لحظة طويلة من الفزع تُثقل كاهل الوالدين عند اكتشاف كذب أبنائهم عليهم، وبعد التخلص من آثار الصدمة والعودة إلى الواقع، يبدأون في معالجة المشكلة التي تتطلب فهم أسبابها أولاً، وتتكشف بعد ذلك ملامح العلاقة بين الوالدين وابنهم الكذاب، والتي عادةً ما تختلف عما كانت عليه من قبل، فما هو التصرف الأمثل للتعامل مع كذب الأبناء؟

أسباب الكذب عند الأطفال

خلال أحداث الحلقة السابعة من مسلسل بقينا اتنين، بطولة شريف منير ورانيا يوسف، اكتشف «أدهم» أن ابنه «مروان» يكذب عليه فيما يخص الرياضة التي يمارسها، فبينما كان يعتقد لفترةٍ طويلة أنه يمارس كرة القدم، فوجئ بأنه في الحقيقة يمارس الملاكمة، وهو ما أثار غضبه الذي دفعه إلى لومه على فعلته.

ويوضح الدكتور إبراهيم محمود استشاري الطب النفسي للأطفال، في حديثه لـ«الوطن» أن الطفل بطبيعته يميل إلى اختلاق القصص وتأليف الحكايات البعيدة تمامًا عن المنطق، لا لشيء إلا ليجذب انتباه الآخرين، ومع الوقت تختلف دوافعه للكذب ما بين سعيٍ نحو الإفلات من العقاب وبين الظهور بشكل أفضل مما هو عليه، بما يحقق له الرغبة في التميز، خاصةً أن الطفل لا ينظر للكذب من المنظور الأخلاقي الذي يراه الكبار، لهذا السبب قد يتحول الكذب لديه إلى عادة يومية.

التعامل الأمثل مع الابن الكذاب

تزداد المسؤولية على الوالدين كي يتمكنوا من التعامل مع كذب أبنائهم بطريقة خالية من الترهيب والتخويف، فبحسب استشاري الطب النفسي للأطفال، يكمن العلاج الأولي للمشكلة في تفهم الوالدين للأسباب التي تدفع أبنائهم للكذب، فمن يخشى العقاب لن يقول الحقيقة، وفي نفس الوقت يعتقد الوالدان أنه لا بد من معاقبة الطفل الكذاب كي لا يتمادى في الخطأ، ومن هنا يمكن تحديد بعض النصائح للوالدين في النقاط التالية:

1. تعزيز الثقة لدى الأبناء في تقبل الوالدين لهم:

فعندما يشعر الطفل بالأمان من تصرف والديه معه بعد اكتشاف كذبه، يدرك تدريجيًا أنه ليس بحاجة للكذب أو إخفاء الحقيقة عنهم مع ضرورة تأكيد الوالدين على آثار السلبية للكذب بشكل متوازن، دون إسراف في إحساسه بالذنب، كي لا ينقلب الأمر بصورة عكسية فيفقد ثقته بنفسه أو يشعر بالدونية.

2. بناء القدوة الحسنة:

فعندما ينشأ الطفل في بيئة سوية وسط أبوين لا يلجأ أحدهما إلى الكذب لتبرير موقفه أو الخروج من مأزقٍ ما في العمل على سبيل المثال، تجد الأبناء عادةً ما يدركون خطورة الكذب ويقتنعون بأنه فعل شنيع يجب الابتعاد عنه.

3. عدم إجبار الطفل على القيام بأشياء لا يحبها:

ويضرب مسلسل بقينا اتنين المثل في هذه النقطة، فعندما أجبر «هشام» ابنه «مروان» على تعلم كرة القدم، أوهمه الأخير بأنه يمارسها بينما كان يمارس الرياضة التي يحبها، وذلك تجنبًا للصدام مع والده.

4. إتاحة الفرصة للطفل كي يعبر عن نفسه:

فمن الأمور الهامة التي تؤثر في شخصية الطفل، هي محاولة إلغاء شخصيته من جانب الوالدين فيمارسون عليه الضغط الشديد، لكي يصبح الشخص المثالي الذي يحلمون به، وهو ما يدفعه في كثيرٍ من الأحوال إلى الكذب لإرضائهم.

5. التشجيع على قول الصدق مع عدم معايرته بكذبه أو نعته بلقب الكذاب.

مواعيد عرض مسلسل بقينا اتنين

يمكن مشاهدة مسلسل بقينا اتنين على قناة سي بي سي في الساعة 12 منتصف الليل، على أن تكون الإعادة الأولى في الساعة 6.30 صباحًا، والثانية في الساعة 11.15 صباحًا، كما يمكن مشاهدته قبل ساعتين من عرضه بالتلفاز على منصة «watch it».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: بقينا اتنين رانيا يوسف شريف منير مسلسلات رمضان رمضان 2024 دراما المتحدة الطفل الكذاب كذب الأطفال مسلسل بقینا اتنین

إقرأ أيضاً:

فضيحة الاتجار بالبشر في صنعاء.. أدلة متزايدة على تورط جهاز الأمن والمخابرات الحوثي في بيع الأطفال

الصورة تعبيرية

تزايدت حالات اختطاف الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، مما قرع ناقوس الخطر بشأن تفشي ظاهرة الاتجار بالبشر. ومع تزايد الحالات الموثّقة، تتصاعد التساؤلات حول دور الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التابعة للجماعة، خصوصاً بعد تلميحات مسؤول أمني كبير إلى تورط الحوثيين، في ظل شهادات أولياء أمور تحدثوا عن تعرضهم لابتزاز مادي وضغوط نفسية في أقسام الشرطة، بهدف إضعافهم وإيصالهم إلى مرحلة اليأس.

رصدت مصادر حقوقية عشرات حالات اختطاف الأطفال في مناطق الحوثيين منذ مطلع عام 2025، حيث تركزت معظمها في العاصمة المختطفة صنعاء وضواحيها. ومن بين أبرز الحالات، اختفاء الطفل مؤيد عاطف علي الأحلسي (13 عامًا) في حي نقم قبل صلاة مغرب يوم الجمعة 24 يناير، قبل أن تتمكن أسرته من استعادته في منتصف فبراير، تحت ضغط إعلامي وحقوقي غير مسبوق.

وفي السياق ذاته، اختفى الطفل عبد الجبار محمد هادي (14 عاماً) يوم الخميس 2 فبراير بعد خروجه من منزله في الحي نفسه، ليرتفع عدد حالات الاختفاء في حي نقم وحده منذ مطلع العام إلى خمس حالات لأطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاماً.

ولم يكن حي نقم هو البؤرة الوحيدة لهذه الظاهرة، حيث سُجلت حالات اختفاء أخرى في أحياء متفرقة من صنعاء، منها اختفاء الطفل عمرو خالد (12 عاماً) في 12 فبراير بحي "حارة الثلاثين" قرب جامع الكميم، بعد يوم واحد من اختفاء الطفل شداد علي بن علي شداد (10 أعوام) في سوق بني منصور بمنطقة "الحيمة الخارجية" غربي صنعاء.

ورغم قيام أهالي المختطفين بإبلاغ الجهات الأمنية التابعة للحوثيين، مرفقين تفاصيل دقيقة حول الأطفال المختفين، أكدت المصادر أن الجماعة ما زالت تقيد الحالات ضد مجهول، فيما تتجه أصابع الاتهام الحقوقية والأهلية نحو المليشيا نفسها.

مشاهد تمثيلية

أكدت مصادر مطّلعة لوكالة "خبر" أن الحالات التي تم الإبلاغ عنها ليست سوى جزء من العدد الفعلي، حيث تلقت تقارير عن حالات اختفاء أخرى في أحياء مثل الحثيلي، حزيز، شارع هائل، الصافية، وبيت بوس.

وأشارت إلى أن العديد من الأهالي يصابون بالإحباط نتيجة المراوغة والتضليل الذي تمارسه أقسام الشرطة، والتي تتعمد المماطلة حتى يشعر الأهالي بالعجز عن استرداد أطفالهم.

أحد أولياء الأمور، طلب عدم ذكر اسمه خوفاً من انتقام الحوثيين، أفاد بأنه عند إبلاغه أحد أقسام الشرطة باختطاف ابنه، استمرت المراوغات لأسابيع، حيث زعم الضباط أنهم يجرون عمليات بحث مكثفة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية.

وبعد ثلاثة أسابيع من المماطلة، طلبوا منه دفع مبلغ 100 ألف ريال يمني (700 ريال سعودي) تحت ذريعة تغطية تكاليف التحريات والوقود، ليكتشف لاحقاً أن العملية برمتها كانت مجرد تمثيلية، خصوصاً بعد أن تم استدعاؤه لغرض الحديث معه، وأمامه سُلّم طفل لمواطن قالوا إنه والد الطفل وكانت دورية ليلية قد عثرت عليه في أحد الأحياء على مداخل صنعاء، غير أن مشهد التسليم كان بارداً وغير مقنع، حد قوله، مما أثار الشكوك حول تورط الحوثيين في هذه الجرائم.

تواطؤ أمني وابتزاز ممنهج

تزايدت هذه الظاهرة بشكل خطير خلال السنوات الماضية، حيث تصدرت صنعاء وإب قائمة المحافظات الأكثر تضرراً، تليهما حجة، وذمار، والمحويت. وقد وثقت منظمات حقوقية أكثر من 10 حالات اختطاف لأطفال بين 10 و14 عاماً، بينما رفض بعض الأهالي الإبلاغ عن حالات أخرى خوفًا من التوبيخ والابتزاز من قبل أقسام الشرطة، التي تتهمهم بالإهمال بدلاً من التحقيق الجاد في الجرائم.

وتساءلت المصادر الحقوقية: كيف تفشل أجهزة الاستخبارات الحوثية في كشف شبكات الاختطاف، بينما تدّعي باستمرار تفكيك خلايا تجسس لصالح أمريكا وإسرائيل ودول التحالف العربي؟

وأشارت إلى أن عمليات الخطف تتم في الشوارع والأحياء المليئة بالكاميرات، ومع ذلك لا تُستخدم هذه التسجيلات للوصول إلى الجناة، مما يعزز الشكوك حول تواطؤ الحوثيين أو توفيرهم غطاءً لهذه الشبكات.

شبكات سرية وغطاء رسمي

في تصريح خاص لوكالة خبر، ألمح مسؤول أمني كبير في وزارة الداخلية بصنعاء إلى وجود شبكة اتجار بالبشر، غير مستبعد أنها تعمل بسرية تامة تحت إشراف شخصيات نافذة في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.

وأوضح المسؤول الأمني، أن هذه الشبكات تتبع آليات ممنهجة، حيث تُخضع الأطفال لجلسات نفسية وتثقيفية بهدف استغلالهم في أعمال محددة، مثل التجنيد القسري، أو تشغيلهم ضمن شبكات التسول، أو حتى بيع أعضائهم.

وأكد أن العصابات تقوم في الأسابيع الأولى بقياس ردة فعل الأهالي والرأي العام، ومن ثم تقرر إما إعادة الأطفال إلى أماكن معينة والتخلي عنهم، أو استكمال استغلالهم وفقاً للمخطط المرسوم لهم.

ورغم رفض المسؤول تأكيد تورط الحوثيين المباشر في هذه الشبكات، إلا أنه ألمح إلى أنهم يستفيدون منها، سواء عبر تجنيد الأطفال أو استغلالهم بطرق أخرى.

ضغط إعلامي واستعادة مختطفين

نجح الضغط الإعلامي والحقوقي في استعادة ثلاث حالات اختطاف على الأقل في صنعاء، أبرزها الطفل مؤيد الأحلسي، الذي تفاعل معه الناشطون بشكل واسع، مما أجبر الخاطفين على إعادته.

كما أثارت قضية الطفل اليمني صقر، الذي ظهر في تسجيل مصور في السعودية وهو يتعرض للضرب من زعيم عصابة تسول يمني، غضباً واسعاً، مما دفع السلطات السعودية إلى التدخل، وإلقاء القبض على الجاني، وضمان رعاية الطفل.

ويرى مراقبون أن هذه الاختطافات قد تكون ذات أهداف مزدوجة، إما بهدف تجنيد الأطفال قسرياً في الجبهات القتالية، أو استغلالهم في تجارة الأعضاء البشرية، غير مستبعدين إرسالهم إلى دول الخليج للعمل ضمن شبكات التسول.

وفي ظل الانهيار الأمني الذي تشهده مناطق سيطرة الحوثيين، يظل الصمت الرسمي وعدم تقديم أي توضيحات حول مصير المختطفين دليلاً واضحاً على التورط المباشر للجماعة، التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم.

مقالات مشابهة

  • إحدى أزمات مسلسل «عايشة الدور».. كيف تهيئين طفلك لتقبل انفصال الوالدين؟
  • «الصحة»: فحص 7.5 مليون طفل حديث الولادة ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج فقدان السمع
  • «الصحة»: تقديم خدمات الفحص السمعي لـ7 ملايين و523 ألف طفل
  • الصحة: فحص 7 ملايين و523 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف وعلاج السمع لدى الرضع
  • تأثير صراخ الأم والأب على شخصية الطفل.. وهذه طرق العلاج
  • "يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال
  • حقيقة أم خرافة.. ملعقة من الزبدة ستساعد طفلك على النوم خلال الليل؟
  • فضيحة الاتجار بالبشر في صنعاء.. أدلة متزايدة على تورط جهاز الأمن والمخابرات الحوثي في بيع الأطفال
  • أحدهم يؤكد «مالك حرام».. تفسير رؤية «الأطفال» في المنام لابن سيرين
  • 5 نصائح للعناية المبكرة بصحة قلب الطفل