هل يحتاج العالم إلى مجلس لإدارته؟
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
لا شك أنّ التحولات التي يمر بها العالم شرقًا وغربًا وبخاصة الحروب والصراعات قد أعادت إلى الأذهان الفكرة المرتبطة بوجود مجلس إدارة لهذا العالم، تكون مهمته كبح جماح هذه الحروب، خاصة وأنّ وتيرة الصراع قد تصل بهذا العالم إلى حرب عالمية، قد يستخدم فيها المتحاربون الأسلحة النووية، الكفيلة بإبادته.
المؤسسات الدولية باتت عاجزة عن إخماد حرائق الحروب والصراعات، واصطدمت مصالح الدول الكبرى بما ينبغي أنّ تقوم به من مسؤوليات تجاه الحفاظ على أمن وسلامة العالم مع تحقيق أمن وسلامة هذه الدول.
ومن ثم لا حلول عملية لإنهاء الصراعات والحروب أو على الأقل التقليل من حدة هذه الحروب إلا من خلال وجود رؤية دولية يجمعها مجلس أو تٌعبر عنها دولة كبيرة، تكون قادرة على فرض إرادتها على الخصوم، وأنّ تكون هذه الإرادة مرتبطة بمصالح العالم وليس بالمصلحة السياسية أو الأمنية لهذه الدولة.
وحتى هذا الحل قد لا يكون عمليًا؛ فمن الناحية العملية لا توجد دولة تمتلك مقومات التأثير بهذه الصورة على العالم كله؛ ولكن في نفس الوقت يمكن أنّ يكون هناك تجمع دولي تقف دولة ما كبرى على رأسه، وكأنه يقوم بدور مجلس إدارة لعالم الحائر أو المتصارع.
صحيح عندما نسمع عن مصطلح "مجلس إدارة العالم"، قد يتبادر إلى أذهاننا صورة ساخرة أو مادة للمزاح، لكن الواقع قد يكون أكثر جدية مما نتصور، ففي ظل التطورات السياسية والاقتصادية الحديثة، وبالتالي هذا التصور بات يُثير الاهتمام والتساؤلات بشكل متزايد.
فإذا نظرنا بعمق إلى الأحداث العالمية في السنوات الأخيرة، نجد أن هناك توجهًا نحو إنشاء هياكل إدارية عالمية تتخذ القرارات الحاسمة التي تؤثر على مستقبل العالم بأسره، وفي هذا السياق، وهو ما يجعل الحديث عن مجلس إدارة العالم يتطابق مع واقعية ما يعيشه هذا العالم وما يوجهه من تحديات.
قد يكون لهذا المجلس دور خطير في توجيه مسار السياسة العالمية والتأثير على القرارات الدولية، مما يجعله مصدر قلق للكثيرين، ولذلك هناك من يُحارب الفكرة ويتحدث عنها بعدم الواقعية.
ولكن الواقع يؤكد أنّ هذا المقترح لو كتب له النور، فسوف يُخلص العالم من تحدياته وحروبة المأساوية، المتوقع لها أنّ تحصد مئات الملايين من البشر لو أنّ الصراع بين أقطاب العالم استمرت فترة أطول، فضلًا عن الحروب التي يتصارع عليها العالم على الغذاء والموارد الطبيعية وغيرها.
"مجلس إدارة العالم" من أخطر الهياكل الإدارية في تاريخ البشرية، فقد يكون جزءًا من المستقبل الغامض الذي يكتنف هذا العالم، سواء بالخير أو بالشر، ولكن إذا كان هذا العالم عادلًا فعليه أنّ يُعيد التفكير فيما يُؤدي إلى إرساء الأمن والعدل ويُهدد بفنائه.
إنّ استمرار انتشار مفهوم "مجلس إدارة العالم" في الإعلام والسياسة يدفعنا للتساؤل والتفكير في عواقبه المحتملة، وربما يكون الوقت قد حان للنظر بجدية إلى هذه الظاهرة ودراسة تأثيراتها على مستقبلنا ومصير العالم في ظل حروبه وصراعاته الحالية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحروب والصراعات الأسلحة النووية مجلس إدارة العالم هذا العالم
إقرأ أيضاً:
العكّاري: التحول إلى الدفع الإلكتروني مشروع وطني استراتيجي يحتاج إلى دعم من المواطن
وصف عضو لجنة سعر الصرف بالمصرف المركزي سابقاً “مصباح العكاري”، التحول إلى الدفع الإلكتروني بـ«المشروع الوطني الاستراتيجي»، مؤكدا أنه يحتاج إلى دعم من المواطن.
وقال العكاري، عبر حسابه على “فيسبوك” إن مشروع التحول الي الدفع الإلكتروني مشروع وطني استراتيجي يحتاج إلى دعم من كل أطراف الدولة وأولهم المواطن المستفيد من هذا المشروع”.
وأكد أن هذا المشروع ما وضع إلا من أجل راحة المواطن وإبعاده عن الأزمات، ولله الحمد اليوم الإحصائيات هي خير معبر عن هذا النجاح ولتقريب الصورة للمواطنين وأعطاهم أرقام دقيقة حتى تتضح الصورة أكثر”.
وشدد على أن أزمة السيولة اتضحت صورتها في الربع الأخير من سنة 2015، يومها لا توجد نقطة بيع تشتغل اليوم 70 ألف نقطة بيع تشتغل”
وتابع:” يومها كان عدد البطاقات المفعلة لا يتجاوز نصف مليون بطاقة تعمل على أجهزة الصراف الآلي، اليوم البطاقات المفعلة تجاوز 4.7 مليون بطاقة”. واستطرد:” يومها حجم العمليات المالية الإلكترونية لم يتجاوز 200 مليون، اليوم حجم العمليات المالية الإلكترونية تجاوز 100 مليار دينار ليبي، فكل العمولات على أدوات الدفع الالكتروني تم تخفيضها
يضاف إلى أدوات الدفع الالكتروني المستخدمة من خلال الهاتف المحمول، والتي وفرت كثير من الجهد علي المواطن والمصرف”.
وأوضح العكاري، قائلا:” من بيتك اليوم يمكنك إجراء الكثير من العمليات المصرفية تحويل من حسابك إلى حساب آخر ومعرفة رصيدك، وشراء كروت التسوق الكثير من الخدمات”.
ولفت إلى أن فترة التغير هذه من سنة 2015-2024 كانت فترة صعبة تتطلب فيها تحديث المنظومات المصرفية وتوحيد كامل الفروع داخل المصرف الواحد علي منظومة موحدة علي آخر الإصدارات” .
ونوه بأن الخيار القاتل هو الاستمرار في طباعة العملة وتسحب من المصارف وتذهب إلى سوق العملات وتزدهر السوق الموازية للنظام المصرفي وتضعف العملة”.