الجزيرة:
2024-07-01@18:15:36 GMT

جنوب أفريقيا.. زوما يصارع للعودة إلى كرسي الرئاسة

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT

جنوب أفريقيا.. زوما يصارع للعودة إلى كرسي الرئاسة

يسخّر رئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما كل ما يمكنه في حملته ضد حزبه السابق المؤتمر الوطني الأفريقي الذي أوصله لرئاسة البلاد عام 2009. وصبيحة عيد الفصح لدى الطوائف الغربية، نشرت ابنته صورة له وأرفقتها بتعبير "حقا قام"، وهو تعبير يستخدمه المسيحيون حول العالم في التهنئة بعيد الفصح، فهو -مشيرة إلى والدها- "المسيح الذي نعرفه، المسيح الأفريقي"، حسب تعبيرها.

هذا الاستخدام الديني يضاف إلى جملة من الخلافات بين زوما وحزبه السابق. فعلى مدى عمره الممتد لأكثر من قرن من الزمن، لم يستخدم الحزب بشكل مباشر العامل الديني في خطابه رغم أن غالبية قادته وأعضائه لم يبتعدوا عن الممارسات الدينية كأفراد في الغالب.

ولطالما قدم الحزب نفسه بوصفه علمانيا، لكنه مارس وطبق علمانيته من دون استثارة حفيظة قاعدته الشعبية بداية، ثم الانتخابية لاحقا بعد وصوله للحكم في أول انتخابات ديمقراطية في البلاد مع سقوط حكم نظام الفصل العنصري عام 1994.

زوما يدعم حزب "رمح الأمة" حديث التشكل لمنافسة حزبه السابق في الانتخابات (غيتي) استعارات دينية

جاء هذا التشبيه الديني في وصف زوما بعد تعرضه الخميس الماضي لحادث سير، خرج منه مع أفراد حمايته، من دون أي إصابة. لكن الحادث لم يمر من دون مزيد من استهداف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.

من جهته، سارع نلامولو ندليلا المتحدث باسم حزب أومكونتو وي سيزوي (رمح الأمة) إلى اتهام حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بالضلوع في الحادث، واصفا إياه "بمحاولة متعمدة لاغتيال الرئيس زوما". بينما أكدت السلطات أنها أوقفت سائقا مخمورا تسبب في الحادث وأحالته للقضاء.

تمهل حزب المؤتمر الوطني في الرد على زوما، وصبيحة عيد الفصح اكتفى الرئيس سيريل رامافوزا بالقول إنه "أبُلغ بالحادث وإن الرئيس السابق وفريقه الأمني جميعهم بخير".

ويأتي ارتفاع حدة التوتر بين الطرفين في وقت تتحضر فيه جنوب أفريقيا لواحدة من أكثر الاستحقاقات الانتخابية دقة منذ سقوط نظام الفصل العنصري. وتشير استطلاعات رأي إلى تراجع محتمل في عدد المقاعد التي قد يحصدها حزب المؤتمر الوطني عن عتبة 50%. لكن جميع الاستطلاعات، تستبعد كليا خسارة مدوية للحزب الحاكم.

خسارة شخصية

وعلى مشارف الانتخابات المرتقبة، صعّد زوما حملته على حزبه السابق، ودعم حزب أومكونتو وي سيزوي حديث التشكيل، وفاز بدعوى قضائية تسمح للحزب بخوض الانتخابات. لكن زوما مُني بخسارة على المستوى الشخصي. إذ أقصت اللجنة العليا المستقلة للانتخابات في جنوب أفريقيا زوما من الترشح للانتخابات المرتقبة في مايو/أيار المقبل.

وفي مقابلة مع الجزيرة نت، قال الأكاديمي والباحث السياسي إبراهيم فاكير إن محاولات زوما العودة للحياة السياسية تندرج في إطار محاولاته "إيجاد قاعدة شعبية يستمد من خلالها القدرة على التأثير السياسي لتحصين نفسه والمقربين منه من الملاحقة القانونية".

وفي عام 2021، صدر بحق زوما حكم بالسجن لمدة 15 شهرا بتهمة ازدراء المحكمة بعد رفضه المثول أمام قاض في دعوى مقامة ضده بتهم الفساد، وتلك التهم لا تزال قائمة بانتظار البت بها قضائيا.

وقرار المحكمة يعني عمليا حرمان الرجل من خوض الانتخابات، وهو ما يشرحه فاكير قائلا إن الدستور "ينص على عدم أحقية ترشح من يصدر بحقهم أحكام تتجاوز 12 شهرا"، ويضيف أن زوما -الذي شغل منصب الرئيس لمدة 10 سنوات- "يدرك القيود الدستورية التي تعوق ترشحه".

ويرى فاكير أن إصرار زوما على الطعن بالقرار ينبع من "رغبته في تقويض المؤسسات الديمقراطية وفصل السلطات وحكم القانون". وأضاف أنه حتى في حال فوز زوما بالطعن على قرار حرمانه من الترشح، فذلك لا يعني أنه سيتمكن وحزبه الجديد من الحصول على أغلبية برلمانية تؤهله للفوز بالرئاسة، حتى مع توسيع التحالفات الحزبية.

وأثار القرار غضب زوما وحزبه الذي اتهم الحكومة واللجنة العليا المستقلة للانتخابات بوجود نية لتزوير الانتخابات. عند هذه النقطة، تعرض زوما لهجوم حتى من معارضي الحكومة الحالية وحزب المؤتمر الوطني.

وتوالت الانتقادات لتصريحات زوما وحزبه حتى من معارضي حزب المؤتمر الوطني، وذهب الناشط المعارض إبراهيم هارفي للقول إن إيحاء زوما بعودته لمنصب الرئاسة "أمر غير ممكن ولا تدعمه الأرقام"، وأضاف أن الحزب الجديد مدفوعا بشعبية الرئيس السابق يمكنه الفوز بمقاعد ولاية كوازولو ناتال مسقط رأس زوما، وما بين 5% إلى 10% من أصوات باقي الولايات، وهي نسب لا تؤهله للفوز.

حسابات الصناديق

في مارس/آذار الماضي، أظهر استطلاع للرأي -أجرته مؤسسة "مارك داتا" عن توجهات الناخبين- حصول حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على 41% من أصوات المشاركين مقابل 11% لحزب أومكونتو وي سيزوي.

لكن هذه الإحصائيات، وإن كانت غير رسمية، ولا يبدو أنها مقنعة بالنسبة لحزب زوما الجديد. فهو يصر على الدفع به مرشحا رسميا للرئاسة. وحسب القانون الانتخابي، فإن الرئيس لا ينتخب مباشرة من الشعب، بل من قبل الجمعية الوطنية (البرلمان).

أما أعضاء الجمعية الوطنية، فيتم انتخابهم وفق لوائح حزبية وباقتراع مباشر، وينال كل حزب عددا من النواب حسب نسب الأصوات التي يحصل عليها.

وما بين قرار إقصاء زوما وإصرار الحزب على توجيه الاتهامات بالتحيز -لا سيما للجنة العليا المستقلة للانتخابات- خرج رئيس اللجنة موسوتو موبيا للتأكيد مجددا أن اللجنة اتخذت قرارها اتساقا مع بنود الدستور، وأن القرار "لم يكن سهلا، خاصة أن الشخصية المعنية بالقرار هو الرئيس السابق"، لكنه أضاف "أن اللجنة لم تواجه صعوبة تقنية في اتخاذ القرار، فمواد الدستور واضحة لا لبس فيها" حسب تعبيره.

ويتجه حزب "رمح الأمة" للطعن في قرار اللجنة خلال مهلة أقصاها الثاني من أبريل/نيسان الجاري، حسب القوانين في البلاد. في وقت، بدأت فيه بعض الشخصيات بدعوة وكالات إنفاذ القانون "للتحقيق في تصريحات صدرت عن شخصيات في حزب زوما".

وقال موس نتيللا، من تحالف "الدفاع عن الديمقراطية" المقرب من الحكومة، إن "جنوب أفريقيا التزمت منذ عام 1994 بإجراء انتخابات حرة"، وأضاف "يجب العمل على ضمان بقاء الاستحقاق حرا، وعلى وكالات إنفاذ القانون التحرك ضد من يهدد هذه الحرية"، وفق تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات المؤتمر الوطنی الأفریقی حزب المؤتمر الوطنی جنوب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

الموريتانيون يصوتون لاختيار رئيس جديد والغزواني الأوفر حظا

بدأ قرابة مليوني ناخب في موريتانيا الادلاء بأصواتهم اليوم السبت لانتخاب رئيس للبلاد، في ثامن اقتراع رئاسي تعددي تشهده موريتانيا منذ اطلاق مسار التعددية الديمقراطية في البلاد عام 1992.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في السابعة صباحا بالتوقيت المحلي ومن المقرر إغلاقها مساء اليوم على أن تبدأ عمليات الفرزمباشرة.

ويبلغ عدد مكاتب التصويت 5 آلاف و400  مكتب اقتراع موزعة على عموم  ولايات البلاد الـ 15، ويصوت الموريتانيون في الخارج في 52 مكتبا تم فتحها في أوربا وآسيا وأميريكا وأفريقيا.

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية الموريتانية 7 مرشحين أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الغزواني الذي يسعى للفوز بفترة رئاسية ثانية.

والمتنافسون الآخرون هم عضو البرلمان بيرام ولد الداه ولد اعبيد، ورئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) الإسلامي المعارض حمادي ولد سيد المختار، والمحامي العيد ولد محمدن ، والطبيب الجراح المعارض أوتوما سوماري المدعوم من تيارات سياسية وشبابية معارضة ، وبا بوكار مرشح حزب التحالف من أجل العدالة المعارض ومحمد الأمين المرتجي ولد الوافي مرشح مستقل.

ويبقى الغزواني الأوفر حظا نظرا لتواجده في أغلب الولايات خاصة في الولايات الشرقية ذات الكثافة الانتخابية الكبيرة حيث مازال النفوذ القبلي والجهوي والعشائري يتحكم في خيارات الناخبين.وأظهرت التجمعات الانتخابية في المدن الكبرى حضورا كبيرا لمرشحي المعارضة.

الموريتانيون يصوتون من خلال 5400 مركز اقتراع (الفرنسية) نتائج

وفي العادة، يبدأ إعلان التقديرات الأولية تدريجيا بعد نحو ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع المقرر في السابعة من مساء اليوم السبت، ويتوقع أن تتضح النتائج بحلول فجر غد الأحد.على أن تُعلن النتائج بعد ذلك بشكل رسمي من طرف المجلس الدستوري.

والمجلس الدستوري هيئة معنية بالرقابة على دستورية القوانين، ويسهر على صحة عمليات الانتخابات وإعلان نتائجها، وقراراته ملزمة وغير قابلة للطعن.

ويتم انتخاب الرئيس بالأغلبية المطلقة للأصوات (50%+1)، وإذا لم يحصل أحد المرشحين على الأغلبية في الجولة الأولى تنظم جولة ثانية بعد أسبوعين بين المرشحيْن الحاصلين على أعلى نسبة من الأصوات. ولا يحق لأى رئيس سوى فترتين رئاسيتين كل واحدة منهما 5 سنوات.

ودخلت البلاد منذ فجر أمس الجمعة مرحلة الصمت الانتخابي، حيث اختتم جميع المرشحين حملاتهم الدعائية.وأكد المتحدث باسم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد تقي الله الأدهم جاهزية اللجنة لاقتراع اليوم "حيث تم توزيع المعدات اللازمة للعملية الانتخابية على امتداد التراب الوطني وفي كل الدول التي ستصوت فيها الجاليات الموريتانية".

وبشأن الانتقادات التي وجهتها المعارضة لأداء اللجنة والقلق من تزوير الانتخابات، قال إن المنظومة المعلوماتية للجنة تعد من بين الأبرز في المنطقة، لافتا إلى أن اللجنة "فتحت الباب واسعا أمام الملاحظات المقدمة من المعارضة وأثبتت وقوفها على مسافة واحدة من الجميع".

رقابة وتأهب

وأوفدت هيئات دولية فرقا لمراقبة الانتخابات، من بينها الاتحاد الأفريقي، والمنظمة الدولية للفرنكوفونية، ومجموعة دول الساحل والصحراء، ومنظمة التعاون الإسلامي، وشبكة النساء الرائدات في أفريقيا.

وأجرت هذه الفرق على مدى اليومين الماضيين لقاءات مع مسؤولين حكوميين، كما زارت مقر المجلس الدستوري.

و عبرت وزارة الداخلية واللامركزية، في بيان أصدرته عشية التوجه إلى صناديق الاقتراع، عن ارتياحها للجو العام الذي جرت فيه الحملة الانتخابية في عموم التراب الوطني.

وأكدت أنه "تم اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة ونشر الأجهزة العسكرية والأمنية على امتداد التراب الوطني  وحيثما وُجد مكتب تصويت  لتمكين المواطنين من تأدية واجبهم الانتخابي بكل حرية وطمأنينة على أمنهم وأمن ممتلكاتهم".

كما أكدت لجميع المواطنين أن عملية الاقتراع "ستجري في ظروف طبيعية، وستكون عمليات التنقل انسيابية وبدون عوائق، في كافة مناطق البلاد".

وقبل موعد الاقتراع بأيام، اتخذت السلطات الأمنية إجراءات استباقية لمنع أي اضطرابات محتملة. شملت  منع بيع البنزين في الحاويات لمواطنين، وحظر عرض إطارات السيارات في الأماكن العامة خشية استخدامها في أعمال شغب.

وجاءت هذه الإجراءات بعد أحداث شغب شهدتها مدينة نواذيبو غرب البلاد قبل يوم واحد من اختتام الحملة الدعائية.إذ اقتحم خلال هذه الأحداث عدد من الحاضرين المنصة الرسمية في نشاط لحملة المرشح الغزواني، مرددين شعارات مؤيدة للمرشح المعارض اعبيدي.

وفي تعليق على تلك الأحداث، أكدت وزارة الداخلية على إصدار تعليمات صارمة للأجهزة الأمنية للتعامل بحزم مع أي محاولة للإخلال بالأمن والنظام. وشددت ، في بيان لها، ;عدم التسامح أو التساهل مع أي شخص يُهدد أمن واستقرار الموريتانيين.

ولم تُفصح السلطات الموريتانية عن عدد أفراد الشرطة والجيش المُكلفين بتأمين العملية الانتخابية، لكن عادة ما يتم الدفع بآلاف الجنود لتأمين مراكز الاقتراع.

مقالات مشابهة

  • رئيس جنوب إفريقيا يعلن تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة
  • رئيس جنوب إفريقيا يعلن تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة مكونة من 75 وزيرًا ونائبا
  • رئيس جنوب أفريقيا يعلن تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية
  • الغزواني يفوز بولاية جديدة .. هذه أبرز رسائل انتخابات الرئاسة الموريتانية
  • الأحزاب بجنوب أفريقيا تقترب من اتفاق لتشكيل حكومة ائتلافية
  • الرئيس محمد ولد شيخ الغزواني يتصدر النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة بموريتانيا
  • هل يمكن أن ينسحب بايدن من سباق الرئاسة.. ماذا لو حدث ذلك؟
  • الموريتانيون يصوتون لاختيار رئيس جديد والغزواني الأوفر حظا
  • ماذا سيحدث لو قرر بايدن الانسحاب من سباق الرئاسة؟.. تحليل يرد على أسئلة محتملة
  • أسباب تمنع استبدال «بايدن» في انتخابات الرئاسة الأمريكية بعد المناظرة الأخيرة