الولايات المتحدة – عندما يتحرك الظل المركزي للقمر بسرعة تزيد عن 2400 كم/ساعة عبر أمريكا الشمالية في كسوف كلي للشمس في 8 أبريل، سيكون المشهد فريدا للغاية.

وسيكون هذا المسار الكلي (مسار الظل المظلم للقمر عبر وجه الأرض) ضيقا، بعرض 185 كم (115 ميلا) فقط، وسيعبر أجزاء من المكسيك والولايات المتحدة وكندا في مسار لن يتكرر أبدا عبر القارة، ويستمر لمدة 100 دقيقة فقط.

وفقط من داخل هذا المسار سوف يواجه المشاهدون الظلام أثناء النهار، وانخفاض درجات الحرارة وتغيرا في سلوك الحيوانات، كما أنه فقط داخل هذا المسار سيكون من الممكن النظر إلى هالة الشمس الجميلة المكسوفة تماما بالعين المجردة، مع ضرورة الانتباه إلى عدم النظر مباشرة إلى الشمس في أي وقت دون ارتداء زوج من نظارات كسوف الشمس المعتمدة.

وبالنسبة لمعظم الأشخاص البالغ عددهم 40 مليون شخص الذين يعيشون في مسار الكسوف الكلي، سيكون هذا حدثا يحدث مرة واحدة في العمر. باعتبار أن هذا الحدث في نفس المسار الحالي لن يتكررة إلا بعد 54 عاما.

ويحدث الكسوف الشمسي ضمن مجموعة تعرف باسم “دورة ساروس”، وهي فترة تعادل ما يقارب 223 شهرا قمريا، بحسب مدارات القمر حول الأرض، وهذا يعادل 6585.3 يوما، أو 18 عاما و11 يوما و8 ساعات، وفقا لوكالة ناسا.

ويتكرر خلال “دورة ساروس” نفس الترتيب الهندسي للشمس والقمر والأرض. وتشير الدورة إلى مجموعة من أحداث الكسوف والخسوف المتتالية والتي يمكن مشاهدتها من مناطق محددة من الأرض.

وتتشابه الخسوفات والكسوفات التي تنتمي إلى نفس “دورة ساروس”، ويتم تحديدها من خلال رقم سلسلة ساروس الخاصة بها.

ويعد كسوف الشمس الكلي في 8 أبريل جزءا من “دورة ساروس” 139، التي كانت مسؤولة عن كسوف الشمس الكلي في جميع أنحاء إفريقيا قبل 18 عاما و11 يوما و8 ساعات، في 29 مارس 2006، وفي 8 أبريل 2024، وفي 20 أبريل 2042 ستنتج نفس “دورة ساروس” كسوفا كليا للشمس في آسيا.

ووفقا للعلماء، فإن الساعات الثماني ضمن “دورة ساروس” تضمن أن المسار الكلي المماثل للكسوف سوف يعيد الظهور في نفس الجزء من الكرة الأرضية بعد كل تكرار رابع. وهذه الفترة التي تتكون من 669 قمرا على وجه التحديد، أو 54 عاما و33 يوما، تسمى بالـ exligmos.

لذا فإن نفس الميكانيكا السماوية التي تتسبب في كسوف الشمس الكلي في 8 أبريل أنتجت كسوفا كليا للشمس في أمريكا الشمالية في 7 مارس 1970. وحدث هذا المسار الكلي إلى الشرق قليلا، مارا بالمكسيك والولايات المتحدة (فلوريدا، جورجيا، كارولينا الشمالية وماساتشوستس) وكندا (نوفا سكوتيا ونيوفاوندلاند).

وبعد 8 أبريل، سيزور الكسوف الكلي أمريكا الشمالية والمكسيك مرة أخرى في 11 مايو 2078.

وبحسب موقع “سبيس” فإن “دورة ساروس” لا تدوم إلى الأبد، وعلى مر القرون، ترتفع وتنخفض عبر سطح الأرض. وتنتج ساروس 139 كسوفا شمسيا منذ عام 1501 وستستمر حتى عام 2763، لكنها ستصل إلى ذروتها في 16 يوليو 2186، حيث ستنتج كسوفا كليا يستمر لمدة 7 دقائق و29 ثانية، وهو أطول كسوف كلي منذ 10 آلاف عام، وحتى عام 6000 على الأقل.

المصدر: سبيس

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: هذا المسار کسوف الشمس فی 8 أبریل

إقرأ أيضاً:

ماذا قال "باركر" في أول تقرير بعد اقترابه القياسي من الشمس؟

أكدت وكالة ناسا أن مسبارها "باركر" في حالة "صحية" جيدة بعد تسجيله أقرب نقطة له على الإطلاق من سطح الشمس في 24 ديسمبر 2024. وأفاد المسبار بأن جميع أنظمته وأجهزته العلمية تعمل بشكل طبيعي، بما في ذلك جمع بيانات علمية أثناء دورانه حول الشمس.

وحقق المسبار إنجازًا جديدًا بتحطيم رقمه القياسي السابق، إذ اقترب بمسافة 3.8 مليون ميل فقط من سطح الشمس، وانطلق بسرعة 430 ألف ميل في الساعة، وهي أسرع سرعة وصل إليها جسم من صنع الإنسان في التاريخ.

واستقبل مركز العمليات التابع للمختبر الفيزيائي التطبيقي بجامعة جونز هوبكنز في ماريلاند إشارة من المسبار مساء الخميس، 26 ديسمبر، تؤكد نجاحه في اجتياز اللقاء مع الشمس بسلام.

وأظهرت بيانات التتبع التي بدأ المختبر في استقبالها في 1 يناير أن المسبار نفذ جميع الأوامر المبرمجة في أجهزة الحاسوب الخاصة به قبل المرور بالقرب من الشمس، وأن أدواته العلمية كانت تعمل خلال الرحلة.

 ومن المقرر أن يستمر إرسال البيانات عبر شبكة الفضاء العميق التابعة لناسا حتى يوم الخميس المقبل، بينما سيبدأ إرسال البيانات العلمية الشهر الجاري، عندما يكون المسبار في وضعية أفضل لإرسال البيانات بمعدلات أعلى.

يُذكر أن مسبار باركر يهدف إلى دراسة النظام الشمسي وتأثيره على الحياة اليومية للأرض كجزء من برنامج "العيش مع نجم" التابع لناسا، والذي تديره مركز جودارد لرحلات الفضاء في ماريلاند. وقد تم تصميم المسبار وبناؤه وتشغيله بواسطة مختبر الفيزياء التطبيقية في جامعة جونز هوبكنز.

الجدير بالذكر أن المسبار سيكرر اقترابه من الشمس مرتين إضافيتين خلال العام الجاري، في 22 مارس و19 يونيو، على مسافة وسرعة مشابهة.

مقالات مشابهة

  • قراءة في ديوان (إشراقة الشمس) للشاعر راشد الخميسي
  • «QNB» يكشف عن توقعات الاقتصاد الكلي العالمي في عام 2025
  • حقيقة الفيروس الصيني الذي يثير الهلع .. هل يتكرر سيناريو كوفيد-19؟
  • الفيروس الرئوي البشري ينتشر في الصين.. هل يتكرر سيناريو كورونا؟
  • مودرن سبورت يحبط مفاجأة الشمس ويتأهل لدور الـ16 بكأس مصر
  • كأس مصر.. أرنولد ايبا وأحمد عاطف يقودان مودرن لمواجهة الشمس
  • تشكيل مودرن سبورت أمام الشمس بكأس مصر
  • ماذا قال "باركر" في أول تقرير بعد اقترابه القياسي من الشمس؟
  • 19 أبريل.. الحكم على متهم بالانضمام لجماعة إرهابية فى البدرشين
  • تأجيل محاكمة متهمي جبهة النصرة إلى جلسة 19 أبريل