موقع النيلين:
2024-11-24@17:37:32 GMT

مساجدنا وفوضى (الصغار).!

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT


مؤسفٌ ما يحصلَ من بعضِ الصغارِ من تصرُّفاتٍ داخلَ المساجدِ، وهي تصرُّفاتٌ تؤكِّدُ على (غيابِ) مكانةِ المسجدِ لديهم، ذلكَ الغيابُ الذي لا يعنِي أنَّهم لا يعرفُون، فما تقدِّمهُ المناهجُ التعليميَّةُ في مدارسنَا كفيلٌ بتعريفِهم بذلكَ، ولكنَّهم -بكلِّ أسفٍ- (يتعمَّدُون) القيامَ بتلكَ التصرُّفاتِ؛ لأنَّهم يعيشُون حالةً من (العزلةِ) بينَ ما يعرفونهُ وما يطبِّقونهُ.

فذلكَ الجمعُ من الصغارِ، الذينَ ارتفعَ صوتُهم بالحديثِ قبلَ صلاةِ الجمعةِ، وإصرارهمْ على ذلكَ رغمَ (نهرهِم) من المصلِّين عدَّة مرَّاتٍ، يؤكِّدُون على تلكَ الحقيقةِ، فهُم لم يحترمُوا المسجدَ، ولَا المصلِّينَ، وهو ما يؤكِّدُ على (غيابِ) دورِ الأُسرةِ في القيامِ بواجبهَا تجاهَ أبنائِهَا تربيةً، وتعديلَ سلوكٍ.يعكسُ ذلكَ أنَّك تشاهدُ مَن هُم أصغرُ منهُم سنًّا، ومعَ ذلكَ لا ترَى منهُم إلَّا كلَّ ما يليقُ بالمسجدِ من سلوكٍ، فمَا الذِي أحدثَ ذلكَ هنَا، وجعلهُ يدفعُ ضريبةَ الغيابِ هناكَ، ليسَ أكثر من أنَّه (الأبُ)، الذي نجحَ في غرسِ (قيمةِ) توقيرِ المسجدِ في نفوسِ أبنائهِ، بينمَا الأبُ في الجهةِ الأُخْرى (لا يهشُّ، ولا ينشُّ)، فكيفَ يُرجَى بعدَ ذلكَ أنْ يقدِّم للمجتمعِ أبناءً ملائكةً؟!وبكلِّ أسفٍ حتَّى بعض الأمهاتِ لكَي (يتخلَّصنَ) من إزعاجِ أبنائهنَّ فلا يجدنَ ملاذًا سِوى إرسالِهم إلى المسجدِ، أمَّا ماذَا عنهُم في المسجدِ فهذَا أمرٌ لا يهمُّ! حتَّى وصلَ بنَا الحالُ إلى أنْ تحوَّلت المساجدُ إلى ميدانٍ لـ(شغبِ) الصغارِ، فهذَا يلاحقُ زميلَهُ، وآخرُ يلعبُ بعلبِ الماءِ، وثالثٌ صحيحٌ أنَّه يقفُ في الصفِّ، ولكنَّه أشغلَ مَن بجانبهِ بكثرةِ حركتهِ، فمن أينَ يأتِي (الخشوعُ) بعدَ كلِّ هذا (الطُوفانِ) من الفوضَى.

وممَّا جدَّ من جانبِ بعضِ الأمهاتِ في هذا الشهرِ المباركِ أنَّ هنالكَ مَن تحضرُ للصلاةِ، وحتَّى تتخلَّصَ من إزعاجِ ابنهَا الصغيرِ، وتضمنَ جلوسهُ، أنْ تحضرَ معهُ (الأيباد)، حتَّى (تتفرَّغَ) هي للصَّلاةِ، دونَ أنْ تهتمَّ بما سوفَ يحدثهُ ذلكَ من إزعاجِ أصواتِ الألعابِ وخلافه على بقيَّةِ المصلَّياتِ، فهلْ جاءتْ لتصلِّي أمْ أنَّها جاءتْ لتستمطرَ الدَّعواتِ.

يتكرَّرُ ذلكَ رغمَ كثرةِ تنبيهاتِ أئمةِ المساجدِ، وممَّا يزيدُ الأمرَ غرابةً أنَّ بعضَ الآباءِ يكونُ موجودًا في المسجدِ، ومع ذلكَ كأنَّه لمْ يكنْ، في (تجاهلٍ) عجيبٍ لما يقومُ بهِ ابنهُ، وهو ما يمثِّلُ مقياسًا (صادقًا) كيفَ هُو في ميزانِ (التربيةِ) مع أبنائِهِ. فضلًا عمَّن يصطحبُ معهُ ابنهُ الصغيرَ جدًّا بحجَّةِ تعويدهِ على المسجدِ، ولكنَّه لا يهتمُّ بما سوفَ يترتَّبُ على ذلكَ على مَن يصلِّي بجانبهِ، وقسْ على ذلكَ من كلِّ تلكَ التصرفاتِ التي لا تتناسبُ مع روحانيَّةِ المسجدِ، ومكانتهِ.إنَّ بعضَ الآباءِ والأمَّهاتِ في أشدِّ حاجةٍ إلى مراجعةِ أولوياتِهم في تربيةِ أبنائِهم، فكمَا يُحمد لهُم سعيهُم إلى تأمينِ لقمةِ العيشِ لهُم، فإنَّ ذلكَ لا يعفيهِم من مسؤوليَّةِ (تربيتِهم)، حيثُ لا قيمةَ أبدًا لأجسادٍ غنيَّةٍ بمَا لذَّ وطابَ من الطَّعامِ والشَّرابِ، وفقيرةٍ حدَّ (الشفقةِ) عليهِم من مصيرِ غيابِ (التربيةِ)، تلكَ التربيةُ، التي إنْ غابتْ في (المسجدِ) فمن بابِ أولَى أنْ تغيبَ فيما سواهُ، وعلمِي وسلامتكُم.

خالد مساعد الزهراني – صحيفة المدينة

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الخازن: نستنكر تدمير العدو للمساجد في لبنان

أعرب عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن عن إدانته واستنكاره الشديدين لإقدام العدو الصهيوني على تدمير المساجد في جنوب لبنان ومناطق أخرى منه.     وفي بيانٍ له، قال الخازن: "نستنكر بشدّة الممارسات العدوانية التي قامت بها قوات الإحتلال الإسرائيلي، والتي طالت المساجد والكنائس ودور العبادة في جنوب لبنان ومناطق أخرى منه. إن هذه الانتهاكات السافرة ليست مُجرّد إعتداءات على مبانٍ دينية، بل هي هجوم مباشر على القيم الإنسانية والدينية، وعلى حقوق الشعوب في ممارسة شعائرها بحرية وأمان".
وتابع: "إن استهداف دور العبادة يُمثل خرقاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية، لا سيّما إتفاقيات جنيف والبروتوكولات المُلزمة بحماية الممتلكات الثقافية والدينية أثناء النزاعات الُمسلحة. كما أن هذه الجرائم تنتهك بشكل فاضح المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، التي تكفل إحترام حرية الدين والعقيدة وحماية المُقدّسات".
وختم: "نطالب الأمم المتحدة والجامعة العربية، والمجتمع الدولي فضلاً عن المنظمات الحقوقية والإنسانية بالتحرك الفوري لإدانة هذه الممارسات الإجرامية، والضغط على إسرائيل لتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والكف عن استهداف الأماكن المقدسة والمدنيين. كما ندعو إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في هذه الإنتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها".

مقالات مشابهة

  • مالكوم في أحدث ظهور برفقة ابنه
  • الخازن: نستنكر تدمير العدو للمساجد في لبنان
  • حرقة المعدة: هل هي مجرد إزعاج أم علامة تحذيرية خطيرة؟
  • حكم إطلاق أسماء بعض الأشخاص على المساجد
  • راسل مارتين: ساوثهامبتون قادر على إزعاج ليفربول
  • السوشيال ميديا وسيلة للهروب من اكتئاب العزلة (شاهد)
  • كاميرا حضانة أطفال يابانية تكشف سارقاً غير متوقع لأحذية الصغار
  • "جيل ألفا" يرسّخ التراث لدى الأطفال في "العين للكتاب"
  • لأئمة المساجد.. نص خطبة الجمعة مكتوبة اليوم بالأوقاف
  • «إسلامية دبي» تطلق مسابقة التميز في إدارة المساجد