موقع النيلين:
2025-04-27@04:36:33 GMT

مساجدنا وفوضى (الصغار).!

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT


مؤسفٌ ما يحصلَ من بعضِ الصغارِ من تصرُّفاتٍ داخلَ المساجدِ، وهي تصرُّفاتٌ تؤكِّدُ على (غيابِ) مكانةِ المسجدِ لديهم، ذلكَ الغيابُ الذي لا يعنِي أنَّهم لا يعرفُون، فما تقدِّمهُ المناهجُ التعليميَّةُ في مدارسنَا كفيلٌ بتعريفِهم بذلكَ، ولكنَّهم -بكلِّ أسفٍ- (يتعمَّدُون) القيامَ بتلكَ التصرُّفاتِ؛ لأنَّهم يعيشُون حالةً من (العزلةِ) بينَ ما يعرفونهُ وما يطبِّقونهُ.

فذلكَ الجمعُ من الصغارِ، الذينَ ارتفعَ صوتُهم بالحديثِ قبلَ صلاةِ الجمعةِ، وإصرارهمْ على ذلكَ رغمَ (نهرهِم) من المصلِّين عدَّة مرَّاتٍ، يؤكِّدُون على تلكَ الحقيقةِ، فهُم لم يحترمُوا المسجدَ، ولَا المصلِّينَ، وهو ما يؤكِّدُ على (غيابِ) دورِ الأُسرةِ في القيامِ بواجبهَا تجاهَ أبنائِهَا تربيةً، وتعديلَ سلوكٍ.يعكسُ ذلكَ أنَّك تشاهدُ مَن هُم أصغرُ منهُم سنًّا، ومعَ ذلكَ لا ترَى منهُم إلَّا كلَّ ما يليقُ بالمسجدِ من سلوكٍ، فمَا الذِي أحدثَ ذلكَ هنَا، وجعلهُ يدفعُ ضريبةَ الغيابِ هناكَ، ليسَ أكثر من أنَّه (الأبُ)، الذي نجحَ في غرسِ (قيمةِ) توقيرِ المسجدِ في نفوسِ أبنائهِ، بينمَا الأبُ في الجهةِ الأُخْرى (لا يهشُّ، ولا ينشُّ)، فكيفَ يُرجَى بعدَ ذلكَ أنْ يقدِّم للمجتمعِ أبناءً ملائكةً؟!وبكلِّ أسفٍ حتَّى بعض الأمهاتِ لكَي (يتخلَّصنَ) من إزعاجِ أبنائهنَّ فلا يجدنَ ملاذًا سِوى إرسالِهم إلى المسجدِ، أمَّا ماذَا عنهُم في المسجدِ فهذَا أمرٌ لا يهمُّ! حتَّى وصلَ بنَا الحالُ إلى أنْ تحوَّلت المساجدُ إلى ميدانٍ لـ(شغبِ) الصغارِ، فهذَا يلاحقُ زميلَهُ، وآخرُ يلعبُ بعلبِ الماءِ، وثالثٌ صحيحٌ أنَّه يقفُ في الصفِّ، ولكنَّه أشغلَ مَن بجانبهِ بكثرةِ حركتهِ، فمن أينَ يأتِي (الخشوعُ) بعدَ كلِّ هذا (الطُوفانِ) من الفوضَى.

وممَّا جدَّ من جانبِ بعضِ الأمهاتِ في هذا الشهرِ المباركِ أنَّ هنالكَ مَن تحضرُ للصلاةِ، وحتَّى تتخلَّصَ من إزعاجِ ابنهَا الصغيرِ، وتضمنَ جلوسهُ، أنْ تحضرَ معهُ (الأيباد)، حتَّى (تتفرَّغَ) هي للصَّلاةِ، دونَ أنْ تهتمَّ بما سوفَ يحدثهُ ذلكَ من إزعاجِ أصواتِ الألعابِ وخلافه على بقيَّةِ المصلَّياتِ، فهلْ جاءتْ لتصلِّي أمْ أنَّها جاءتْ لتستمطرَ الدَّعواتِ.

يتكرَّرُ ذلكَ رغمَ كثرةِ تنبيهاتِ أئمةِ المساجدِ، وممَّا يزيدُ الأمرَ غرابةً أنَّ بعضَ الآباءِ يكونُ موجودًا في المسجدِ، ومع ذلكَ كأنَّه لمْ يكنْ، في (تجاهلٍ) عجيبٍ لما يقومُ بهِ ابنهُ، وهو ما يمثِّلُ مقياسًا (صادقًا) كيفَ هُو في ميزانِ (التربيةِ) مع أبنائِهِ. فضلًا عمَّن يصطحبُ معهُ ابنهُ الصغيرَ جدًّا بحجَّةِ تعويدهِ على المسجدِ، ولكنَّه لا يهتمُّ بما سوفَ يترتَّبُ على ذلكَ على مَن يصلِّي بجانبهِ، وقسْ على ذلكَ من كلِّ تلكَ التصرفاتِ التي لا تتناسبُ مع روحانيَّةِ المسجدِ، ومكانتهِ.إنَّ بعضَ الآباءِ والأمَّهاتِ في أشدِّ حاجةٍ إلى مراجعةِ أولوياتِهم في تربيةِ أبنائِهم، فكمَا يُحمد لهُم سعيهُم إلى تأمينِ لقمةِ العيشِ لهُم، فإنَّ ذلكَ لا يعفيهِم من مسؤوليَّةِ (تربيتِهم)، حيثُ لا قيمةَ أبدًا لأجسادٍ غنيَّةٍ بمَا لذَّ وطابَ من الطَّعامِ والشَّرابِ، وفقيرةٍ حدَّ (الشفقةِ) عليهِم من مصيرِ غيابِ (التربيةِ)، تلكَ التربيةُ، التي إنْ غابتْ في (المسجدِ) فمن بابِ أولَى أنْ تغيبَ فيما سواهُ، وعلمِي وسلامتكُم.

خالد مساعد الزهراني – صحيفة المدينة

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

حبس متهم بسرقة مواطن داخل مسجد بالجيزة

أمرت جهات التحقيق المختصة، بحبس متهم بسرقة مبلغ مالي من شخص داخل أحد المساجد بالجيزة باسلوب المغافلة، 4 أيام على ذمة التحقيقات.

وكشفت الداخلية ملابسات تداول مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعى، يظهر خلاله أحد الأشخاص حال قيامه بسرقة مبلغ مالى من آخر بأسلوب "المغافلة" أثناء تواجده داخل أحد المساجد بالجيزة.

بالفحص تبين أنه بتاريخ 10 الجارى تبلغ لقسم شرطة بولاق الدكرور بالجيزة من (مالك محل – مقيم بدائرة قسم شرطة الأهرام) بتعرضه لواقعة سرقة مبلغ مالى حال تواجده داخل أحد المساجد بدائرة القسم.

عقب تقنين الإجراءات تم تحديد وضبط مرتكب الواقعة (عاطل "له معلومات جنائية" - مقيم بدائرة قسم شرطة الطالبية بالجيزة).. وبمواجهته إعترف بإرتكاب الواقعة على النحو المشار إليه.

تم إتخاذ الإجراءات القانونية.

 


 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • وقف سير الدعوى ضد طارق الشناوي بتهمة «إزعاج الفنان هاني شاكر»
  • بهاء الدين محمد يحتفل بزفاف ابنه بحضور أنوشكا
  • بعد قليل .. الحكم على طارق الشناوي بتهمة إزعاج الفنان هاني شاكر
  • دعوة السيسي لتدشين مدارس وفصول تعليمية بالمساجد تثير مخاوف مصريين
  • خبير تركي: كيف يمكن للمستثمرين الصغار تحقيق أرباح ضخمة من الذهب؟
  • حبس متهم بسرقة مواطن داخل مسجد بالجيزة
  • غدًا.. محاكمة طارق الشناوي في قضية إزعاج هاني شاكر
  • أطفال خارج السوق: خطة عراقية لانتشال الصغار من براثن العمل والتسوّل
  • استخدام المساجد للتعليم.. الرئيس يدعو والخبراء التربويون يؤيدون المقترح.. ويستعرضون المزايا ودوره في زيادة وعي الشباب
  • «المصباح الكهربائي» يشعل فضول الصغار في «الشارقة القرائي للطفل»