلى عقد جلسة مناقشة نيابية لموضوع الحرب الدائرة في الجنوب
  • تعدد مسارات المرحلة الرابعة من التصعيد
  • تركيا تسعى للتوازن مع إيران في سوريا ولبنان؟
  • "رويترز": نازحو الجنوب اللبناني في قلب المعاناة.. ومخاوف من التصعيد
  • حزب الله يعلن مقتل عنصر ثالث في القصف الإسرائيلي على الجنوب اللبناني
  • مواجهات الجنوب: سباق بين السياسة والميدان
  • مسؤولون أمريكيون: غالانت تراجع عن موقفه بفتح جبهة مع لبنان