???? الحرب نقلت السودان من رصيف الدول النامية إلى غرفة الإنعاش
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
الحرب نقلت السودان نقلة خطيرة، من رصيف الدول النامية إلى غرفة الإنعاش، وأصبح اليوم كما لو أنه رجل أفريقيا المريض، دون مبالغة في الوصف، بعد أن كان مرشحًا ليكون سلّة غذاء العالم،
وهي ردة لا نظير لها في التجارب المعاصرة، مما يتطلب كضرورة حاسمة، ثورة إصلاحيّة عميقة الجذور، أسوة بالتي حدثت في اليابان، ليس لما انتهت إليه من دولة صناعية هائلة، ولكن من البداية المُدهشة والخروج السريع مِن عُنق الزجاجة، وذلك بعد الحرب العالمية الثانية، حينما نفّذ الحلفاء هجومًا جويًا بقنابل حارقة، قضت والتهمت نحو 67 مدينة يابانية، ثم تلا ذلك إلقاء أميركا قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناغازاكي لتستسلم طوكيو أخيرًا، وتنتهي الحرب بدمار هائل في كل أجزاء اليابان تقريبًا، ونتج عن ذلك نهاية القبضة الإمبراطورية، ودمار الاقتصاد والحياة القديمة كلها، حتى ظنّ الجميع أن اليابان لن تقوم لها قائمة بعد ذلك اليوم الأسود، وذلك بالضرورة يتطلب في سوداننا أيضاً تحطيم ما تبقى من جهاز الدولة البيروقراطي، والأفكار السياسية البالية للنظام القديم.
فالعقل الياباني بعد الهزيمة لم ينهزم، وقد أخذ رئيس الوزراء حينذاك يوشيدا المهمة على عاتقه بقدر من الجدية، وحول النقمة إلى نعمة؛ تحقيقًا لما عرف بعد ذلك بالمعجزة اليابانية، والتي حدثت في أقل من عشرين عامًا، تحت شعار: (فوكوكو كيوهيي)، والتي تعني تنمية القوة الاقتصادية والعسكرية للبلد، في محاولة جادّة للحاق بالركب الغربي الصناعي، والسير فوق جُملة مشروعات إصلاحية، استهدفت القوانين أولًا، ومن ثم التعليم والإنتاج الزراعي،
وقبل كل شيء بناء شخصية الفرد على نموذج “غامان”، الذي يعتنقه الياباني منذ الصغر، وهو مجموعة إستراتيجيات تهدف للتعامل مع الأحداث الخارجة عن السيطرة، حد أن الأفراد يطورون في أنفسهم قدرةً خارقة على تحمل أشياء غير متوقعة أو سيئة، ومن العسير اجتيازها بنجاح..
عزمي عبد الرازق
الجزيرة
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يترأس الاجتماع الوزاري الـ21 لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي
شارك الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، اليوم، فى الدورة الـ٢١ لمجلس وزراء مجموعة الدول الثماني النامية D8والتي تُعقد في إطار التحضير للقمة الحادية عشر لمجموعة الدول الثماني النامية والتي يتفضل رئيس الجمهورية برئاستها غدا ١٩ ديسمبر بحضور رؤساء الدول والحكومات.
أحداث إقليمية ودولية ضاغطة
شهد اجتماع مجلس وزراء مجموعة الدول الثمانى تسلم مصر رئاسة المجموعة من جمهورية بنجلاديش، وقد تناول الوزير عبد العاطي في كلمته التوقيت الدقيق الذي تنعقد فيه القمة، وتزامنها مع أحداث إقليمية ودولية ضاغطة وتحديات اقتصادية غير مسبوقة، مبرزا تداعياتها المباشرة على الدول النامية.
رئيس جامعة المنوفية يتفقد العيادات الخارجية بكلية طب الأسنانوتناول الوزير عبد العاطى تبعات الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة وما نتج عنها من كارثة إنسانية وتدمير للبنية التحتية، فضلا عن امتداد العدوان الإسرائيلي إلى سوريا ولبنان فى انتهاك صارخ للقانون الدولي، وهو ما دفع مصر إلى المبادرة بعقد جلسة خاصة حول فلسطين ولبنان خلال أعمال القمة غداً.
خبير علاقات دولية: القضايا العربية لم تغب لحظة عن سياسة مصر الخارجيةوحول آفاق التعاون المستقبلي لدول المجموعة، شدد الوزير عبد العاطي على أهمية تعزيز التعاون بين اعضاء المجموعة في كافة القطاعات واستكشاف فرص جديدة للتعاون الاقتصادى والتجارى، مشددا على اهمية تمكين القطاع الخاص، وجذب الاستثمارات وتهيئة المناخ لتشجيع مزيد من التعاون بين دول المجموعة فضلا عن تمكين الشباب.