يقول وهو يكذب ملءَ فيه لينصر مخيمه: “كنا نبعد البنات عن الجنود إبعادًا
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَیُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِی قَلۡبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِی ٱلۡأَرۡضِ لِیُفۡسِدَ فِیهَا وَیُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا یُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ (205) وَإِذَا قِیلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ (206) }
لطالما كانت الآيات المتحدثة عن ضلال الناس محيرة لي، والبجاحة التي يكون عليها هذا الضلال في ادعاء التقوى والاحتياط بالحق، دون هدى أو بصيرة.
لكن كان الأعجَب هو كيف “تأخذه العزة بالإثم”، ولطالما كانت صورة هذه الآية في ذهني أن ينصح أحدهم أخاه بشيء من أمر بمعروف أو نهي عن منكر، فيرفض هذه النصيحة كبرياءً من أخيه، ويبرر رفضه بمبررات الأسلوب أو غياب حقائق عن أخيه أو بالصمت. لكن خلال هذه الأيام رأيتُ صورًا أقرب إلى هذا المعنى” أخذتهُ العزة بالإثم”، لم يخطر في بالي يومًا أن مسلمًا قد يُوعَظ بكف اليد عن دماء المسلمين فيجيب “مَن أشدُّ منّا قوة؟”، أو يفخر ببسالة قومه وحين يُعترَض عليه بما سلبوا وسرقوا من أموال المسلمين، استحلّها غنيمةً على جهودهم، وكأنّ الله لم يبعث محمد صلى الله عليه وسلم بالحق وأننا في جاهلية جهلاء تُستَحَلّ فيها أموال المسلمين بهذا الوجه.
شاهدتُ أحد متحدثيهم يتكلم عن الاغتصابات في مدني، يقول وهو يكذب ملءَ فيه لينصر مخيمه: “كنا نبعد البنات عن الجنود إبعادًا، كنّ يحببنَ هؤلاء الفرسان ويردنَ بغريزتهنّ الأنثوية الوصول إليهم، أسقطوا مدني وقاتلوا كالرجال”، هذا أيضًا غرَّهُ المخيم الذي هو فيه، وأخذته العِزّة بالإثم، وهو يدافع عمن هو يعلم في قرارة نفسه أنهم أفسدوا في الأرض وأهلكوا الحرث والنسل، حتى صار يكذب ويتحرى الكذب، وكلما قال له أحد اتقِ الله (وهو عضو قديم في حزب إسلامي) أخذته العزة بالإثم، وطفق يسبّ ويلعن، ولا يخطر في باله أنه غارق في الضلال حتى أذنيه، أو يخطر في باله ذلك لكنه لا يلتفت إليه.
الآيات الثلاثة في تسلسلها عجيبة، الشرّ البشريّ عجيب ويبلغ بنفسه آفاقَ لا يُتصوّر وصولها دون مكابدة الضلال مكابدة، والاجتهاد فيه اجتهادًا. كلما مررتُ بها أتعجب، يعجبك قوله، ويُشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام، يسعى في الأرض بالفساد، وتأخذه العزة بالإثم، ذلك الضعيف المخلوق من نطفة، فإذا هو خصيم مبين.
ربنا يغفر لينا ويهدينا.
Alhareth Abdullah
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
في ذكرى العزة والكرامة.. محافظ القاهرة يضيع إكليل من الزهور على أضرحة الشهداء
قام الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، يرافقه اللواء أركان حرب عبد المعطي عبد العزيز علام، قائد المنطقة المركزية العسكرية، واللواء طارق راشد، مساعد أول وزير الداخلية مدير أمن القاهرة، بوضع إكليل من الزهور على مقابر شهداء المنطقة العسكرية بالخفير صباح اليوم. جاء ذلك الاحتفال تخليدًا للذكرى الثالثة والأربعين لعيد تحرير سيناء الغالية، واستذكارًا لأرواح الأبطال الذين بذلوا أرواحهم فداءً للوطن.
عقب وضع الإكليل، تلا الحضور الفاتحة على أرواح الشهداء الطاهرة، مستحضرين تضحياتهم الجليلة التي أسفرت عن استعادة أرض الفيروز وعودة العزة والكرامة للوطن.
أكد محافظ القاهرة على هامش الاحتفال، أن ذكرى تحرير سيناء ستبقى خالدة في وجدان المصريين، شاهدة على قوة وإرادة القوات المسلحة الباسلة التي سطرت أروع ملاحم البطولة لتحقيق النصر العظيم على أرض سيناء الطاهرة. كما شدد على أن هذا اليوم يمثل رمزًا للعزة والكرامة الوطنية، ويُعلي قيم الفداء والتضحية في سبيل رفعة الوطن.
وأشاد الدكتور صابر بالدور المحوري والتضحيات الغالية التي قدمتها القوات المسلحة المصرية على مر العصور من أجل إعلاء شأن مصر وحماية ترابها الوطني. كما نوه بدورها الحيوي في حفظ الأمن والاستقرار في ربوع البلاد وجهودها المخلصة في مسيرة التنمية والبناء في السلم والحرب على حد سواء.
وقد عكست مراسم الاحتفال التقدير العميق الذي تكنه القيادة والمحافظة لأبطال القوات المسلحة الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن، والتأكيد على أن ذكراهم ستظل نبراسًا يضيء للأجيال القادمة طريق العزة والكرامة.