ْسمعت أحد المشايخ يقول إن المخلوقات في الجنة بكت عندما هبط آدم وحواء عليهما السلام منها إلى الأرض
ماعدا الذهب والفضة، فلما سألهما ربنا وهو أعلم: لماذا لم تبكيا كما بكى بقية سكان الجنة على فراق آدم وحواء؟ قالا: لا نبكي على من عصى الله، فقال تعالى -إن صحت الأسطورة-: إذن لا تبع ذرية آدم أو تشتري سلعة بدونكما.
وخلال القرون ظل الذهب وكذلك أخته الفضة حاكمَين على المعاملات التجارية فلم يتمكن معدن ولا عملة من التغلب عليهما في أسواق البيع والشراء بين سكان المعمورة في القارات الست التي يعيش فيها بنو آدم.
ولكن الذهب والفضة دخلا في حلبة المنافسة بينهما على الصدارة. وتغلب الذهب على الفضة -لا أقول بالضربة القاضية – ولكن بالقوة الناعمة. وهي الجنس الناعم إذ أن نساءنا مغرمات بالذهب غراماً لا مزيد عليه. ولا مقارنة بين الذهب والفضة في الزينة وخصوصاً في ليالي الزفاف. يستوي في ذلك نساء الصين والهند والعرب والعجم والترك والصقالبة والأفارقة والنوَر والفرنجة. وتختلف درجة الهيام بهذا المعدن الأصفر حتى أن بعضهن يحتملن في الحفلات من أنواع المشغولات الذهبية أكثر من ثلاثة كيلو وهو نوع من العذاب لكن كما قالت أم كلثوم في أغنية “إنت الحب”:
كله في حبك يهون
ومن الطبيعي أنهن يخضن منافسات شرسة في التجمل بالذهب الغالي ولو بالإيجار من شدة الافتتان بهذا المعدن الأصفر. وتتنافس بنات حواء في نوع الذهب وقيمته ودرجته القيراطية فمنهن من يلبس درجة 24 قيراطاً وهو أصفى وأغلى نوع ومن بعده 21 قيراطاً ثم 18 قيراطاً. كما تزيد حدة المنافسة بينهن في نوعية المشغولية لأن من مبادئ الزينة الحرص على أناقة وجمال الأسورة والأقراط والقلائد لا على وزنها. ولذلك نقول بالعربية على الشيء الجميل: ما خف وزنه وغلا ثمنه.
ثم هناك ميدان التقليد. اللون لون الذهب ولكن الحقيقة أنه “فالصو” أي مغشوش. وكان علماء الكيمياء قبل ألف سنة قد وصفوا المعادن الأخرى مثل النحاس بأنها معادن خسيسة وأن الكيميائي هو من يجتهد في تحويل المعدن الخسيس إلى معدن نفيس أي إلى ذهب.
وقد حاولت قبل أربعة عقود شراء ثلاث أونصات من الذهب الأصلي وسرعان ما جاءت حاجة بل حاجات فتصرفت فيها عاجلاً وطار رأس المال. وقد كان سعر الآونصة نحو 600 ريال. ولدهشتي وأنا أعض على بناني نشرت صحيفة البلاد يوم الخميس الماضي 28 مارس 2024 م خبرا في الصفحة الأولى مفاده أن سعر الأونصة من الذهب قد هبط إلى 2176.29 دولارا وهو ما يعادل نحو8161 ريالا.
وكما هو معلوم فإن الذهب محرم على الرجال في الشريعة الإسلامية لكن الرجال أيضا ليسوا أقل افتتانا من النساء ربما لأن الأسطورة المذكورة في أول المقال صادقة.
aljifriM@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
تامر أمين: أتفق مع جمهور الاهلي ولكن.. أرفض الهجوم على اللاعبين
فتح الإعلامي تامر أمين، النار على أحد لاعبي النادي الأهلي بعد رفضه الذهاب لتحية الجماهير عقب نهاية مباراة شباب بلوزداد بدور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا، وذلك في إشارة لـ محمود عبد المنعم كهربا.
وتابع تامر أمين خلال برنامج "اَخر النهار" المذاع على قناة "النهار": "اتفق مع جمهور الأهلي من حيث المضمون والرسالة والمحتوى ومختلف معه من حيث التوقيت والشكل".
وأضاف: "متفق مع جمهور الأهلي لأني واحد منهم وأي أهلاوي لابد أن يتفق معهم لإن كلنا كيان وأسرة واللاعب رقم واحد والمؤسس والصانع الحقيقي لهذا الفريق والكيان وإنجازاته وبطولاته".
وأضاف: "متفق مع جمهور الأهلي لأني واحد منهم وأي أهلاوي لابد أن يتفق معهم لإن كلنا كيان وأسرة واللاعب رقم واحد والمؤسس والصانع الحقيقي لهذا الفريق والكيان وإنجازاته وبطولاته".
وتابع: "جمهور الأهلي ما ينفعش يتهدد ولا يتخاصم ولا يتلوي دراعه وهو الذي صنع نجومية اللاعبين وبالتالي يجب على اللاعبين أن يكونوا مدينين بالفضل والعرفان للجمهور صانع نجوميتهم وشهرتهم وملايينهم، جمهور الأهلى أعلى من أي حد وميتلويش دراعه ولا يترد عليه".
وأكمل: "اختلف مع جمهور الأهلي في هجومه على الفريق لإن التوقيت والشكل مكنش صح ولما أحب أعاتب لعيبتي وأقسو عليهم ما يبقاش قبل المباراة مباشرة خاصة أنها مباراة مهمة ومصيرية في دوري أبطال إفريقيا".