حليم عباس: المقاومة الشعبية يجب أن تعبر عن إرادة الجماهير
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
أقتل، أنهب، إغتصب، دمر واحصل على مكافأة مجانية: تجريم الجيش وفقدانه السند الشعبي وبالتالي إضعافه. يا لها من صفقة رابحة!
جرائم الجنجويد يتحملها الجنجويد ويجب أن يدفعوا ثمنها، وأفضل رد عليها هو الإنخراط في المقاومة الشعبية المسلحة تحت قيادة الجيش.
صحيح المقاومة الشعبية يجب أن تعبر عن إرادة الجماهير وأن لا تخضع لهيمنة قيادة الجيش؛ يجب أن يكون لها صوت سياسي وطني قومي وليس سياسي بالمعنى الحزبي الضيق، ولكنها عسكريا يجب أن تعمل مع الجيش وتحت قيادته.
بقدر ما في تبعية المقاومة الشعبية بشكل كامل للجيش من خضوع وفقدان استقلالية إلا أن قيامها ككيان منفصل بشكل كامل أمر غير عملي وغير ممكن أساسا وسيجعلها عرضة للتشظي حتى قبل أن تتكون. لا يمكنك أن تضبط جموع بشرية مسلحة هكذا بشكل تلقائي لمجرد أنها تحمل نفس الإسم. الأفضل أن تتبع المقاومة الشعبية عسكريا للجيش كبداية.
ثم من بعد ذلك يمكن أن تعبر عن نفسها سياسيا بوسائل مختلفة من بينها العمل الإعلامي والجماهيري وتشكيل وتعبئة الرأي العام، وفي النهاية ستكون المقاومة الشعبية ككتلة موجودة على الأرض وبيدها السلاح وهي جزء من الشعب ولا يمكن تجاوزها.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: المقاومة الشعبیة یجب أن
إقرأ أيضاً:
هل يدرك بقايا الجنجويد ما ينتظرهم؟
هل يدرك بقايا الجنجويد ما ينتظرهم؟
محاولة هجوم المليشيا على الجيش في بداية الحرب وهو في أضعف حالاته كانت فكرة خاطئة. أما الآن فإن استمرار المليشيا في مواجهة الجيش بعد أن تمكن من فك الحصار على مواقعه في العاصمة واستعادة كامل قوته فهي فكرة قاتلة.
المليشيا الآن تواجه جيشا مكتملا بمعنى الكلمة. قوات الجيش في العاصمة وقواته في ولايات الوسط والشمال والشرق والنيل الأزرق وأجزاء من شمال كردفان كلها أصبحت كتلة واحدة ضاربة. أضف إليها القوات المساندة بمسمياتها المختلفة. هذا جيش كبير متماسك تحت قيادة واحدة وبإمداد مفتوح.
لأول مرة منذ بداية الحرب كل هذه القوات في حالة تأهب للهجوم والتقدم. لا توجد قوات مكبلة بالدفاع عن منطقة ما في كامل الرقعة التي حررها الجيش. قوات كبيرة وموارد كانت مكرسة للدفاع وبالتالي مجمدة أصبحت حرة للتحرك والهجوم.
قوات الدعم السريع كانت في لحظة واحدة تهدد بالهجوم على عشرات المواقع في العاصمة وخارجها تقابلها قوات في وضعية دفاع وبعضها محاصر. هذا كله تغير الآن؛ كل قوات الجيش من شندي إلى العاصمة إلى الحزيرة والقضارف وسنار والنيل الأزرق والنيل الأبيض أصبحت جزء من آلة هجومية تتحرك بحرية كاملة وظهرها مؤمن بشكل كامل.
وضع لم تشهده المليشيا ولم تتصوره أبدا. فهي حين بدأت الحرب بدأتها من وضع أفضلية باستعداد أفضل من الجيش وحاصرت مقراته وأجبرته على الدفاع في جزر معزولة. لم تقاتل المليشيا الجيش وهو بكامل الاستعداد وبمساندة قوات إضافية من المستنفرين وغيرهم.
مع التقاء الجيوش والمتحركات وتكاملها أصبحت هناك كتلة ضخمة من القوات المتمرسة وكلها خاضت معارك شرسة مع المليشيا وهزمتها. مثلا جيوش سنار والنيل الأبيض قاتلت المليشيا في جبل مويا وولاية سنار وحتى الجزيرة وهزمتها، جيش الخياري سحق دفاعات المليشيا في شرق مدني ودخلها، وقس على ذلك من الجيلي إلى أم درمان والخرطوم وشرق النيل. قوات هزمت المليشيا وتخصصت في ذلك، تقترب كلها الآن من منطقة تجمع واحدة جنوب الخرطوم وجبل أولياء.
فهل تدرك فلول المليشيا ما ينتظهرها؟
فأنتم لم تقاتلوا الجيش بهذا الوضع من قبل، ولم تروه في حياتكم ولا في أسوأ كوابيسكم بهذه القوة.
فالمليشيا ومنذ الرصاصة الأولى للحرب قاتلت جيشا في جزر معزولة يعاني من ضعف الإمكانيات ولياقة قتالية متدنية وفي بعض الأحيان من نقص في الذخيرة والقوات. وكانت تتمتع بحرية كاملة في الحركة والفزع والالتفاف والحصار ومع ذلك فشلت في تحقيق أهدافها.
الآن الآية انعكست، وعليها أن تواجه الجيش السوداني كما لم تره من قبل. وما النصر إلا من عند الله.
حليم عباس