متلازمة "هافانا".. أسباب هذا المرض الغامض
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
عادت "متلازمة هافانا" إلى الأضواء مجددا بعد إعلان النمسا والولايات المتحدة أنهما تحققان في تقارير عن إصابة دبلوماسيين أميركيين ومسؤولين آخرين في فيينا بمشاكل صحية مشابهة لتلك المتلازمة الغامضة.
وأفاد أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي في مايو، بأن الحكومة تحقق في زيادة واضحة في هجمات الطاقة الموجهة الغامضة، وسط تقارير جديدة عن حوادث قد تلحق ضررا بالدماغ داخل الولايات المتحدة.
وتسببت الهجمات الغامضة بإصابة دبلوماسيين أميركيين ورجال مخابرات بأمراض وأحيانا بتلف في الدماغ في كوبا والصين وروسيا ودول أخرى.
ويشتبه في أن موسكو تقف وراء ذلك، حتى لو لم يتم بعد توضيح الآلية الخاصة بتلك الهجمات.
وهناك أكثر من 130 تقريرا عن أشخاص أصيبوا بـ"متلازمة هافانا" في جميع أنحاء العالم على مدار السنوات الخمس الماضية، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
موريس هيمان.. صائد الفيروسات
ولا يزال العلماء والباحثون يبحثون في هذه المتلازمة التي حصلت على اسمها بعدما أبلغ عدد من الدبلوماسيين الأميركيين والكنديين الذين كانوا متمركزين في العاصمة الكوبية هافانا، عن إصابتهم بالدوار والصداع والأرق.
ما هي "متلازمة هافانا"؟
"متلازمة هافانا" مرض غامض تم اكتشافه لأول مرة في سفارة الولايات المتحدة في هافانا عام 2016.
وخلال الفترة الواقعة بين عامي 2016 و2017، ظهر على الدبلوماسيين والموظفين فجأة، أعراض مثل فقدان السمع والدوار ومشاكل عصبية أخرى.
وإثر ذلك، أطلقت الحكومة الأميركية تحقيقا، واتهم مسؤولون أميركيون الحكومة الكوبية بتنفيذ اعتداءات صوتية على مواطنين، إلا أن هافانا أنكرت ذلك.
ولم تكن المتلازمة مرتبطة فقط بالسفارة الأميركية، فقد ظهرت أعراض مماثلة على 14 موظفا على الأقل في السفارة الكندية في كوبا، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".
ومنذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن المزيد من الحالات في جميع أنحاء العالم.
وتوصلت دراسة نشرت عام 2019 في مجلة "جاما" العلمية، إلى أن 40 شخصا من المحتمل أن يكونوا قد أصيبوا "بمتلازمة هافانا" وأعراضها العصبية، لديهم حجم المادة البيضاء في الدماغ بشكل أصغر بكثير مقارنة بغيرهم، علما أن هذه المادة مسؤولة عن سرعة ونقل الإشارات العصبية الكهربائية في الدماغ.
وأضافت الدراسة أن هناك أيضا اختلافات برزت في بنية الدماغ، مؤكدة على ضرورة إجراء المزيد من الفحوصات والدراسات، وفق ما نقل موقع "هيلث" الطبي.
ما هي أعراض المتلازمة؟
في تقرير نشرته الأكاديمية الوطنية للعلوم "NAS" العام الماضي، تم تسجيل سماع معظم الأشخاص المصابين "بمتلازمة هافانا" ضوضاء عالية، وشعروا بضغط شديد أو اهتزاز في رؤوسهم، ودوخة وألم في الأذن أو الرأس.
وبحسب رئيس قسم الأعصاب في جامعة ولاية ميشيغن الأميركية، أميت ساشديف، فإن الأعراض العصبية التي تم الإبلاغ عنها في "متلازمة هافانا" تظهر بشكل شائع لدى المصابين بارتجاج في الدماغ.
ونقلت تقارير عن أشخاص أصيبوا بالمتلازمة قولهم، إن الأعراض المعتادة توقفت عند انتقالهم من غرفة لأخرى، لتعود برجوعهم لمكانهم الذي رصدوا فيه الأعراض لأول مرة.
ومن بين الأعراض المرتبطة بهذه المتلازمة أيضا، الأرق المزمن والصداع وحتى تلف الدماغ والتهاب الأذن الداخلية.
ليس من الواضح تماما ما الذي يسبب "متلازمة هافانا"، إلا أن دراسة للأكاديمية الوطنية للعلوم تشير إلى بحث الاتحاد السوفيتي سابقا في تأثيرات طاقة تردد الراديو النبضي منذ أكثر من 50 عاما، ولكن البحث لم يرجع سبب المرض إلى تلك الطاقة.
ويقول تقرير الأكاديمية إن المتلازمة ناجمة على الأرجح عن سلاح الميكروويف أو جهاز الطاقة الموجهة.
ويؤكد العلماء أن إرسال طاقة تردد راديو للدماغ والأذن من شأنه أن يغيّر من وظيفتهما، لكن يصعب رصد ومعرفة نمط الإصابة من التعرض لترددات الراديو.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: متلازمة هافانا المرض الغامض أعراض المرض أسباب المرض متلازمة هافانا فی الدماغ
إقرأ أيضاً:
رمضان الفوائد وليس الموائد!
فلندع السياسة وغثاءها جانباً، ولنرحل قليلاً في روحانية الشهر الكريم وما يحمله من فوائد جمة للإنسان المسلم، وعلى مختلف المستويات الصحية والذهنية والاجتماعية والنفسية، وقبل هذا وذاك الجانب الروحي الذي يحتاج من الغذاء الخاص به، ما لا يقل عن احتياجات الجسد من الأكل والشرب وإشباع الغرائز.
-يقول الأطباء والمختصون أن عبادة الصيام -ومن وجهة نظر علمية بحتة- تعد من أهم الوسائل الفعالة جدا لإعادة شحن الدماغ، وتعزيز نمو وتطور خلايا دماغية جديدة، وشحذ القدرة على الاستجابة للمعلومات من العالم المحيط.. وأثبتت الدراسات العلمية، أن الصيام يجعل الدماغ أكثر قدرة على تحمل الإجهاد، والتأقلم مع التغيير، كما يحسّن المزاج والذاكرة ويعزّز من القدرة على التعلّم.
-في الجوانب الصحية، يوضح الأطباء أن الصوم يساهم بشكل كبير في تعزيز الوقاية ضد عدد من الأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، فهو يؤدي إلى إراحة الجهاز الهضمي، والتحكّم في الوزن، ويقلّل من ضغط الدم والكوليسترول، ويحسّن من وظائف القلب، ويساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم كما يحسن من مستوى حساسية الجسم للأنسولين، ويعمل على تحسين صحة الجهاز الهضمي والتخلص من السموم ويحسّن وظائف الدماغ، ويعزّز الذاكرة والتركيز.. ويساعد على مكافحة علامات الشيخوخة، كما يقلّل من التوتر والقلق.
-الحديث عن الفوائد والمنافع الصحية، التي تعود على الإنسان المسلم نتيجة أدائه فريضة الصيام كثير ومتشعب، ولا يمكن لمقال صحفي عابر أن يحيط بها علماً، وهي تحتاج كما يؤكد أصحاب الشأن إلى أبحاث ودراسات ومجلدات كما أن الكثير منها ما زال غامضا وربما يكشفه العلم وتطوراته التي تؤكد يوما بعد آخر كيف أن الخالق العظيم رؤوف بعباده رحيم بهم، حتى التكاليف التي يستثقلها البعض ويغفل عنها البعض الآخر تنطوي على منافع جمة للعباد أمّا هو سبحانه وتعالى غنيٌ عن العالمين.
– على المستوى النفسي والذهني يقول المختصون أن الصوم يساعد على الشعور بالراحة النفسية ويعلّم الصبر والتحكم في النفس ويلعب الدور الكبير في تحقيق السلام الداخلي والعمق الروحي، ويترك صفاء ورقة في القلب، ويقظة في البصيرة، ويزيد من مستويات التأثر بالذكر والعبادات وهي التي تُعد الغذاء الرئيس للروح.
– في الأخير كل هذه المنافع التي يأتي بها شهر الخير والحب والسلام قد تصبح في حكم العدم إذا لم يتجسد المسلم في أدائه الصيام الغايات والمقاصد والالتزام بالآداب والأهداف لهذه العبادة وأبدى الحرص الكافي على التزوّد من هذه القيم والمبادئ الروحية السامية لا أن يجعل منه كما يفعل البعض للأسف موسما للتخمة والنوم وفي تضييع وقته في التفاهات والسفاسف، والتفنن في إقامة الموائد واقتناء والتهام ما لا يحصى من أنواع الأطعمة والمأكولات، فعندئذ يكون الصائم من هذا النوع مصداقا لقول الرسول الكريم عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم” رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش”