د. محمد كمال يكتب: مصر جديدة في عالم جديد
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
مع بداية فترة رئاسية جديدة للرئيس عبدالفتاح السيسى تبدو مصر أكثر أمناً واستقراراً، فى حين يبدو العالم والإقليم أكثر فوضى واضطراباً.
فالعالم يمر بتحولات ضخمة، والنظام الدولى الذى ترسخ بعد نهاية الحرب الباردة بدأ يتآكل ويتراجع. وأصبحت الكثير من القواعد الحاكمة للعلاقات الدولية محل شكل وعدم يقين، حيث سقطت فكرة العولمة وحل محلها القومية الاقتصادية، وتراجع الدور القيادى للولايات المتحدة على المستوى الدولى، بدأ العالم يقترب من حالة التعددية القطبية والتى لا تقتصر على الدول الكبرى فقط بل ظهرت أقطاب إقليمية من القوى المتوسطة وأصبح لبعضها تأثير أكبر من القوى الكبرى فى العديد من مناطق العالم.
كما يبدو إقليم الشرق الأوسط أكثر فوضى، بين دول منهارة وأخرى فاشلة، وهجمة وحشية إسرائيلية فى غزة، سيمتد أثرها لسنوات طويلة قادمة.
فى هذا الإطار ومع بداية الفترة الرئاسية الجديدة للرئيس عبدالفتاح السيسى من المهم التأكيد على الرؤى المستقبلية التالية:
١- أن السياسة الخارجية تبدأ من الداخل، وبالتالى من المهم الاستمرار فى مشروع بناء الدولة المصرية واستكمال مسيرة الإصلاح بأبعاده الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
٢- أثبتت حرب غزة أننا نعيش فى منطقة أشبه بالغابة، وأن منطق القوة ما زال سائداً. وبالتالى من المهم الاستمرار فى بناء وتحديث القوة العسكرية المصرية كأداة للردع فى هذا الإقليم المضطرب.
٣- أن مكانة مصر الدولية مرتبطة بدورها الإقليمى النشط، وبالتالى فإن العزلة أو الانكفاء على الداخل لا يمكن أن تكون خيارات للسياسة الخارجية المصرية. ومن المهم الاستمرار فى سياسة خارجية نشطة، توجد فى قضايا المنطقة بالفكر والمبادرة والحركة الدبلوماسية، وتلبى الطلب الإقليمى على دور مصرى فى القضايا العربية المختلفة.
٤- من المهم بلورة رؤية لدور مصر الإقليمى، تتبنى مفاهيم جديدة للقيادة، وتقوم على فكرة «الدولة التى لا يمكن الاستغناء عنها» فى أى تفاعلات إقليمية.
٥- دور مصر لم يكن أبداً قاصراً على حركتها الإقليمية، وكان لها مساهماتها على المستوى الدولى. وفى هذه اللحظة من السيولة الدولية، يمكن أن تساهم مصر بالفكر فى طرح رؤى لنظام عالمى جديد قائم على العدالة والتعددية.
٦- شهدت الفترة الرئاسية للرئيس عبدالفتاح السيسى توسيع النطاق الجغرافى لاهتمامات السياسية الخارجية المصرية، خارج الاهتمامات التقليدية فى منطقة الشرق الأوسط، حيث امتد الاهتمام لمنطقة شرق البحر المتوسط، وقامت مصر بدور قيادى فى طرح فكرة وإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، وهو توجّه محمود يجب الحفاظ عليه وتنميته من خلال تبنى استراتيجية بحرية مصرية، تحقق الأمن والاستقرار، وتطرح مشاريع للتنمية والتعاون بين الدول المطلة على البحرين المتوسط والأحمر.
٧- يشهد العالم تزايداً لدور القوى المتوسطة، وظهور تكتلات تضم بعض هذه الدول، مثل تكتل البريكس والذى انضمت له مصر فى خطوة تنم عن رؤية استراتيجية عميقة، ومن المهم استمرار وتوسيع التعاون مع هذه القوى المتوسطة التى سيكون لها دور كبير فى تشكيل النظام الدولى الجديد، وفى إطار التحول من العولمة إلى الإقليمية.
٨- هناك محاولات لبلورة صوت جديد للجنوب يساهم فى طرح رؤى والتعبير عن مصالح الدول النامية فيما يتعلق بقواعد النظام الدولى وقضايا التنمية والديون والبيئة وغيرها. وقد لعبت مصر دوراً هاماً فى التعبير عن صوت الجنوب فى قمة المناخ بشرم الشيخ، ومصر لها دور تاريخى فى التعبير عن قضايا دول الجنوب وإنشاء حركة عدم الانحياز، وهناك مساحة كبيرة لمصر لبلورة رؤى وإنشاء أطر تنظيمية، والمساهمة فى قيادة حركة جديدة تعبر عن صوت الجنوب.
٩- هناك اهتمام متزايد بقضايا العلم والتكنولوجيا، ومن المهم أن يكون جزءاً من قضايا التعاون الدولى بالنسبة لنا، وخاصة مع الدول الكبرى، وأن يكون محوراً فى إطار الحوار الاستراتيجى مع دول مثل الولايات المتحدة والصين وغيرها.
١٠- ستظل القوة الناعمة المصرية بمعناها الواسع أحد مؤشرات المكانة الإقليمية لمصر، وهو ما يتطلب بلورة استراتيجية تشارك فيها الدولة والنخبة المصرية لتعزيز هذه المكانة.
وختاماً، فترة رئاسية جديدة لمزيد من الاستقرار ومزيد من الإصلاح.
* أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الجمهورية الجديدة فترة رئاسية جديدة من المهم
إقرأ أيضاً:
ما لا تعرفه عن لعنة الفراعنة.. عالم آثار ألماني يكشف أسرارًا جديدة
«لعنة الفراعنة» لغز لا يزال الناس يتداولونه ويتحدثون عنه، ويستمر في الظهور في القصص والأفلام والمسلسلات، سواء العربية أو الأجنبية، ورغم مرور الزمن، لم يتم التأكد بعد من صحته، إذ توجد بعض الحقائق التي تشير إلى إمكانية وجود لعنة، لكن في المقابل هناك تفسيرات علمية ترفضها تمامًا.
في 4 نوفمبر 1922، اكتشف عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر، مقبرة توت عنخ آمون، لتبدأ بعدها أحداث غريبة تدعم فكرة «لعنة الفراعنة»، وهي إحدى أشهر الأساطير التي آمن بها العديد من الناس داخل مصر وخارجها، فمنذ اكتشاف المقبرة، توفي 40 شخصًا في ظروف غامضة، وكان الأمر المشترك بينهم هو أنهم قرأوا تعاويذ غريبة قبل وفاتهم مباشرة، حسبما أفاد الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، في تصريحات خاصة لـ«الوطن».
وفاة مكتشف المقبرة بعد 16 عامًا من فتحهاأوشار فيليب فاندنبرغ أحد المفسرين الألمان إلى أن الـ40 شخصًا الذين توفوا بعد فتح المقبرة كانوا في صحة جيدة، وأن المكتشف الرئيسي للمقبرة، هوارد كارتر، توفي بعد 16 عامًا من اكتشافها، وليس فور فتح المقبرة، ما يقلل من احتمالية ارتباط الوفاة باللعنة.
وقائع غريبة يوم وفاة «كارتر»تسرد بعض الروايات أن العصفور الذي كان يمتلكه «كارتر» تم افتراثه من قبل ثعبان يوم وفاته، كما توفي كلبه دون سبب واضح. ورحل السكرتير الخاص به بعد وفاته بـ48 ساعة، إضافة إلى حادثة غريبة حيث دهست عربة الجنازة التي حملت جثمان السكرتير طفلاً صغيرًا، مما جعل البعض يربط هذه الأحداث بلعنة الفراعنة، وفقًا لـ«شاكر».
كانت وفاة اللورد كارنافون ممول اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون غريبة، إذ انقطعت الكهرباء في هذا اليوم، على محافظة القاهرة بأكملها، مما تعد مصادفة غريبة جدًا، أشارت إلى وجود لعنة الفراعنة.
فيروسات داخل المقبرةهناك تفسير علمي آخر يقدمه فيليب فاندنبرغ، حيث يشير إلى أن المقبرة كانت مغلقة لآلاف السنين، مما أدى إلى تكون فيروسات داخلها نتيجة للمومياوات والجثث البشرية، إضافة إلى ذلك، هناك فرضية بأن المصريين القدماء كانوا يضعون سمومًا كنوع من الحماية داخل المقابر، مما أثر على الأشخاص الذين اقتربوا من المقبرة وتسبب في وفاتهم. كما يعتقد البعض أن الأحجار التي استخدمها الفراعنة في بناء المقبرة تحتوي على مواد مشعة أدت إلى وفاة العديد من الأشخاص.