لجريدة عمان:
2025-01-30@18:34:19 GMT

اللبان الكنز الثقافي والمادي المتجدد

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT

يطرح اللبان نفسه مجددا كمادة ثقافية واقتصادية على الساحة المحلية العمانية، لأنه وإن كان حاضرا في السوق بوصفه مادة مستهلَّكة تُستخدم للبخور ومستحضرات التجميل، غير أن توظيفه ثقافيا أو إخضاعه للبحث الأكاديمي العلمي لا يزال قليلا جدا. لذلك تأتي أهمية الكتاب الأكاديمي العلمي الذي صدر مؤخرا عن اللبان بعنوان «اللبان والتراث الثقافي: دراسة بحثية في التاريخ المروي» ضمن إصدارات وزارة الثقافة والرياضة والشباب لعام 2024م، من إعداد كل من الدكتور عامر الكثيري والباحث عبدالعزيز المعشني والباحث عمر الشحري.

وقد أشار معدو الكتاب إلى أن فكرته نبعت من «اهتمامات المنتدى الأدبي بجمع المرويات الشفوية المتعلقة بشجرة اللبان: نظرا للقيمة الرمزية والاقتصادية لهذه الشجرة لدى أبناء عُمان عامة وأبناء ظفار على نحو خاص».

تتوزع مادة الكتاب الغنية بالصور والخرائط والوثائق على 209 صفحات، إذ احتوى الكتاب بعد المقدمة على ممهدات أساسية (ممهدات عامة عن ظفار وعن اللبان، وأنظمة العمل في حصاده، وأنواع اللبان وتسمياته وأسعاره) تلاها التطرق إلى العناصر البشرية، ثم العلاقات والتفاعلات البشرية في مجتمع اللبان، وما نتج عنها من توظيف العادات والمعتقدات والمعارف الشعبية في البيئة الثقافية المتعلقة بإنتاج اللبان، فانعكس ذلك في الأشعار والأهازيج وسرد القصص. وقد عقّب الباحثون بعد كل جزئية من أجزاء الكتاب بتعقيبات ختامية، ثم بالملاحق المكوّنة من الصور والوثائق والرواة والزيارات الميدانية التي قام بها فريق العمل.

وتتوزع القيمة العلمية للكتاب بين المادة البحثية التي قام بها الفريق سواء في جمع المادة الببليوغرافية الخاصة بمدونات اللبان، أو في جمع التراث الشفوي من الرواة المشتغلين باللبان، حيث جُمعت المادة المروية من حوالي ثلاثة وستين راويا منهم تسع نساء، وتكوّن الرواة من جناة اللبان، والتجار، وممثلي التجار (طبين) وأصحاب الركاب (الإبل والجمال) وحراس المنازل (حقول اللبان)، ومُلاّك المنازل، والشيوخ والوجهاء. وكان التحدي الذي واجهه فريق البحث هو تعدد لغات الرواة كما ذُكِر في منهجية الدراسة «لأن أغلب المرويات جمعت من أربع نوعيات لغوية، هي: الجبالية (الشحرية) والمهرية واللهجة العربية البدوية (الكثيرية) واللهجة العربية الحضرية». وقد أحسن فريق العمل حين وظّف الكتابة الصوتية (الفونمية) في كتابة أصوات اللغات المُعبّرة عن ثقافة اللبان والأدوات المرتبطة به سواء في الدلالة أو في الأشعار.

إن الجهد المبذول في هذه الدراسة التي تُعد الأولى من نوعها في دراسة التراث الثقافي المتعلق باللبان يُذكر فيُشكر، ويمكن أن تقوم عليه مستقبلا دراسات أنثروبولوجية وألسنية وأدبية لتشمل كافة الجوانب المتعلقة باللبان.

وكُنت أود لو أشار فريق العمل إلى الوضع الراهن لإنتاج اللبان والقائمين على إنتاجه في المناطق التي شملتها الدراسة، وطرح حلول للقوى العاملة الوافدة والمستترة في عمليات إنتاج اللبان، وكذلك وضع مقترحات لإحياء الثقافة المرتبطة باللبان مثل الاحتفال بالانتهاء من موسم الحصاد (سعيت)، حيث يتوافد العمال على المدن الساحلية (حواضر اللبان) لاستلام مخصصاتهم المالية فيسددون ديونهم ويشترون احتياجاتهم الفردية والأسرية، فتتحول المدن إلى مناطق ناشطة بالحركة الاقتصادية والاجتماعية.

إن إحياء مثل هذه المناسبات في المدن التي شهدت بنادرها أنشطة تصدير اللبان يُدلل على الاهتمام باللبان والثقافة الإنسانية المرتبطة به، بل يسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في مدن المحافظة. كذلك لم أجد في الكتاب ما يُشير إلى توظيف اللبان في المادة الأدبية والفنية لأبناء المحافظة، وهذا ما يمكن إضافته للكتاب في أي طبعة قادمة.

ننتظر بعد كتاب اللبان والتراث الثقافي أن تُنشر القصص والحكايات المرتبطة بالأمكنة في محافظة ظفار، لترميم الذاكرة الشفوية المتعلقة بالسرد الشفوي في ظفار.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

معرض الكتاب 2025.. الصالون الثقافي يستضيف ندوة «الإعلام التنموي ودوره في بناء الشخصية المصرية»

انطلقت فعاليات الصالون الثقافي، بندوة «الشخصية المصرية: الإعلام التنموي ودوره في بناء الشخصية المصرية»، في قاعة مؤسسات بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، الذي يقام في مركز المعارض الدولية بالتجمع الخامس.

شهدت الندوة حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتور عمرو سليمان، الرئيس الشرفي للمؤسسة ومدير مشروع «الشخصية المصرية»، والدكتور عادل الجندي، الخبير السياحي الاستراتيجي، والكاتب والمذيع محمد علي خير، والدكتورة نسرين حسام الدين، رئيس قسم الصحافة في كلية الإعلام بجامعة بني سويف، إضافة إلى إدارة الندوة من قبل الدكتورة يسر فاروق فلوكس.

في بداية الندوة، قال محمد علي خير إن موضوع الندوة بالغ الأهمية ويصعب اختزاله في محاضرة واحدة، مشيرًا إلى أن الشخصية المصرية على مر العصور حافظت على صفاتها الأساسية، رغم التحديات التي مرت بها البلاد على مدار التاريخ.

وأضاف أن الشخصية المصرية تتميز بالاستقرار والأمان بفضل نهر النيل الذي منح المصريين إحساسًا دائمًا بالطمأنينة، وأن المصري القديم ارتبط بالأرض، وهو ما يختلف عن العديد من الشعوب الرحل.

وتطرق محمد علي خير إلى قدرة المصريين على التكيف مع مختلف أنواع الاحتلال، حيث أشار إلى أنهم حافظوا على هويتهم الدينية رغم اختلافات المذاهب، كما حافظوا على لغتهم، كجزء من مقاومة العولمة.

ندوة «الشخصية المصرية: الإعلام التنموي ودوره»

وأضاف أن المصريين، على الرغم من مواجهتهم للعديد من الأزمات، نجحوا في الاحتفاظ بتنوعهم الديني والمجتمعي. ومع ذلك، لفت إلى أن هناك تغيرات سلبية شهدتها الشخصية المصرية مع بداية الهجرة إلى الخارج، مثل عدم تقبل الآخر، والتطاول على القيم المجتمعية، وهو ما ساهم فيه الإعلام الذي يعزز من إبراز السلبيات.

من جهته، أكد الدكتور عمرو سليمان أن العلوم النفسية الخاصة بالشخصية تتمثل في دراسة طباع البشر، وأن المصريين لديهم علم خاص بهم يرتبط بموقع مصر كدولة مركزية في التاريخ.

كما أشار إلى أن مصر قد تأثرت بجميع الحضارات الكبرى، وأنه من المهم صياغة خطاب إعلامي يعزز من قيم الوحدة والتماسك الوطني، لا سيما في ظل ما وصفه بموجات من خطاب الكراهية المدعومة من الخارج.

وأفاد الدكتور عادل الجندي بأن هدف الندوة هو تعزيز الحوار المشترك بين مختلف فئات المجتمع. وأشار إلى أن معالجة غياب «الضمير المجتمعي» يمكن أن تسهم في حماية المجتمع المصري.

ندوة «الشخصية المصرية: الإعلام التنموي ودوره»

وأضاف أن الإعلام يلعب دورًا كبيرًا في توعية الجمهور بالأفكار والمفاهيم التي تتغير من عصر لآخر، مؤكداً أهمية تسليط الضوء على القيم الأخلاقية، خاصة في المرحلة الابتدائية.

من جانبها، طالبت الدكتورة يسر فاروق فلوكس الشباب بتجنب متابعة الفيديوهات التي ينشرها البلوجر «أم خالد» على منصات مثل «تيك توك»، كما دعت وزارة التربية والتعليم إلى تدريس مادة الأخلاق في المدارس لتكوين جيل متوازن أخلاقيًا.

أما الدكتورة نسرين حسام الدين، فقد أكدت أن طلاب كليات الإعلام يأتون من خلفيات ثقافية وسياسية متنوعة، لكن ما يجمعهم هو الأرض المصرية.

وأضافت أن كلية الإعلام تهدف إلى توعية الطلاب وتحصينهم بالوعي السليم من خلال زيارات للخبراء والمتخصصين، ومناقشة قضايا أساسية تتعلق بالأمن القومي.

وأشارت إلى أن الإعلام التقليدي أصبح في تراجع، فيما يزداد تأثير الإعلام الرقمي في بناء شخصية الجمهور. وفي هذا السياق، أكدت أن الإعلام، بجانب الأسرة والمدرسة والمجتمع، مسؤول عن بناء الشخصية المصرية.

اقرأ أيضاً«الحب والحرب في عيون الأطفال».. جلسة حوارية بمعرض الكتاب 2025

معرض الكتاب 2025.. قصور الثقافة تصدر 4 أعمال جديدة ضمن سلسلة «العبور»

معرض الكتاب 2025.. «اتحاد كتاب مصر» ينظم أصبوحة شعرية متميزة

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر يكرم رئيس هيئة الكتاب لدوره الثقافي البارز
  • صالون الأوبرا يناقش مصر وإستراتيجيات الدفاع عن التراث الثقافي في معرض الكتاب
  • غزة بعد 15 شهرا من الحرب.. العودة إلى الركام والأمل المتجدد (فيديو)
  • معرض الكتاب 2025.. الصالون الثقافي يستضيف ندوة «الإعلام التنموي ودوره في بناء الشخصية المصرية»
  • وزير الخارجية: مصر دائما تقدم كل الدعم السياسي والمادي والمعنوي للأشقاء الفلسطينيين
  • "عُمان ومصر.. وئام أزلي" ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب|صور
  • أم كلثوم التي لا يعرفها أحد.. ندوة تكشف أسرار كوكب الشرق بمعرض الكتاب
  • بحضور عبدالله السناوي.. معرض الكتاب يناقش "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد"|صور
  • معرض الكتاب 2025.. الصالون الثقافي يحتفي بمئوية الدكتور أحمد عبد الرحيم مصطفى
  • بحضور عبدالله السناوي.. معرض الكتاب يناقش أم كلثوم التي لا يعرفها أحد