بوابة الوفد:
2024-07-06@01:36:48 GMT

الفطرة (2)

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT

 

 

 

الأسباب التي تجعل من البعيد تفسير الفطرة على أنها دين الإسلام ..

٤ - ما نصَّ عليه الحديث القدسي في صحيح مسلم: ( خَلقتُ عبادى حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم وحرَّمتْ عليهم ما أحللتُ لهم ).

فالتحليل والتحريم بالدين قد جاء مع شرائع الرسل والأنبياء وليس مركوزاً في الفطرة ، فلو كانت الفطرة هي الدين لأخبرنا الله بأن التبديل قد وقع على الفطرة الفطرة.

٥ - التعارض بين تفسير الفطرة بأنها دين الإسلام وبين منطوق الحديث القدسي الصريح: (ياعبادي كُلُكم ضالٌ إلا مَنْ هديتُه فاستهدوني أهْدِكم ).

إذ كيف تكون العباد مفطورة على دين الإسلام وهُم في ضلال عام لا يمكنهم الإفلات منه إلا بهداية الله لهم؟

٦ - لو كانت الفطرة هي دين الإسلام فلماذا لم يوصِّ بها إبراهيم بنيه بل وصّاهم بالإسلام على الرغم من أنه لم تكن هناك ديانات اليهودية أو النصرانية أو المجوسية؟

٧ - البيان الإلهي بأن الهدى يكون خارجياً عن ذات الإنسان من خلال الرسل المنذرِين والمبشرين وأن مناط التوجيه لهم ومناط الثواب والعقاب مرهون باتباع ذلك الهدى : ( فإما يأتينكم مِنِّي هدى فمَنْ تبعَ هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ).

الأمر الثانى: الذي يتبين من القراءة المتأنية لمجمل النصوص القرآنية والحديثية بشأن الفطرة أن الإنسان لا يولد على إيمان بدين أو كفر بجحود ذلك الدين فهذا مما لا يتوافق مع التوجيهات القرآنية في آيات هداية الله للإنسان إلى قدرته الاختيارية بين الكفر والإيمان والتقوى والفجور ، ولا يتفق كذلك مع البيان الإلهى بشأن انتفاء العلم والمعرفة عن الإنسان عند مولده ، ومعلوم أن العلم والمعرفة من لوازم الإيمان بالدين. إذ كيف يؤمن الإنسان بدين ومايترتب عليه من اعتقاد وعمل وهو لايعلمه؟

ولذلك فالفطرة ليست شيئاً سوى عهد وميثاق الإقرار بالربوبية الذي قطعه بنو آدم على أنفسهم وهُم في حالة الذَّر بأصلاب أبيهم آدم :  "وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألستُ بربكم قالوا  بلى شهدنا  أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين".

وهذا العهد والميثاق قد جاء مشمولاً بالهدف منه ألا وهو إلزام الإنسان الحُجة على نفسه

لذلك لا ينكره الجاحدون والكفار في الدنيا : (ولئن سألتهم مَنْ خلقهم ليقولن الله) ، (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله).

فذلكم هو الإقرار بالعهد والميثاق الذي قطعوه على أنفسهم ، لكن الرسالات والأديان قد جاءت لتحقيق العبودية لله من خلال توحيد الألوهية الجامع بين العبادة والإيمان خاصة الإيمان باليوم الآخِر المستلزِم ضرورةً للعبادة لأجل ما فيه من ثواب وعقاب ونعيم وعذاب وذلك هو مناط العمل ومناط الجحود والاستكبار.

فمشركو مكة ماتوا كفاراً رغم إقرارهم بالربوبية لكونهم لم يؤمنوا باليوم الآخر ولم يعملوا بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

بحضور رئيس وزراء ماليزيا.. شيخ الأزهر يحاضر علماء ماليزيا وشبابها حول وسطية الإسلام

افتتح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، و سري أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، مجلسًا خاصًّا لعلماء وشباب الباحثين الماليزيين، للتناقش والحوار حول وسطية الإسلام وسماحته، والمنهج الإسلامي في تعزيز الأخوَّة والوئام في المجتمعات.

وفي بداية كلمته، أكَّد شيخ الأزهر أنَّ أكثر ما يميز المجتمع الماليزي تعدُّدُ الأعراق والأديان، محذرًا من خطورة استغلال بعض التَّيارات المتطرفة والمتشددة للتعددية، وتصويرها جهلًا على أنها خطر على الإسلام والمجتمعات، مفنِّدًا زيف هذه الادِّعاءات، حيث استشهد فضيلته بتعاليم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فيما يتعلق بالعلاقة بين المسلمين أنفسهم، الَّتي لخصها في قوله صلى الله عليه وسلم: «مَن صلَّى صلاتنا، واستقبل قبلتَنا، وأكل ذبيحتَنا، فذلك المسلمُ الذي له ذمَّة الله وذمة رسوله، فلا تَخفِرُوا الله في ذمته» أي: لا تخونوا.

وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أرسى قواعد العلاقة التي تربط المسلم بغيره من أتباع الديانات الأخرى وحدودها، وهي العلاقة المبنيَّة على الاحترام والتَّعايش المشترك، والتَّحلِّي بأخلاق الإسلام الذي لم يكتف بتحريم الاعتداء على الإنسان أيًّا كان دينه أو جنسه أو لونه، وإنَّما حرَّم الاعتداء على الحيوان والنبات والجماد، إلا فيما بيَّنَتْه الشريعة مما لا يعد اعتداء كذبح الحيوان لغرض الأكل وسد الجوع وبمقدار محدَّد، وأنَّ الإسلام وضع قواعد لحماية البيئة والمناخ، بما لا يسمح له من الاستجابة لشهواته ورغباته المادية، بما يؤثِّر سلبًا على البيئة، وأنَّه إذا كان الإسلام قد عُنِيَ بكل هذه الجوانب فكيف تكون عنايته بالإنسان حتى ولو كان غير مسلم!

وأكَّد فضيلته أن مسؤولية إقرار وتعزيز التَّعايش السِّلمي بين أتباع الديانات المختلفة، تقع على عاتق كل فردٍ في المجتمع، ولا يمكن تحقيقُها إلا من خلال الفهم الصحيح لرسالة الإسلام بشكل خاص والأديان بشكل عام، التي جاءت لإسعاد الإنسان وانتشاله من مخاطر تأليه المادة والسعي لإشباع الغرائز دون التنبه لما قد ينتج عن ذلك من حروب وصراعات، وأنَّ الدين هو السبيل الأوحد للتحكم في غرائز الإنسان وتوجيهها بما فيه مصلحته ومصلحة المجتمع.

وحذَّر شيخ الأزهر من بعض التيارات التي تحاول تغذية التعصُّب والكراهية بين المسلمين، وتزكية الصِّراعات المذهبية وتوجيه اهتمامات الشباب المسلم لبعض القضايا التي تشغلهم عن النظر والاهتمام بقضايا أهم، وإعادة إحياء لصراعات وقضايا تؤرِّق المجتمع المسلم وتعمل على إضعافه وتشتته، وبث الفرقة والشقاق فيما بين أبنائه، مشددًا على أن الأولى في هذا الوقت الحرج أن تتجه الجهود لما فيه وحدة الأمَّة وتماسكها لتحقيق نهضتها المنشودة.

وحرص شيخ الأزهر على الاستماع لآراء بعض الشباب الماليزي ومناقشتهم فيها، والإجابة على تساؤلاتهم فيما يتعلق بالعلاقة بين مدارس الفكر الإسلامي، وكيفية استثمار التعدديَّة لما فيه صالح الأمة، كما ناقش فضيلته بعض الفتيات عن حقوق المرأة في الإسلام، وكيف كفل الإسلام للمرأة حقَّها في التعليم والمشاركة الإيجابيَّة في الحياة الاجتماعية، وغير ذلك من الموضوعات التي كانت محل نقاش من الشباب الماليزي المشارك.

من جهته، أعرب رئيس الوزراء الماليزي، عن سعادته بمشاركة فضيلة الإمام الأكبر في هذا اللقاء المهم، وتقديره لحرص فضيلته على مناقشة الشباب الماليزي في أفكارهم ومحاورتهم دون قيود، مؤكدًا أن بلاده ممتنة لفضيلة الإمام الأكبر ولفكر الأزهر الوسطي الذي صدَّرَ للعالم -ولا يزال- علوم الدين والدنيا، وأن ماليزيا حريصة على تعزيز علاقاتها مع الأزهر الشريف، والاستفادة من برامج تدريب الأئمة التي تستضيفها أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وتمنياته بأن تكون زيارة شيخ الأزهر لماليزيا بداية لعدد غير محدود من المشروعات والمبادرة المشتركة مع الأزهر الشريف.

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: النهج الوسطي الذي لا يعرف الإقصاءأو شيطنة تلقتها جماهير الأمة بالقبول
  • مع بداية العام الهجريّ الجديد 1446: إياك أن تصل متأخرًا
  • لوموند: لماذا كثرت الاعتداءات على المسلمين في السويد؟
  • شيخ الأزهر يحاضر علماء ماليزيا وشبابها حول وسطية الإسلام بحضور رئيس الوزراء
  • رئيس الوزراء الماليزي يحاوِر شيخ الأزهر حول وسطيَّة الإسلام
  • شيخ الأزهر يحاضر علماء ماليزيا وشبابها حول وسطية الإسلام
  • بحضور رئيس وزراء ماليزيا.. شيخ الأزهر يحاضر علماء ماليزيا وشبابها حول وسطية الإسلام
  • شيخ الأزهر ورئيس وزراء ماليزيا يفتتحان مجلس علماء ماليزيا MADANI
  • شيخ الأزهر ورئيس وزراء ماليزيا يفتتحان مجلس علماء ماليزيا «MADANI»
  • شيخ الأزهر يحاضر علماء ماليزيا عن وسطية الإسلام: الحوار مفتاح التعايش السلمي