مؤسفٌ ما يحصلَ من بعضِ الصغارِ من تصرُّفاتٍ داخلَ المساجدِ، وهي تصرُّفاتٌ تؤكِّدُ على (غيابِ) مكانةِ المسجدِ لديهم، ذلكَ الغيابُ الذي لا يعنِي أنَّهم لا يعرفُون، فما تقدِّمهُ المناهجُ التعليميَّةُ في مدارسنَا كفيلٌ بتعريفِهم بذلكَ، ولكنَّهم -بكلِّ أسفٍ- (يتعمَّدُون) القيامَ بتلكَ التصرُّفاتِ؛ لأنَّهم يعيشُون حالةً من (العزلةِ) بينَ ما يعرفونهُ وما يطبِّقونهُ.
وممَّا جدَّ من جانبِ بعضِ الأمهاتِ في هذا الشهرِ المباركِ أنَّ هنالكَ مَن تحضرُ للصلاةِ، وحتَّى تتخلَّصَ من إزعاجِ ابنهَا الصغيرِ، وتضمنَ جلوسهُ، أنْ تحضرَ معهُ (الأيباد)، حتَّى (تتفرَّغَ) هي للصَّلاةِ، دونَ أنْ تهتمَّ بما سوفَ يحدثهُ ذلكَ من إزعاجِ أصواتِ الألعابِ وخلافه على بقيَّةِ المصلَّياتِ، فهلْ جاءتْ لتصلِّي أمْ أنَّها جاءتْ لتستمطرَ الدَّعواتِ.
يتكرَّرُ ذلكَ رغمَ كثرةِ تنبيهاتِ أئمةِ المساجدِ، وممَّا يزيدُ الأمرَ غرابةً أنَّ بعضَ الآباءِ يكونُ موجودًا في المسجدِ، ومع ذلكَ كأنَّه لمْ يكنْ، في (تجاهلٍ) عجيبٍ لما يقومُ بهِ ابنهُ، وهو ما يمثِّلُ مقياسًا (صادقًا) كيفَ هُو في ميزانِ (التربيةِ) مع أبنائِهِ. فضلًا عمَّن يصطحبُ معهُ ابنهُ الصغيرَ جدًّا بحجَّةِ تعويدهِ على المسجدِ، ولكنَّه لا يهتمُّ بما سوفَ يترتَّبُ على ذلكَ على مَن يصلِّي بجانبهِ، وقسْ على ذلكَ من كلِّ تلكَ التصرفاتِ التي لا تتناسبُ مع روحانيَّةِ المسجدِ، ومكانتهِ.إنَّ بعضَ الآباءِ والأمَّهاتِ في أشدِّ حاجةٍ إلى مراجعةِ أولوياتِهم في تربيةِ أبنائِهم، فكمَا يُحمد لهُم سعيهُم إلى تأمينِ لقمةِ العيشِ لهُم، فإنَّ ذلكَ لا يعفيهِم من مسؤوليَّةِ (تربيتِهم)، حيثُ لا قيمةَ أبدًا لأجسادٍ غنيَّةٍ بمَا لذَّ وطابَ من الطَّعامِ والشَّرابِ، وفقيرةٍ حدَّ (الشفقةِ) عليهِم من مصيرِ غيابِ (التربيةِ)، تلكَ التربيةُ، التي إنْ غابتْ في (المسجدِ) فمن بابِ أولَى أنْ تغيبَ فيما سواهُ، وعلمِي وسلامتكُم.
خالد مساعد الزهراني – صحيفة المدينة
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الخازن: نستنكر تدمير العدو للمساجد في لبنان
أعرب عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن عن إدانته واستنكاره الشديدين لإقدام العدو الصهيوني على تدمير المساجد في جنوب لبنان ومناطق أخرى منه. وفي بيانٍ له، قال الخازن: "نستنكر بشدّة الممارسات العدوانية التي قامت بها قوات الإحتلال الإسرائيلي، والتي طالت المساجد والكنائس ودور العبادة في جنوب لبنان ومناطق أخرى منه. إن هذه الانتهاكات السافرة ليست مُجرّد إعتداءات على مبانٍ دينية، بل هي هجوم مباشر على القيم الإنسانية والدينية، وعلى حقوق الشعوب في ممارسة شعائرها بحرية وأمان".وتابع: "إن استهداف دور العبادة يُمثل خرقاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية، لا سيّما إتفاقيات جنيف والبروتوكولات المُلزمة بحماية الممتلكات الثقافية والدينية أثناء النزاعات الُمسلحة. كما أن هذه الجرائم تنتهك بشكل فاضح المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، التي تكفل إحترام حرية الدين والعقيدة وحماية المُقدّسات".
وختم: "نطالب الأمم المتحدة والجامعة العربية، والمجتمع الدولي فضلاً عن المنظمات الحقوقية والإنسانية بالتحرك الفوري لإدانة هذه الممارسات الإجرامية، والضغط على إسرائيل لتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والكف عن استهداف الأماكن المقدسة والمدنيين. كما ندعو إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في هذه الإنتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها".