إشارات تكشف نيات التصعيد الإسرائيليّة في الحرب على لبنان
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
كتب محمد علوش في" الديار": تزداد قناعة المقاومة في لبنان بأن تصعيداً اسرائيلياً كبيراً يقترب شيئاً فشيئاً من الجبهة، قد يكون بعد القيام بعملية عسكرية في رفح.
ليس المقصود بالتصعيد العسكري حرباً واسعة شاملة، فبحسب مصادر في المقاومة، ورغم استبعاد الحرب الشاملة الكاملة، هناك توجه اسرائيلي نحو تصعيد قد يكون ما بين نيسان وأيار، لذلك بدأ بتكثيف عملية استهداف سورية، من مخازن أسلحة الى مطارات الى نقاط ومربعات خاصة بالمقاومة وبقوة الرضوان تحديداً .
كذلك من الإشارات الى التصعيد بحسب المصادر سيكون تكثيف الضربات الاسرائيلية باتجاه منطقة القصير ومنطقة القلمون فهناك يعتقد الاسرائيلي ان المقاومة تُخفي مخزونها من الصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى، لذلك ستحاول "اسرائيل" التمهيد للتصعيد من خلال ما تظنه عمليات إضعاف للمقاومة، وتُشير المصادر كذلك الى أن من إشارات التصعيد تكثيف عمليات التدمير على الحدود فهناك من يتحدث عن نية اسرائيلية بالتوغل البري بعمق 5 كيلومترات لتثبيت المنطقة العازلة.
من الأمور التي تؤشر الى اقتراب التصعيد، تكشف المصادر عن معلومات وصلت من الداخل الاسرائيلي تتحدث عن خطة اسرائيلية لإفراغ الشمال من سكانه ونقلهم الى ملاجىء جزء كبير منها سيكون في القدس.
لا تعلم المقاومة يقيناً بعد حجم التصعيد الذي سيحصل، وتكشف المصادر أن الشمال الاسرائيلي كله سيكون عندئذ تحت مرمى صواريخ المقاومة، من الحدود حتى منطقة حيفا.
تكشف المصادر أن مفاجآت المقاومة قد باتت جاهزة لأي تصعيد، وهذه المرة قد تخرج بعض المفاجآت من سورية، فالخطة التي يعمل وفقها الاسرائيلي هناك لن تنجح، تؤكد المصادر التي ترى أن التصعيد قد يستمر أياماً، وقد يتحول الى ما هو أسوأ بحال أخطأ الاسرائيلي في حساباته.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: تکشف المصادر
إقرأ أيضاً:
إنا على العهد.. معادلة لا مجرد شعار
اكتسبت المقاومة الإسلامية في لبنان قوتها وخصوصيتها وتميزها التاريخي من دعائم رئيسية استندت إليها، ولعل أهمها وفي صدارتها تأتي دعامتان لا تقتصران على القيم الأخلاقية والإنسانية فقط، ولكن تتمتعان بانعكاسات إستراتيجية وترجمة عملية في ميادين الجهاد والسياسة، أولهما المصداقية، والتي تترجم عمليًا لجدية وجهوزية وصرامة لا يستهين بها العدو، وثانيهما البلاغة في اختيار العناوين والشعارات المعبرة عن المرحلة واللحظة الإستراتيجية بدقة، وترجمتها العملية هو إعلان الموقف والتوجه، وتضافر الدعامتين بإعلان الموقف المستند إلى المصداقية هو ما يوصل الرسائل للعدو والصديق وبيئة المقاومة، ويكسب المقاومة شرفها وهيبتها وإنجازاتها الكبرى.
ولعل اختيار شعار “إنا على العهد” عنوانًا للتشييع التاريخي المهيب للشهيد القائد السيد حسن نصر الله، وأخيه ورفيقه الشهيد هاشم صفي الدين، يشكل مصداقًا لهذه الدعائم، وهذا التوفيق في اختيار الشعارات، بما يتخطى نطاق الشعار الرمزي إلى نطاق تشكيل المعادلات، وهي مدرسة الشهيد نصر الله التي تعتمد على البصيرة والقراءة وتشكيل المسارات التصاعدية وعدم السماح بالتراجع وعودة المعادلات إلى الوراء.
وعندما أطلقت المقاومة شعار “إنا على العهد”، كانت تبدو واثقة تمام الثقة في جمهور المقاومة الوفي وفي تشكيله لمشهد تاريخي غير مسبوق في لبنان، بل وفي العالم بلحاظ الفوارق الديموغرافية المتعلقة بتعداد السكان، وقد رسمت المقاومة مسبقًا لوحات للتشييع قبل حدوثه تصور مشهدًا جماهيريًا مهيبًا، وهو ما تحقق بالفعل، وكانت الجماهير عند ظن وثقة القادة والكوادر والمجاهدين في الحزب، وهو ما يعكس وعيًا جماهيريًا بأهمية هذا المشهد وبكونه ليس مجرد وفاء لقائد تاريخي استثنائي، بل هو مشهد إستراتيجي مفصلي لا يقل عن مشاهد الجهاد بميادين وجبهات القتال، وهو ما أتاح للجماهير أن تشارك في ميدانه كتفًا إلى كتف مع جحافل المجاهدين والمرابطين على الثغور.
وهنا لا بد من التوقف قليلاً للتأمل في دلالات الشعار، ولماذا نقول إنه يشكل معادلة ولا يقتصر على كونه شعارًا للوفاء، وذلك عبر الإيضاحات تاليًا:
1- أول ما يجب أن يتبادر للأذهان في شعار “إنا على العهد” هو السؤال عن أمرين، الأول من نحن؟ والثاني ما هو هذا العهد؟ والإجابتان تحملان أبعاداً إستراتيجية مهمة.
والسؤال الأول أجابت عليه الحشود الغفيرة من بيئة المقاومة من كل الطوائف المنحازة للمقاومة، بل ورفع الشعار بالتزامن مع التشييع حشود خارج لبنان وعبروا عن تضامنهم وأمانيهم في الوفادة والحضور، وهو ما يعني تماسك بيئة المقاومة وفشل العدو في إرهابها وتفكيكها وثَنيها عن خيار المقاومة وتحول تهديد العدو إلى فرصة لإعلان التماسك والوحدة والاستنفار والجهوزية.
والسؤال الثاني ربما هو الأهم، لأنه يوضح المعادلة التي التفت حولها الجماهير وأعلنت صمودها وتجديدها للبيعة للوفاء به، وهو باختصار عهد التحرر الوطني ورفض الذلة وبذل التضحيات للحفاظ على السيادة والكرامة وإسناد المستضعفين وعدم التخلي عن الثوابت ورفض العودة بالزمن إلى الوراء.
2- يجب مراجعة التاريخ للوقوف عند اللحظة التي تشكل بها حزب الله وريثًا لحركة الجهاد اللبنانية التي اذاقت العدو وراعيه الأمريكي الويلات، هما ومن تحالف معهما من الغرب ومن عملاء الداخل، فقد كانت لحظة مفصلية، أراد العدو بها تفريغ لبنان من المقاومة بطرد منظمة التحرير الفلسطينية، واحتلال الجنوب وتقاسمه مع ميليشيات عميلة تنتسب زورًا للجيش اللبناني، وكان لبنان على وشك التطبيع والاعتراف بالعدو تحت مسميات مثل معاهدة عدم الحرب وتشكيل هيئات دبلوماسية في بيروت وفي داخل الكيان، وهو ما أفسدته المقاومة عبر ملئها لفراغ المنظمات الفلسطينية وتصديها للدفاع عن الجنوب والحفاظ على الوجه العربي للبنان، وصولاً إلى تحرير الجنوب، ثم وصولاً لإفشال مشروع الشرق الأوسط الجديد في العام 2006 عقب محاولة العدو إعادة الكرة وتصفية المقاومة.
واليوم، نحن أمام مشهد شبيه، يقوم العدو بالعودة لكرته محاولًا تصفية المقاومة وخلق مناطق عازلة وتشكيل حلفاء من العملاء بالداخل، وهو ما أعلنت المقاومة وجمهورها عبر شعار “إنا على العهد” عن تصديها له وعدم السماح بتحقيق هذه الأوهام مهما كانت التضحيات.
3- يجب أيضاً تأمل أساليب العدو وراعيه الأمريكي عند الفشل في هزيمة المقاومة بالقوة المسلحة، والاحتيال على ذلك بخلق الفتن وانتزاع المكاسب بالسياسة والمؤامرات، عبر الوقيعة بين المقاومة والجيش والدفع نحو الحرب الأهلية، وهو ما أفشلته المقاومة وجمهورها عبر بصيرتها وصبرها على التجاوزات وأعلنت عبر تجديدها للعهد بالتزامها بمدرسة الشهيد القائد بأن غضبها وسلاحها موجه للعدو الصهيوني حصرًا وليس موجهًا للداخل.
4- هناك رسالة كبرى أيضاً لا بد أن يعيها العدو وكذلك أعداء المقاومة في الداخل والخارج، وهي قدسية سلاح المقاومة وهو عهد السيد القائد الشهيد الذي أكد مرارًا في أحاديثه أن سلاح المقاومة جزء من عقيدة وثقافة بيئة المقاومة وله أبعاد أكبر بكثير مما يظنه بعض الواهمين، وأن من سيجبرنا على نزعه بالتخويف أو الحصار، فإننا سنقتله ويبقى سلاحنا معنا.
وهذا العهد قد جددته المقاومة وجمهورها بأنه لا مساس بالسلاح ولا الكرامة ولا الثوابت وأن هذا السلاح هو درع للبنان كله وليس موجهًا إلا للعدو ورعاته.
لا شك أن شعار “إنا على العهد” هو معادلة تثبتها المقاومة وجمهورها، مفادها الثبات على الخيار المقاوم للاحتلال والحصار والمناصر لقضايا الأمة والمحافظ على قدسية السلاح وامتلاك القوة والجهوزية والحرص على السلم الأهلي وعدم إهدار الجهود والدماء في غير مواضعها والاحتفاظ بها لمقارعة العدو والاستكبار، وهو تأكيد للنصر الإستراتيجي للمقاومة التي أفشلت أهداف العدو بحصارها وانزوائها وعودة الوضع لما قبل تشكيل المقاومة وتصديها لتدجين لبنان في حظائر التطبيع والمهادنة.