موقع النيلين:
2024-11-08@09:33:01 GMT

مساجدنا وفوضى (الصغار).!

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT


مؤسفٌ ما يحصلَ من بعضِ الصغارِ من تصرُّفاتٍ داخلَ المساجدِ، وهي تصرُّفاتٌ تؤكِّدُ على (غيابِ) مكانةِ المسجدِ لديهم، ذلكَ الغيابُ الذي لا يعنِي أنَّهم لا يعرفُون، فما تقدِّمهُ المناهجُ التعليميَّةُ في مدارسنَا كفيلٌ بتعريفِهم بذلكَ، ولكنَّهم -بكلِّ أسفٍ- (يتعمَّدُون) القيامَ بتلكَ التصرُّفاتِ؛ لأنَّهم يعيشُون حالةً من (العزلةِ) بينَ ما يعرفونهُ وما يطبِّقونهُ.

فذلكَ الجمعُ من الصغارِ، الذينَ ارتفعَ صوتُهم بالحديثِ قبلَ صلاةِ الجمعةِ، وإصرارهمْ على ذلكَ رغمَ (نهرهِم) من المصلِّين عدَّة مرَّاتٍ، يؤكِّدُون على تلكَ الحقيقةِ، فهُم لم يحترمُوا المسجدَ، ولَا المصلِّينَ، وهو ما يؤكِّدُ على (غيابِ) دورِ الأُسرةِ في القيامِ بواجبهَا تجاهَ أبنائِهَا تربيةً، وتعديلَ سلوكٍ.يعكسُ ذلكَ أنَّك تشاهدُ مَن هُم أصغرُ منهُم سنًّا، ومعَ ذلكَ لا ترَى منهُم إلَّا كلَّ ما يليقُ بالمسجدِ من سلوكٍ، فمَا الذِي أحدثَ ذلكَ هنَا، وجعلهُ يدفعُ ضريبةَ الغيابِ هناكَ، ليسَ أكثر من أنَّه (الأبُ)، الذي نجحَ في غرسِ (قيمةِ) توقيرِ المسجدِ في نفوسِ أبنائهِ، بينمَا الأبُ في الجهةِ الأُخْرى (لا يهشُّ، ولا ينشُّ)، فكيفَ يُرجَى بعدَ ذلكَ أنْ يقدِّم للمجتمعِ أبناءً ملائكةً؟!وبكلِّ أسفٍ حتَّى بعض الأمهاتِ لكَي (يتخلَّصنَ) من إزعاجِ أبنائهنَّ فلا يجدنَ ملاذًا سِوى إرسالِهم إلى المسجدِ، أمَّا ماذَا عنهُم في المسجدِ فهذَا أمرٌ لا يهمُّ! حتَّى وصلَ بنَا الحالُ إلى أنْ تحوَّلت المساجدُ إلى ميدانٍ لـ(شغبِ) الصغارِ، فهذَا يلاحقُ زميلَهُ، وآخرُ يلعبُ بعلبِ الماءِ، وثالثٌ صحيحٌ أنَّه يقفُ في الصفِّ، ولكنَّه أشغلَ مَن بجانبهِ بكثرةِ حركتهِ، فمن أينَ يأتِي (الخشوعُ) بعدَ كلِّ هذا (الطُوفانِ) من الفوضَى.

وممَّا جدَّ من جانبِ بعضِ الأمهاتِ في هذا الشهرِ المباركِ أنَّ هنالكَ مَن تحضرُ للصلاةِ، وحتَّى تتخلَّصَ من إزعاجِ ابنهَا الصغيرِ، وتضمنَ جلوسهُ، أنْ تحضرَ معهُ (الأيباد)، حتَّى (تتفرَّغَ) هي للصَّلاةِ، دونَ أنْ تهتمَّ بما سوفَ يحدثهُ ذلكَ من إزعاجِ أصواتِ الألعابِ وخلافه على بقيَّةِ المصلَّياتِ، فهلْ جاءتْ لتصلِّي أمْ أنَّها جاءتْ لتستمطرَ الدَّعواتِ.

يتكرَّرُ ذلكَ رغمَ كثرةِ تنبيهاتِ أئمةِ المساجدِ، وممَّا يزيدُ الأمرَ غرابةً أنَّ بعضَ الآباءِ يكونُ موجودًا في المسجدِ، ومع ذلكَ كأنَّه لمْ يكنْ، في (تجاهلٍ) عجيبٍ لما يقومُ بهِ ابنهُ، وهو ما يمثِّلُ مقياسًا (صادقًا) كيفَ هُو في ميزانِ (التربيةِ) مع أبنائِهِ. فضلًا عمَّن يصطحبُ معهُ ابنهُ الصغيرَ جدًّا بحجَّةِ تعويدهِ على المسجدِ، ولكنَّه لا يهتمُّ بما سوفَ يترتَّبُ على ذلكَ على مَن يصلِّي بجانبهِ، وقسْ على ذلكَ من كلِّ تلكَ التصرفاتِ التي لا تتناسبُ مع روحانيَّةِ المسجدِ، ومكانتهِ.إنَّ بعضَ الآباءِ والأمَّهاتِ في أشدِّ حاجةٍ إلى مراجعةِ أولوياتِهم في تربيةِ أبنائِهم، فكمَا يُحمد لهُم سعيهُم إلى تأمينِ لقمةِ العيشِ لهُم، فإنَّ ذلكَ لا يعفيهِم من مسؤوليَّةِ (تربيتِهم)، حيثُ لا قيمةَ أبدًا لأجسادٍ غنيَّةٍ بمَا لذَّ وطابَ من الطَّعامِ والشَّرابِ، وفقيرةٍ حدَّ (الشفقةِ) عليهِم من مصيرِ غيابِ (التربيةِ)، تلكَ التربيةُ، التي إنْ غابتْ في (المسجدِ) فمن بابِ أولَى أنْ تغيبَ فيما سواهُ، وعلمِي وسلامتكُم.

خالد مساعد الزهراني – صحيفة المدينة

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

حكم النداء على المفقود عبر مكبرات الصوت بالمسجد .. دار الإفتاء تجيب

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول: ما حكم النداء على المفقود عبر مكبرات الصوت بالمسجد؟

وقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال، إنه يجوز شرعًا النداء على الأطفال المفقودين من ذويهم عن طريق مكبرات الصوت في المساجد؛ لما يترتب عليه من حفظ نفسه من الهلاك بالفقد، وفيه تعاون على البر والتقوى ونجدة وإغاثة الملهوف.

وزير الأوقاف: اختيار الأئمة المتميزين والمتحدثين باللغات لتعزيز الريادة في المساجد فعل محظور أثناء صلاة الجمعة في المساجد.. احذر منه

وتابعت دار الإفتاء: ولا يدخل ذلك في باب النهي عن نشدان الضالة في المسجد؛ لأنَّ نشدان الضالة المقصودة بالنهي هي ما كانت من جنس الحيوان كالماشية، وما يكون فيه تشويش على مَن في المسجد بجعل المساجد مرتعًا للأمور الدنيوية المحضة.

وأوضحت دار الإفتاء المقصود بقوله عليه السلام «مَن سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُد ضَالَّةً  فِي الْمَسْجِد»، لما روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه: أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم يَقُول: «مَن سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُد ضَالَّةً فِي الْمَسْجِد فَلْيقلْ: لَا رَدَّهَا اللهُ عَلَيْك؛ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لهَذَا»، وروى مسلم أيضًا عَن بُرَيْدَة رضي الله عنه: أَن رجلًا نَشد فِي الْمَسْجِد، فَقَالَ: من دَعَا إِلَى الْجمل الْأَحْمَر؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا وجدت، إِنَّمَا بُنِيَتِ الْمَسَاجِدُ لما بنيت لَهُ».

وذكرت أن علَّة النهي صونُ حرمة المساجد التي بُنيت للعبادة والصلاة والذكر وقراءة القرآن والاعتكاف عن ملهيات الدنيا ومشغلاتها، وما يقتضيه ذلك من طلب الهدوء والسكينة فيها حتى لا يحصل التشويش على المصلين والعابدين، أو الانصراف عن عمل الخير.

وأشارت إلى أن المنهي عنه في هذه الأحاديث ما يكون فيه تشويش على من في المسجد، ومنافاة لما جُعِلَت المساجد لأجله؛ بحيث تكون المساجد مرتعًا للأمور الدنيوية المحضة من البيع والشراء المشتمل على المساومة والتغابن، وطلب البحث عن الحيوانات الضالة والممتلكات المفقودة، مع ما قد يكون فيه مِن جُعل مادِّي يلهي عن حضور الصلاة أو يشوش على صلاة الحضور، ونحو ذلك من المُلهيات والمشغلات.

مقالات مشابهة

  • الماء والقمار.. تعرف على موضوع خطبة الجمعة اليوم في المساجد
  • مواطن يمني يعفي عن قاتل ابنه في رداع
  • تصيب الكبار و الصغار| كل ما تود معرفته عن الإكزيما
  • ما حكم قراءة القرآن في المسجد قبل صلاة الفجر؟
  • حرب ضد الهُوية الإسلامية: المساجد هدف الصهاينة من اليوم الأول
  • حكم النداء على المفقود عبر مكبرات الصوت بالمسجد .. دار الإفتاء تجيب
  • حرب ضد الهوية الإسلامية .. المساجد هدف الصهاينة من اليوم الأول
  • حكم صلاة الجماعة في مكان غير المسجد
  • منيب لوزير الأوقاف: خطباؤنا لا يستطيعون الدعوة للجهاد في فلسطين.. نحن محاصرون في مساجدنا
  • 131 مستوطنًا يقتحمون المسجد الأقصى