العدوان الصهيوني ... تذكير بتحذيرات موريس !.
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
أصوات اليوم الذي ارتفعت من كل شعوب العالم عامة ودول أوروبا خاصة منددة بالعدوان الصهيوني وجرائمه على غزة , تذكر العالم بتلك الاصوات التي حذرت قبل أكثر من مائة عام حكومات أوروبا وبالذات بريطانيا من الانجرار وراء الطرح الصهيوني بإقامة وطن لليهود بفلسطين لما ينطوي على مخاطر كبيرة بالنسبة لليهود أنفسهم وعلى السلام الديني للعالم كله.
-مساوئ الصهيونية
أحدث الإعلان عن وعد بلفور في 2 نوفمبر 1917م , ردود فعل مختلفة ومتباينة حتي داخل الأوساط اليهودية نفسها . فقد عارضه اليهود في شرق أوروبا وبرز أحد اليهود البروفسور (موريس جاسترو) الذي نشر بيانا ضمنه مساوئ الطرح الصهيوني لإقامة وطن في فلسطين .
ومما جاء في بيانه : ( بحسب رأيي فإن تأسيس دولة يهودية , انطلاقا من القناعة بأن ذلك يشكل ضمانة لحياة وممارسة أفضل لليهود ينطوي على مخاطر كبيرة جمة بالنسبة لليهود أنفسهم , وكذلك بالنسبة للسلام الديني للعالم كله .... ففي الدرجة الأولى يناقض إعطاء الأراضي الفلسطينية لليهود كما يطلب برنامج الصهاينة أحد أهداف ومبادئ الحرب الحالية في إعادة الحق إلى أصحابه .
فكيف نقتلع شعبا موجودا في فلسطين لنضع مكانه الشعب اليهودي ؟ وتحت أية شعارات يتم ذلك ؟ وبموجب أية شرائع ؟... فلسطين لا تنتمي إلى اليهود ولا هم ينتمون إليها . فلسطين تعود لأولئك الذين يعيشون فيها - أي الشعب الفلسطيني - ) .
-معطيات التاريخ
يضع موريس العالم الغربي وخاصة بريطانيا واليهود ايضا أمام حقائق ومعطيات التاريخ وحقائقه أو بما يسمى بالحق التاريخي . مخاطبهم بذلك البيان قائلا : ( حتى ولو ارتكزنا إلى معطيات تاريخية قديمة فلا يمكننا القول بأن العبرانيين , عندما أتوا إلى قسم من فلسطين لم يجدوا شعبا من العرب فيها .إننا لا نستطيع أن نزيل فترة ألفي سنة من التاريخ وندعي ملكية فلسطين لمجرد أن أجدادنا وآباءنا العبرانيين توطنوا في بعض هذه المناطق .
وإذا نظرنا وأخذنا بالاعتبار أسباب الغزو والسيادة اليهودية في سالف الزمن فإنه يتوجب علينا كذلك أن نعرف أسباب وهن وضمور هذه السيادة والتي اقتلعت اليهود من فلسطين . ولو سلمنا جدلا بالمطالب التي طرحها الصهاينة فإن السيادة اليهودية في سالف الزمن لم تشمل إلا قسما من فلسطين يكاد يكون محصورا في رقعة ضيقة من الأرض .
بالإضافة إلى أن فلسطين تعتبر مكانا مقدسا ليس بالنسبة لليهود وحدهم , وإنما كذلك بالنسبة للمسيحيين والمسلمين على السواء .
ويجب ألا يغرب عن البال أن نسب السكان حاليا في فلسطين - وقت كتابه موسرو لهذا البيان عام 1917م إبان إعلان وعد بلفور المشؤوم - .
ويوضح نسبة سكان كل من اليهود والمسيحيين والمسلمين آنذاك . فاليهود يشكلون نسبة 10% فقط من مجموع السكان العام . والمسيحيون يشكلون نسبة 30% . بينما يشكل المسلمين الاغلبية من سكان فلسطين بنسبة 60% .
وبذلك يتسأل ويستفسر موروس ومخاطبا الذين اصدروا وعد بلفور وانجروا نحو اهداف الصهاينة بقوله : ( فكيف ستعطى البلاد لأقلية صغيرة خارج حدود المعقول والمنطق ؟! إني أعتقد بأن إعطاء تأكيدات وضمانات لليهود في أماكن توزعهم وتواجدهم في العالم هو الحل الأفضل وهو بالتأكيد أكثر أمنا وضمانا لهم من حكاية زرعهم وإعطائهم دولة ليست لهم ).
-رفض المخطط
( إن اليهود هم مجموعة دينية وليسوا مجموعة قومية ) . في الوقت ذاته وقبل إعلان وعد بلفور اندلعت حرب كلامية بين اليهود المؤيدين للمشروع الصهيوني بإقامة وطن قومي في فلسطين وأولئك الذين اندمجوا في مجتمعاتهم واعتبروا أنه ليس من مصلحتهم أن يثار لغط حول وطنيتهم .
ومن أبرز الذين رفضوا المخطط وعملوا لأفشاله يهودي إنجليزي ووزير في حكومة لويد جورج هو ( السير إدوين مونتاغو ) . ففي مذكرة وزعها على أعضاء الحكومة البريطانية حمل مونتاغو على الذين يسعون لإنشاء وطن يهودي في فلسطين
وقال : ( إن اليهود هم مجموعة دينية وليسوا مجموعة قومية وهو بالذات يهودي انجليزي , كما أن غيره يهودي فرنسي أو روسي أو أمريكي ). لكن تأثيره بقي محدودا خاصة وأن وعد بلفور نشر أثناء وجوده خارج بريطانيا .
-المؤامرة الكبرى
في يونيو 1917م , تم لقاء عمل بين وايزمن ووالتر روتشيلد كبار الصهاينة ووزير خارجية بريطانيا بلفور .
حيث كانت الحكومة البريطانية تسعى لإيجاد مخرج تضمن فيه لليهود ما وعدتهم به , دون إثارة بقية الأطراف من حلفاء أوروبيين وعرب وغيرهم .
فاتفق في اللقاء الثلاثي المذكور على أن يقترح اللورد روتشيلد على الحكومة البريطانية نصا يكون بصورة كتاب غير رسمي موجه إلى اللورد بلفور , وهو يجيب عنه بعد موافقة الحكومة على صيفة الجواب وقد أدخلت تعديلات كثيرة على النص الأصلي الذي أرسله روتشيلد إلى بلفور في 18 يوليو 1917م .
والتعديل الأساسي الذي أدخله المعتدلون بقيادة سوكولوف تعمد عدم ذكر ( دولة يهودية ) .
والحكومة البريطانية كانت تميل لمثل هذا الاعتدال بينما المتطرفون بقيادة هاري ساتشر كانوا يحبذون ذكر الدولة اليهودية بشكل واضح وصريح , وفي النهاية وبعد جدل طويل رجحت كفة المعتدلين , وجاء النص النهائي على يد الوزير ميلنر بتاريخ 18 اكتوبر 1917م , تابع واجتمعت الحكومة البريطانية في جلسة 31 أكتوبر 1917م , ووافقت على النص فنشر بتاريخ 2 نوفمبر 1917م ,. بما عرف بوعد بلفور نسبه إلى توقيعه من قبل ( آرثر جيمس بلفور) وزير خارجية بريطانيا آنذاك. لندرك أن مصلحة بريطانيا تلاقت مع المصالح الصهيونية وقضت بإصدار وعد بلفور .
وما المثاليات التي جاءت على ألسنة كبار المسؤولين البريطانيين بعد الحرب العالمية الأولى كانت بمثابة تبرير وتبرئه ضمير ومازال ذلك الضمير يقف بصف الكيان الصهيوني إلى اليوم .
-عودة التحذيرات
كان وعد بلفور نص مقتضبا مبهما يحمل في ثناياه مشكلات تعجز الأجيال عن حلها . وما عدوان وجرائم الصهيونية النازية اليوم ومنذ ما يقارب ستة أشهر على سكان غزة راح ضحيتها أكثر من مائة ألف شهيد وجريح جلهم من الأطفال والنساء إلا ثمرة ذلك الوعد المشؤوم ووقوف الغرب وراء الاطماع الصهيونية رغم تحذيرات الكثير وقتها من أن تجر الصهيونية العالم بأسره وحتى اليهود إلى مشاكل جمة .
واليوم ترتفع نفس الأصوات كناقوس خطر وإن اختلف في عددها لكنها تحمل نفس تحذيرات موريس والسير إدوين وغيرهم من استمرار وانجرار سياسة حكومات الغرب وامريكا من دعم الصهيونية في جرائمها بفلسطين عامة وبغزة بصفة خاصة , ومطالبه بحماية الشعب الفلسطيني من الابادة الجماعية والاعتراف بدولتهم وحقهم المغتصب .
فالصهيونية هي الوجه الأخر للنازية فلن تجلب للعالم السلام بل الدمار والخراب .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الحکومة البریطانیة وعد بلفور فی فلسطین
إقرأ أيضاً:
القس سامح موريس ينعى الشيخ نعيم عاطف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نعى القس الدكتور سامح موريس، راعي الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، الراحل الشيخ نعيم عاطف شيخ الكنيسة، والذي رحل عن عمر يناهز 87 عامًا، قائلًا: رحل عن عالمنا رجل ولا كل الرجال رجل الله بحق الفنان الشيخ المبدع نعيم عاطف.
وأضاف راعي الدوبارة خلال منشور له على حسابه الرسمي على شبكات التواصل الاجتماعي، أنني أفتقده عندما هاجر وسأفتقده إلى أن يحين اللقاء، كان هو سكرتير مجلس كنيسة قصر الدوبارة لكنه كان لي المرشد والمشير الحكيم رمانة الميزان، لم أره يفعل أو يقول شيئا ليس في محله، بل كان المبادر في هدوء وتواضع شديد يتحرك لدفع الأمور إلى الأمام نحو مجد الله وحده.
واختتم القس الدكتور سامح موريس، راعي الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، قائلا: فنان ومبدع بحق دون أن يسلط الضوء على نفسه، مجدا من الناس لم يطلب، رحل في هدوء لكنه ترك وراءه قصة وملحمة رائعة لأجيال من بعده.