الله سبحانه وتعالى كرم كل من قدم دمه وروحه من اجل اعلاء الحق شهيدا، وللأسف أصبحت اليوم الشهادة وسام تتباهى فيه اسرة الشهيد وقبيلته (قدمنا شهداء)، لتحصد مكاسب ومغانم لا تستحقها.
الشهادة وسام يناله كل من دفع دمه وروحه ثمنا باهظا بنفس راضية، من اجل هدف يجله قومه، وماهي الأهداف التي نجلها؟، وما هي القيم التي حثنا الله سبحانه وتعالى على الالتزام بها لنصف من قُتل لأجل اعلائها شهيدا؟
الشهادة يا قوم تكريم ألهى، بقوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون) صدق الله العظيم ، هو اعلم بنوايا النفوس، وكرامة الشهيد عند ربه، وما يحدث من تكريم بشري للشهيد، فهو رمزي، يحصده أبنائه واسرته في غيابه، والمؤسف ان يتحول ذلك الحصاد لوسيلة ابتزاز للمجتمع وللدولة، لتبحث تلك الاسرة والقبيلة التي ينتمي لها الشهيد على مزيدا من المكاسب والمغانم، على حساب الاخرين، وخرق القانون وتعطيل العدالة والحق، بل تصل للاستيلاء على حقوق الناس، وتعطيل مصلحهم، حتى صار البعض يتباهى بعدد شهداء الاسرة بطريقة فجة، ليحصل اكبر عدد من الاسرة والقبيلة على مناصب ومكاسب ومغانم.
ضحى الشهيد بدمه وروحه من اجل ان تعلو دولة النظام والقانون والعدالة والحق، واهم أسسها هو الكفاءات والمهنية في تربع الوظيفة، والتوزيع العادل للثروة والمكاسب، دولة يحكمها دستور وقوانيين، وتضبطها قيم عليا ومبادئ واخلاقيات، ويأتي من يعيشون اليوم على دماء الشهداء وتضحياتهم، ليهدوا تلك القيم والمبادئ والاخلاقيات، في ابتزاز المجتمع والدولة بانهم قدموا شهداء اكثر من غيرهم ، في سقوط قيمي واخلاقي لا مثيل له منذ التحرر من الاستعمار والاقطاع والإمامة، مما شوه تاريخ ونضال الشهداء، ولو عاد الشهيد بقدرة إلهية للحياة لتبراء منهم ومن أعمالهم.
اتركوا الشهداء ينامون بهدوء وينعمون بشهاداتهم عند ربهم يرزقون، واجعلوا تضحياتهم نموذجا راقيا للمجتمع، راس مالهم الشهادة ولا غير الشهادة، واحتذوا بنضالهم ان كنتم مؤمنين بتضحياتهم الجليلة، فلا تنغصوا من شهادتهم.
الابتزاز باسم الشهداء جريمة، يفترض يحاسب عليها القانون، وبما ان القانون اليوم معطل، فالفوضى هي من تحكم وتسمح لكل مسيء وسيء يتطاول على كل شي، وعلى نضال وتضحيات الشهداء تطاول عكر الواقع بالرداءة الغير مسبوقة.
رداءة تغذي الكره بين أبناء الشعب في الوطن الواحد والأمة العربية والإسلامية، بل بين أبناء القبائل والعشائر، حينما تصبح الشهادة وسام للتفاخر، ويصبح الاحتقار للأخر وسيلة من وسائل التباهي بالشهادة، ومع تطور هذه الثقافة الرديئة تنتشر الانتهاكات، وتحتاج لمعتقلات وخطف ومداهمات على الهوية، ممارسات مخجلة تستدعي سجون سرية لتواري الاذى، وبذلك يصبح الضعيف ضحية، من لا سند قبلي له ولا سلطة ولا قوة ولا جاه او مال، ضحايا مناطق بذاتها واسر كاملة بنسائها واطفالها وكهولها، ممارسات لا علاقة لها بتضحيات الشهداء واهدافهم الوطنية والإنسانية النبيلة،
هذه الصورة بكل تجليتها وقبحها نشاهدها امام اعيننا في مدينة عدن، ونتحسر على مدينة السلام والثقافة والفكر النير، مدينة احتضنت كل التنوع الثقافي والفكري والعقائدي والتعدد السياسي، بنسيج متسامح ومتعايش، ووعي راقي وحضاري، كل هذا صار اليوم في خبر كان، وحال المدينة يصعب على الكافر، بعد كفر هؤلاء بكل القيم والمبادئ واخلاقيات التي تحلت بها عدن منذ الازل، واليوم يجردونها من قيمها ونبلها واخلاقياتها، للعودة بها لزمن غابر وحال دابر وبؤس والم واذى غير مسبوق.
ولا اعتقد ان الحال سيستمر، عدن تصبر كثيرا على الأذى، وان طفح الكيل ستنتفض وتنفض من على كاهلها كل أذى واذية، وكل ما هو رديء.
أحمد ناصر حميدان1 أبريل، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام سعر الذهب يقفز لأعلى مستوى وسط توقعات خفض الفائدة الأميركية مقالات ذات صلة سعر الذهب يقفز لأعلى مستوى وسط توقعات خفض الفائدة الأميركية 1 أبريل، 2024 لتجنب غرامة محتملة.. مايكروسوفت تفصل بين “أوفيس” و”تيمز” عالميا 1 أبريل، 2024 كلوب: على ليفربول الحفاظ على تماسكه في سباق اللقب 1 أبريل، 2024 سامسونج تعتزم إضافة الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى مساعد Bixby 1 أبريل، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصة جريمة رداع وموقف الشعب اليمني 21 مارس، 2024 الأخبار الرئيسية نازحون في تعز يشكون انقطاع المساعدات وندرة الطعام 1 أبريل، 2024 اليمنيون يضيقون ذرعا من خطابات الحوثي…تفسد روحانية شهر رمضان 1 أبريل، 2024 (صحيفة).. استحداثات للحوثيين في الحديدة لتجنب الضربات الأمريكية 1 أبريل، 2024 بومبيو يصف الحوثيين بالأغبياء ويقول إنهم “نقطة ضعف” إدارة بايدن تجاه إيران 31 مارس، 2024 البحرية البريطانية: ارتفاع “غير مسبوق” لاستغاثة البحارة في البحر الأحمر 31 مارس، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 اخترنا لكم جريمة رداع وموقف الشعب اليمني 21 مارس، 2024 بلدكم ينهار يا ساده 19 مارس، 2024 مشاهد ذكي ودراما لا تدرس جمهورها 15 مارس، 2024 الإبحار مع جمال أنعم 15 مارس، 2024 على شوق أتيت 11 مارس، 2024 الطقس صنعاء أمطار خفيفة 19 ℃ 19º - 19º 52% 0.95 كيلومتر/ساعة 19℃ الأثنين 21℃ الثلاثاء 22℃ الأربعاء 23℃ الخميس 21℃ الجمعة تصفح إيضاً قدمنا شهداء 1 أبريل، 2024 سعر الذهب يقفز لأعلى مستوى وسط توقعات خفض الفائدة الأميركية 1 أبريل، 2024 الأقسام أخبار محلية 26٬197 غير مصنف 24٬152 الأخبار الرئيسية 13٬165 اخترنا لكم 6٬726 عربي ودولي 6٬280 رياضة 2٬168 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬070 كتابات خاصة 2٬019 منوعات 1٬878 مجتمع 1٬777 تراجم وتحليلات 1٬583 تقارير 1٬502 صحافة 1٬458 آراء ومواقف 1٬431 ميديا 1٬294 حقوق وحريات 1٬242 فكر وثقافة 852 تفاعل 775 فنون 463 الأرصاد 200 أخبار محلية 83 بورتريه 62 كاريكاتير 27 صورة وخبر 25 اخترنا لكم 7 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 27 سبتمبر، 2023 “الحوثي” يستفرد بالسلطة كليا في صنعاء ويعلن عن تغييرات لا تشمل شركائه من المؤتمر أخر التعليقات yahya SareeaWhat’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...
Tarek El Noamanyالله يصلح الاحوال store.divaexpertt.com...
Tarek El Noamanyالله يصلح الاحوال...
Fathi Ali Alfaqeehالهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
راي ااخرما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
المصدر: يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يقر لأول مرة بمسؤوليته عن اغتيال هنية.. ويتوعد الحوثيين
اعترف وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس، لأول مرة بمسؤولية "إسرائيل" عن اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية في تموز/ يوليو الماضي في طهران، وفقا للقناة 12 الإسرائيلية.
وهدد كاتس باستهداف قادة الحوثيين، قائلا إن "إسرائيل ستقطع رؤوس قادتهم كما فعلت مع قادة حماس وحزب الله إسماعيل هنية ويحيى السنوار وحسن نصر الله".
كما توعد وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، بتوجيه "ضربات قاسية للحوثيين"، مهددا بإلحاق الضرر بالبنى التحتية الإستراتيجية التابعة لهم، قائلا "سنفعل بصنعاء والحديدة كما فعلنا بغزة ولبنان وطهران".
وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن أن "إسرائيل تعمل بطريقة منهجية على تفكيك ما يسميه محور الشر"، زاعما أن :إسرائيل تغير الشرق الأوسط وتعزز موقعها كدولة مركزية في المنطقة".
وقال نتنياهو "دمرنا كتائب حركة حماس، وضربنا حزب الله في لبنان، وقتلنا حسن نصر الله".
واستشهد هنية مع أحد حراسه الشخصيين في مقر إقامته بطهران الذي كان قد وصل إليها لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في مجلس الشورى.
وطالب وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، أفيغدور ليبرمان، وزعيم حزب إسرائيل بيتنا، أول أمس السبت، الحكومة الإسرائيلية بمهاجمة جميع منشآت الطاقة التابعة للحوثيين في اليمن، مشدداً على ضرورة عدم انتظار الاحتلال لهجوم صاروخي باليستي من قبلهم.
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن صافرات الإنذار دوت في مناطق غلاف غزة والنقب الغربي، نتيجة الخشية من تسلل طائرة مسيرة تم اعتراضها لاحقاً.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية السبت، نقلاً عن مسؤولين أمنيين، إن الحكومة تستعد لهجوم آخر على اليمن، وتسعى لإشراك دول أخرى في الهجوم. وأكدت الهيئة أن تل أبيب نقلت رسالة للأمريكيين تتوقع فيها زيادة الهجمات على الحوثيين.
وأشارت الهيئة، نقلاً عن مصدر إسرائيلي، إلى أن الاحتلال نقل رسالة إلى التحالف الدولي يؤكد فيها أن هجمات الحوثيين تهدد استقرار المنطقة.
وأكد الحوثيون تضامنهم مع قطاع غزة في مواجهة حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد وإصابة نحو 153 ألف فلسطيني.
وأعلنت الجماعة عن تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية وفي مناطق البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة وزوارق بحرية.
وشددت الجماعة على أن عملياتها ستستمر حتى يتم رفع الحصار عن قطاع غزة، مؤكدة أن تحركاتها تأتي في إطار ما أسمته معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس".