أدى اقتراح من هيئة الأسماك والحياة البرية الأمريكية بقتل ما يقرب من نصف مليون من البوم المحظورة لحماية البومة المرقطة إلى إثارة نقاش بين دعاة الحفاظ على البيئة والمدافعين عن رعاية الحيوان حول القضية الأخلاقية المتمثلة في قتل نوع واحد لحماية نوع آخر، وهو ما وصفه بمذبحة تتعارض مع الإنسانية، وقد حظي الاقتراح ، الذي نُشر في نوفمبر، باهتمام كبير في الأيام الأخيرة بعد أن وقعت العشرات من منظمات حماية الحياة البرية ورعاية الحيوان على خطاب يعارض الخطة.

 

وفي رسالة بتاريخ 25 مارس رداً على الاقتراح، حثت مجموعة من 75 منظمة وزير الداخلية ديب هالاند على إلغاء ما أسمته بالخطة "المتهورة"، وجاء في البيان: "يجب أن تكون إجراءات الإدارة غير المميتة لحماية البوم المرقطة وموائلها هي الإجراء ذو ​​الأولوية"، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة npr الأمريكية. 

 

 

إما إبادة نوع أو انقراض الآخر

 

 

ولكن الهيئة الأمريكية، تقول إنه إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لإعدام البومة المحظورة، فإن البومة الشمالية المرقطة تواجه الانقراض، ووفقًا لـ USFWS، فإن البومة المحظورة تزاحم قريبتها الأقل عدوانية، البومة المرقطة الشمالية، في الولايات الشمالية الغربية.

 

ووفقا للصحيفة الأمريكية، فإن الخطة تهدف لضمان بقاء البومة المرقطة الشمالية، وهي من الأنواع المهددة بالانقراض، تقترح الخدمة الإزالة الجماعية لأكثر من 470 ألف بومة محظورة عبر كاليفورنيا وواشنطن وأوريجون على مدى ثلاثة عقود، وأضافت أن الإجراء المقترح سيساعد أيضًا في منع انخفاض أعداد البوم المرقط في كاليفورنيا، وهو نوع آخر يواجه منافسة من البوم المحظور.

 

 

الاقتراح غير مستدام

 

 

من جانبه وصف واين باسيلي، رئيس مركز الاقتصاد البشري وذراع الضغط التابع له، منظمة Animal Wellness Action، والذي شارك في تأليف الرسالة، الخطة بأنها "غير قابلة للتنفيذ"، ويقول إنه من المشكوك فيه أن يتم تنفيذ خطة الحكومة بنجاح خلال هذا الإطار الزمني الطويل.

وأضاف باسيلي لصحيفة NPR: "إذا لم تقم بذلك بإخلاص ودين كل عام لمدة 30 عامًا، فلن يكون لديك أي فرصة للنجاح"، ويجادل بأن برامج الإدارة القاتلة غالبًا ما تنجح في الأنظمة البيئية المغلقة مثل الجزر، لكن خطة الإدارة التي تغطي مثل هذه المنطقة الشاسعة لن تكون فعالة، فيما يقول كاميرون باروز، الباحث الفخري المتقاعد في مركز بيولوجيا الحفظ بجامعة كاليفورنيا-ريفيرسايد، إنه بدون استراتيجية لإدارة البوم المحظور، سوف تختفي البوم المرقطة، وأضاف : "إذا لم يتم فعل أي شيء لإبطاء زحف البوم المحظور، فسوف تفقد البوم المرقطة، فلم يتبق الكثير من الخيارات، فبالنسبة له، فإن الرسالة التي تعارض الاقتراح بشكل فعال تعني أننا نفضل البوم المحظور على البوم المرقط".

 

 

ضرورية رغم بشاعتها

 

 

كما تدعم منظمة الحفاظ على البيئة في واشنطن الإجراء المقترح. نشرت منظمة Birds Connect Seattle خطابًا في شهر يناير تشير فيه إلى "منع الانقراض" كأحد أولوياتها، وقالت كلير كاتانيا، المديرة التنفيذية لشركة Birds Connect Seattle: "نحن لا نحتفل بخطة الإدارة هذه في إصدار دعمنا"، لكنها تقول إن منظمتها تدرك ضرورتها رغم بشاعتها.

ويقول خبراء الحفاظ على البيئة الذين يدعمون الاقتراح إنها خطة صعبة ولكنها ضرورية من شأنها أن تساعد في حل مشكلة ساعد البشر في خلقها، ففي عام 1990، تم إدراج البومة المرقطة الشمالية على أنها مهددة بالانقراض بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض بعد أن ناضل علماء البيئة لحماية موطن الطيور من صناعة قطع الأشجار، ويعني التصنيف المهدد أيضًا أن خدمة الأسماك والحياة البرية مطلوبة قانونًا لحماية البومة المرقطة الشمالية.

 

 

من هنا ظهرت أزمة البومة المحظورة

 

 

ولكن في الوقت نفسه تقريبًا، ظهرت البومة المحظورة، التي موطنها الأصلي شرق الولايات المتحدة، كتهديد آخر أثناء تحركها غربًا، متعدية على أراضي البومة المرقطة. يقول كاتانيا إن تدمير الموائل التي يحركها الإنسان دفع البوم المحظور إلى التوسع في جميع أنحاء البلاد، وأدى تحركهم غربًا منذ ذلك الحين إلى نزوح أبناء عمومتهم الأصغر والأقل عدوانية، البومة المرقطة، وفقًا لمختبر كورنيل لعلم الطيور .

ويقول باروز، باحث الحفاظ على البيئة بجامعة كاليفورنيا في ريفرسايد، إن موطن البومة المرقطة - الغابات القديمة - أصبح "غير مكتمل للغاية" بسبب إزالة الغابات ويمكن الوصول إليه من قبل البومة المحظورة الأكثر قدرة على التكيف، وأضاف: "هذه مشكلة خلقها البشر، لم تكن هذه طبيعة تحدث من تلقاء نفسها".

ويعد اقتراح خدمة الأسماك والحياة البرية، الموضح في مسودة تقرير لتقييم تأثيرها البيئي، هو أحدث محاولة في جهد دام أكثر من عقدين لإنقاذ البومة المرقطة من الانقراض، فمنذ عقد من الزمن، بدأت خدمة صيد الطيور تجربة مدتها أربع سنوات لقتل ما يصل إلى 3600 بومة محظورة في الشمال الغربي، ووفقًا لباروز، فإن هذه الإستراتيجية "أبطأت ولكنها لم توقف" غزو البومة المحظورة، وقد تم إغلاق فترة التعليق العام على الاقتراح في شهر يناير، وذكرت شبكة إن بي سي نيوز أنه من المتوقع تقديم الاقتراح النهائي في الربيع أو الصيف هذا العام .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحفاظ على البیئة

إقرأ أيضاً:

أجنحة بأرفف فارغة وبدون إصدارات| القصة الكاملة لأزمة الناشرين المصريين في معرض الرباط الدولي للكتاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تستمر أزمة الناشرين المصريين في معرض الرباط الدولي للكتاب والذي انطلق في الـ 18 ويستمر حتى 27 أبريل الجاري، إذ قارب المعرض على الانتهاء وإصدارات دور النشر المصرية لم تصل إلى أرض المعرض حتى اللحظة الراهنة، ليرفع الناشرين المصريين لافتات على أجنحة فارغة دون أي إصدارات. 

خسارة كبيرة

وبعد مرور أكثر من نفس وقت المعرض إلا أن شركة الشحن لم تصل الكتب الخاصة بالناشرين على الرغم من إرسالها منذ أكثر من شهر، لكن تأخرت شحنة الكتب التي تم إرسالها عبر شركة الشحن وعلى الرغم من اتخذ قرار بوصول شحنة بالطائرة إلا أنها لم تصل هي الأخرى، كل هذا التأخير وفعاليات معرض الرباط الدولي للكتاب مستمر بالرغم من الأرفف الفارغة، فمن المسؤول عن تلك الخسارة ومن سيعوض الناشرين المصريين عن خسارتهم، وتحملهم ليس فقط تكاليف الاشتراك وثمن الأجنحة وأيضا الانتقالات والإقامة وغيرها من المصروفات التي يتكبدها دور النشر. 

ليست المرة الأولى 

وأكد الناشر فريد زهران رئيس اتحاد الناشرين في تصريحات صحفية أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تأخر شحن الكتب لدور النشر في بعض المعارض الدولية، وأنه في كل مرة يتم تعويض الناشرين، وهذه المرة أيضًا سيتم تعويضهم. 

فيما أكد مجلس إدارة اتحاد الناشرين المصريين في بيان عن اعتذاره لتأخر وصول شحنات الناشرين المصريين إلى معرض الرباط الدولي للكتاب، وهو  الأمر الذي تسبب في تعطيل عرض إصداراتهم في الوقت المحدد، ما أضر بمصالحهم وأثر في شكل المشاركة المصرية بالمعرض، لافتًا إلى إدراكه الكامل لأهمية الالتزام بالترتيبات اللوجستية لكي تليق المشاركة بصناعة النشر المصرية وتحافظ على صورة مصر في المحافل الثقافية العربية والدولية".

وشدد البيان مؤكدًا على أن الاتحاد قد قرر فتح تحقيق شامل فور انتهاء الأزمة، يهدف إلى أولًا كشف الحقائق المتعلقة بأسباب تأخر الشحنات للناشرين المصريين المشاركين، ومحاسبة المسؤولين المتسببين في هذه الأزمة، ايًا كانوا، ومراجعة جميع الإجراءات المتبعة في عمليات الشحن لكل المعارض، لضمان منع تكرار هذه المشكلة في المستقبل، مع إلزام لجنة المعارض بتقديم تقرير تفصيلي للسادة الأعضاء حول متابعة كل شحنة يشرف عليها الاتحاد، لضمان دقة التنفيذ ورفع مستوى التنسيق مع شركات الشحن وإدارات المعارض الدولية.

واختتم مجلس الناشرين المصريين بيانه بالتأكيد على “أنه سيواصل إصدار تحديثات دورية بشأن تطورات الأزمة لضمان إطلاع جميع الأعضاء، وللتأكد من اتخاذ التدابير التي تصون مصالح الناشرين المصريين وتدعم حضور الكتاب المصري في المحافل الثقافية الدولية”.

وفي سياق متصل أكدت وزارة الثقافة  في بيان صدر عنها أنها تتابع أزمة تأخر وصول إصدارات دور النشر المصرية المشاركة في معرض الرباط الدولي للكتاب، لافتتًا إلى أن الإجراءات اللوجيستية الخاصة بمشاركة دور النشر المصرية في المعارض الدولية، وفي مقدمتها شحن الكتب، تُعد من الاختصاصات الأصيلة لاتحاد الناشرين المصريين، الذي يتولى مسؤولية التعاقد مع شركات الشحن والتنسيق مع إدارات المعارض.

اتصالات مكثفة

وأكدت الوزارة على أن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، يجري اتصالات مكثفة لمتابعة تطورات الأزمة والعمل على حلها، كما يعتزم عقد اجتماع عاجل مع مسؤولي اتحاد الناشرين المصريين فور عودته من المغرب، لبحث أسباب التأخير وتداعياته، ووضع آليات تحول دون تكرارها مستقبلًا، مؤكدًا على أنه تم  التنسيق مع السلطات المغربية المعنية لتسهيل خروج شحنة الكتب المصرية فور وصولها إلى الرباط خلال الأسبوع الجاري، بما يضمن مشاركتها في فعاليات المعرض دون مزيد من التأخير، في إطار الحرص على ضمان تمثيل مشرف للنشر المصري في هذا الحدث الثقافي العربي المهم.

وصول متأخر 

فيما أكدت الناشرة فاطمة البودي رئيس مجلس إدارة دارة العين للنشر والتوزيع في تصريحات خاصة للبوابة نيوز على أن مركب شحن الكتب قد وصلت للميناء إلا ان هناك إجراءات لوجستية لابد من اتباعها وان كل مركب لها دور في الميناء وهي إجراءات قد تأخذ وقت. 

وفي بيان صدر عن الناشرين المصريين المتضررين والذي جمل عنوان " لم نتلق إجابة" وذلك على النحو الآتي: للأسف لم نتلق إجابة، مجلس الإدارة في حالة صمت  في غير محلها.. كان ينبغي تكليف أحد الأعضاء بالمتابعة المستمرة والرد السريع على كل ناشر مشارك يتحدث وإصدار بيانات موجزة كل بضع ساعات إن استلزم الأمر، حتى الآن نعرف بتفاصيل الشحنة بشكل دقيق وصحيح فقط من خلال الزملاء الناشرين العرب الذين شحنوا كتبهم من الخليج ومن العراق ومن بعض الدول الأخرى".

لا حس ولا خبر 

وتابع البيان: "وكأن المجلس ليس به لجنة إعلام ولا مكتب تنفيذي ولا أي شيء لو كان الاتحاد ينظم الآن دورة فوتوشوب لمللنا من كثرة البيانات، أما وهناك كارثة تقع بحق الناشرين المصريين المشاركين في معرض لم تصل كتبهم حتى الآن بينما أعضاء مجلس الإدارة كتبهم في الجناح منذ اليوم الأول تقريبا، ولا حس ولا خبر".

وتساءل البيان:"هل هذا ما وُعِدَ به الناشرون في مناسبات انتخابية متعاقبة؟ لم نسمع ردًا حتى الآن حول ما سيتم تعويض الناشرين به بشكل فوري، وربما ليس مطروحا أو ليس مقبولا أصلا، بينما يمكن أن نجد في ميزانية الاتحاد القادمة باجتماع الجمعية العمومية عشرات الآلاف المنفقة على مياه معدنية وباتون ساليه لفعاليات لا تسمن ولا تغني من جوع.
واختتم البيان:"أتمنى أن يتحلى الجميع بالمسئولية قبل أن ينفجر المشهد بما لا تُحمَد عُقباه" مجموعة الناشرين المتضررين. 

أسئلة معلقة 

فيما طرح  الناشر الدكتور أحمد السعيد رئيس مجلس إدار مؤسسة بيت الحكمة للثقافة عدة تساؤل حول أزمة الناشرين المصريين بمعرض الرباط الدولي للكتاب والتي وصفها بأنها أسئلة لاتزال معلقة قائلًا:"أسئلة لا تزال معلّقة في أزمة معرض الرباط.. فهل من مجيب؟، تتردد على ألسنة كثير من الناشرين والمراقبين أسئلة مشروعة بخصوص ما جرى في معرض الرباط الدولي للكتاب، وهي أسئلة تبحث عن إجابات واضحة من الجهات المعنية، خاصة في ظل ما ترتب على الأزمة من أضرار مادية ومعنوية، وإساءة لصورة المشاركة المصرية، رغم وجود تمثيل رسمي رفيع المستوى. ومن أبرز هذه الأسئلة:

1. لماذا تم شحن أربع حاويات، في حين أن المتداول بين الناشرين أن الكتب الخاصة بالناشرين الـ٣٥ المشاركين لا تتجاوز ثلاث حاويات فقط؟

2. هل تم إدراج كتب تعود لدور نشر غير مشاركة في المعرض ضمن الشحنات الرسمية؟

3. هل سافر أفراد لا يمثلون دور نشر مشاركة في المعرض؟ وإن كان الأمر كذلك، فبأي صفة؟

4. ما هي المعايير التي اعتمد عليها الاتحاد في اختيار شركة الشحن، وهل كانت سوابق هذه الشركة تؤهلها للتعامل مع حدث بهذا الحجم، خصوصًا وأن تأخّر الشحن تكرر من قبل؟

5. من يتحمل مسئولية الإضرار بسمعة الدولة المصرية في هذا المحفل الثقافي، رغم مشاركة وزير الثقافة نفسه في الافتتاح؟

6. ما الإجراءات القانونية التي يحق للناشرين المتضررين اتخاذها؟ ومن الجهة التي تتحمّل مسئولية التعويض؟

7. هل حدثت مخالفات إدارية أو قانونية أدّت إلى هذا التأخير؟ وإن وُجدت، فما هي الجهات المختصة بالمحاسبة؟

8. هل هناك تصور لعملية عودة مرتجع الكتب وتكلفته، وهل يمكن أن تتحمله شركة الشحن بالكامل ؟ 

أسئلة مشروعة، ومطالبات بالمحاسبة، ومشهد ثقافي مصري يحتاج إلى استعادة الثقة.. فهل نجد من يملك الشجاعة والشفافية لتقديم الإجابة.

ولاتزال التساؤلات باحثة عن إجابة لمصلحة من تظل اجنحة دور النشر المصرية فارغة على الرغم من مرور اكثر من نصف مدة المعرض المقرر ولم يتبق سوى أيام قليلة على انتهاء فعاليات المعرض فهل سيتم تعويضهم عن تلك الخسائر، وهي ليست بالخسائر المادية فقط ولكن أهمها هو ابعاد الدور الثقافي المصري عن المشهد... ولاتزال الازمة مستمرة.

مقالات مشابهة

  • البرلمان الأوروبي يعارض مقترح الميزانية ويدعو لخطة أكثر طموحًا
  • القصة الكاملة لاستئناف المتهم بقتل اللواء اليمني ببولاق الدكرور
  • التوقيت الصيفي.. موعد تغيير عقارب الساعة وتقديمها 60 دقيقة رسميا في مصر (القصة الكاملة)
  • «بعد صدور الحكم النهائي».. القصة الكاملة لحادث نجل الفنان عبد العزيز مخيون
  • أجنحة بأرفف فارغة وبدون إصدارات| القصة الكاملة لأزمة الناشرين المصريين في معرض الرباط الدولي للكتاب
  • كاميرا سرية داخل الصيدلية لفضح الفتيات .. القصة الكاملة لصيدلي منوف
  • رقص وحركات مريبة.. القصة الكاملة لفتاتي المترو بعد إخلاء سبيلهما
  • فيديو صادم.. القصة الكاملة لجريمة تعذيب وقتـ ل كلب هاسكي في طنطا
  • باكستان تطلق حملة تطعيم لحماية 45 مليون طفل من شلل الأطفال
  • مياه مقدسة تنقل الكوليرا إلى بريطانيا وألمانيا.. القصة الكاملة