استعرضت مجلة "إيكونوميست" البريطانية كتابين يتناولان مخاطر الأسلحة النووية وقدرتها على إبادة الحياة على وجه الأرض.

والكتابان أحدهما من تأليف الصحفية آني جاكوبسن تحت عنوان "الحرب النووية.. سيناريو"، والآخر بعنوان "العد التنازلي" لمؤلفته سارة سكولز، وهي صحفية متخصصة في مجال العلوم.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4نيويورك تايمز: الولايات المتحدة لم تكتشف بعد طريقة لدحر تنظيم الدولةlist 2 of 4اللاجئون السوريون والرهان الخطير على العودة إلى الوطنlist 3 of 4إسرائيل تقدم اقتراحا إلى الأمم المتحدة لتفكيك أونرواlist 4 of 4خبراء: خطة بايدن لرصيف غزة تهدد القوات الأميركيةend of list

وتتخيل جاكوبسن في روايتها إقدام كوريا الشمالية على شن هجوم نووي على الولايات المتحدة، وما سيعقبه من دوامة من التداعيات تُهلك العالم.

ووصفت المجلة الكتاب بأنه صيغ بمنهجية ووضوح، وبُني على أسس فنية وبيانات صادمة أحيانا.

وذكرت جاكوبسن في روايتها أن الأقمار الصناعية الأميركية، التي ترصد صواريخ كوريا الشمالية عند إطلاقها، تحتوي على أجهزة استشعار "قوية للغاية بحيث يمكنها رؤية عود ثقاب مشتعل من مسافة 320 كيلومترا (200 ميل).

وفي غضون 15 ثانية، تستطيع الرادارات معرفة أن الصاروخ متجه نحو الولايات المتحدة، وسيقطع المسافة في مدة تزيد قليلا على نصف ساعة للوصول إلى هدفه.

6 دقائق

وبمجرد إبلاغ الرئيس الأميركي جو بايدن بالأمر، فلن يكون أمامه سوى 6 دقائق لاتخاذ قراره. وتشرح المؤلفة السرعة التي يمكن بها إبادة دول بأكملها.

فقد تطلق غواصة روسية جاثمة قبالة الساحل الغربي لأميركا مجموعة كاملة من الصواريخ على الولايات الأميركية الـ50 دفعة واحدة خلال 80 ثانية. وحتى لو كانت هناك غواصة رابضة عن قرب -كما يشير أحد الخبراء- فلن تتمكن من إطلاق طوربيد في حينه.

وأوضحت الكاتبة أن الصواريخ التي تُطلق من مكان قريب من الساحل الأميركي تستغرق أكثر من 7 دقائق بقليل لإصابة هدفها.

وقالت إن السينما تناولت سيناريوهات الحرب النووية في عدة أفلام في الثمانينيات، قبل أن تنحسر في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحالي.

لكن الغزو الروسي لأوكرانيا أعادها إلى واجهة الجغرافيا السياسية والثقافة مرة أخرى. وضربت الكاتبة مثالا على ذلك بفيلم السيرة الذاتية لروبرت أوبنهايمر، "أبو القنبلة النووية".

وتخوض جاكوبسن في تفاصيل الحرب النووية بشكل مثير للقلق أحيانا، حسب تعبير مجلة إيكونوميست. ففي السيناريو التي تتخيله، يمحو صاروخ كوري شمالي محطة الطاقة النووية شمال مدينة لوس أنجلوس من الوجود، مما يجعل الوقود المستنفد يتطاير ويتغلغل في الغبار الذري المتساقط.

وتدمر قنبلة أخرى واشنطن العاصمة، ويحترق الناس أحياءً داخل مبنى الكونغرس والبيت الأبيض بفعل العواصف النارية التي تجلبها رياح ترفع حرارة الجو إلى 660 درجة مئوية.

سوء فهم

وورد في تقرير نشره موقع الجزيرة نت في وقت سابق، أن العالم يضم ما بين 15 و18 ألف رأس حربي نووي، عدة آلاف منها يمكن أن تكون جاهزة للإطلاق ما بين 5 و15 دقيقة.

وفي سيناريو حرب بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، يمكن أن يحدث سوء فهم من جانب روسيا؛ فالصواريخ الأميركية المتجهة صوب كوريا الشمالية يجب أن تطير فوق سماء روسيا بحكم الجغرافيا.

وبحسب تقرير الإيكونوميست قد لا يتمكن القادة الأميركيون من إجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي. وربما تخطئ أقمار الإنذار المبكر الروسية "المتدنية المستوى" -والمعروف عنها أنها تخلط بين الغيوم وأعمدة الدخان- في رصد مئات الصواريخ القادمة، فيهاجم الروس الولايات المتحدة وتضطر الأخيرة إلى الرد.

وتحاجج المجلة البريطانية جاكوبسن فيما ذهبت إليه، إذ تعتقد إيكونوميست أن من الصعب أن تغامر كوريا الشمالية وتُقدم على انتحار "مفاجئ"، فهل يستطيع الزعماء الروس حقا وضع نهاية للعالم استنادا إلى بيانات من أجهزة استشعار معيبة؟

على أن الأمر الذي لا خلاف عليه -برأي المجلة- هو التغيير الذي ستحدثه الأسلحة النووية على العالم. ذلك أن نشر سخام ذري بكميات كبيرة في الغلاف الجوي من شأنه أن يقلل بنسبة 70% من أشعة الشمس على مدى 10 سنوات.

وستتقلص كمية الأمطار بنحو 50%. وسيعود البشر إلى ممارسة حرفتي الصيد وجمع الثمار بعد أن 10 آلاف عام من العمل في مجال الزراعة والحصاد، حسبما أفادت جاكوبسن في كتابها.

سلاح ذو حدين

وفي كتاب "العد التنازلي"، تقدم سارة سكولز لمحة عن الأشخاص الذين يعملون في مجمع المختبرات النووية الأميركية الضخم -من بينها مختبر ألاموس في ولاية نيو مكسيكو- حيث أشرف أوبنهايمر على عملية اختراع وتصنيع أول قنبلة نووية.

إن الأجزاء الأكثر إقناعا في كتابها تلك التي تستجلي فيها كيف يوفق أولئك العلماء، من أمثال أوبنهايمر، بين عملهم ومبادئهم.

ويتطرق الكتاب للفجوة بين الأجيال؛ حيث تقول المؤلفة إن الولايات المتحدة درجت -قبل عام 1992- على أن تبقي أسلحتها النووية بحالة جيدة من خلال إجراء تفجيرات في إطار تجارب نووية.

وبينما تعكف واشنطن على تصميم رأس حربي جديد، يُطلق عليه (دبليو 93) "w93″، لأول مرة منذ عقود، يشكك بعض علماء تلك الحقبة في إمكانية القيام بذلك دون إجراء تجارب عليه.

ووصفت إيكونوميست كتاب سكولز بأنه جاء متوازنا وسهل القراءة، وينقل مواقف المدافعين عن نزع السلاح النووي وأنصار الردع النووي على حد سواء.

ونقل التقرير عن براد روبرتس، مؤلف كتاب "حالة الأسلحة النووية في القرن 21″، قوله إن النووي قد يكون سلاحا ذا حدين "فإما أن يكون له مفعول تهدئة، أو تأثير كارثي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات ترجمات الولایات المتحدة کوریا الشمالیة

إقرأ أيضاً:

تقرير لـ «جي 42» و«إيكونوميست إمباكت» يسلّط الضوء على جاهزية الذكاء الاصطناعي

 

أبوظبي (الاتحاد)
أصدرت «جي 42»، بالشراكة مع مجلة إيكونوميست إمباكت، تقريراً بحثياً جديداً بعنوان «استعد، انطلق، الذكاء الاصطناعي».
ويبحث التقرير في جاهزية الأسواق الناشئة مثل أذربيجان ومصر والهند وإندونيسيا وكازاخستان وكينيا وتركيا لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما يسلّط الضوء على الفجوات الحالية التي تعيق تبني الذكاء الاصطناعي في هذه الأسواق، ويستكشف الفرص الاجتماعية والاقتصادية الواعدة، لا سيما في المناطق التي تعاني من نقص في الخدمات.
وبحسب التقرير، تُبدي الأسواق الناشئة رغبةً كبيرة في مواكبة التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، تواجه العديد من هذه الدول تحديات كبيرة تعيق تقدمها، مثل نقص البنية التحتية المناسبة وقلة المواهب الماهرة، علاوة على ذلك، تُشكّل العوامل السياسية والاقتصادية، بما في ذلك تقلّب العملات، وعدم اليقين التنظيمي، وحالات عدم الاستقرار السياسي، عوائق رئيسية أمام جذب الاستثمار واسع النطاق في العديد من الأسواق التي شملها التقرير.
وقال بينج شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي 42»: على غرار التحوّل الذي أحدثه اختراع الكهرباء، فإن الذكاء الاصطناعي يعد بإعادة تشكيل الاقتصادات والمجتمعات بأكملها، لكن، كما كانت الكهرباء في الماضي بعيدة المنال عن الكثيرين، فإن الذكاء الاصطناعي اليوم غير متاح للكثيرين، في جي 42، نؤمن أنه مع تحوّل الذكاء إلى خدمة أساسية من خلال الذكاء الاصطناعي، فإن مسؤوليتنا المشتركة تكمن في ضمان وصوله بشكل عادل إلى الجميع.
وأضاف: تساعدنا الأبحاث الأخيرة على فهم احتياجات الأسواق الناشئة، والفرص المتاحة في كل منها، والعقبات التي تمنع تلك الأسواق من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بطريقة مفيدة.
ويكشف التقرير الجديد عن تباين كبير في مدى جاهزية قادة الأعمال لتبني الذكاء الاصطناعي في الأسواق المشمولة بالاستطلاع.
واستناداً إلى آراء 700 مدير ومدير تنفيذي مشارك في اتخاذ القرارات المتعلّقة بنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل الشركات المتوسطة والكبيرة، أظهرت النتائج أن نقص البنية التحتية المناسبة يمثّل العائق الأكبر أمام التبني واسع النطاق لهذه التقنيات.
وفقاً للتقرير، أشار 20% من المشاركين في الاستطلاع إلى أن بنيتهم التحتية ليست مهيأة بالكامل لاحتضان تقنيات الذكاء الاصطناعي، على الرغم من توفّر أسس تكنولوجيا المعلومات الأساسية، فعلى سبيل المثال، أفاد 70% من المستجيبين بوجود اتصال إنترنت ثابت ومستقر، وهو عامل حيوي لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، برزت تحديات أخرى، أهمها الوصول إلى بيانات عالية الجودة، فقد أشار 81% من المشاركين إلى محدودية أو انعدام الوصول إلى بيانات التدريب، بينما أكد 84% منهم افتقارهم إلى أنظمة الحوسبة عالية السعة الضرورية لتغذية وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي بفعالية.

مقالات مشابهة

  • أمريكا تدرس 3 استراتيجيات لمنع إيران من الأسلحة النووية
  • ترامب يسأل الجنود: "كيف حال كيم جونغ أون؟".. ما مستقبل العلاقات الأمريكية الكورية الشمالية؟
  • هشام الحسيني: قصة رجل دين مسلم في قلب السياسة الأميركية
  • السفير عبد المحمود عبد الحليم يعلق على قرار وزارة الخزانة الأميركية
  • الترسانة النووية للرئيس الـ47.. ما الأسلحة التي يستطيع ترامب أن يهدد بها العالم؟
  • تقرير لـ «جي 42» و«إيكونوميست إمباكت» يسلّط الضوء على جاهزية الذكاء الاصطناعي
  • توقع بانخفاض إنتاج الخام في ولاية داكوتا الشمالية
  • تشمل الجنسية الأميركية.. أوامر تنفيذية مرتقبة من ترامب
  • يتسلمها ترامب خلال ساعات.. ماذا نعرف عن الحقيبة النووية التي لا تفارق الرئيس الأمريكي؟
  • يتسلمها ترامب خلال ساعات.. ماذا نعرف عن الحقيبة النووية التي لا تفارق الرئيس الأمريكي؟.. عاجل