الجزيرة:
2025-02-03@23:12:10 GMT

غارديان: هل حقا يتراجع حلفاء إسرائيل عن دعمها؟

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT

غارديان: هل حقا يتراجع حلفاء إسرائيل عن دعمها؟

أكدت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير مطول أن سماح الولايات المتحدة بتمرير قرار وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة، كان تحذيرا واضحا لإسرائيل من أن سياساتها لم تعد تحظى بالتأييد كما في البداية.

وأوضح التقرير أن الولايات المتحدة، التي كانت الدرع الدائم لإسرائيل في الأمم المتحدة، رفضت استخدام حق النقض (الفيتو) مما سمح بتمرير مطلب المجلس بهدنة فورية، رغم أنه لم يتضمن أي إدانة للمذبحة التي ارتكبتها حماس ضد الإسرائيليين وهي ما أشعلت الحرب.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4إيكونوميست: ما مصير البشرية في حال اندلعت حرب نووية؟list 2 of 4نيويورك تايمز: الولايات المتحدة لم تكتشف بعد طريقة لدحر تنظيم الدولةlist 3 of 4اللاجئون السوريون والرهان الخطير على العودة إلى الوطنlist 4 of 4إسرائيل تقدم اقتراحا إلى الأمم المتحدة لتفكيك أونرواend of list

وتابع أن الرسالة كانت واضحة، ومضمونها أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تعد مستعدة للسماح لمصداقية الولايات المتحدة على المسرح العالمي بالزوال من خلال الدفاع عن الحكومة الإسرائيلية، التي "لم تكترث لنداءاتها لوقف قصف المناطق المدنية وفتح البوابات أمام المساعدات الإنسانية".

وزاد التقرير أن المبعوث الفلسطيني لمجلس الأمن رياض منصور قال عن تلك اللحظة "يجب أن تكون هذه نقطة تحول". وبحسب الغارديان، ظهرت أدلة أخرى في الأيام القليلة التالية، على أن الغرب يغيّر موقفه على الأقل من حيث خطابه.

تحول في الخطاب

ففي يوم الثلاثاء، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن برلين سترسل وفدا لتذكير إسرائيل -بوضوح- التزامها باتفاقيات جنيف، محذرة إياها من المضي قدما في الهجوم المخطط له على مدينة رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة. ويعتبر هذا تغييرا ملحوظا في اللهجة من دولة ألمانيا التي كانت ثاني أكبر داعم ومورد للأسلحة لإسرائيل.

في هذه الأثناء، كان وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون يزيد من انتقاداته لإسرائيل -خاصة بسبب منعها وصول المساعدات إلى غزة- بينما كان في الوقت نفسه حريصا للغاية على التهرب من الإجابة عن الأسئلة حول ما إذا كانت وزارة الخارجية تعتقد الآن أن حكومة بنيامين نتنياهو تنتهك القانون الإنساني الدولي.

وقد أدت محاولة تحقيق هذا التوازن إلى خلق توترات حقيقية وواضحة بشكل متزايد داخل الحكومة البريطانية وحزب المحافظين.

هذا التحول الواضح في المواقف الدولية لم يغير شيئا حتى الآن بالنسبة لـ 2.3 مليون شخص محاصرين في غزة، ولم يتوقف القصف والقنص، فالساسة ربما يقومون بإعادة ضبط حساباتهم، ولكن ليس بالسرعة الكافية بالنسبة لمن هم على خط النار، تؤكد الغارديان.

كما أن توريد الأسلحة إلى إسرائيل من طرف الولايات المتحدة استمر، فبعد مرور 4 أيام على صدور قرار مجلس الأمن، أعلنت صحيفة واشنطن بوست عن المزيد من شحنات الأسلحة الأميركية، بما في ذلك 1800 قنبلة مارك 84 التي تزن 2000 رطل، وهي ذخائر ضخمة تسببت في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات على مدى الحرب المستمرة على غزة.

تهديدات غير مؤثرة

وقد أوضحت إدارة بايدن لحلفائها أن التهديد بوقف إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل كوسيلة ضغط أمر غير مطروح على الطاولة.

وفي بريطانيا، هناك شعور متزايد بأن القضايا القانونية، والمسائل ذات الصلة بمبيعات الأسلحة، لا يمكن تجنبها أو التهرب منها لفترة أطول.

ونقلت صحيفة الأوبزرفر تصريحات لرئيسة لجنة الشؤون الخارجية لحزب المحافظين، أليسيا كيرنز -الموظفة السابقة في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع- في حفل لجمع التبرعات لحزب المحافظين قالت فيها إن وزارة الخارجية البريطانية مُنحت قانونيا نصيحة مفادها أن إسرائيل انتهكت القانون الإنساني الدولي، لكن الوزارة اختارت عدم نشرها على الملأ.

وأشار الكتاب إلى أن كاميرون تهرّب من الأسئلة حول مسألة ما إذا كان قد اطلع على مثل هذه المشورة القانونية، وذلك أثناء مثوله أمام لجنة برلمانية قائلاً "لا أستطيع أن أتذكر كل ورقة وُضعت أمامي، لا أريد الإجابة على هذا السؤال".

وتضيف الغارديان أنه وكما هو الحال في الولايات المتحدة، ربما تتحول لهجة المملكة المتحدة إلى نغمة أكثر انتقادا لإسرائيل.

في مقابل ذلك، يواصل نتنياهو تنفيذ مخططاته الخاصة، حيث أثبت أنه قادر على الصمود أمام الضغوط الأميركية وغيرها من الضغوط الدولية، وهو في ذلك مدعوم بتأييد شعبي، حيث تبلغ نسبة التأييد للحرب في غزة حاليا في حدود 80%.

وتضيف الغارديان أن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لآمال واشنطن في احتواء الصراع هو وجود أكثر من 70% من الدعم الشعبي الإسرائيلي لعملية عسكرية واسعة النطاق ضد حزب الله في لبنان، وهو الأمر الذي تمكنت واشنطن حتى الآن من إحباطه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات ترجمات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

إمبراطورية بلا قائد... من الحاكم الفعلي في الولايات المتحدة؟

نشر موقع " لو ديبلومات" الفرنسية تقريرا سلّط فيه الضوء على طبيعة القوة الحقيقية في الولايات المتحدة، حيث لا يستأثر الرئيس بصنع القرار بشكل مطلق بل تلعب المؤسسات الفيدرالية وخاصة البيروقراطية والإدارات الأمنية والعسكرية دورا أساسيا في توجيه الاستراتيجية الأمريكية.

وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن السلطة الإمبريالية الأمريكية لا تكمن في البيت الأبيض - على عكس ما يُعتقد - حتى عندما يحظى بدعم أغلبية الكونغرس، بل الأجهزة الضخمة للإدارة الفيدرالية هي التي تحدد مسار الأمة مما يضمن الاستمرارية الاستراتيجية للهيمنة الأمريكية.

يُنظر إلى انتخاب الرئيس على أنه محطة مفصلية في المسار الإمبريالي، لكنه في الواقع لا يعدو كونه تغييرا في التمثيل والسرد السياسي أكثر من كونه تغييرا حقيقيًا في النهج، حسب التقرير.


وأشار الموقع إلى أن الانتخابات الأمريكية وتنصيب الرئيس الجديد دائمًا ما يثيران اهتمامًا كبيرًا لما يكتسيانه من أهمية في مسار القوة العظمى المهيمنة عالميًا. لكن في الواقع، يعد مدى تأثير الرئيس في الولايات المتحدة على السياسات العامة والمسار الاستراتيجي للبلاد مبالغًا فيه إلى حد كبير.

وقال الموقع إن أكبر جهة توظيف في العالم ليست إحدى الشركات متعددة الجنسيات الخاصة التي تعمل على نطاق عالمي مثل "وول مارت" أو "ماكدونالدز" أو "كوكاكولا"، وليست أيضًا جيش أحد البلدين الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم، الهند والصين، بل هي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التي تضم ما يقارب ثلاثة ملايين موظّف. وهذا الرقم لا يشمل الموظفين "السريّين" أو العاملين في الشركات الخاصة التي تعتمد عليها الوزارة، مثل المتعاقدين.

تعد أجهزة المخابرات الأمريكية بدورها كيانا واسعا ومعقدا للغاية، حيث تتألف من سبع عشرة وكالة استخباراتية أبرزها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) التي غالبًا ما تختلف في رؤاها وتكتيكاتها وتتنافس بشدة فيما بينها. ونظرًا للشبكة الواسعة من المنظمات ومراكز الأبحاث والشركات المرتبطة بها، يصعب تحديد العدد الدقيق لإجمالي العاملين في هذا القطاع.

قدّمت صحيفة "واشنطن بوست" في سنة 2010 تقديرًا تقريبيًا يفيد بأن أكثر من 800 ألف شخص لديهم حق الوصول إلى معلومات حساسة تتعلق بالأمن القومي. لكن هذا الرقم لا يأخذ بعين الاعتبار العدد غير المحدد من العملاء المنتشرين في جميع أنحاء العالم الذين لا تظهر أسماؤهم في السجلات الرسمية بسبب عملهم كعملاء سريين أو متخفين.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار المنظومة الفيدرالية الأمريكية بكاملها، فإننا نتحدث عن أكثر من خمسة ملايين موظف مسجلين، من بينهم آلاف المسؤولين الحكوميين الذين يشغلون مناصب رفيعة يدعمهم عشرات الآلاف من الخبراء الفنيين الذين يمتلكون مهارات متخصصة ويتولّون إدارة وتحمل مسؤولية المناطق الجغرافية الموكلة إليهم حول العالم.

ووفقا للتقرير، فإنه بغض النظر عن هوية الشخص الذي يشغل البيت الأبيض أو الانتماء السياسي للأغلبية في الكونغرس، فإن الآلة الضخمة للإدارة الفيدرالية تضمن الاستمرارية الاستراتيجية للإمبراطورية غير الرسمية التي تقوم على ركيزتين أساسيتين: السيطرة على جميع بحار العالم والهيمنة على أوروبا. للحفاظ على هذه السيطرة وتعزيزها، من الضروري تمامًا منع ألمانيا من التقارب الجيوسياسي مع روسيا والصين وكذلك منع بكين من فرض سيطرتها على بحر الصين من خلال الاستيلاء على تايوان. على هذا النحو، لن يكون بإمكان أي رئيس للولايات المتحدة مهما كان توجّهه السياسي أو أي أغلبية في الكونغرس التخلي عن هذه المصالح الاستراتيجية طويلة الأمد لأن الأجهزة الفيدرالية لن تسمح بذلك.

لكن التواجد في الخطوط الأمامية للحفاظ على الهيمنة العالمية وتعزيزها هو مهمة شاقة للغاية، وليس فقط بسبب حالة الحرب الدائمة التي تفرضها. فكما كان الحال مع الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية البريطانية اللتين سبقتاها، لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية تجاهل عاملين أساسيين يحددان مكانتها كقوة مهيمنة: العجز التجاري الهائل والتدفق الهائل للمهاجرين. العجز التجاري هو أداة ضرورية لإبقاء الدول التابعة اقتصاديًا، حيث تصبح أميركا المستهلك الرئيسي لمنتجاتها مما يضمن استمرار تبعيتها. أما الهجرة الجماعية، فهي ضرورية للحفاظ على مجتمع ديناميكي وتنافسي للغاية، والأهم من ذلك، إبقاء السكان في حالة شبابية عدوانية وعنيفة.


لكن التضحيات الاقتصادية الناجمة عن إلغاء التصنيع والاستيعاب المتواصل للمهاجرين بأعداد متزايدة والاستنزاف الناتج عن الحروب المستمرة، كلها عوامل أدت إلى تنامي شعور بالضيق والسخط داخل بين صفوف العرق المهيمن، وهو شعور يميز جميع الإمبراطوريات الكبرى في مراحلها المتأخرة. في الولايات المتحدة، بدأت ملامح هذا الاستياء بالظهور خلال الولاية الثانية لإدارة جورج بوش الابن، ومنذ ذلك الحين استمرت في التصاعد بشكل ملحوظ.

أورد الموقع أن دونالد ترامب يُعد تجسيدًا بارزًا للعرق الجرماني المهيمن، وقد تمكن من التعبير عن استيائه بوضوح. ارتكزت حملته الانتخابية على شعار "لنجعل أميركا عظيمة مجددًا" وهي تستند إلى ثلاثة أهداف رئيسية لمعالجة هذا الاستياء: إعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة واستعادة الهيمنة الاقتصادية، تقليص تدفق الهجرة للحد من التأثيرات الثقافية والديموغرافية، وإنهاء الحروب الخارجية وإعادة الجنود الأمريكيين إلى الوطن.

لكن هذه الرؤية غير واقعية إلى حد بعيد لأنها تعني انسحاب الولايات المتحدة من إمبراطوريتها غير الرسمية والتراجع إلى عزلة قومية قديمة الطراز. وهذا أمر لن يسمح به الجهاز البيروقراطي للدولة، وهو ما أكده بوضوح خلال الولاية الأولى لترامب الذي اصطدم بصلابة "الدولة العميقة" التي حالت دون تنفيذ الكثير من سياساته.

لهذا تتمحور نوايا ترامب، رغم غموضها الكبير، حول تقليص نفوذ الإدارة الفيدرالية التي يصفها بـ "الدولة العميقة" - بمعنى سلبي - ورفع سلطة البيت الأبيض بدعم من الأغلبية في الكونغرس لإعادة تشكيل نهج أميركا الجيوسياسي نحو العزلة. لكن هذا الطموح يصطدم بعائق جوهري وهو استحالة تنفيذ نظام "التطهير الإداري" على عشرات الآلاف من البيروقراطيين المتخصصين، الذين يشكلون العمود الفقري للدولة. حتى لو نجح ترامب بمعجزة في هذا التحدي الضخم، فإن الهوية العميقة للأمة الأمريكية لن تتخلى أبدًا عن دورها كقوة عظمى مهيمنة عالميا.

وقال الموقع إن هنا تصطدم الدعاية الانتخابية بالواقع الجيوسياسي الصلب، حيث لا يمكن للرئيس بغض النظر عن سلطته ونفوذه أن يغيّر بسهولة الأسس الاستراتيجية التي تقوم عليها الهيمنة الأمريكية في العالم. لكن موظفي ما يُعرف بـ"الدولة العميقة" ينتمون في الغالب إلى التيار المهيمن، مما يجعلهم شديدي الحساسية والاستجابة لمشاعر هذا التيار وتوجهاته. وقد شكّل الهجوم على مبنى الكابيتول قبل أربع سنوات نقطة تحوّل كبيرة في المسار الإمبراطوري لواشنطن، حيث أن الأجهزة الحكومية لم تستهِن أبدًا بهذه الموجة الحادة من السخط التي اجتاحت العاصمة قادمة من عمق البلاد.

يوضح ذلك التغيير التاريخي في الموقف الذي بدأته الولايات المتحدة خلال إدارة باراك أوباما، والذي تسارع بشكل كبير في عهد جو بايدن، مباشرة بعد محاولة الانقلاب في 6 كانون الثاني/ يناير 2021. وقد قلّصت أمريكا إلى الحد الأدنى تدخلها بل وحتى وجودها في المناطق التي تعتبرها أقل استراتيجية، معتمدة على وكلائها المحليين لإدارة تلك الساحات بدلاً منها.

يعد الشرق الأوسط، حسب التقرير، مثالًا بارزًا حيث عملت الأجهزة الحكومية الأمريكية بشكل مكثف على تحقيق تقارب بين "إسرائيل" والدول العربية السُّنية بهدف احتواء إيران، مما أدى في النهاية إلى توقيع "اتفاقيات إبراهيم". وبنفس النهج، جاء الانسحاب من أفغانستان، لكن بطريقة "غير منظمة" – إن صح التعبير – حيث لم يكن هناك توافق بشأن الانسحاب وتسليم البلاد في الوقت نفسه إلى حركة طالبان، بل شهدت الساحة انقسامًا واضحًا بين الوكالات الفيدرالية الأمريكية المختلفة.

وفي منطقة الساحل الإفريقي، أدت إعادة تموضع واشنطن إلى فشل فرنسا في الحفاظ على جميع مواقعها، مما تسبب في خسارة بعض معاقلها التقليدية أمام نفوذ روسيا. وفي الوقت ذاته، كثفت الولايات المتحدة سيطرتها على المناطق التي تعتبرها استراتيجية، مثل ألمانيا وأوروبا الشرقية والشرق الأقصى.

وذكر الموقع أن فرض الرسوم الجمركية أو تبني سياسات تحفيزية للصناعة الأمريكية، التي بدأت في عهد "باراك أوباما"، واستمرت خلال الولاية الأولى لدونالد ترامب وتسارعت تحت إدارة جو بايدن لم يكن يهدف إلى تحقيق هدف وهمي أو غير اجتماعي متمثل في إعادة التصنيع كجزء من مشروع إمبريالي، بل كان الهدف منه تحقيق هدف استراتيجي واضح يتمثل في تقليص الفوائض التجارية الضخمة لكل من الصين وألمانيا.


تعتمد هاتان الدولتان بشكل رئيسي على تلك الفوائض للحد من القوى الانفصالية الداخلية القوية، التي لولاها لتفككت وحدتهما الوطنية. في الوقت نفسه، تساعد هذه الفوائض في تعزيز طموحاتهما الجيو-اقتصادية، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي. ومع ذلك، لا يمكن للتأثير الجانبي الناجم عن إعادة التصنيع الجزئي الناتج عن هذه التدابير إلا أن يخفف من حالة السخط الاقتصادي داخل الفئة السكانية المهيمنة في الولايات المتحدة.

أشار الموقع إلى أن بناء جدار حدودي مع المكسيك، الذي بدأ في عهد إدارة أوباما ولا يزال مستمرًا منذ أربع سنوات، لا يهدف إلى وقف تدفق المهاجرين من أمريكا اللاتينية بل يسعى لتحقيق هدف إمبريالي بحت يتمثل في تسهيل عملية استيعاب المهاجرين من خلال إنشاء حاجز مادي يقطع روابطهم الثقافية مع وطنهم الأم.

نتيجة انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر والخطاب الافتتاحي الأول لدونالد ترامب يؤكّدان توجهًا هيكليًا مستمرًا منذ ما يقارب عشرين عامًا داخل المجتمع الأمريكي: وهو الشعور بالسخط داخل العرق المهيمن. فالولايات المتحدة القارية، التي يغلب عليها الأصل الجرماني والتي تتحمل العبء الثقيل للإمبراطورية، تشعر بالإحباط والغضب. إنها تحمل ضغينة تجاه السواحل و"مقاطعات" أوروبا الغربية - أو ما يُعرف بـ"القارة العجوز" - حيث تُعتبر هذه المناطق طفيليات تعيش على حسابها وتُصنف على أنها المستفيد الأكبر من "السلام الأمريكي" دون تقديم أي تضحيات ضرورية لحمايته. وقد تمكن الرئيس الجديد من استيعاب هذا الشعور بالغضب والسخط والتعبير عنه بمهارة، مما مكنه من تحقيق انتصار في المواجهة الانتخابية.

بعيدًا عن كونه نقطة تحول أو حتى بداية لعصر جيوسياسي جديد، فإن تولي رجل الأعمال النيويوركي الرئاسة في البيت الأبيض سيعزز الموقف الأمريكي الجديد الذي يتبناه الجهاز الفيدرالي منذ أواخر سنة 2010، لا سيما على مستوى السرد السياسي. سترتفع الرسوم الجمركية، خاصة تلك المفروضة على المنتجات الألمانية والصينية.

وبحسب التقرير، فإنه من المؤكد أن "الشركاء" الأوروبيين سيتم دفعهم لتحمل مسؤوليات أكبر داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) للمساهمة في الدفاع عن "السلام الأمريكي" ضد خصومه. ومع أن نبرة الخطاب حول هذه القضايا تتغير، إذ أصبحت أقل ودية مقارنة بالحكومة السابقة، إلا أن الجوهر لا يزال كما هو.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تستعد لبيع أسلحة جديدة لإسرائيل بقيمة مليار دولار
  • الغارديان: ساعة القيامة تدق سريعًا.. ونزاعات 2025 ستخرج العالم عن السيطرة .. السودان الكارثة الإنسانية والنزاع المنسي
  • كاتب صحفي: أمريكا الراعي الأكبر لإسرائيل وتدافع عنها دائما
  • الغارديان: ساعة القيامة تدق سريعًا.. ونزاعات 2025 ستخرج العالم عن السيطرة
  • فرانشيكا ألبانيز: الأوضاع في غزة كارثية بسبب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل
  • الاستخبارات الخارجية الروسية: زيلينسكي أصبح العقبة الرئيسية أمام الولايات المتحدة والناتو
  • أول خلاف مع إدارة ترامب.. كوريا الشمالية تتوعد الولايات المتحدة
  • هددوا الولايات المتحدة وحلفاءنا.. ترامب يعلن قتل إرهابيين في الصومال
  • وزير الخارجية الإيراني: مهاجمة مواقعنا النووية ستكون أكبر خطأ ترتكبه الولايات المتحدة
  • إمبراطورية بلا قائد... من الحاكم الفعلي في الولايات المتحدة؟