إيكونوميست: ما مصير البشرية في حال اندلعت حرب نووية؟
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
استعرضت مجلة "إيكونوميست" البريطانية كتابين يتناولان مخاطر الأسلحة النووية وقدرتها على إبادة الحياة على وجه الأرض.
والكتابان أحدهما من تأليف الصحفية آني جاكوبسن تحت عنوان "الحرب النووية.. سيناريو"، والآخر بعنوان "العد التنازلي" لمؤلفته سارة سكولز، وهي صحفية متخصصة في مجال العلوم.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4نيويورك تايمز: الولايات المتحدة لم تكتشف بعد طريقة لدحر تنظيم الدولةlist 2 of 4اللاجئون السوريون والرهان الخطير على العودة إلى الوطنlist 3 of 4إسرائيل تقدم اقتراحا إلى الأمم المتحدة لتفكيك أونرواlist 4 of 4خبراء: خطة بايدن لرصيف غزة تهدد القوات الأميركيةend of listوتتخيل جاكوبسن في روايتها إقدام كوريا الشمالية على شن هجوم نووي على الولايات المتحدة، وما سيعقبه من دوامة من التداعيات تُهلك العالم.
ووصفت المجلة الكتاب بأنه صيغ بمنهجية ووضوح، وبُني على أسس فنية وبيانات صادمة أحيانا.
وذكرت جاكوبسن في روايتها أن الأقمار الصناعية الأميركية، التي ترصد صواريخ كوريا الشمالية عند إطلاقها، تحتوي على أجهزة استشعار "قوية للغاية بحيث يمكنها رؤية عود ثقاب مشتعل من مسافة 320 كيلومترا (200 ميل).
وفي غضون 15 ثانية، تستطيع الرادارات معرفة أن الصاروخ متجه نحو الولايات المتحدة، وسيقطع المسافة في مدة تزيد قليلا على نصف ساعة للوصول إلى هدفه.
6 دقائقوبمجرد إبلاغ الرئيس الأميركي جو بايدن بالأمر، فلن يكون أمامه سوى 6 دقائق لاتخاذ قراره. وتشرح المؤلفة السرعة التي يمكن بها إبادة دول بأكملها.
فقد تطلق غواصة روسية جاثمة قبالة الساحل الغربي لأميركا مجموعة كاملة من الصواريخ على الولايات الأميركية الـ50 دفعة واحدة خلال 80 ثانية. وحتى لو كانت هناك غواصة رابضة عن قرب -كما يشير أحد الخبراء- فلن تتمكن من إطلاق طوربيد في حينه.
وأوضحت الكاتبة أن الصواريخ التي تُطلق من مكان قريب من الساحل الأميركي تستغرق أكثر من 7 دقائق بقليل لإصابة هدفها.
وقالت إن السينما تناولت سيناريوهات الحرب النووية في عدة أفلام في الثمانينيات، قبل أن تنحسر في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحالي.
لكن الغزو الروسي لأوكرانيا أعادها إلى واجهة الجغرافيا السياسية والثقافة مرة أخرى. وضربت الكاتبة مثالا على ذلك بفيلم السيرة الذاتية لروبرت أوبنهايمر، "أبو القنبلة النووية".
وتخوض جاكوبسن في تفاصيل الحرب النووية بشكل مثير للقلق أحيانا، حسب تعبير مجلة إيكونوميست. ففي السيناريو التي تتخيله، يمحو صاروخ كوري شمالي محطة الطاقة النووية شمال مدينة لوس أنجلوس من الوجود، مما يجعل الوقود المستنفد يتطاير ويتغلغل في الغبار الذري المتساقط.
وتدمر قنبلة أخرى واشنطن العاصمة، ويحترق الناس أحياءً داخل مبنى الكونغرس والبيت الأبيض بفعل العواصف النارية التي تجلبها رياح ترفع حرارة الجو إلى 660 درجة مئوية.
سوء فهموورد في تقرير نشره موقع الجزيرة نت في وقت سابق، أن العالم يضم ما بين 15 و18 ألف رأس حربي نووي، عدة آلاف منها يمكن أن تكون جاهزة للإطلاق ما بين 5 و15 دقيقة.
وفي سيناريو حرب بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، يمكن أن يحدث سوء فهم من جانب روسيا؛ فالصواريخ الأميركية المتجهة صوب كوريا الشمالية يجب أن تطير فوق سماء روسيا بحكم الجغرافيا.
وبحسب تقرير الإيكونوميست قد لا يتمكن القادة الأميركيون من إجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي. وربما تخطئ أقمار الإنذار المبكر الروسية "المتدنية المستوى" -والمعروف عنها أنها تخلط بين الغيوم وأعمدة الدخان- في رصد مئات الصواريخ القادمة، فيهاجم الروس الولايات المتحدة وتضطر الأخيرة إلى الرد.
وتحاجج المجلة البريطانية جاكوبسن فيما ذهبت إليه، إذ تعتقد إيكونوميست أن من الصعب أن تغامر كوريا الشمالية وتُقدم على انتحار "مفاجئ"، فهل يستطيع الزعماء الروس حقا وضع نهاية للعالم استنادا إلى بيانات من أجهزة استشعار معيبة؟
على أن الأمر الذي لا خلاف عليه -برأي المجلة- هو التغيير الذي ستحدثه الأسلحة النووية على العالم. ذلك أن نشر سخام ذري بكميات كبيرة في الغلاف الجوي من شأنه أن يقلل بنسبة 70% من أشعة الشمس على مدى 10 سنوات.
وستتقلص كمية الأمطار بنحو 50%. وسيعود البشر إلى ممارسة حرفتي الصيد وجمع الثمار بعد أن 10 آلاف عام من العمل في مجال الزراعة والحصاد، حسبما أفادت جاكوبسن في كتابها.
سلاح ذو حدينوفي كتاب "العد التنازلي"، تقدم سارة سكولز لمحة عن الأشخاص الذين يعملون في مجمع المختبرات النووية الأميركية الضخم -من بينها مختبر ألاموس في ولاية نيو مكسيكو- حيث أشرف أوبنهايمر على عملية اختراع وتصنيع أول قنبلة نووية.
إن الأجزاء الأكثر إقناعا في كتابها تلك التي تستجلي فيها كيف يوفق أولئك العلماء، من أمثال أوبنهايمر، بين عملهم ومبادئهم.
ويتطرق الكتاب للفجوة بين الأجيال؛ حيث تقول المؤلفة إن الولايات المتحدة درجت -قبل عام 1992- على أن تبقي أسلحتها النووية بحالة جيدة من خلال إجراء تفجيرات في إطار تجارب نووية.
وبينما تعكف واشنطن على تصميم رأس حربي جديد، يُطلق عليه (دبليو 93) "w93″، لأول مرة منذ عقود، يشكك بعض علماء تلك الحقبة في إمكانية القيام بذلك دون إجراء تجارب عليه.
ووصفت إيكونوميست كتاب سكولز بأنه جاء متوازنا وسهل القراءة، وينقل مواقف المدافعين عن نزع السلاح النووي وأنصار الردع النووي على حد سواء.
ونقل التقرير عن براد روبرتس، مؤلف كتاب "حالة الأسلحة النووية في القرن 21″، قوله إن النووي قد يكون سلاحا ذا حدين "فإما أن يكون له مفعول تهدئة، أو تأثير كارثي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات ترجمات الولایات المتحدة کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: انطلاق محادثات نووية بين إيران وأوروبا يناير المقبل
أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن محادثات نووية بين إيران وأوروبا من المقرر أن تبدأ في يناير المقبل في مدينة جنيف السويسرية. وتأتي هذه المباحثات في إطار الجهود الدبلوماسية لتخفيف التوترات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني ومحاولة الوصول إلى حلول دائمة بشأن القضايا العالقة.
وتعد هذه الخطوة تطورًا جديدًا في مسار العلاقات بين الجانبين بعد أشهر من المفاوضات غير المباشرة والتصعيد المتبادل. ومن المتوقع أن تركز المباحثات على سبل استئناف الالتزامات النووية وفق الاتفاقيات الدولية.
تعود خلفية هذه المحادثات إلى الاتفاق النووي المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" الذي تم توقيعه في عام 2015 بين إيران ومجموعة (5+1)، والتي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين.
نص الاتفاق على تقليص إيران لبرنامجها النووي بشكل كبير مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. ومع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018 خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، تصاعدت التوترات بين طهران والدول الغربية، ما دفع إيران إلى تقليص التزاماتها النووية تدريجيًا.
تهدف المحادثات الجديدة إلى إحياء الاتفاق النووي وتخفيف التوترات المستمرة بين إيران والغرب، في ظل الضغوط الدولية لضمان عدم تحول البرنامج النووي الإيراني إلى تهديد أمني.