روجيه جارودي.. ومبادئ العدالة الاجتماعية في الإسلام
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
هويدا الحسن (العين)
أخبار ذات صلةيعد الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي (1913-2012) من أكثر فلاسفة الغرب في العصر الحديث إثارة للجدل، اعتنق الإسلام عام 1982 وأشهر إسلامه في المركز الإسلامي بجنيف. حصل روجيه جارودي على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون العريقة عام 1953، وبعدها بعام حصل على الدكتوراه في العلوم من موسكو، وانتخب عضواً في مجلس الشيوخ عام 1945.
ويقول جارودي عن إسلامه:«إنه وجد أن الحضارة الغربية بنيت على فهم خاطئ للإنسان، وإنه طوال حياته كان يبحث عن معنى محدد لم يجده إلا في الإسلام».
ظل جارودي ملتزماً بقيم العدالة الاجتماعية، ووجد أن الإسلام ينسجم مع ذلك ويطبقه بشكل كبير، وفي تلك المرحلة تراجعت الكثير من قناعات جارودي وتبدلت الكثير من آرائه وأفكاره، لكن بقي الإسلام هو القناعة الوحيدة الراسخة لديه، وظل يبحث عن نقطة التقاء العقل بالضمير، ويشير جارودي أن تعاليم الإسلام مكنته من إيجاد تلك النقطة والتوحيد بينهما.
وفي أحاديثه روى جارودي قصة إسلامه قائلاً:«الرصيد الأبرز في حياتي، والذي صاغ وجداني وهيأني للدخول إلى الإسلام، بدأ يتشكل في الجزائر (معسكر عين أسرار، الجلفة)، حيث كنت جندياً فرنسياً ضمن قوات الاحتلال للجزائر، ووقعت مع مجموعة من الجنود الأسرى في أيدي الثوار الجزائريين، وحدث تمرد من الأسرى الفرنسيين في معسكر الاعتقال، فأمر قائد المعسكر بإطلاق النار على المتمردين، وكانت السرية الجزائرية المكلفة بإطلاق النيران علي وزملائي من المسلمين وفوجئت بهم يرفضون إطلاق النار علينا، وسألت قائد السرية لماذا فعلوا ذلك؟ فقال لي: لأننا مسلمون، ومن العار أن نطلق النار على أسير أعزل لا سلاح معه، وكانت الصدمة الأولى التي زلزلت حياتي، ويومها عرفت أن الإسلام هو الذي أنقذ حياتي·· وأنا عمري 28 عاماً، وظل بداخلي حتى اعتنقت الإسلام عام 1982».
وقدم جارودي بعد إسلامه أربعين كتاباً عن الإسلام منها: وعود الإسلام، الإسلام دين المستقبل، المسجد مرآة الإسلام، وغيرها من الكتب المهمة التي تناول من خلالها الفكر الإسلامي، وألقى فيها الضوء على سماحة الإسلام وتحقيقه لمبادئ العدالة الاجتماعية التي ظل يؤمن بها طوال حياته وحتى وفاته، ففي كتابه «الإسلام دين المستقبل»، يصف جارودي شمولية الإسلام قائلاً: «أظهر الإسلام شمولية كبرى في استيعابه لسائر الشعوب ذات الديانات المختلف، فقد كان أكثر الأديان شمولية في قبوله للذين يؤمنون بالتوحيد، وكان منفتحاً على ثقافتهم وحضاراتهم».
وقد لاقى جارودي العديد من التكريمات والجوائز من العالم الإسلامي، من بينها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986 عن كتابه «وعود الإسلام».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: روجيه جارودي الإسلام الثقافة الفلسفة
إقرأ أيضاً:
الشؤون الإسلامية تشارك في معرض تونس الدولي للكتاب الـ39
تشارك وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة بالأمانة العامة للمعارض والمؤتمرات، في الدورة التاسعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب، ضمن جناح المملكة خلال الفترة من 25 أبريل إلى 4 مايو 2025م، الذي يقام بقصر المعارض بالكرم في تونس، بمشاركة 313 عارضًا من 29 دولة، تحت شعار “نقرأ لنبني”.
ويضم جناح المملكة ركنًا خاصًا بوزارة الشؤون الإسلامية، تعرض فيه مجموعة من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، تشمل ترجمات معاني القرآن الكريم، ونسخًا من المصحف الشريف بمختلف الروايات والأحجام، إضافة إلى عرض باقة من الكتب العلمية المتنوعة من إصدارات الوزارة.
ويتيح ركن الوزارة للزوار تجربة مجموعة من التطبيقات الإلكترونية التفاعلية التي تقدم محتوى معرفيًا وخدمات دعوية من أبرزها تطبيق “الحج والعمرة ثلاثي الأبعاد”، وتطبيق “الاستشهاد الصحيح”، إضافة إلى تجربة الواقع الافتراضي لزيارة الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي الشريف، ويهدي آلاف النسخ من المصحف الشريف لزوار المعرض طوال أيامه، دعمًا لرسالتها الدعوية وخدمة للإسلام والمسلمين حول العالم.
وتأتي هذه المشاركة لتأكيد حرصها على إبراز جهودها في خدمة الإسلام والمسلمين، والإسهام في تقديم صورة حسنة ومميزة لأنشطتها المتعددة في إيضاح صورة الإسلام الصحيح في ظل الدعم الذي تلقاه الوزارة من القيادة الرشيدة -أيدها الله- في جميع أعمالها وبرامجها.