رجحت صحيفة "Foreign Affairs" الأمريكية استمرار الصراع في أوكرانيا، مشيرة إلى أن القوات الروسية تمتلك زمام المبادرة على الجبهة، والمساعدات لكييف لا تزال عالقة في الكونغرس.

ونشر أستاذ العلوم السياسية بجامعة "كاليفورنيا" في سان دييغو برانيسلاف سلانشيف، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة "روتشستر" هاين غومانس مقالا في الصحيفة جاء فيه: "الخيار الأكثر ترجيحا، هو استمرار الأعمال العسكرية.

.. القوات الروسية تمتلك الآن زمام المبادرة في ساحة المعركة... وفي المقابل لا تزال المساعدات المطلوبة لأوكرانيا عالقة في الكونغرس (الولايات المتحدة)، ووحدة الغرب مهتزة".

إقرأ المزيد البنتاغون: نلاحظ سلسلة من تقدم القوات الروسية على الجبهة

وأشار كاتبو المقال إلى أن "روسيا قد تبسط سيطرتها على عدد من المناطق الأخرى خلال الصراع"، وأن التوصل إلى اتفاق بين الطرفين أصبح الآن غير مرجح، "فلا موسكو ولا كييف مستعدتان حاليا لقبول مطالب الطرف الآخر".

جدير بالذكر، أن موسكو قد أشارت مرارا إلى أنها مستعدة للتفاوض، لكن كييف فرضت حظرا عليه على المستوى التشريعي، كما يدعو الغرب روسيا إلى المفاوضات التي تبدي موسكو استعدادها لها، ولكن في الوقت نفسه يتجاهل هذا الغرب رفض كييف المستمر الدخول في حوار.

وفي وقت سابق، صرح الكرملين أنه لا توجد الآن أي متطلبات مسبقة لانتقال الوضع في أوكرانيا إلى الاتجاه السلمي والأولوية المطلقة بالنسبة لروسيا هي تحقيق أهداف العملية الخاصة، وفي الوقت الحالي لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الوسائل العسكرية.

وكما ذكر الكرملين، فإن الوضع في أوكرانيا يمكن أن يتحرك نحو الاتجاه السلمي، شريطة أن يؤخذ الوضع الفعلي والحقائق الجديدة في الاعتبار، وجميع مطالب موسكو معروفة جيدا.

المصدر: "نوفوستي"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا كييف موسكو الاتحاد الأوروبي الكرملين واشنطن القوات الروسیة

إقرأ أيضاً:

ماذا لو فقدت أوكرانيا سيطرتها على كورسك الروسية؟

كييف- ما إن بدأت أوكرانيا عملياتها العسكرية في عمق مقاطعة كورسك الروسية قبل أكثر من نصف عام، حتى ربطتها بأمرين رئيسيين، تخفيف الضغط الروسي على جبهات جنوب شرق البلاد، وإجبار موسكو على تبادل أراضي السيطرة.

لم تحقق كييف هدفها الأول، فرغم حديثها الدائم عن "محرقة" قتلت أكثر من 40 ألف جندي روسي وكوري شمالي في كورسك؛ فإن جبهات دونيتسك وخاركيف ظلت مشتعلة وساخنة.

ولهذا كانت العملية محل شك وجدل على مختلف المستويات مع مرور الوقت، واليوم يزيد هذا الجدل بفعل حدوث اختراق روسي داخل مساحات سيطرة أوكرانيا، يهدد بحصار آلاف من جنودها، وحرمانها من فرصة تحقيق هدف التبادل الثنائي.

إنكار أوكراني

سارع الأوكرانيون إلى نفي "الاختراق"، ومنذ بداية "العملية النوعية" الروسية، في 6 مارس/آذار الجاري، يشيرون بالأرقام إلى بيانات يومية لا تختلف كثيرا عن تلك التي حدثت قبل ذلك فيما يتعلق بعدد الاشتباكات والهجمات وحجم الخسائر وغيرها.

لكن الإنكار الأوكراني لا ينفي حقيقة وخطورة ما حدث ويحدث، وتعكسه خريطة موقع "ديب ستيت" لخرائط الحرب، التي تبين اقتراب الروس من تطويق القوات الأوكرانية في مدينة سودجا وما حولها، واقترابهم من طريق الدعم اللوجستي الرئيسي بالنسبة للأوكرانيين.

إعلان

من جانبه، ربط المحلل العسكري، كيريلو سازونوف، بين ما حدث ووقف المساعدات العسكرية الأميركية، قائلا للجزيرة نت "إنها أول المؤشرات ربما. لم تكن بحوزتنا أسلحة قادرة على وقف أو منع اختراق الروس الذي تم غالبا عبر أنابيب لنقل الغاز تحت الأرض".

أمام هذا الواقع، يخوض عامة الأوكرانيين في جدل يقسمهم، بين فئة ترى أن مهمة قوات بلادهم في كورسك انتهت، وثانية تنادي بسرعة سحبها قبل أن تطوق وتتعرض للقتل أو الأسر، وثالثة تهون من قدرة الروس على تحقيق ذلك.

كورسك الروسية التي احتلت أوكرانيا أجزاء منها خلال الحرب الدائرة (الجزيرة) وضع صعب

من جهته، يقول أوليكساندر كوفالينكو، الخبير العسكري في "مركز مكافحة التضليل الإعلامي"، للجزيرة نت "نعم، وضع القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك ليس جيدا، نظرا لسيطرة القوات الروسية على الطرق اللوجستية، ودفعهم بأعداد كبيرة من القوات والمعدات لتطويق قواتنا في سودجا".

لكنه أعقب هذا الإقرار بالقول إن "هذا الوضع مشابه لما تواجهه قواتنا على جبهات بوكروفسك وتشاسيف يار وكوراخيف (في مقاطعة دونيتسك الأوكرانية) وغيرها منذ شهور طويلة، حيث فشل الروس أو حققوا نجاحات ضئيلة لا تقارن بحجم خسائرهم".

وعلى وجه المقارنة، يضيف الخبير كوفالينكو أنه إذا ما استطاع الروس فرض سيطرتهم، بعد طول تطويق لمدينة أفدييفكا التي تبلغ مساحتها 29 كيلومترا مربعا، أو لباخموت (41 كيلومترا مربعا)، فإنه مهمتهم ستكون أصعب حتما على مساحة سيطرتهم بكورسك، التي تبلغ حاليا نحو 351 كيلومترا مربعا، ناهيك عن منطقة رمادية تبلغ مساحتها 178 كيلومترا مربعا، إضافة إلى أن أفضل قواتهم موجودة فيها.

ويعتبر أن صعوبة الأوضاع لا تعني عدم تحقيق النتائج، وأن الأوكرانيين سينسحبون بناء على كل تطور أو خطر، ولو فعلوا ذلك لوصل الروس إلى نهر دنيبرو منذ زمن (النهر الأكبر الذي يقسم أوكرانيا ويمر عبر العاصمة كييف).

إعلان

ومع ذلك، أثارت عملية الروس المضادة في كورسك مخاوف اقترابهم مجددا من أراضي مقاطعة سومي الحدودية، وانتشرت بالفعل شائعات حول هذا الشأن خلال الأيام القليلة الماضية، نفاها الجيش وهيئة الأركان الأوكرانيان.

هدف عاجل

من وجهة نظر الخبير كوفالينكو، لا تسمح أعداد وعدة القوات الروسية الموجودة حاليا في مقاطعة كورسك لهم بالعودة إلى احتلال مقاطعة سومي كما في بداية الحرب، ولا بتشتيتها بين عمليات مضادة وهجومية.

وبرأيه، فإن الهدف العاجل بالنسبة للكرملين، وللرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا، هو تحرير أراضي كورسك قبل عيد النصر في 9 مايو/أيار المقبل، "حتى يبدو منتصرا لأنه لا معنى للاحتفال وجزء من أراضيه قد احتُل العام الماضي".

و"هكذا، تعود كل الأنظار متجهة اليوم إلى كورسك مجددا، فإبعاد أوكرانيا عنها قد يشكل منعطفا خطيرا لصالح الروس، ويقلب المعادلة، ويهدد قوات كييف وقيادتها بجحيم سياسي عسكري هي في غنى عنه".

كما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارا، فإن كورسك هي "أهم وأقوى أوراق الضغط عند أي تفاوض محتمل"، وخسارتها قد تعني بالضرورة أن كييف ستكون مجردة من معظم نقاط القوة الميدانية على طاولة المفاوضات، ناهيك عن موقف أميركي ترى أنه لم يعد في صالحها، ويدفعها نحو تفاوض وسلام لا يرضيها.

من ناحيته، يقول فولوديمير فيسينكو، رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية "بنتا"، للجزيرة نت، إن مستجدات كورسك ستكون محورا لنقاش رئيسي بين أوكرانيا وشركائها الغربيين. ويصعب التكهن بما يمكن أن يحدث إذا خسرت كييف ورقة كورسك.

ويرى أن عدم وجود أساس دافع لتبادل الأراضي قد يعني أن الحرب ستتوقف (إن توقفت) على ما هي عليه، وهذا طبعا ليس في صالح أوكرانيا، لأنه يعني خسارة 20% من أراضي البلاد.

مقالات مشابهة

  • شلل في موسكو .. الدفاع الروسية تعلن إسقاط 337 مسيّرة أوكرانية
  • عشرات المسيّرات الأوكرانية تستهدف العاصمة الروسية موسكو
  • دبلوماسي أوكراني سابق: قرار إنهاء الحرب بيد موسكو وليس كييف أو واشنطن
  • ماذا لو فقدت أوكرانيا سيطرتها على كورسك الروسية؟
  • القوات الروسية تستعيد بلدات في مقاطعة كورسك الحدودية
  • بعد فشل إسرائيل في تدميرها.. خبير بريطاني: ما مدى قوة حماس الآن؟
  • الصحف العربية.. دمشق تتشدّد ضد «الفلول» والأعمال الانتقامية.. عقوبات أمريكية «واسعة» تحدق بالعراق.. خيارات «كييف» تضيق أمام ضغوط واشنطن
  • كييف: «ملتزمون تماماً» بالحوار البناء مع أميركا
  • القوات الروسية تسترد 3 قرى من أوكرانيا في منطقة كورسك
  • كييف: مقتل 11 وإصابة 37 في هجوم روسي على أوكرانيا