لجريدة عمان:
2024-10-05@01:51:01 GMT

شيءٌ لا يُنال!

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT

لم يكن البُغض هو ما يُنهي صداقاتي القديمة، وإنّما الشعور الحاد أنّ هنالك ما يخفت، الخفوت الذي لا يعني تيبس شجرة الصداقة الحية وحسب، بل تعفن جذورها على نحو بطيء. لا أملكُ يقينا واضحا متى كانت تنفصلُ عُرى الأشياء، لكن كان هنالك شلالٌ من اللوم الأبدي بأنّي لا أملك السعي والدأب الكافيين لإيقاد شعلة الصداقات لأمد طويل!

***

أكثر عاداتي البغيضة تكمنُ في التخلص، التخلص والمحو اللذين يرافقان الحياة والكتابة على حد سواء.

وكأنّه يتوجب علينا أن ننظف هذا العالم من كل ما يخصنا قبل أن نُغادره، حتى من تلك العلاقات التي -ولسبب غامض- لم يُكتب لها أن تتبرعم!

إن ضآلة تآلفنا مع الآخر/ الصديق، لا يعني دوما ضعفا في نسيج الحيل التي نملكها لتفادي التمزق والانكسارات، وإنّما الإيمان -كما قال أحدهم- أنّ للصداقات أعمارا كالبشر، تنقضي بانقضاء الظرف أو الزمان والمكان. هذا الانتهاء الذي ينبغي أن نقبله كما هو، لا يُلغي احتفاظنا بذكرى طيبة عن أناس عبروا حياتنا تاركين بصماتهم وخدوشهم على حد سواء! كصداقات الطفولة والجيران والمدرسة والجامعة، تلك التي تحولت إلى ألبوم الصور. فكل صورة تُضيء ذكرى، تُضيء صديق.

نشعرُ برغبة عارمة في تجنب خذلانهم، لكن عندما تنعدم أسباب الاستمرار أقول في نفسي: «يكفي أن يكونوا نشيدا خافتا في خلفية مشهد حياتنا، الذي يكر مسبحته على نحو مخاتل».

***

عندما سافرت صديقتي «رانيا» في رحلة علاج طويلة، شعرتُ بوخز مُوجع، فتذكرتُ على نحو دقيق الخفة التي حظيتُ بها أثناء صحبتها، فرصة أن أكون «أناي» بأقل درجة من المواربة، التحلي بالجنون والشطح دون أن يُراقب أحدهم عثراتي المهتزة، تذكرتُ البئر العميقة التي دفنا فيها القصص والمرايا التي عكست بصفاء مُبهر تناقضاتنا، المرايا التي لطالما كانت تدلنا على جوهرنا المُخبأ. هكذا يفعلُ مرض صديق مُقرب منك، يجعلك على درجة من الحساسية اليقظة التي تُعيد فهم هشاشتك وعاطفتك المشوشة، حيثُ تختبر المآسي كل ما ظننته صلبا!

***

سألتُ نفسي: هل تغيرت صفات الصديق منذ بدء البشرية وحتى الآن؟ شكل الصداقة، الروابط الروحية الخفية، أمّ أنّ الصداقة مرتبطة بالمثل العليا التي لا يشوبها القدم، والتي تتمثل في الشخص الذي يُعين ويُصغي ويُدافع ويُحبّ؟

من المؤكد أنّها -أي الصداقة- هي أكثر من تعبئة الوقت بالثرثرة والضحك والشكوى، ورغم أهميتها جميعا في صياغة شكل العلاقة بيننا فإنّ هنالك شيئا بالغ الرهافة يكتب كل قصّة على نحو شديد الفرادة.

***

وجدتُ في صديقتي «رانيا» نقيضي، فهي تعرفُ بدقة ما تريد، لديها حُكم غير مُلتبس على الأشياء، دون أن يمنع ذلك طبعها الإنساني بالغ العذوبة. كل شيء مُرتب في حياتها وفي حيزها الآمن، في البيت والعمل والمشاوير. وأكاد أجزم أنّها وجدتْ فيّ النقيض: الفوضى العارمة التي تطال أفكاري ومكتبتي، عدم اليقين بشيء، والتمزق الانفعالي الصارخ لحظة الكتابة، وأنا ألملم تاريخ شخصياتي كأنّما اقتطعها بفأس من شجرة حيّة. لم أخبرها أيضا عن توتري من تفاؤلها المستفز، وكأنّ الكون - بالنسبة إليها- يسير وفق خطة ناجحة تماما، بينما يأكلني القنوط من كل شيء!

لقد كانت «رانيا» ذات طبع أقل تعقيدا من طباعي، أقل حذرا، وأكثر طيبة. ذلك الانسجام مع الحياة وصروفها، وكأننا نمضي فوق حزام متحرك ناحية النهاية المؤكدة دون مُمانعة تذكر!

***

لم أنضوِ قط تحت راية الصداقات الممتدة والمتجذرة، فثمّة ما هو مخيف، أعني ذلك النوع من الصداقات التي تُعريك، بل تنظر تحت جلدك وتحكم عليك. إنّها الخشية من أن نبدو مكشوفين. ربما لأننا نختبر نوعا آخر من الانكشاف الصريح عندما نعرضُ شخصياتنا الكتابية لأمر مماثل عن قصد ووقتما نشعر أنّ ذلك ضروريا للقراء!

وكما يبدو فإنّ الريبة لا تمضي في اتجاه واحد، بل تتشكل أيضا عند الآخر/ الصديق الذي يعي إمكانية تحوله لمجرد «كركتر» روائي. إذ لا يريد «الصديق» أن يغدو مادة للكتابة - باستثناءات قليلة- إلا من وراء طبقات مكثفة من الحكي والتورية والاستعارات.

***

في غياب «رانيا» عن مشهد الصداقة اليومي والكثيف، خطرت في ذهني فكرة حول أولئك المحملين بالعطف الأبدي والمؤازرة الداعمة، أولئك الذين يجعلونا نشك دوما في إمكانية أن يُصيبهم مكروه، ربما لأنّهم في ظهرنا دوما، وكأنّما خُلقوا من أجلنا كملائكة، إلا أنّ المرض هو أول ما يهز هذا اليقين، فيحتضر الأمل لأيام وساعات، ثمّ يستشرسُ في الظهور من تحت رماد اليأس. إذ لا شيء يُمكننا أن نُجابه به الحياة أكثر من الإرادة الغامضة في العيش!

***

عندما يمرض صديقك المقرب، يجدر بك أن تتحلى بالصبر، عقب الغضب والهياج الجارف. لأن أسئلة مُلحة حول المصير ستغدو أكثر سطوعا وحدة. لكن تلك المجابهة المريرة واليومية التي يخوضها صديقك الأعزل والمجرد من اليقين، ستدفع يأسك وقنوطك للارتخاء قليلا، ليشتد الإيمان بحبل الأمل، ذلك الذي لا يُنال بيُسر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: على نحو الذی ی التی ت

إقرأ أيضاً:

رانيا يوسف تكشف حقيقة مشهد الخيانة الزوجية مع «كلب» بـ فيلم «التاروت».. فيديو وصور

ردت الفنانة رانيا يوسف، على الجدل المثار حول فيلم التاروت الذي تخوض بطولته بجانب النجمة سمية الخشاب، اليوم الجمعة، وذلك بعد إحالة فريق عمل الفيلم للتحقيق بعد مشاركة البلوجر علي غزلان. وما تردد عن احتواء فيلم «التاروت» على مشهد خيانة زوجية مع كلب.

وقالت رانيا يوسف خلال لقائها مع برنامج «ET بالعربي»، إنها لا تعرف شيئا عن وجود بلوجر في الفيلم، مشيرة إلى أنها لا تعرف ما دوره وأسباب تواجده معهم، بل وصلت إليها هذه المعلومة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ومعرفش أي معلومات عن الفيلم لأن إحنا صورناه من سنتين، ودي حاجة ترجع للمنتج.

أما ما قيل عن مشهد الكلب، فردت رانيا يوسف، إنه شيء عادي، أن نرى كلبا أو قطة في أي عمل فني.

مشاهد من فيلم التاروت تثير الجدل

كان نشطاء التواصل الاجتماعي تداولوا شائعات تفيد باحتواء فيلم «التاروت» على مشاهد خادشة للحياء، وخيانة زوجية مع كلب ضمن أحداث العمل، لكن مروة حسن وعبد الله طاهر، المستشاران الإعلاميان لشركة المنتج بلال صبري نفيا هذه الشائعات، مؤكدين أن الأخبار التي تدور حول وجود مشاهد تتعلق بالخيانة الزوجية مع الكلب لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد محاولات لتشويه سمعة العمل، وأن الشركة التي تتمتع بسمعة رفيعة في صناعة السينما لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أي جهة أو شخص يروج لمثل هذه الأخبار المغلوط

View this post on Instagram

A post shared by ET بالعربي (@etbilarabi)

وأضافت يوسف، متحدثة عن قرار إحالتها للتحقيق، : «أنا أتحول للتحقيق ليه أنا مالي؟ هو أنا اللي جيبت البلوجر؟ وأشك إن دكتور أشرف زكي قال كده، إحنا مش المنتجين».

تفاصيل فيلم التاروت

أثار فيلم التاروت حالة من الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعدما أعلنت نقابة المهن التمثيلية برئاسة الدكتور أشرف زكي، عن منع عرض الفيلم لوجود أحد «البلوجر» أو صناع المحتوى على السوشيال ميديا بالعمل.

أزمة فيلم التاروت لـ رانيا يوسف

وبدأت أزمة فيلم التاروت لـ رانيا يوسف مع الإعلان عن وجود صانع المحتوى علي غزلان ضمن المشاركين في الفيلم، الأمر الذي تسبب في إحالة أبطال العمل إلى التحقيق، وقام الدكتور أشرف زكي بوقف التصريح الخاص بعرض الفيلم سينمائيا، وعدم إعطائهم التصاريح الخاصة بالعرض، بالإضافة إلى، إصدار قرار بإحالة الفنانين المشاركين في الفيلم للتحقيق، لمشاركة علي غزلان.

سمية الخشاب عن عرض فيلم التاروت

وكانت سمية الخشاب، حسمت الجدل القائم حول منع عرض فيلم «التاروت»، وذلك بعد إصدار نقيب المهن التمثيلية الفنان أشرف زكي قرار بوقف تصاريح فيلم «التاروت»، بسبب مشهد البلوجر «علي غزلان» ضمن أحداث الفيلم.

اقرأ أيضاًرانيا يوسف عن أزمة فيلم «أوراق التاروت»: سابوا قطة سمية الخشاب ومسكوا في الكلب بتاعي

«باقي 3 أيام».. رانيا يوسف تكشف موعد طرح أولى أعمالها الغنائية «ليك»

«كل سنة وأنتِ طيبة يا فروحة».. رانيا يوسف تحتفل بعيد ميلاد أسماء أبو اليزيد (صورة)

مقالات مشابهة

  • رانيا يوسف تكشف حقيقة مشهد الخيانة الزوجية مع «كلب» بـ فيلم «التاروت».. فيديو وصور
  • عميد بلدية سبها: أكثر من 3 آلاف منزل متضرر جراء سيول الأمطار الأخيرة التي شهدتها المدينة
  • لجنة الصداقة في “الوطني الاتحادي” تبحث التعاون مع مجلس النواب في مالطا
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • رانيا المشاط: الإصلاحات الهيكلية ساهمت في زياده نسبة مشاركة القطاع الخاص
  • ارتفاع ضحايا اعصار هيلين الذي ضرب اميركا الى أكثر من 160 قتيلا
  • سفير الدولة يبحث تعزيز التعاون مع لجنة الصداقة البرلمانية الإماراتية الأرجنتينية
  • سفير الإمارات يلتقي أعضاء لجنة الصداقة البرلمانية الإماراتية الأرجنتينية
  • مراجع غيث: سياسة الصديق الكبير أسهمت في أزمة السيولة