مختلفاً عن كل الاعتداءات السابقة جاء الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.

سبق لتل أبيب أن قصفت سوريا، واستهدفت شخصيات عسكرية إيرانية على الأراضي السورية، وهو ما كررته الآن. لكن الجديد بالغ الخطورة، هو قصف بقعة جغرافية تُعتبر وفق المواثيق والأعراف الدولية أرضاً إيرانية. هذا التطور الخارِجُ عن السياق، دفع بكثيرين لتوقع ردٍّ إيراني من خارج السياق أيضاً.

فما المنتظر في الأيام المقبلة على ضوئه؟ هل تردُّ طهران بشكل مباشر على إسرائيل؟ وهي التي حاذرت منذ "طوفان الأقصى" الذهابَ إلى الحرب المباشرة وفق التوقيت الإسرائيلي، فهل ستختلف مقاربة إيران وحلفائها في المنطقة الآن؟ وليس خافياً على أحد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي هو أكثر من يحتاج إلى هذه المواجهة، لتقاتل الولايات المتحدة إيران، فيحقق حلماً راوده منذ سنوات.. فما هي حساباتُ واشنطن؟ أسئلة ستجيب عنها الأيام الآتية، لكن المؤكدَ الآن هو أن الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشقَ لن يكون أمراً عابراً.

Your browser does not support audio tag.

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: دمشق طهران

إقرأ أيضاً:

بناء الجدران يصل إلى إيران

من المفترض، أن ينتخب 68 مليون إيراني رئيساً جديداً للجمهورية الإيرانية من بين 6 مرشحين تمت الموافقة عليهم مسبقاً. قلنا إنه «من المفترض» أن يكون ذلك، لأنه ليس من الواضح عدد الأشخاص المؤهلين للتصويت، بمن فيهم أولئك الذين يعيشون في المنفى، الذين سجّلوا أسماءهم لمباشرة ذلك.

فقد نجمت الانتخابات المبكرة الراهنة عن وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحيته، ولم تقدّم الحملة القصيرة فرصة تُذكر إلى الناخبين المحتملين لتقييم المرشحين. فجميع المرشحين هم موظفون حكوميون مهنيون يؤمنون بالآيديولوجية نفسها، ويلتزمون بـ«الطاعة التامة والمطلقة» للنظام الإيراني.

وتعهّد جميع المرشحين الإيرانيين الستة بـ«مواصلة السير على الطريق المشرق نفسه لرئيسي»، مع الوعود المتكررة مثل تقديم مساكن مجانية على غرار الراحل الخميني، قبل نصف قرن تقريباً، والوعود نفسها التي كرّرها جميع الرؤساء الإيرانيين الثمانية الذين عايشتهم إيران منذ ذلك الحين، وحتى الآن.

مع ذلك، فقد ألقت الحملة بقنبلة مدوية على الحياة السياسية الإيرانية من خلال تقديم الهجرة، على حد تعبير الجنرال محمد باقر قاليباف، أحد المرشحين المحتملين للرئاسة، بوصفها «السبب الجذري لجميع المشكلات الكبرى التي تواجهها الأمة». إذ أضاف أن «المهاجرين الأفغان يضرون إيران بطرق كثيرة، لا سيما تهريب المخدرات، وسحب الوظائف من المواطنين، والضلوع في مختلف أشكال الجريمة». كما تعهّد قاليباف بأنه، في حال انتخابه، سوف يبني جداراً لإغلاق الحدود الإيرانية مع أفغانستان وباكستان، أي بطول إجمالي يصل إلى 1831 كيلومتراً. ولم يقدّم قاليباف أي دليل يؤيّد مزاعمه. كما أن الحكومة، التي كان جزءاً منها طيلة 40 عاماً، لم تصدر تقريراً جدياً واحداً بشأن المهاجرين الأفغان في إيران.

كما تحدّث مسعود بزشكيان، وهو مرشح رئاسي آخر، عن إغلاق الحدود الشرقية تماماً، «لمنع الأفغان من الوصول إلى إيران». واقترح أن تتبنّى إيران نسخة السياسة التركية في ابتزاز الاتحاد الأوروبي لتسديد تكاليف اللاجئين السوريين، وأن تطلب من الاتحاد الأوروبي إبرام اتفاق مماثل مع إيران بشأن اللاجئين الأفغان.

بطبيعة الحال، شرعت تركيا بالفعل في بناء جدار يبلغ طوله 310 كيلومترات لإغلاق حدودها مع إيران، في الظاهر لمنع الأكراد من دخول أراضيها، ولكن أيضاً لمنع تدفق الأفغانيين المطرودين من إيران.

ويصف مرشح آخر، هو مصطفى بور محمدي، الأفغان بأنهم يشكّلون تهديداً، لكنه يقترح أن أولئك الذين ينتمون إلى مجتمع الهزارة، كونهم من الشيعة والناطقين بالفارسية، يحصلون على معاملة أفضل إلى جانب الأفغان الذين جنّدهم الجنرال الراحل قاسم سليماني، لإبقاء الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة في دمشق. كما وعد سليماني بمنح هؤلاء الأفغان الجنسية الإيرانية ومساحات من الأراضي «لبناء حياة جديدة» في إيران.

أما المرشحون الثلاثة الآخرون، بمن فيهم سعيد جليلي، زعيم جماعة «الكوريين الشماليين الإسلاميين»، فقد عدّوا المهاجرين الأفغان تهديداً أمنياً، لأنهم قد ينجذبون إلى جماعات مثل تنظيم «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى ذات الصلة. لكن الحقيقة هي أنه لم يتورّط أي أفغاني في أي من الهجمات الإرهابية الـ22 التي نسبتها طهران إلى تنظيم «داعش» منذ عام 2019. وتتراوح الأرقام المتعلقة بعدد اللاجئين الأفغان بين 800 ألف لاجئ، حسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ونحو 5.2 مليون لاجئ، حسب مزاعم وزارة الداخلية الإيرانية.

ووصلت أولى موجات اللاجئين الأفغان، وكانوا بضع مئات، في عام 1973، بعد أن خطّط محمد داود خان لانقلاب للإطاحة بالملك محمد ظاهر شاه. واستمر تدفق اللاجئين، خلال الحرب الأهلية الأفغانية، بدرجات متفاوتة الكثافة. وفي غضون الوقت الذي خرجت فيه حركة طالبان من كابل، كان أكثر من 3.5 مليون لاجئ أفغاني قد دخلوا إيران، إذ كان كثير منهم يستخدمونها بوصفها نقطة توقف في طريقهم إلى مقاصد أخرى.

دعّمت طهران كثيراً من الجماعات المسلحة المناهضة لـ«طالبان»، وبمجرد إقامة النظام المدعوم من الولايات المتحدة في كابل، صارت طهران ثالث أكبر جهة مانحة للمساعدات إلى نظام «كرزاي- غني». وانخفض، طوال عقد من الزمان تقريباً، تدفق اللاجئين الأفغان إلى حد كبير. ثم اشتدت كثافة التدفق مجدداً بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في أغسطس (آب) 2021. ومن المدهش، أنه منذ ذلك الحين بدأت التجارة بين الجارتين الانتعاش. وفي العام الماضي، كانت أفغانستان ثاني أكبر شريك تجاري ومستثمر أجنبي لإيران. مع ذلك، اشتدت الضغوط على اللاجئين الأفغان في إيران.

تعني حالة الفراغ المستمرة أن كثيراً من الأفغان لا يستطيعون امتلاك شركات أعمال بصورة كاملة، أو امتلاك حسابات مصرفية، أو حتى شراء بطاقات الهواتف الجوالة. إن الطريقة التي يُعامل بها أغلب المهاجرين الأفغان تنتهك القوانين الإيرانية. إذ يستند قانون الجنسية والتجنيس الإيراني لعام 1934 إلى منح الجنسية الإيرانية بناء على مبدأ «الدم والأرض»، الذي يمكن بموجبه لأي شخص مولود من أصل إيراني وأي شخص مولود على الأراضي الإيرانية أن يطالب بالتجنيس بصفته مواطناً إيرانياً. وتتحول النساء الأجنبيات المتزوجات برجال إيرانيين تلقائياً إلى مواطنات إيرانيات مع أطفالهن.

مع ذلك، ووفقاً لاستطلاعات رسمية، فإن نحو 100 ألف امرأة أفغانية متزوجات بإيرانيين، مع أكثر من 300 ألف من أطفالهن، يُصنّفن بأنهن عديمات الجنسية.

ومن المحزن، أن المرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية يتجاهلون قوانين بلادهم وتقاليدها وقيمها الثقافية. وهم يقلدون الولايات المتحدة، وتركيا، والمجر، وبولندا، وتايلاند ببناء الجدران، في حين يرددون النغمة المناهضة للمهاجرين التي سمّمت الخطاب السياسي في فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا.

*نشر أولاً في صحيفة “الشرق الأوسط”

يمن مونيتور29 يونيو، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام عروض مسرحية جماهيرية في مهرجان خشبة المسرح في سيئون مقالات ذات صلة عروض مسرحية جماهيرية في مهرجان خشبة المسرح في سيئون 29 يونيو، 2024 موقع بريطاني: السعودية منعت خطط بوتين تزويد الحوثيين بالأسلحة 29 يونيو، 2024 عالم اليوم المضطرب وأزماته 28 يونيو، 2024 اليمن الدولة الأقل سلمية في العالم للمرة الأولى 28 يونيو، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقف مشهد متشابك.. الإرهاب في القرن الأفريقي 23 يونيو، 2024 Main news بناء الجدران يصل إلى إيران 29 يونيو، 2024 عروض مسرحية جماهيرية في مهرجان خشبة المسرح في سيئون 29 يونيو، 2024 موقع بريطاني: السعودية منعت خطط بوتين تزويد الحوثيين بالأسلحة 29 يونيو، 2024 عالم اليوم المضطرب وأزماته 28 يونيو، 2024 اليمن الدولة الأقل سلمية في العالم للمرة الأولى 28 يونيو، 2024 Most viewed واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 We chose for you عالم اليوم المضطرب وأزماته 28 يونيو، 2024 مشهد متشابك.. الإرهاب في القرن الأفريقي 23 يونيو، 2024 مأرب.. منطقة المصب 21 يونيو، 2024 العقوبات… أداة السياسة الغربية المعطوبة 20 يونيو، 2024 ما بعد الحوبان 18 يونيو، 2024 weather Sana'a غيوم متفرقة 20 ℃ 28º - 19º 56% 1.44 كيلومتر/ساعة 28℃ السبت 27℃ الأحد 28℃ الأثنين 28℃ الثلاثاء 28℃ الأربعاء تصفح إيضاً بناء الجدران يصل إلى إيران 29 يونيو، 2024 عروض مسرحية جماهيرية في مهرجان خشبة المسرح في سيئون 29 يونيو، 2024 الأقسام أخبار محلية 26٬948 غير مصنف 24٬160 الأخبار الرئيسية 13٬747 اخترنا لكم 6٬785 عربي ودولي 6٬572 رياضة 2٬227 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬156 كتابات خاصة 2٬037 منوعات 1٬931 مجتمع 1٬800 تراجم وتحليلات 1٬651 تقارير 1٬549 صحافة 1٬469 آراء ومواقف 1٬462 ميديا 1٬340 حقوق وحريات 1٬274 فكر وثقافة 867 تفاعل 790 فنون 467 الأرصاد 247 أخبار محلية 155 بورتريه 63 كاريكاتير 32 صورة وخبر 28 اخترنا لكم 14 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين 11 يونيو، 2024 اعترافات واتهامات شبكة التجسس الأمريكية التي أعلنها الحوثيون.. ما لم يتمكن المتهمون من قوله؟ 10 يونيو، 2024 هجمات الحوثيين والسلام في اليمن تهيمنان على نتائج اجتماع مجلس التعاون الخليجي أخر التعليقات SG

المذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...

سامي علي

ليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...

سامي علي

الشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...

Abod

موقف الحوثيون موقف كل اليمنيين وكل من يشكك في مصداقية هذا ال...

yahya Sareea

What’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات ملتقى دمشق الثاني للخلايا الجذعية في فندق الشيراتون بدمشق
  • إيران تحذر إسرائيل من حرب إبادة حال مهاجمة لبنان
  • بناء الجدران يصل إلى إيران
  • (كلنا لبعض).. نشاطات رياضية وترفيهية تستهدف الأطفال ذوي الإعاقة
  • تقرير سري يؤكد عدد أجهزة الطرد المركزي الجديدة في محطة نووية إيرانية
  • الإيرانيون المقيمون في سورية يشاركون بالانتخابات الرئاسية الإيرانية
  • القنصلية الإيرانية بالسليمانية تعلق بشأن مشاركة رعاياها بالانتخابات في المحافظة
  • 4 يوليو.. محمد رفيع يناقش "فن السيناريو" في قنصلية
  • قبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع.. انسحاب اثنين من المرشحين الـ 6 للانتخابات الرئاسية الإيرانية
  • جهاد البناء.. المرصد يكشف تفاصيل ضربة إسرائيلية في ريف دمشق