كيف تنوعت انتهاكات الاحتلال داخل مستشفى الشفاء؟
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
بعد مرور اكثر من 170 يوم من الحصار الشديد الذي فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مجمع الشفاء الطبي في غزة، والذي يعتبر ملاذًا آمنًا لآلاف النازحين والجرحى، تكثر القصص المأساوية.
فقد تمكنت قوات الاحتلال من اقتحام المستشفى، مرسلة موجة من الهلع والخوف يعصف بالأطفال والنساء الذين يختبئون في أروقته، هربًا من صواريخ الموت والقصف المتواصل.
أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ عملية استهداف تستهدف مجمع الشفاء الطبي في غزة.
وجاء في البيان أن "جيش الدفاع والشاباك يعملان داخل مجمع الشفاء الطبي لاحباط أنشطة إرهابية"، وأضاف البيان أن قوات الجيش وجهاز الأمن العام يعملان بشكل دقيق لإحباط الأنشطة الإرهابية واعتقال المخربين في المنطقة.
وأشار البيان إلى أن قوات الجيش تعرضت لإطلاق نار من داخل المجمع، فردت بالتصدي وأصابت مسلحين، مؤكدة استمرار العمليات داخل المنطقة.
الاحتلال يقتل 400 فلسطيني في مستشفى الشفاء
كشف بيان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن "الاحتلال قتل أكثر من 400 شخص في محيط مجمع الشفاء، وندين الصمت الدولي تجاه هذه الجريمة".
ولم يقتصر العنف على القتل فقط، بل "ارتكب جيش الاحتلال جرائم تدمير وحرق، واستهدف 1050 منزلًا في المنطقة المحيطة بمجمع الشفاء الطبي".
وأضاف البيان أن "جيش الاحتلال لا يزال يحتجز 107 مرضى داخل المجمع في ظروف غير إنسانية".
إعدام 13 طفلا في مستشفى الشفاء
أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الجيش الإسرائيلي قام بإعدام 13 طفلًا فلسطينيًا باستخدام الرصاص الحي في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في غزة، حيث استمرت الهجمات الإسرائيلية لليوم الـ172.
ووصف المرصد هذه الإعدامات بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، وتشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأكد المرصد أن الجيش الإسرائيلي ما زال يرتكب جرائم بشكل منهجي في عملياته العسكرية داخل مستشفى الشفاء ومحيطه، بما في ذلك "عمليات قتل عمد وإعدام خارج نطاق القانون والقضاء ضد المدنيين الفلسطينيين".
وأفاد المرصد بأن الجيش الإسرائيلي قتل أطفالًا فلسطينيين يتراوح أعمارهم بين 4 و16 سنة، بعضهم خلال محاصرة الاحتلال لهم مع عوائلهم داخل منازلهم، وآخرون أثناء محاولتهم النزوح في مسارات حددها الجيش الإسرائيلي مسبقًا.
ونقل المرصد شهادات للفلسطيني إسلام علي صلوحة، من سكان محيط مستشفى الشفاء، أكد فيها أن القوات الإسرائيلية قتلت نجله الطفل علي (9 سنوات) والطفل سعيد محمد شيخة (6 سنوات) "أمام أعين عوائلهما بعد استهدافهما بالرصاص الحي بشكل متعمد".
استشهاد طفل وهو حامل الرايه البيضاء
بينما يتواصل الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، يظهر جانبه الأليم من خلال استهداف المدنيين بشكل مستمر. تم تداول مقطع فيديو خلال الساعات الأخيرة، يُظهر لحظة استشهاد طفل يحمل راية بيضاء، وهو يحاول النزوح بعد أن أطلقت عليه قوات الاحتلال النار بالقرب من مستشفى الشفاء.
هذه الوقائع تسلط الضوء على الوضع الإنساني المأساوي في القطاع وتؤكد استمرار الانتهاكات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الأبرياء.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلى الاحتلال الاسرائيلي قوات الاحتلال قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكات الاحتلال اقتحام مستشفى الأطفال والنساء مجمع الشفاء الطبي في غزة اقتحام مستشفى الشفاء مجمع الشفاء مستشفى الشفاء الشفاء الطبى مجمع الشفاء الطبی الجیش الإسرائیلی مستشفى الشفاء فی غزة
إقرأ أيضاً:
هذه أسباب فشل خطط الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان
بيروت- تشهد مقدمة الجبهة الجنوبية مواجهات عسكرية في إطار العدوان الإسرائيلي على لبنان، حيث تتجلى الإستراتيجيات والتكتيكات المتبادلة بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، على قاعدة محاولة التوغل البري مقابل التصدي ونصب الكمائن والتفجير.
وشهدت القرى الحدودية الجنوبية في الأيام الأخيرة محاولات تقدم من قِبَل جيش الاحتلال الإسرائيلي على عدة محاور:
المحور الأول: منطقة عمليات الفرقة 146 لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الممتدة من الناقورة غربًا وصولاً إلى مروحين شرقًا، حيث حاولت قوة مشاة إسرائيلية التسلل نحو الأحياء الجنوبية لقرى شيحين والجبين، إلى جانب محاولة قوة استطلاع التقدم نحو وادي حامول. المحور الثاني: منطقة عمليات الفرقة 36 لجيش الاحتلال، الممتدة من راميا غربا وصولا إلى رميش شرقا (عيتا الشعب ضمنا)، وفيها يواصل حزب الله استهداف التجمعات الإسرائيلية في منطقة عيتا الشعب وعيترون. المحور الثالث: منطقة عمليات الفرقة 91، الممتدة من بليدا جنوبا وصولا إلى حولا شمالا، ويسيطر فيها جيش الاحتلال بالنار على الأطراف الشرقية للقرى، دون أي تقدم جديد في هذا المحور، بعد أن تكبد فيه خسائر سابقة. المحور الرابع: منطقة عمليات الفرقة 98، الممتدة من مركبا جنوبا وصولا إلى قرية الغجر اللبنانية المحتلة في الشمال الشرقي، حيث حاولت قوة مشاة التقدم نحو بلدة كفركلا. المحور الخامس: منطقة عمليات الفرقة 210، الممتدة من قرية الغجر وحتى مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وفيها استهدف مقاتلو حزب الله محاولات التقدم الإسرائيلية في كفرشوبا وشبعا. المناورة البريةفي هذا السياق، أعلن حزب الله عن أحدث المستجدات بشأن التوغل البري الإسرائيلي المعروف بـ"المناورة البرية في جنوب لبنان"، حيث تجاوز عدد القتلى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي 95 قتيلا و900 جريح منذ بداية المناورة.
وأكد البيان أن الحزب تمكن من تدمير 42 دبابة من طراز "ميركافا"، إلى جانب 4 جرّافات عسكرية، وآليتين من طراز هامر، وآلية مدرعة وناقلة جنود، كما تم إسقاط 3 طائرات مسيّرة من طراز "هيرميس 450" واثنتين من طراز "هيرميس 900"، علما أن هذه الحصيلة لا تشمل الخسائر في القواعد والمواقع العسكرية، بالإضافة إلى المستوطنات والمدن المحتلة.
توازيًا، يواصل حزب الله التصدي لمحاولات التسلل الإسرائيلية إلى القرى الحدودية، حيث وقعت اشتباكات مباشرة في بعض المناطق، وفي المقابل، يستمر جيش الاحتلال في نشر مقاطع الفيديو التي توثق تدمير المنازل في القرى والبلدات التي توغل فيها، مستخدما أساليب التفخيخ، كما انتشرت مقاطع تُظهر تفجيرات في بلدات مثل ميس الجبل وعيترون ويارين والضهيرة، مما يعكس تصاعد وتيرة المواجهات في المنطقة.
القوات الإسرائيلية ما زالت تتكبد خسائر فادحة نتيجة استدراج المقاومة اللبنانية لها في القرى الجنوبية (غيتي) الدفاع المرنيشير الخبير العسكري والإستراتيجي منير شحادة، إلى أن إسرائيل نشرت 5 فرق عسكرية تضم نحو 70 ألف جندي، مزودة بمختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك مئات دبابات "الميركافا" وطائرات الاستطلاع من طراز "إف 16" و"إف 35" و"إف 15" ومع ذلك، لم تتمكن هذه الفرق من خرق الحدود اللبنانية بسبب استبسال المقاومة، مما حال دون تحقيق أهدافها في إنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان بعمق 5 كيلومترات.
ويوضح شحادة للجزيرة نت، أن القوات الإسرائيلية حاولت التقدم عدة مرات ومن مختلف القطاعات، بدءًا من القطاع الغربي في الناقورة، مرورًا بالقطاع الأوسط في عيتا الشعب، وانتهاء بالقطاع الشرقي، لكنها لم تنجح في أي من هذه المحاولات.
وبعد أكثر من 3 أيام من المحاولة الجديدة من سهل الخيام -يضيف شحادة- حيث تشارك الفرقتان 98 و91، تكبدتا خسائر فادحة نتيجة استهداف المقاومة لهما بصواريخ الكورنيت وصواريخ "سير الله" والمدفعية، مما جعل القوات الإسرائيلية غير قادرة على الثبات في أي مكان.
ويشير المتحدث ذاته إلى أن إسرائيل، نتيجة هذه الخسائر، تضطر إلى تفخيخ الأحياء السكنية وجعلها بمستوى الأرض، ليس فقط لأنها لا تستطيع الثبات في القرى، ولكن أيضا لتعقيد عودة السكان إليها بعد انتهاء الحرب، مما يجعل هذه القرى غير قابلة للحياة، في إطار سياستها المعروفة بـ"الأرض المحروقة".
ويؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي أن عدم قدرة إسرائيل على إنشاء المنطقة العازلة التي زعمت أنها تسعى إليها، يعد فشلا واضحا لها، إذ لم تتمكن 5 فرق من دخول الأراضي اللبنانية، رغم محاولاتها اختراق الجبهات باستخدام الدبابات، إذ تواصل المقاومة استهداف هذه الدبابات وتدميرها.
كما أن المقاومة نجحت في تدمير دبابات خلف المنطقة الحدودية، مما جعل إسرائيل تتجنب إرسال آليات عسكرية عبر الحدود اللبنانية، عِلما أن المقاومة تمتلك قدرات صاروخية كافية لتدمير دباباتها.
ويضيف الخبير العسكري أنه "إذا فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها، فإن ذلك يعود إلى قوة وبسالة المقاومة، وما قامت به من تحضيرات منذ عام 2006 وحتى 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، سواء من حيث تهيئة الأرض وحفر الخنادق أو تخزين الأسلحة تحسبًا لحرب من هذا النوع، كل هذه العوامل ساهمت في فشل إسرائيل في تنفيذ هذا الاختراق".
ويتابع شحادة أن المقاومة تستخدم أيضًا حرب الدفاع المرن لاستدراج القوات الإسرائيلية إلى الداخل، حيث تتمكن من استهدافها وإلحاق الخسائر بها، كما حدث في عيتا الشعب والقوزح، ففي إحدى المواجهات، وقع عدد كبير من لواء غولاني في كمين، مما أدى إلى تكبدهم خسائر فادحة.
وفي القطاع الغربي، حاولت إسرائيل إدخال الدبابات، ولكن المقاومة استهدفتها ودمرتها، مما دفعها لإرسال فرقة أخرى لسحب القتلى والجرحى، والتي تعرضت بدورها للقصف من المقاومة، مما أدى إلى وقوعها بين القتلى والجرحى 4 مرات دون أن تتمكن من تنفيذ مهمتها.
ويوضح شحادة أن الجيش الإسرائيلي اعتمد على دخول قواته إلى الأراضي اللبنانية لبضع أمتار لتفخيخ الأحياء السكنية وتدميرها، ثم الانسحاب تحت ضربات المقاومة، لأنه لم يعد بإمكانه البقاء في هذه المناطق تحت القصف المستمر.
تضاريس معقدةبينما يرى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن المتقاعد هشام جابر، أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبات طبيعية في تحقيق الاحتلال الفعلي بسبب طبيعة الأرض في جنوب لبنان، حيث تعيق التضاريس تقدمه بالآليات، ويشير إلى أن معظم المناطق المحاذية للحدود مرتفعة، مما يُسهل على حزب الله الذي يتمركز في هذه المناطق، صد التقدم الإسرائيلي.
ويعتبر جابر في حديثه للجزيرة نت، أن الاحتلال عادة ما يعتمد على قوة عسكرية كبيرة، كما هو وارد في كتب الحرب، حيث تكون تكاليفه عالية، وتزداد مع استمرار وجوده، وقد تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر جسيمة في محاولاته للوصول إلى تلك المناطق وتدمير القرى، مما يبرز استحالة استمراره في المنطقة.
وفيما يخص العمليات العسكرية، يشير جابر أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق التقدم المطلوب، حيث يقوم بتنفيذ عمليات عسكرية وتفجير منازل، لكنه محاصر بالمقاومين، مما يجبره على الانسحاب قبل حلول الظلام، أما عن سبب عدم دخوله في العمق اللبناني، فيشير إلى أن ذلك يعتبر بمثابة مستنقع صعب للغاية، حيث تدور المعركة الحقيقية لحزب الله في العمق وليس على الأطراف، كما أثبتت أحداث عام 2006.
ويضيف جابر أن الجيش الإسرائيلي في الوقت الحالي يسعى إلى احتلال المرتفعات مثل منطقة الخيام، ورغم محاولاته، فإنه بعد مرور 4 أيام لا يزال يواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى المدينة، وقد تكبد خسائر فادحة، على الرغم من أنه يُهاجم بقوات ضخمة، ويُشير جابر إلى أن الأرض في الخيام تتيح له الحركة أكثر مقارنة بمنطقة مارون الراس، التي تتسم بارتفاعها.