كلمات بسيطة تشرح معاني عميقة وتسرد تاريخ «أصحاب الأرض» وتستعرض القضية الفلسطينية منذ يومها الأول، في دقائق معدودة قبل كل حلقة من حلقات مسلسل مليحة، المعروض خلال موسم رمضان الحالي 2024 على قنوات المتحدة، دقائق علقت بأذهان المشاهدين الذين بدأوا استكشاف تاريخ القضية من جديد بوقائع موثقة وفظائع لن تنساها الأجيال.

أحمد عطا الله الكاتب والروائي كاتب الأفان تتر الذي يسبق حلقات مسلسل مليحة يقول إن الأمر لم يكن سهلا بأن تختصر تاريخ شعبا كاملا في 30 دقيقة شعب عانى من آلام الحرب والتهجير والطرد والاحتلال، ولكنه في كل مرة يكشف بقلمه جرائم الاحتلال يشعر بالفخر، بل كان عند تقديم كل حلقة يقول في قلبه «ليتقبل الله»، فهو ليس عملا عاديا، إنما دعم صادق للقضية.

عطا الله: بعد تقديم كل حلقة كنت أقول في قلبي «ليتقبل الله»

ويحكي «عطا الله»، في حديثه لـ«الوطن»، أن الأمر بدأ بمكالمة من المخرج عمرو عرفة، الذي أخبره بأنه سيكتب «حكاية» القضية الفلسطينية تاريخيا، وبدأ الاتفاق على أن تكون الحكاية على لسان جد لحفيده والجد هو الشيخ منذر الهرش من قبائل سيناء، وبالتالي الأسلوب البسيط والسرد العميق فرض نفسه على الحوار الموجه في التتر لطفل لكنه في الواقع يكشف تفاصيل القضية الفلسطينية للعالم. 

«كان تحدى أن ألخص القضية الفلسطينية منذ البداية وحتى عام 2012 في 30 دقيقة»، يقول عطا الله، خصوصا وأنه استعان بمراجع موثوقة مثل كتاب «حرب المائة عام على فلسطين»، لرشيد الخالدي والجوانب الإنسانية من روايات الروائي غسان كنفاني والروايات الفلسطينية التى رصدت معاناة النزوح، من أجل سرد تفاصيل القضية في قالب حكي  وبدون أن يجور على التاريخ وحقائقه.

عطا الله: حاول التماس مع أحداث المسلسل الدرامية خلال سرده التاريخي

وتابع: رغم اطلاعي على تفاصيل القضية، لكن كانت المرة الأولى لي التي أقرأ فيها بهذا التعمق، وأرى بعيني تطور الأحداث بهذا الشكل المزعج عام بعد عام، وخلال البحث كان عندي شغف شخصي باستكشاف التفاصيل وبالتالي عكفت على تلخيصه وتقديمه للناس.

على الرغم من أن الأفان تتر والمسلسل على خطين متوازيين فالأفان تتر يسرد تاريخ أمة، والمسلسل يحكي عن واقعها ولكن عطا الله لم يترك الأمور منفصلة بل قرأ أوراق مسلسل مليحة قبل أن يشرع في الكاتبة، وحاول أن يجعل الترتيب التاريخي وفقا للحاضر فيتحدث عن الحروب في حلقة تشهد أحداث حروب، ويتحدث عن التهجير في حلقة تشهد أحداث النزوح وغيرها من الراوابط التي حاول خلقها لتتناغم مع حلقات المسلسل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مسلسل مليحة حلقة مسلسل مليحة تتر مسلسل مليحة مليحة عمرو عرفة القضیة الفلسطینیة مسلسل ملیحة عطا الله

إقرأ أيضاً:

أصحاب الأخدود

 

راشد بن حميد الراشدي

 

ما يحدث اليوم في غزة وفلسطين قد حدث في أمم مُؤمنة سابقة قارعت الظلم والطغيان والعبودية التي أراد فرضها طواغيت الضلال الذين يعيثون في الأرض فسادًا وظلمًا وبهتانًا وفجورًا لم تعهده البشرية على مر التاريخ، ولم يُردعهم الخوف من الله أو من أي بشر؛ فمضوا في طغيانهم وظلمهم وقتلهم الأنفس بغير حق.

قصة أصحاب الأخدود ليست ببعيدة عنَّا، وقد رواها القرآن الكريم في محكم التنزيل؛ حيث قال تعالى في سورة البروج: "قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ. النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ. إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ. وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ. وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ. الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ".

وهذه القصة تنطبق اليوم على إخواننا في غزة الذين يبادون ويحرقون بشتى أنواع الأسلحة التي اخترعها البشر من أجل سيطرتهم على الكون ومن أجل من قال كلمة لا إله إلا الله ومن أجل من دافع عن الحق ووقف في وجه شياطين الأرض وأعوانهم الذين اتحدوا لنصرة الظالم على المظلوم.

وفي ظل صمت عالمي مُطبق لم تعهده الفطرة السوية ومع تكالب الأمم الظالمة عليهم، أصبح إخواننا في فلسطين في ديارهم كأصحاب الأخدود الذين تمسكوا بدينهم، ولم ترمش لهم عين مؤمن ولا أحد من البشر، خوفًا مما حلَّ بهم أن يحل بمن قال كلمة الحق، لكن جنود الله في غزة وفلسطين قالوا كلمة الفصل في وجه الظالمين وهم يستبشرون بما عند الله من نعيم مُقيم وفوز ونصر مبين قريبًا بإذن الله.

أطفال غزة وفلسطين ونساؤها وشيبتها وشبابها يُحرقون ويرمون في أخاديد العدو، والكل يُشاهد قصتهم بلا حراك ولا إيقاف من قبل أنظمة الجهل والخيانة ومن شايع المعتدي الظالم.

أصحاب الأخدود العظيم اليوم، هم أهل غزة وفلسطين الذين يتضورون جوعًا وعطشًا، ويتألمون مرضًا، وتُباد وتزهق أنفسهم وأجسادهم وتُحرق حتى تكون رمادًا في الأرض من أجل نزوات عدو غاشم مُعتدٍ أثيم، لن ينال سوى الخزي والعار وخسارة الدنيا والآخرة بإذن الله، وسينتصر أهل الحق وأصحاب الأرض قريبًا، بفضل ثباتهم وصبرهم، فقد اقترب الوعد الحق بإذن الله، وما هي إلا مسألة وقت وسيُولي الجمع الدبر.

أصحاب الأخدود اليوم يُقدِمون فرحًا نحو الشهادة وتقديم الغالي والنفيس من أجل حريتهم ونيل الجنة التي أعدها الله لعباده المتقين المجاهدين، ونُصب أعينهم هدف واحد: إما النصر أو الشهادة؛ فلله در هذه الفئة الباقية على عقيدة الإسلام الناصعة البياض، وهذه القلة من المُؤمنين الذين أثبتوا للعالم أجمع أنَّ الأوطان لا تُباع ولا تُشترى، وأن الإيمان بالله ورسوله هو جوهر المؤمن الصالح التقي.

نسأل الله في هذه الأيام المباركة النصر والتأييد من عنده لعباده المؤمنين، فكفى بغزة ما آلت إليه من جراح وما فقدته من شهداء فهم القابضون على دينهم كالجمر؛ فأصحاب الأخدود في غزة وفلسطين هم الفائزون.

‏اللهم انصر الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين، اللهم لا تُبقي لليهود ومن ناصرهم من باقية، وشرد بهم في البلاد واهزمهم كما هزمت ثمود وعاد. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • 10 حلقات منفصلة.. سامح سند يكشف تفاصيل مسلسل «القصة الكاملة»
  • المكلف بخارجية الدبيبة: ملتزمون بدعم القضية الفلسطينية
  • أستاذ علوم سياسية: القضية الفلسطينية أولوية في الأمن القومي المصري
  • أحمد يوسف أحمد: معاهدة السلام لم توجد تطبيعًا شعبيًا بسبب أصالة الموقف المصري من القضية الفلسطينية
  • سهيلة عثمان: ورثت الجينات الفنية من والدي.. وسعيدة بالعمل مع محمد سامي
  • مسلسلات رمضان 2025.. القائمة الكاملة لأعمال الـ 15 حلقة
  • الإمارات: القضية الفلسطينية من أهم القضايا المركزية في السياسة الخارجية
  • أصحاب الأخدود
  • كاتب إسرائيلي: آن أوان معاملة السلطة الفلسطينية كعدو
  • كواليس إصرار نور الشريف على إعادة تصوير فيلم عن القضية الفلسطينية بعد سرقة النسخة الأصلية