بوابة الوفد:
2025-01-30@23:58:49 GMT

لقاءات الشرق والغرب فى الأدب المصرى الحديث

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT

نرى فى الأدب المصرى الحديث شواهد تشير الى تأثره ببعض الأيديولوجيات والحركات الأدبية الناشئة فى الغرب. يمكن للقارئ أن يجد أمثلة أو صدى للرومانسية، والوجودية، والواقعية الاجتماعية، والسريالية، والأدب الملتزم، ومسرح اللامعقول، وحتى اتجاهات ما بعد الحداثة. هناك أيضًا مؤشرات واضحة على تأثير شخصيات أدبية غربية بعينها على الكتّاب المصريين والعرب: شيلى، كيتس، ووردزوورث فى شعر الرومانسيين أحمد زكى أبو شادى (توفى 1955)، إبراهيم ناجى (ت.

1953)، وغيرهما؛ فرانز كافكا فى مسرحيات ميخائيل رومان (ت. 1973) وروايات صنع الله إبراهيم (1937–)؛ تى. إس. إليوت فى شعر صلاح عبدالصبور (ت 1981)؛ وجالزوورثى وديكنز فى روايات نجيب محفوظ (ت. 2006)، وتتجلى هذه التأثيرات أيضا فى أدب المهجر، ففى كتابات جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، أمين الريحانى، وإلياس أبو شبكة، يمكن للقارئ أن يحس بتأثير كتّاب أمريكيين مثل إدغار آلان بو ورالف والدو إيمرسون ووالت ويتمان. 
وموضوع اللقاءات بين الشرق والغرب موضوع متكرر فى الأدب الحديث. ويظهر عادة على شكل لقاء بين شاب مصرى / عربى يسعى للحصول على تعليم عال فى عاصمة أوروبية وإمرأة غربية. فى معظم الأحيان، لا يؤدى اللقاء إلى علاقة صحية أو دائمة، وينتهى بالانفصال أو حتى بالعنف. يمكن رؤية هذا اللقاء بين الشرق والغرب فى روايات مثل «عصفور من الشرق»، و«أديب» و«قنديل أم هاشم» للمصريين توفيق الحكيم وطه حسين ويحيى حقّى، على التوالي؛ و«الحى اللاتيني» للبنانى سهيل إدريس، و«موسم الهجرة إلى الشمال» للسودانى الطيب صالح.
وفى الآونة الأخيرة، نشرت بعض الروايات المصرية التى تجرى أحداثها فى أمريكا: «أمريكانلي» لصنع الله إبراهيم (2004)؛ «شيكاغو» لعلاء الأسوانى (2007)؛ و«بروكلين هايتس» لميرال الطحاوى (2010)، ويبدو أن هذا بدوره يشير إلى تحول عن أوروبا إلى أمريكا كمسرح للثقافة الغربية. فى روايات القرن الماضى، كانت المتروبوليس الغربية تتمثّل فى باريس أو لندن كما نقرأ فى روايات الحكيم، وطه حسين ويحيى حقّى، ولكن الغرب الآن تمثله مدنا مثل نيويورك أو شيكاغو. فى روايات القرن الماضى، كان الشاب المصرى يلتقى بباريسية شقراء فاتنة أثناء دراسته فى باريس (مركز المعرفة والحضارة بالنسبة له)، ويقع فى حبها، لكن علاقتهما تنتهى بشكل مفاجئ وبقدر من الخيبة، إن لم يكن بالمرارة. الآن فى القرن الواحد والعشرين، قد يكون البطل امرأة غير متزوجة، كما فى «بروكلين هايتس» وقد يكون أكاديميا زائرا يدرِّس -ويدْرُس- طلابا غربيين (أمريكيين) ويفضح معرفتهم المحدودة بالعالم، كما فى «أمريكانلي» لصنع الله ابراهيم.
وبعض الكتّاب المصريين الآن يقيمون فى عواصم الغرب ويكتبون عن تجاربهم هناك كمهاجرين، وهذا بدوره يجعل النظرة المعتادة للقاءات بين الشرق والغرب فى حاجة إلى مراجعة عميقة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نجيب محفوظ الروايات المصرية الشرق والغرب

إقرأ أيضاً:

محمد مغربي يكتب: لماذا ندم عرّاب الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث؟

كان العام 1850 حين تمكن إسحاق سنجر من تطوير آلة خياطة عُرفت لاحقا باسمه «سنجر»، آنذاك كان الثوب يستغرق 20 يوما على يد الخيّاط العادي وبعد الماكينة بات يستغرق يومين فقط، حينها أيضا كان أول من اعترض على هذا الاختراع هم الخيّاطون أنفسهم لأنهم ظنّوا أنّ الآلة ستحل محلهم ويندثروا، لكن ما حدث أن الإنتاج هو ما زاد وباتت الماكينات في حاجة إلى أيدٍ عاملة أكثر، خاصة وقت الحرب العالمية الأولى التي بيع خلالها مليون ماكينة سنجر، وهكذا بدلا من الاندثار زاد الطلب على الخياطين لدرجة أصبح لها معاهد وأكاديميات في بلاد أوروبا.

هذا النموذج يعد الأوضح لعلاقة الإنسان بالآلة في عصر الثورة الصناعية التي ظهرت أواخر القرن الثامن عشر وازدهرت في منتصف القرن التاسع عشر، فبدلا من الخوف من اندثار المهن ومصدر الرزق كانت الآلات هي ما وفرت فرص عمل للملايين، صحيح أنّ مقابل ذلك هناك مهن اندثرت لكن أي مقارنة ستصب في صالح الآلة التي حسّنت من حياة الإنسان خلال قرون.

نفس التحدي تعيشه البشرية في السنوات الأخيرة، لكن تلك المرة مع الذكاء الاصطناعي الذي بات يحل محل الإنسان في العديد من المهن، وكالعادة تكررت المخاوف من فقدان الناس لمهنهم ومصدر رزقهم مقابل تلك الأجهزة، وكانت الإجابة أنّ ذلك لن يحدث كما علمنا التاريخ وأنّ الذكاء الاصطناعي قادر على خلق فرص عمل تعوض اندثار مهن أخرى، لكن تلك الإجابة لم تعد تصلح لأن الذكاء الاصطناعي ليس كالآلات والثورة الصناعية، هو ثورة من نوع آخر أشد وأشرس.

من يقول ذلك ليس مجرد خبير تكنولوجي أو عالم متمسك بتقاليد الحياة القديمة، بل هو البروفيسور جيفري هينتون، وقبل أن نوضح السبب الذي دفعه إلى قول ذلك منذ أيام، أوضح أولا أنّ «هينتون» هو عالم كمبيوتر بريطاني يبلغ من العمر 77 عاما ويُعرف بـ«عرّاب الذكاء الاصطناعي»، فبجانب حصوله على جائزة نوبل في الفيزياء، فهو الرجل الذي اخترع في ثمانينيات القرن العشرين طريقة يمكنها العثور بشكل مستقل على خصائص في البيانات وتحديد عناصر محددة في الصور، وتلك الخطوات هي الأساس للذكاء الاصطناعي الحديث في العصر الحالي.

وإذا كنّا عرفنا هوية الشخص فالآن نعرف ما قاله، إذ أوضح أنّ الـ«AI» قد يقضي على الجنس البشرى خلال العقد المقبل، وقد توقع أن يحدث ذلك خلال ثلاثة عقود لكن تطورات الذكاء الاصطناعي وقفزاته أمر مدهش ومرعب في آن واحد، أما الفرق بينها وبين الثورة الصناعية أنّ في الثورة الصناعية كانت الآلات تتولى الأعمال الشاقة، بينما كان الإنسان هو من يملك زمام الأمور لأنه كان يفكر ويخطط وتتولى الآلات التنفيذ، وبالتالي ففضيلة الإنسان كانت التفكير.

أما الآن فنماذج الذكاء الاصطناعي تقترب من طريقة التفكير البشري، وبالتالي هي من ستتولى زمام الأمور إذا نجحت في الاستمرار، أي أنّ العلاقة ستصبح معكوسة، وبدلا من أن يصبح الروبوت في خدمة الإنسان، سيصبح الإنسان نفسه في خدمة الروبوت، وتلك مصيبة كما وصفها.

تحذيرات جيفرى هينتون لم تتوقف عند هذا الحد، بل أتبعها بأنّ الذكاء الاصطناعي سيتسبب في زيادات هائلة فى الإنتاجية، وهذا يفترض أن يكون مفيدا للمجتمع، لكن الحقيقة أن كل الفوائد ستذهب للأغنياء وبالتالى سيفقد كثير من الناس وظائفهم مقابل أن تغتني فئة قليلة، فالشركات الكبرى والأرباح لا ترحم، لذلك فالحل الوحيد فرض تنظيم حكومي أكثر صرامة على شركات الذكاء الاصطناعي لتضمن تنظيم عدالة ما، ولأن «هينتون» يشك في ذلك، فإنه لم يخجل من كشف أنّه يشعر أحيانا ببعض الندم لأنه قدم تلك التكنولوجيا في العالم، صحيح لو عاد به الزمن لفعل نفس الشيء، ولكن القلق من النتيجة لن يمنعه من الندم.

مقالات مشابهة

  • صلاح حسب الله: تأجيج الصراع في الشرق الأوسط يعرقل الحلول السلمية
  • حمد إبراهيم يعلن قائمة الإسماعيلي استعدادا لمواجهة طلائع الجيش
  • “اللجنة” لصنع الله إبراهيم: كيف تسائل الرواية أنظمة القهر؟
  • احذر الأحاديث الضعيفة عن شهر شعبان.. 10 روايات غير صحيحة شاعت بين الناس
  • صنعاء : الحديث بتهجير الشعب الفلسطيني تهديد خطير
  • محمد مغربي يكتب: لماذا ندم عرّاب الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث؟
  • هل تصمد التهدئة في لبنان؟
  • حماس تستهجن تصريحات السلطة الفلسطينية بزج اسم الحركة في لقاءات مشبوهة
  • تعليم الفيوم: عرض روايات من تأليف طلاب الفيوم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2025م
  • عرض روايات من تأليف طلاب الفيوم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب