الجديد برس:

ندد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بشدة بالضربة الإسرائيلية التي استهدفت عصر يوم الإثنين مبنى القنصلية الإيرانية في حي المزة بدمشق.

وقال المقداد في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”: “ندين بقوة هذا الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق وأدى إلى استشهاد عدد من الأبرياء”، مضيفاً أن “كيان الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع التأثير على العلاقات التي تربط بين إيران وسورية”.

وقال وزير الخارجية السوري في تصريح لقناة “الميادين” مساء الإثنين، إن “استهداف السفارات في القانون الدولي ممنوع، وكل أعضاء الأمم المتحدة وقعوا على ذلك”.

وجدد المقداد تأكيده أن ” إسرائيل لا تستطيع أن تؤثر في العلاقات السورية – الإيرانية”.

وأضاف: “قلنا منذ زمن طويل إن الكيان الصهيوني هو رمز الإرهاب في العالم”، مشيراً إلى أن “المجازر التي ارتكبها الاحتلال في غزة تدل على إجرامه”.

وزار المقداد مع محافظ دمشق مبنى السفارة الإيرانية، والموقع الذي استهدفه القصف الإسرائيلي. وأجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، دان فيه العدوان الإسرائيلي، الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن “نتنياهو فقد اتزانه العقلي تماماً بسبب الإخفاقات المتتالية في غزة وفشله في تحقيق الأهداف الصهيونية”.

وأكد أمير عبد اللهيان أن “هذا العدوان تجاوز لجميع الأعراف الدبلوماسية والمعاهدات الدولية”، وحمل الكيان الصهيوني “مسؤولية عواقب هذه الخطوة”، مطالباً المجتمع الدولي بـ”القيام بإجراءات حاسمة تجاه الجرائم الإسرائيلية”.

وفي اتصاله مع نظيره السوري، اعتبر وزير الخارجية الإيراني أن الضربة الإسرائيلية تشكل “انتهاكاً لكل الموجبات والمواثيق الدولية، وحمَّل الكيان الصهيوني تداعيات هذا العمل وشدد على ضرورة أن يرد المجتمع الدولي في شكل جدي على هذه الأعمال الإجرامية”، بحسب بيان للوزارة.

من جهته، أعلن السفير الإيراني في سوريا، حسين أكبري، أن بلاده “سترد في شكل حاسم” على القصف الإسرائيلي لقنصليتها في دمشق الإثنين والذي أسفر عن مقتل خمسة عناصر في الحرس الثوري على الأقل.

وصرح السفير الإيراني لصحفيين أن “هذا العمل سيؤدي الى رد حاسم من جانبنا”.

وأكد السفير الإيراني في دمشق، أن “هذه هي حقيقة الكيان الصهيوني، الذي لا يحترم أي أعراف وقوانين دولية”.

وأشار أكبري إلى أن “هذا الكيان يقوم بأعمال منافية للإنسانية”، مؤكداً “أننا سنبقى إلى جانب المقاومة، ولسنا قلقين من إجراءات هذا الكيان الصهيوني”.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن القصف أدى خصوصاً إلى مقتل قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني لسوريا ولبنان محمد رضا زاهدي.

وأفادت وزارة الدفاع السورية إن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت الإثنين مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق أدت الى تدمير المبنى بالكامل وأسفرت عن مقتل وإصابة جميع الموجودين داخله.

وقالت الوزارة في بيان “مساء اليوم شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها. وأدى العدوان إلى تدمير البناء بكامله واستشهاد وإصابة كل من بداخله ويجرى العمل على انتشال جثامين الشهداء وإسعاف الجرحى وإزالة الأنقاض”.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي انتظر مغادرة القنصل الإيراني واستهدف العميد زاهدي، مشيرةً إلى أن هجوم اليوم بمثابة رسالة من جيش الاحتلال إلى حزب الله اللبناني.

وتصاعدات الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية مؤخراً، متزامنة مع اعتداءات أخرى يقوم بها المسلحون ضد أكثر من منطقة سورية.

وكان مصدر عسكري سوري أعلن، مساء الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي شن عدواناً جوياً، من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفاً عدداً من النقاط في محيط العاصمة دمشق.

وأفاد المصدر العسكري لوكالة “سانا” للأنباء أن العدوان أسفر عن إصابة مدنيين اثنين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية.

ويوم الجمعة الماضي، شن الاحتلال الإسرائيلي ضربات عنيفة على ريف حلب في الساعات الأولى من الصباح، أدت إلى سقوط أكثر من 40 شخصاً من المدنيين والعسكريين.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: مبنى القنصلیة الإیرانیة الاحتلال الإسرائیلی الکیان الصهیونی وزیر الخارجیة فی دمشق

إقرأ أيضاً:

النفوذ التركي وتطورات المشهد في سوريا تثير مخاوف إسرائيل

كشف المحلل العسكري الإسرائيلي البارز في صحيفة يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي، عن مخاوف إسرائيلية متزايدة من التطورات الأخيرة في سوريا، خاصة مع تصاعد النفوذ التركي في المنطقة، وتشكيل حكومة جديدة في دمشق بقيادة أحمد الشرع.

كما أشار المقال إلى تخوف إسرائيل من إمكانية استغلال حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للوضع الجديد في سوريا لشن هجمات على إسرائيل من منطقة الجولان المحتل.

وبدأ المقال بالإشارة إلى أحداث الساحل السوري، باعتبارها علامة تنذر بالمزيد من التهديدات، مشيرا إلى أن ما قام به "أتباع قائد هيئة تحرير الشام" قد يعكس تصاعدا في العنف الطائفي الذي قد يؤدي إلى تفكك النظام السوري.

ولا يقتصر القلق الإسرائيلي على التهديدات الداخلية في سوريا، بل يتعداها إلى مخاطر إقليمية ودولية، منها إطلاق سراح مسلحين من حركة حماس من السجون السورية.

وبحسب المقال فإن هؤلاء المسلحين، الذين كان النظام السوري سجنهم في السابق لتجنب إثارة إسرائيل، قد يعودون الآن إلى التخطيط لهجمات ضد المستوطنات الإسرائيلية في الجولان وإصبع الجليل، حيث قامت القوات الجوية الإسرائيلية مؤخرا بقصف عدة مستودعات أسلحة تابعة لهذه الجماعة في محاولة لتعطيل خططها.

إعلان النفوذ التركي

إلى جانب التهديدات المحلية، تشعر إسرائيل بقلق بالغ من النفوذ المتزايد لتركيا في سوريا.

ويقول التقرير إن تركيا، التي تدعم بعض الفصائل السورية، تحاول تعزيز وجودها العسكري والسياسي في المنطقة، ولا تنوي السيطرة الكاملة على سوريا، بل تحويلها إلى دولة تابعة من خلال إنشاء جيش سوري جديد، وإقامة قواعد عسكرية في جميع أنحاء البلاد، منها الجنوب القريب من الحدود الإسرائيلية.

ويقول بن يشاي إن إسرائيل تعتبر وجود تركيا على حدودها في الجولان تهديدا كبيرا، خاصة إذا ما اقترن ذلك بوجود جماعات مثل هيئة تحرير الشام، لأن تركيا تعتمد على دعم هذه الجماعات لتحقيق أهدافها في سوريا، لكنها في نفس الوقت تحاول الحفاظ على علاقات مع إسرائيل لتجنب تصعيد مباشر.

الانسحاب الأميركي

أحد العوامل التي تزيد أيضا من قلق إسرائيل هو احتمال انسحاب القوات الأميركية من سوريا، لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن سابقا نيته سحب قوات بلاده من سوريا، مدعيا أن الحرب هناك ليست شأنا أميركيا.

وقد يفتح هذا الانسحاب -وفق يشاي- الباب أمام تركيا لتعزيز نفوذها في المنطقة، خاصة في المناطق الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة حاليا.

ويقول المحلل العسكري إن إسرائيل تحاول إقناع الإدارة الأميركية بالإبقاء على القوات الأميركية في سوريا، على الأقل حتى يستقر الوضع. ويرى أن نجاح هذه الجهود غير مضمون، خاصة في ظل التوجه العام لإدارة ترامب نحو تقليل الوجود العسكري الأميركي في الخارج.

نظام دفاعي

في مواجهة هذه التهديدات المزعومة، تعمل إسرائيل على تشكيل واقع جديد في المنطقة القريبة من حدودها مع سوريا.

ويشير المقال إلى أن تل أبيب لا تنوي احتلال سوريا، لكنها تسعى إلى إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح في الجنوب السوري قرب حدودها. وستكون هذه المنطقة بمثابة حاجز يمنع الجماعات المسلحة من التحرك نحو إسرائيل.

إعلان

وقد أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أن إسرائيل لن تسمح لمقاتلي النظام الجديد في دمشق بالتوجه جنوبا، ولن تسمح لمن أسمتهم "الجهاديين السنة" بالتجول مسلحين في منطقة الجولان السوري.

ويقول بن يشاي إن إسرائيل تعمل على إنشاء نظام دفاعي من 3 مناطق: منطقة عازلة قريبة من الحدود، ومنطقة أمنية، ومنطقة نفوذ تمتد حتى دمشق.

تشكل المنطقة العازلة، التي تم تحديدها في اتفاقيات وقف إطلاق النار لعام 1974، الخط الدفاعي الأول لإسرائيل. وتحتفظ فيها إسرائيل بوجود عسكري دائم، بما في ذلك في الجولان السوري، الذي يسمح بالمراقبة ليس فقط لما يحدث في حوض دمشق، ولكن أيضا في سهل البقاع اللبناني.

وتمتد المنطقة العازلة من قمة الجولان السوري حتى مثلث الحدود الأردنية-السورية-الإسرائيلية.

أما خارج المنطقة العازلة، فتوجد "منطقة الأمن" حيث تتمركز العديد من القرى السورية. ويدخل الجيش الإسرائيلي إلى هذه المنطقة بشكل محدود عند الحاجة، مثل تدمير مستودعات الأسلحة المتبقية أو التعامل مع وجود مسلحين مزعومين يهددون المستوطنات الحدودية في إسرائيل.

وتسمح هذه المنطقة للجيش الإسرائيلي بالمراقبة وإطلاق النار لمسافات طويلة، مما يوفر طبقة إضافية من الحماية.

ووراء منطقة الأمن، يوجد -وفق الرؤية الإسرائيلية- ما يسمى "منطقة النفوذ"، التي تحدها من الشرق طريق دمشق-السويداء (عاصمة الدروز في جبل الدروز). ويبلغ عرضها حوالي 65 كيلومترا، وتشمل تجمعات الدروز في جبل الدروز، وكذلك العرب السنة الذين يرغبون في التواصل مع إسرائيل.

وترى إسرائيل في المحافظة الدرزية منطقة شبه مستقلة تسعى للحفاظ على وضعها عندما تستقر سوريا. كما ترى في سكانها طرفا يجب أن تبقى ملتزمة تجاههم، بما في ذلك من خلال الحماية وتوفير الاحتياجات الأساسية.

إعلان العلاقة مع الدروز

ويزعم المحلل العسكري أن هذا الالتزام ينبع مما أسماه العلاقات التاريخية بين إسرائيل والطائفة الدرزية، التي تعتبر حليفا إستراتيجيا في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، تفكر إسرائيل في السماح للدروز من سكان السويداء بالعمل في إسرائيل وإعالة أنفسهم، كما كان الحال في فترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان.

وحسب التقرير، فإن "هذه المناطق الثلاث موجودة بالفعل؛ المواقع في المنطقة العازلة تم إنشاؤها، والجيش الإسرائيلي يقوم بدوريات في منطقة الأمن، وفي منطقة النفوذ تتم علاقات بدرجات مختلفة من الكثافة. لكن في سوريا حاليا، كل شيء مفتوح، وحتى الروس قلقون ويشاركون إسرائيل مخاوفهم مؤخرا، بسبب المعارك بين النظام والعلويين في غرب سوريا".

وفيما يلفت بن يشاي إلى أن المعارك تدور بالقرب من القواعد الروسية، حيث يحاول العديد من الطائفة العلوية العثور على ملجأ فيها، فإنه يؤكد أن "إسرائيل ليس لديها أي نية للتدخل، خاصة وأن الصراع بين النظام السني في دمشق والعلويين المؤيدين للأسد في المنطقة الساحلية تطور بسبب نية العلويين التمرد على النظام الجديد في دمشق، تماما كما فعل السنة في السابق ضد عائلة الأسد العلوية".

ويختم المحلل العسكري مقاله بالإشارة إلى أن إسرائيل تراقب من الخارج، وتفرض سيطرتها بشكل رئيسي من خلال القوات الجوية، ولا تخفي رغبتها في أن تصبح سوريا فدرالية.

وفي تعليقه حول ما نُشر سابقا من أن الرئيس ترامب طرح -في محادثة مع نتنياهو- حتى إمكانية أن تسيطر إسرائيل على سوريا، فإنه يؤكد عدم رغبة إسرائيل في ذلك، ولكنه يخلص إلى أن "الدعم من ترامب يسمح لنتنياهو على الأقل بمحاولة تشكيل واقع جديد منزوع السلاح جنوب دمشق، في منطقة قريبة من الحدود مع إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • كاتس يوجه رسالة “نارية” للشرع ويؤكد بقاء الجيش الإسرائيلي في سوريا لفترة غير محدودة
  • مؤسسة “هذه حياتي” التطوعية تنظم فعالية ترفيهية للأطفال الأيتام بدمشق
  • النفوذ التركي وتطورات المشهد في سوريا تثير مخاوف إسرائيل
  • الخارجية الفلسطينية تدين استخدام الاحتلال الإسرائيلي “التجويع والتعطيش” أداة في حرب الإبادة بقطاع غزة
  • إسرائيل وأمريكا أحبطتا مشاركة البحرية الإيرانية في تمرين دولي بإندونيسيا
  • إسرائيل تستهدف مواقع أسلحة جنوب سوريا
  • إسرائيل تعلن قصف مقار عسكرية جنوبي سوريا
  • تحقيق عبري: “حنظلة” الإيراني يخترق عشرات آلاف البيانات الأمنية الإسرائيلية
  • إسرائيل تقرر قطع الكهرباء بالكامل عن غزة وحماس تعلق
  • الجيش الإسرائيلي يداهم مواقع في سوريا ويدمر "وسائل قتالية"