بوابة الوفد:
2025-03-04@11:16:03 GMT

لقاءات الشرق والغرب فى الأدب المصرى الحديث

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT

نرى فى الأدب المصرى الحديث شواهد تشير الى تأثره ببعض الأيديولوجيات والحركات الأدبية الناشئة فى الغرب. يمكن للقارئ أن يجد أمثلة أو صدى للرومانسية، والوجودية، والواقعية الاجتماعية، والسريالية، والأدب الملتزم، ومسرح اللامعقول، وحتى اتجاهات ما بعد الحداثة. هناك أيضًا مؤشرات واضحة على تأثير شخصيات أدبية غربية بعينها على الكتّاب المصريين والعرب: شيلى، كيتس، ووردزوورث فى شعر الرومانسيين أحمد زكى أبو شادى (توفى 1955)، إبراهيم ناجى (ت.

1953)، وغيرهما؛ فرانز كافكا فى مسرحيات ميخائيل رومان (ت. 1973) وروايات صنع الله إبراهيم (1937–)؛ تى. إس. إليوت فى شعر صلاح عبدالصبور (ت 1981)؛ وجالزوورثى وديكنز فى روايات نجيب محفوظ (ت. 2006)، وتتجلى هذه التأثيرات أيضا فى أدب المهجر، ففى كتابات جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، أمين الريحانى، وإلياس أبو شبكة، يمكن للقارئ أن يحس بتأثير كتّاب أمريكيين مثل إدغار آلان بو ورالف والدو إيمرسون ووالت ويتمان. 
وموضوع اللقاءات بين الشرق والغرب موضوع متكرر فى الأدب الحديث. ويظهر عادة على شكل لقاء بين شاب مصرى / عربى يسعى للحصول على تعليم عال فى عاصمة أوروبية وإمرأة غربية. فى معظم الأحيان، لا يؤدى اللقاء إلى علاقة صحية أو دائمة، وينتهى بالانفصال أو حتى بالعنف. يمكن رؤية هذا اللقاء بين الشرق والغرب فى روايات مثل «عصفور من الشرق»، و«أديب» و«قنديل أم هاشم» للمصريين توفيق الحكيم وطه حسين ويحيى حقّى، على التوالي؛ و«الحى اللاتيني» للبنانى سهيل إدريس، و«موسم الهجرة إلى الشمال» للسودانى الطيب صالح.
وفى الآونة الأخيرة، نشرت بعض الروايات المصرية التى تجرى أحداثها فى أمريكا: «أمريكانلي» لصنع الله إبراهيم (2004)؛ «شيكاغو» لعلاء الأسوانى (2007)؛ و«بروكلين هايتس» لميرال الطحاوى (2010)، ويبدو أن هذا بدوره يشير إلى تحول عن أوروبا إلى أمريكا كمسرح للثقافة الغربية. فى روايات القرن الماضى، كانت المتروبوليس الغربية تتمثّل فى باريس أو لندن كما نقرأ فى روايات الحكيم، وطه حسين ويحيى حقّى، ولكن الغرب الآن تمثله مدنا مثل نيويورك أو شيكاغو. فى روايات القرن الماضى، كان الشاب المصرى يلتقى بباريسية شقراء فاتنة أثناء دراسته فى باريس (مركز المعرفة والحضارة بالنسبة له)، ويقع فى حبها، لكن علاقتهما تنتهى بشكل مفاجئ وبقدر من الخيبة، إن لم يكن بالمرارة. الآن فى القرن الواحد والعشرين، قد يكون البطل امرأة غير متزوجة، كما فى «بروكلين هايتس» وقد يكون أكاديميا زائرا يدرِّس -ويدْرُس- طلابا غربيين (أمريكيين) ويفضح معرفتهم المحدودة بالعالم، كما فى «أمريكانلي» لصنع الله ابراهيم.
وبعض الكتّاب المصريين الآن يقيمون فى عواصم الغرب ويكتبون عن تجاربهم هناك كمهاجرين، وهذا بدوره يجعل النظرة المعتادة للقاءات بين الشرق والغرب فى حاجة إلى مراجعة عميقة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نجيب محفوظ الروايات المصرية الشرق والغرب

إقرأ أيضاً:

من العصر القديم إلى الحديث.. رمضان في الشعر العربي.. تجليات روحية وصور أدبية

يحتل شهر رمضان مكانة خاصة في وجدان المسلمين، حيث تتجلى فيه قيم العبادة، والتأمل، والتواصل الروحي، ولم يكن الشعراء بمنأى عن هذا التأثير، فقد تغنوا بجمال الشهر الكريم، ورصدوا أجواءه الروحانية وأثره في النفوس، معبرين عن معاني الصوم والطاعة والصفاء الروحي.

رمضان في الشعر العربي القديم

في العصر العباسي والأندلسي، أبدع الشعراء في وصف رمضان باعتباره شهر العبادة والتقوى. يقول أبو تمام في قصيدة مشهورة: (والصوم مروضة النفوس لفطْرها.. عن لذةِ الإثم الذي هو ملتذ).

ويرى أن الصوم يروض النفس، ويبعدها عن الذنوب والشهوات، ليكون وسيلة للتطهير والتقرب من الله.

أما الشاعر الأندلسي ابن العريف، فقد صور رمضان ببهجة خاصة، واعتبره موسماً للتوبة والمغفرة، حيث يقول: (وشهر الصوم منتصف تجلى
ينادي بالتقى في كل واد).

رمضان في الشعر الصوفي

أما في الشعر الصوفي، فقد تميز رمضان بوصفه فرصة للوصول إلى الصفاء الروحي والانقطاع عن الدنيا للتركيز على الله، وكان جلال الدين الرومي وابن الفارض من أكثر الشعراء الذين مجدوا هذا الشهر بطريقة رمزية، حيث شبهوا الجوع بالصيام عن كل ما يشغل القلب عن الله، يقول ابن الفارض: (إن لم يكن فِي معادي آخِذِي بيدي.. فما صيامي وما صومي وما سنني)، ويعني هنا أن الصوم ليس مجرد الامتناع عن الطعام، بل هو تقرب روحي إلى الله، وتطهير للقلب والنفس.

رمضان في الشعر الحديث

في العصر الحديث، استمر الشعراء في الاحتفاء برمضان، ولكن بأساليب أكثر بساطة وأقرب إلى الحياة اليومية، فقد صور أحمد شوقي رمضان بكونه شهر الخير والرحمة، حيث يقول: (رمضان ولى هاتها يا ساقي.. مشتاقة تسعى إلى مشتاق)، ورغم أن البيت يتحدث عن انقضاء رمضان، إلا أنه يعكس اشتياق الناس لهذا الشهر بكل تفاصيله.

 أما محمود حسن إسماعيل، فقد صوّر مشاهد رمضان في الريف المصري، حيث تحدث عن صوت المسحراتي، وعن تجمع الأسر حول موائد الإفطار في أجواء مليئة بالدفء.

ويظل رمضان ملهمًا للشعراء في كل العصور، حيث يجسد معاني الطهر والتأمل والتقرب من الله، وبينما ركز القدماء على الجوانب الروحانية والتعبدية، تناول المحدثون أجواءه الاجتماعية وتأثيره في الناس. ورغم اختلاف الأساليب، يبقى رمضان مصدر إلهام متجدد في الشعر العربي.

مقالات مشابهة

  • في رحاب نبي الله إبراهيم (ع)
  • من العصر القديم إلى الحديث.. رمضان في الشعر العربي.. تجليات روحية وصور أدبية
  • الأمانة العامة لمجلس السيادة تنعي الأستاذة سمية إبراهيم عبدالرحمن
  • قصة هجرة إبراهيم عليه السلام ومعجزة ماء زمزم
  • طلب صادم من عبد الله السعيد يقلب الموازين في الزمالك
  • كيف نخطط للعبادة في شهر رمضان؟ هبة إبراهيم تجيب
  • رئيس الشيوخ: نقدم الدعم والمساندة للدولة المصرية فيما تتخذه من إجراءات لتحسين مسارات الإصلاحات الشاملة
  • "طلبات" مصر الراعى الرسمى للاتحاد المصرى للخماسى الحديث لمدة 4 سنوات
  • ثَبَتُ فَلَج ذي نَيْم.. وثيقة من القرن الخامس الهجري
  • نوفا: القوات الأميركية تجري مناورات جوية في ليبيا لتعزيز التكامل العسكري بين الشرق والغرب