غرائب القضايا.. قتل الزوجة الحامل وحرقها بالنيران لغز حير المحققين
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
قضايا غريبة وقعت وأثارت الجدل تحول فيها القاتل إلى برئ، والجاني إلى مجني عليه، ألغاز كشفتها التحقيقات، وأزال عنها الستار دفوع المحامين في ساحات القضاء، اليوم السابع يقدم على مدار 30 حلقة خلال شهر رمضان المبارك، أبرز هذه القضايا ووقائعها المُثيرة.
يروى هذه الحلقة المستشار بهاء الدين أبو شقة فى كتابه "أغرب القضايا".
وقعت أحداث هذه القضية فى أقصى صعيد مصر، كانت أحداثها مثيرة بشعة تمتزج فيها الدهشة بالغرابة والحيلة.. كانت الخسة والنذالة .. تحجر القلب والوحشية التى لا حد لها ولا وصف.. هى الإطار الذى حوى أحداث هذه القضية..
كان رجلاً بالغ الصرامة والقسوة.. طغى جبروته على فكره.. واستبد عنفه بعقله.. كانت له سطوة ورهبة بين أهل قريته كان مرهوب الكلمة لا يستطيع أحد أن يرد له قولاً أو يعصى له أمراً.. عرف الجميع عنه أنه رجل بلا قلب.. أو وحش كاسر بلا فكر ولا مشاعر.. مات قلبه وانعدمت أحاسيسه وفارقت الرحمة قلبه.. له باع طويل فى الجريمة والإجرام.. كانت جرائمه كعدد حبات الأرز، ومع ذلك فما كان بمقدور أحد كائناً من كان فى قريته الوقوف فى وجهه أو الشهادة ضده فى أى جريمة من جرائمه، حتى ولو رآه رؤية العين وارتكبها فى وضح النهار.. لم يتحرك قلبه من قبل أمام أى امرأة .. فلم يعرف الحب طريقاً إلى قلبه.. رغم أنه كان "زير نساء".. عاشفاً لأجسادهن.. إلا أن مغامراته كانت كاجنة بعيدة كل البعد لا خلق ولا مبدأ لها غير النزوة المجردة والبوهيمية المطلقة.. ولم يتحرك قلبه الصخرى إلا أمام هذه السيدة..
كان قلبه أمامها ضعيفاً واهياً خافقاً لأول مرة فى حياته، فرغم أن من قابلهن فى حياته لم يحركن شعره فى رأسه.. إلا أن تلك المرأة هزته بعنف وغزت قلبه واستولت على فكره.. وأصبح ذلك الجبل أمامها ذرة من الرمال.. طفلاً وديعاً..
كانت هذه السيدة زوجة لعامل أجير فقير، وكعادته دائماً الاستيلاء على ما فى يد غيره واقتناص وغصب ما لاحق له يه.. جرب كل الحيل أمامها فلم يفلح.. راودها عن نفسها كثيراُ وطاردها ليلاً ونهاراً عله يصل إلى قلبها وكنه لم يحقق مراده، وباءت كل محاولاته بالفشل.. وفى كل مرة حاول فيها الظفر بها كانت تصده.. وفى المقابل كانت النار تتأجج بين ضلوعه وطول التفكير فيها ينهش فى قلبه.. وشوقه إليها وحبه لها سهام تغرس فى قلبه وتدمى فؤاده.. كان بمقدوره أن يصل إلى مراده بجبروته وعنفه كما حدث مع الكثيرات قبلها.. وكلما نشطت هذه الفكرة فى عقله طردها من عقله على الفور ولفظها من مخيلته بلا تردد..
رأى فيها صورة ونوعا جديداً من النساء .. ورغم أن جميع النساء كن يحملن بالظفر به لفحولته الطاغية وأمواله التى استحوذ عليها من نهب العباد، إلا أنه رأى أنها عجينة خاصة.. وباءت أحلامه ومحاولاته بالفشل بأن تقع هذه العجينة بين أسنانه.. ولم تكن أمامه بعد أن طال انتظاره سوى الشر الذى سيطر على أفعاله.. وكان حلاً لأى مشكلة تواجهه..
هداه شيطانه إلى استعداء زوجها وتهديده وتوعده بعظائم الأمور إن لم يطلقها.. وعلى طريقة العصا والجزرة نجح فى مراده.. أجبر زوجها على تطليقها وتزوجها.. وأشاع فى القرية أن زوجها قد غدر بها وأنه قبض ثمن طلاقها وساوم فى الثمن.. ولكن محبوبها الجديد لم يبخل من أجل عينيها، بل ودفع أكثر مما طلبت.. وشربت زوجته وأهل القرية تلك "التمثيلية" الدنيئة، واقتنعت بنذالة مطلقها وعاشت فى مملكتها الجديدة ملكة غير متوجة بعد أن وضع قلبه بين يديها، وماله وفكره وعقله رهناً لإشارتها.. لم يبخل عليها بشىء .. انسابت الأموال بين يديها.. أحضر لها أعلى الملابس والعطور .. ووضع تحت إمرتها العديد من الخدم حتى يعوضها عن حياة الفقر والحرمان التى عاشت من قبل..
قلبه الصخرى تحول إلى عجينة طيعة بين أناملها تشكلها كان تريد، وزادت سعادته عندما دب أول جنين له بين أحشائها.. أحس بالندم لما فاته فى صدر حياته وهو يعيش حياة العبث واللهو والمجون.. وصمم وهو يحوم حول الخمسين من عمره أن يكرس حياته لأسرته وأن ينفض غبار الماضى حتى يفتح ابنه عينيه على صورة مشرفة لأبيه.
ولكن الفرحة لم تدم وسعادته لم تستمر.. كان القدر له بالمرصاد وكأنه أراد أن ينتقم لماضيه.. فقد اختفت زوجته فجأة وهى فى شهرها السابع من الحمل وبحث فلم يجدها..
وبعد طول بحث تم العثور عليها قتيلة فى مكان مهجور من القرية.. قتلت بطريقة بشعة ثم سكب عليها "البنزين" وأشعلت فيها النار.
كان واضحاً- منذ الوهلة الأولى – لرجال الشرطة الذين انتقلوا فور الحادث وعاينوا مسرح الجريمة.. أن قتلها كان مدبراً وأن هناك قصداً مصمماً عليه لإزهاق روحها..وإحراق جسدها.. إذ إنه من البادى للوهلة الأولى أن إعداد القاتل "للبنزين" وإحضاره فى هذا المكان كان مقصوداً، حيث تبين من التحقيقات أنه لا حاجة ولا ضرورة لوجود البنزين فتى تلك العشة المهجورة التى لا يقطن فيها أحد.
وبسؤال صاحب الأرض التى وقع فيها الحادث ، قال إنه هجر تلك الأرض منذ فترة جاوزت السنتين لمرضه وأن العشة كان قد شيدها وسط أرضه ليستظل بها عندما كان يزرع الأرض..
كانت بشاعة الجريمة على النحو الذى تم فيه العثور على الجثة وقد تفحمت تمامًا، أن القصد من ارتكابها هو الانتقام من نفس متعطشة إلى إشفاء غليلها وإطفاء نار غيظها التى جردت القاتل من أية أحاسيس أو مشاعر ليقتل امرأة وهى تحمل فى أحشائها جنينًا.
ولكن السؤال الذى طرح نفسه: من القاتل الذى تحجر فؤاده ومات ضميره فارتكب جريمته فى لحظة غاب عنه ميزان العقل.. لماذا ذهبت المجنى عليها إلى هذه الأرض البور التى لا تطؤها قدم.. ولماذا ذهبت إلى هذا العش المهجور.. وهل كانت بمفردها أم كان معها أحد أخر.. ومن هذا الشخص.. ولماذا ذهبت معه.. وهل كان ذهابها معه اختيارياً أم إجبارياً..
كانت تلك الأسئلة الحائرة الباحثة عن جواب تحتل فكر سلطات التحقيق ...
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: غرائب القضايا اغرب القضايا اخبار الحوادث
إقرأ أيضاً:
الوطني الأمريكي لسلامة النقل: نقود فريقا من المحققين لمساعدة كوريا الجنوبية بشأن تحطم الطائرة
أعلن المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل، أن نقود فريقا من المحققين لمساعدة كوريا الجنوبية في تحقيقاتها بشأن حادث تحطم الطائرة، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
ارتفاع عدد ضحايا تحطم طائرة كوريا الجنوبية إلى 177 قتيلا
وفي إطار آخر، أعلنت إدارة الإطفاء بكوريا الجنوبية، اليوم الأحد، ارتفاع عدد ضحايا تحطم طائرة ركاب بمطار موان الدولي إلى 177 قتيلًا.
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء، أن طائرة تقل 181 شخصًا، بواقع 175 راكبًا و6 من طاقم الضيافة، انحرفت عن المدرج واصطدمت بجدار في مطار موان الدولي.
وأوضحت أن الطائرة المنكوبة كانت في رحلة من بانكوك في تايلاند إلى مطار موان الدولي بإقليم جنوب جولا على بعد 288 كيلومترًا جنوب غربي العاصمة سول.
وقال مُتحدث باسم شركة الطيران "جيجو إير" إن الطائرة المنكوبة من طراز بوينج 737-8AS.
فيما قالت مديرية الإطفاء: "حتى الآن لدينا ناجيان"، مُشيرة إلى أنّ أعمال الإنقاذ تتواصل في الطائرة المنكوبة.
قدمت دولة الإمارات، خالص التعازي والمواساة لكوريا الجنوبية وشعبها الصديق، وأهالي ضحايا تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الكورية، أسفر عن عشرات الضحايا، وأعربت عن تضامنها مع سيؤول.