لجريدة عمان:
2024-11-26@03:27:00 GMT

الإسلام وأهل الكتاب.. الكتب المنزلة

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT

لقد أنزل الله على أنبيائه كتبًا، هدايةً للناس للإيمان به والعمل بشرائعه، وأول نبي ذُكِر بأن له كتبا هو إبراهيم، حيث ورد في القرآن بأن له صُحُفًا: (صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى)، وعندما تُذكَر الصُحُف فيه فهي صُحُفهما. والقرآن نفسه: (فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ) عبس:13، وقد ربط الله بين ما جاء به القرآن وهذه الصُحُف بقوله: (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى، صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) الأعلى:18-19، إذًا؛ ما جاء به القرآن من الهدى ليس أمرًا بدعًا، فهو ما في تلك الصُحُف، وليس لأهل الكتاب احتكار الوحي لهم.

والقرآن.. لم يذكر طبيعة الصُحُف الأولى، ويذهب دارسو الأديان إلى أن إبراهيم وُجِد في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وإذا رجعنا لـ«علم الآثار» فأقدم كتابة هي المسمارية التي كتب بها السومريون ألواحهم، وأول ظهور لها كان حوالي منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد، أما مبتدأ الكتابة الأبجدية فكان حوالي القرن الرابع عشر قبل الميلاد.

القرآن.. نزل مُفصّلًا بلسان عربي: (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) فصلت:3، ولم يكن النبي يعلم به قبل بعثته: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) يوسف:3. وقد أُنزل القرآن لتعقله: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) يوسف:2، ولم ينزل دفعة واحدة: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ) الإسراء:106، ودعا إلى تدبره ليُتيقن بأنه من عند الله: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) النساء:82. هكذا رسم القرآن الصورة عنه للناس ليؤمنوا به. فكيف قدّم نفسه لأهل الكتاب؟

أهل الكتاب.. يعلمون أن القرآن تنزيل رباني: (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ) الأنعام:114، وهم يعرفون ذلك كمعرفتهم أبناءهم: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ) الأنعام:20، ولذلك؛ دعاهم إلى الإيمان به: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ) النساء:47، وخاطبهم بأن الرسول محمدًا جاءهم بكتاب يبيّن كثيرًا مما يخفون من كتبهم: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ) المائدة:15، بل أن الله دعا نبيه أن يسألهم إن خالجه الشك فيما جاءه، فهم يعرفون بأنه لا يمكن إلا أن يكون إلهي المصدر: (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) يونس:94.

لقد كانت ردة فعل أهل الكتاب تجاه القرآن على موقفين:

- الإيمان به.. وأغلب أصحابه نصارى: (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلُ إِلَيْكَ) الرعد:36، و(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ، وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ) القصص:52-53، فقد جاء موافقًا لما كانوا عليه من هدي الأنبياء، ومنه: (كَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونُ بِهِ) العنكبوت:47، (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) آل عمران:199.

- الكفر به.. وأغلب أصحابه يهود: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ) آل عمران:23، بل سعوا للصدِّ عنه بالخداع: (وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ، وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) آل عمران:72-73.

أما بنو إسرائيل -والمقصود هنا اليهود- فعلماؤهم يعلمون بأن القرآن وحي كالذي أوحي للنبيين: (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ) الشعراء:197، ولذلك؛ دعاهم إلى الإيمان به: (وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ) البقرة:41، وقد بيّن لهم بأنه جاء ليحل مشكلة الاختلاف الديني لديهم: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) النمل:76، ورغم كفرهم به إلا أن بعضهم آمن: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ) الأحقاف:10.

أما التصور الذي قدّمه القرآن عن التوراة والإنجيل.. فعندما يذكر أهل الكتاب؛ فهو يقصدهما بالكتاب: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) المائدة:68. لم يحدد القرآن زمن نزول التوراة، ولا على مَن أنزلت، وإنما ذكر بأنها أنزلت بعد إسرائيل: (إِلَّا مَا حَرَّمَ إٍسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ) آل عمران:93، ولا توجد آية تصرّح بأنها أنزلت على موسى، وأصرح آية في هذا الشأن: (قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا) الأنعام:91؛ ومع ذلك؛ فهي لا تنص صراحةً على التوراة، فقد تكون هناك كتب أخرى جاءت لموسى. أما الإنجيل فذكره القرآن بلفظ الإتيان على عيسى: (وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ) الحديد:27.

التوراة والإنجيل.. أنزلهما الله هدايةً للناس: (وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ، مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ) آل عمران:3-4، وكان الأنبياء يحكمون بالتوراة: (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ) المائدة:44. وقد وصف الله الأنبياء بالإسلام ولم يعتبرهم يهودًا، فهم خارج «الطائفية الدينية». ويبدو أن نسخة التوراة زمن النبي محمد لم تكن هي التي لدى اليهود والمسيحيين اليوم، فربما أنها ضاعت، وهي التي كان فيها حكم الله: (وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ) المائدة:43، وقد طالب القرآن أهل الكتاب أن يقيموا التوراة والإنجيل: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) المائدة:66. وهدّد الله أهل الإنجيل إن لم يحكموا بما أنزل فيه: (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) المائدة:47، وكذلك؛ هذا الإنجيل ربما يكون قد ضاع، أو من الأناجيل التي لا يعترف بها المسيحيون، ويسمونها المنتحلة.

شاع لدى المسلمين منذ القِدَم تحريف التوراة والإنجيل، ويستدلون عليه بالقرآن، ولكن لا يوجد نص صريح عليه، فالآية: (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ) النساء:46؛ لم تذكر تحريف اليهود للتوراة، وإنما ذكرت «الْكَلِمَ» وبيّنت التحريف فيه، ومثله قول الله: (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) المائدة:13. وأما قوله: (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ) آل عمران:78، فهو «ليُّ اللسان بالكتاب»، وليس تحريفًا في النص المكتوب، كما أنه لم يُعرّف المقصود بـ«الكتاب». وكذلك آية الأنعام:91 السابقة تبيّن بأنهم يخفون كثيرًا من «الكتاب»، والإخفاء ليس التحريف.

وأما الآية: (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) البقرة:75؛ فهي تتحدث عن بني إسرائيل الذين يسمعون القرآن ثم يحرّفونه، وهو تحريف ما يسمعونه منه ليصرفوا الناس عنه، وهذا خارج نطاق حفظ الله للذكر القرآني. ومثله ما ورد في المائدة:41.

ختامًا.. شكّلت مسألة تحريف التوراة والإنجيل جدلًا دينيًّا وعلميًّا واسعًا، ولم يعد التحريف الذي أصابهما خافيًا، وهذا ما يجعل التفريق بين النُسَخ المحرّفة وتلك التي تحدث عنها القرآن ضروريًّا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التوراة والإنجیل أهل الکتاب آل عمران ال ک ت اب تحریف ا الص ح ف

إقرأ أيضاً:

الجامع الأزهر يستضيف الملتقى الأول للتفسير ووجوه الإعجاز

قال إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق: إن الله سبحانه وتعالى خلق المعجزات لتناسب كل زمان، ولكن ما يناسب زماننا لمواجهة الإلحاد هو أن نخاطب الملحدين بلغة العلم، وإذا ما تأملنا آية واحدة حدثتنا عن النحل وما توصلت إليه الأبحاث العلمية، نجد أن تلك البحوث تثبت يقينًا أن ما جاء في كتاب الله هو الحق.

جاء ذلك - بحسب بيان صادر اليوم - خلال اللقاء الأول من ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز الذي عقده الجامع الأزهر بعنوان «أمة النحل في القرآن الكريم بين الإعجاز البلاغي والإعجاز العلمي» وحاضر فيه كل من الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والأستاذ الدكتور مصطفى إبراهيم الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وأدار الحوار الدكتور مصطفى شيشي مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر الشريف، وذلك في إطار استكشاف وجوه الإعجاز العلمي واللغوي في القرآن الكريم.

وأوضح رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن الله أوحى إلى النحل بمكان السكن قبل مكان الطعام، مما يبين أولويات الحياة الطبيعية، فالسكن أولاً، ثم الأمن البدني ثانياً، بعد ذلك حدد الله للنحل مكان الغذاء، حيث تتغذى النحلة على الأزهار، باعتبار ما ستكون عليه الثمار، وهو الإعجاز العلمي، حيث أثبت العلم الحديث أن هذه الأزهار ستصبح ثمارًا.

من جانبه، قال الدكتور مصطفى إبراهيم أن مجتمع النحل يُعد مجتمعًا متكاملًا يشبه المجتمع الإنساني، يتميز هذا المجتمع بالنظام والترتيب العجيب، حيث يعتمد النحل في بناء بيوته على ما يُعرف بالكشافات، التي تتولى دراسة المكان الذي سيُبنى فيه المنزل، فتبدأ الكشافات بتحليل جميع العوامل المؤثرة على بناء الخلية، مثل درجة الحرارة واتجاه الرياح، وهنا نجد أن مهندسات النحل يتخصصن في ما يمكن تسميته «الإرشاد الجوي»، حيث يجمعن المعلومات الضرورية لهذا الغرض، ويُظهر القرآن الكريم كيف أن الله سبحانه وتعالى قد أوحى إلى النحل بهذه المعرفة.

وقال الدكتور مصطفى شيشي أن المتأمل في آيات الله تعالى يجد أن أوجه الإعجاز في القرآن الكريم لا تقتصر على مجال معين فقد كتب العلماء، قديمًا وحديثًا، كثيرًا عن «إعجاز القرآن» ووجوه هذا الإعجاز، واهتم بعضهم بإخبار القرآن عن الأمور الغيبية، في حين اهتم آخرون بالنظم والعبارة والأسلوب، مما أدى إلى ظهور الحديث عن الإعجاز البلاغي والبياني والعلمي والاقتصادي والكوني والعقدي والتاريخي والإنساني. فالقرآن الكريم معجز في جميع جوانبه.

وأضاف: إننا نعيش اليوم في زمن يكثر فيه من يشكك الشباب في دينهم عبر الطعن في كتاب الله ومحاولاتهم تشكيك المسلمين في أن القرآن هو كلام الله عز وجل، وهي محاولات بائسة دائمًا ما تفشل.

وتابع: لا شك أن ما نستنبطه من أسرار ووجوه إعجازية هو جزء من المكنون، فالله عز وجل لديه من الأسرار والحكم ما لا نعلمه، وقد تظهر في أوقات أخرى، فقد تستوقف قارئ القرآن آية ليجد فيها وجهًا من أوجه الإعجاز، ثم يأتي هو نفسه أو قارئ آخر في زمن آخر ليكتشف في نفس الآية وجهًا آخر لم يظهر من قبل. وهذا هو نفسه وجه من وجوه الإعجاز ودليل على أن إعجاز القرآن لا يمكن الإحاطة به ولا يقف عند حد، بل إنه متجدد حسب الأحداث والأزمان.

اقرأ أيضاًوكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا وعاجزًا عن وقف معاناتهم

مسابقة الأزهر للعمل بنظام الحصة بالسويس.. الشروط والأوراق المطلوبة

رئيس منطقة الأزهر بالقليوبية يكرم الطلاب الفائزين في بطولة اختراق الضاحية

مقالات مشابهة

  • "حقوق الجار في الإسلام".. لقاءات دعوية تجوب قرى الفيوم
  • رمضان عبد المعز: قبول التوبة من رحمة الله بعباده (فيديو)
  • الجامع الأزهر يستضيف الملتقى الأول للتفسير ووجوه الإعجاز
  • أدعية الرياح والعواصف في الإسلام
  • الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
  • الصبر في الإسلام: مفتاح الفرج والسكينة في الأوقات الصعبة
  • الاستغفار في الإسلام: مفتاح للمغفرة وزيادة الرزق
  • هل تجوز قراءة القرآن في سرادقات العزاء بأجر؟ .. دار الإفتاء تجيب
  • الصندوق السيادي المعنوي.. تعزيز وتنمية
  • هل يجوز قراءة القرآن على الماء والغسل به؟.. الإفتاء توضح