قدم فرع ثقافة الفيوم عددا من الفعاليات الثقافية والأدبية، ضمن برنامج ليالي رمضان الثقافية والفنية الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني.

 جاء ذلك في إطار الفعاليات التي ينظمها الفرع تحت إشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، بقصر ثقافة الفيوم والمكتبات الفرعية.

المقهى الثقافي ينظم فعاليات اليوم الرابع ضمن برنامج العودة إلى الجذور 

خلال ذلك شهدت مكتبة الفيوم العامة لقاء للاحتفاء بمسيرة شاعر العامية عبد الكريم عبد الحميد، وذلك في رابع أيام مقهى "يوسف وهبي" الثقافي، ضمن برنامج "العودة إلى الجذور" المقام بالتعاون الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان.

أدار اللقاء القاص عيد رمضان، واستهله الشاعر محمد حسني إبراهيم حديثه معربا عن امتنانه بالحديث عن الشاعر الكبير ابن محافظة الفيوم، وخلال اللقاء قدم نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية لعبد الحميد ونشأته التعليمية، وكيف كان عاشقا للكتابة منذ الصغر.

أما عن مشواره الأدبي قال: برع "عبد الحميد" في الكتابة الإذاعية، فكتب الكثير من تترات البرامج، بالإضافة إلى أعماله المسرحية التي حصل من خلالها على تكريمات و جوائز عدة.

من ناحيته قال الشاعر محمد شاكر رئيس نادي الأدب المركزي، ونادي أدب قصر ثقافة الفيوم: عُرف عبد الحميد بالإبداع على المستوى الأدبي، أما على المستوى الشخصي فعرف بالتواضع والبساطة وطيبة القلب، وتقديم المساعدة لكل محبيه، مستشهدا ببعض المواقف التي جمعت بينهما في بعض الفعاليات الثقافية. 

وفي كلمته وجه الشاعر عبد الكريم عبد الحميد شكره للقائمين على برنامج العودة إلى الجذور، ثم تحدث عن مسيرته الأدبية، وأول أعماله الشعرية وكيف تمكّن من مواجهة التحديات والصعوبات، التي واجهته خلال مشواره الأدبي والتي كانت بمثابة دافع للنجاح وتحقيق الحلم.

واختتم اللقاء بفتح باب المداخلات بحضور لفيف من الإعلاميين ومثقفي الفيوم، أعقب ذلك أمسية شعرية تضمنت إلقاء قصائد متنوعة بمشاركة الشعراء جاسر جمال الدين، كريم سليم، ومحمد شاكر، واختتمت الفعاليات بفقرة غنائية للفنان محمد عزت، تغنى خلالها بباقة من الأغنيات بمصاحبة العود منها "والله ما طلعت شمس، فات زمن الحواديت، يا مصاروة اجمعوا في صف الأمان" وسط تفاعل كبير من الحضور. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفيوم المقهى الثقافي الثقافة ثقافة الفيوم الشاعر بوابة الوفد جريدة الوفد عبد الحمید

إقرأ أيضاً:

نجم الفرقد

لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمين إياها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.

والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم الفرقد، ويسميه العرب أيضًا الفرقدان، وهو نجم يأتي متلازمًا مع نجم آخر، فـيظهران فـي السماء بالقرب من نجم القطب الشمالي، فـي كوكبة الدب الأصغر، وجاء فـي لسان العرب أن معنى كلمة الفرقد هو صغير البقر، كما أن العرب كانوا يشبهون هذين النجمين بالأخوين اللذين لا يفترقان أبدًا، ويقال فـي التراث العربي عنهما «لا ينام الفرقدان»، فـي إشارة إلى أن هذين النجمين يُشاهدان طوال الليل فـي السماء، ويعد نجم الفرقد من ضمن أكثر النجوم ورودًا فـي الشعر العربي، فهو يُضرب به المثل فـي الرفعة والعزة والمنعة والشرف، فأكثروا من ذكره فـي قصائدهم على مر العصور. وقد اعتمد البحارة العرب على نجم الفرقد فـي تحديد الاتجاهات أثناء رحلاتهم البحرية، خاصة فـي الليل، نظرًا لثبات موقعه النسبي فـي السماء الشمالية، كما أنه يُرى طوال العام ولا يغيب تحت الأفق، وقد ذكره البحار العماني الشهير أحمد بن ماجد فـي منظوماته الفلكية مبينًا موقعه وطرق الاستدلال به فـي السماء. وإذا أتينا إلى ما قاله العلم الحديث عن هذا النجم، فنجد أن الدراسات تقول إن هذا النجم العملاق الأبيض يُقدَّر بحوالي 9 أضعاف قطر الشمس، كما أن درجة حرارة سطحه تصل إلى 7100 درجة مئوية، وهذا يعني أنه أكثر حرارة من شمسنا، ولذلك، هو أكثر لمعانًا من شمسنا بحوالي 420 مرة على أقل تقدير، ويبعد عن الأرض بحوالي 97 سنة ضوئية. وأما عن حضوره فـي الثقافة العربية، فقد تحدثت عنه كثيرًا كتب التراث، وتناوله الشعراء بكثرة فـي قصائدهم، ولو أتينا إلى الشعر العماني لوجدنا أن أشهرهم ذكروه فـي قصائدهم، فهذا الشاعر العماني أبو مسلم البهلاني يذكره فـي إحدى قصائده الوعظية، ويقول إن الزوال سيصل حتى نجم الفرقدين، فقال:

سيعلو البلاء إلى الفرقدي

ن ينتهب الصحبة الخالدة

ويصدع فـي قبة الشمس من

غوائله صدعة صاعدة

أما الشاعر سليمان النبهاني فقد ذكر هذا النجم فـي قصيدة غزلية شبه فـيها نجمي الفرقدين بعيني حبيبته، فقال:

تَيَّمت قلبي بعينيْ فرقدٍ

مُفردٍ فاجأه الرعبُ لَهِقْ

وبخّدِ عَندمّيٍ واضح

بمياه الحُسن ريَّانَ شرِقْ

وفـي قصيدة غزل أخرى يقول:

كالفَرقدِ الأحوى الأغرّ إذا

لرْبرَبهِ تبدَّى

تفترُّ عن كالأقْحَوان

سقاهُ نوءُ النجم رَعدا

ونجد الشاعر ابن شيخان السالمي يورد هذا النجم فـي معرض مدحه لممدوحين ويقول إنهما ارتفعا عزًا وشرفًا على نجمي السها والفرقد، فقال:

لكن نجوتم بالهُمَامَيْنِ اللذي

ن انحطَّ دونهما السها والفرقدُ

والنصرُ أقبل فاتحًا أبوابه

لهما وقال لجوا ببابي واصْعدوا

ويقول فـي قصيدة أخرى:

ليلي وليلكم يؤرَّق

ذا وهذا يرقُدُ

لكم التنعم فارقدوا

ولي السها والفرقدُ

مالي وللدهر المُعَ

ادي دائمًا يتهدّدُ

ولو نظرنا إلى أشعار الستالي لوجدنا أنه أيضًا أورد هذا النجم وقرنه بنجم السها كما فعل ابن شيخان، وقد جاء ذكره فـي قصيدة مدح مخمسة، فهو يقول:

له الفخارُ كلُّه من الغمام ظِلّهُ

ووبّلهُ وطَلّهُ وفـي العُلى مَحّلهُ

حيثُ السهُّا والفَرقدُ

وأما الشاعر سعيد بن مسلم المجيزي المشهور بأبي الصوفـي، فنجد أنه ضمن هذا النجم فـي بعض قصائده فـي المدح، فهو يقول:

يومٌ تَضمَّخ بالفَخارِ أَديمُه

فغدا بسطح الفرقدين وراحا

فانْعَمْ نَعِمْت أبا سعيد إنما

بختانِ نجلِك قَدْ نعمتَ صباحا

ومن الشعراء الذين أوردوا ذكر الفرقد فـي قصائدهم الشاعر المشهور «ابن رزيق»، وهو حميد بن حمد بن رزيق، الذي يقول فـي إحدى قصائد المدح:

لا والذى للحُسنِ أودعَ وجْهَهُ

قمرًا وقلَّدَ نَحرَه بالفرقدِ

وجَلا ظلامَ البُؤْسِ عنّا والعَنا

بشباةِ صَمْصامِ الأمير محمدِ

ونجد كذلك فـي ديوان الشاعر هلال بن سعيد بن عرابة ذكرًا لهذا النجم فـي قصيدة مدح، يقول فـيها:

بسيفٍ يباري البرقَ يفري به العِدا

ولم يَبْقَ من أجسادِهم أبدًا جَزْلُ

وناديه فوقَ الفرقديْنِ محلُّه

وأعداؤه طُرًّا يَدُوْسهم النَّعْلُ

مقالات مشابهة

  • ردة فعل سعود عبدالحميد بهدف روما ضد امبولي .. فيديو
  • نجم الفرقد
  • بيوم المرأة العالمي.. مقتل شابة تركية في مقهى بطلق ناري
  • برنامج «قبل السحور» يهدف لبناء جسور التواصل الثقافي
  • تدشين برنامج الإحسان الطبي الرمضاني بصنعاء
  • صدر حديثًا.. "البوكر العربية وزمن الرواية" للكاتب شوقى عبد الحميد
  • أحمد عبد الحميد يعلن عن دخول ابنته في غيبوبة منذ أيام ..ماذا حدث؟
  • تامر عبد الحميد: بيسيرو بدأ بطريقة لعب مختلفة ضد مودرن سبورت وهذا أثر على أداء الزمالك
  • العتوم يرعى انطلاق فعاليات ” برنامج رمضانيات ٢٠٢٥ ” في مركز اربد الثقافي.
  • صناع القادة.. برنامج تدريبي في إدارة الفعاليات ببهلا