جنايات الفيوم تحيل أوراق قاتل مواطن مصري يحمل الجنسية الإيطالية إلى فضيلة مفتي الجمهورية
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
أحالت محكمة جنايات الفيوم الدائرة الخامسة، برئاسة المستشار جنيدى الوكيل، وعضوية المستشارين علاء محمد عبدالوهاب، وأحمد ممدوح مرسى، وعمر أحمد محمد، بأمانة سر محمد يونس ومحمود سيف، وسكرتبر تنفيذ صالح كيلانى إحالة المتهم بقتل مواطن مصرى يحمل الجنسية الإيطالية إلى فضيلة مفتى الجمهورية لاستطلاع الرأى الشرعى بإعدامه وتحددت جلسة الأسبوع الأول من مايو المقبل بالنطق بالحكم.
ترجع وقائع القضية إلى شهر إبريل من العام الماضى عندما تلقى اللواء ثروت المحلاوي، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، إخطارا من العميد محمد ثابت عطوه، مأمور مركز شرطة إطسا بمقتل أنور نمر يونس، 65 عاما، مصرى ويعمل بدولة إيطاليا ويحمل جنسيتها – ومقيم بقرية تطون.
انتقل لموقع الحادث اللواء محمد فوزى، مساعد مدير الأمن لمتابعة الحالة الأمنية ونقل جثة القتيل لمشرحة مستشفى إطسا المركزي.
تبين من التحريات التى قادها العميد هانى تعيلب، رئيس فرع البحث الجنائى للمنطقة المركزية، وشارك فيها الرائد أحمد عبد الحكم، رئيس مباحث مركز إطسا، تحت أشراف اللواء حسام أنور، مدير إدارة البحث الجنائى بالمحافظة، أن القاتل يدعى إبراهيم. ع. ف – 45 عاما، حاصل على ليسانس ومقيم بقرية تطون أيضا.
وأشارت التحريات إلى أن هناك معاملات مالية بين المجنى عليه والجانى، حيث استغل المتهم وجود المجني عليه وسط أصدقائه خلال الساعات الأولى من صباح ثاني يوم عيد الفطر المبارك، واستدرجه من بينهم، بعد أن طلب منه الذهاب معه للسيارة لرغبته في الحديث معه.
وأوضحت التحريات أنه بعد لحظات من ذهاب المجنى عليه مع المتهم الذى يدمن تعاطى "الأستروكس" فوجئ الذى من كانوا يجلسون بصحبة القتيل على أحد مقاهى القرية بصوت طلقات نارية، تبعه إلقاء جثة الرجل الستينى من السيارة، ثم لاذ المتهم بالفرار بسيارته بعيدا عن موقع الجريمة.
وقال شهود عيان من أبناء قرية تطون، إن المتهم صاحب سجل إجرامى، حيث سبق وأن اعتدى على ابن عمه الذى يعمل بإحدى الصيدليات، وكاد أن يقتله، فضلا عن قيامه بإيقاف شقيقه بمنطقة أبو النور بعد أن اعتدى عليه فى الطريق العام وأطلق النار عليه، ولولا تدخل المارة لوقع شقيقه الأصغر قتيلا، بالإضافة إلى اعتدائه الدائم على زوجته المقيمة بقرية تطون.
جرى نقل جثة القتيل لمشرحة مستشفى التأمين الصحى بمدينة الفيوم، بعد حضور أجهزة الأمن ووكيل نيابة إطسا، والذى قرر انتداب الطبيب الشرعى لتشريح جثة القتيل، حيث جرى ضبط المتهم فى إحدى قرى محافظة بنى سويف بعد قيامه بمحاولة الاستيلاء على إحدى السيارات بمحيط مركز سمسطا بعد تهديد قائدها بإشهار سلاح نارى طبنجة فى وجهه.
إحالة أوراق قاتل ابنته في الفيوم لأخذ الرأي المفتي
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفيوم جنايات الفيوم احالة اوراق قاتل الجنسية الإيطالية
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: الإدراك العميق لمقاصد النصوص الدينية السبيل الأمثل لتحقيق الاتزان والاعتدال
أكَّد الدكتور نظير عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- خلال كلمته التي ألقاها في الندوة التي نظَّمتها جامعة حلوان حول "تجديد الخطاب الديني"، أنَّ الإسلام دينٌ عظيمٌ في جوهره، متفرِّدٌ في مرونته، قادرٌ على التفاعل مع مستجدات الزمان وتغيُّرات المكان دون أن يتخلَّى عن أصوله الراسخة أو يفقد بريقَ رسالته العالمية. وأوضح فضيلتُه أن مرونة الشريعة الإسلامية تجعلها دومًا حاضرةً للتعامل مع التحديات الجديدة، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]، مشيرًا إلى أنَّ الإسلام دينٌ صالح لكل زمان ومكان، متجددٌ في عطائه، ثابتٌ في قيمه.
وأشار إلى أن جمود الخطاب الديني، وخاصةً عند أولئك الذين لا يأخذون العلمَ من مصادره الأصيلة، ويعتمدون على تفسيرات ضيِّقة مغلوطة للنصوص الدينية؛ يمثِّل أزمةً حقيقية تعوق حركةَ الأمة نحو التقدم، إذ يُغلق أمامها أبواب النهوض، ويفرض على مجتمعاتها سلاسل الركود الفكري؛ مِمَّا يهيِّئ بيئةً خصبة لانتشار الفكر المتطرف الذي يقوِّض أُسس الاستقرار. واستشهد فضيلته بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا» [رواه أبو داود]، مؤكدًا أنَّ التجديد في الدين ضرورة لاستمرار عطاء الأمة وازدهارها.
وشدَّد مفتي الجمهورية، على أنَّ الإدراك الواعي لمقاصد الشريعة هو المفتاح الحقيقي لتحقيق الاتزان الفكري والسلوكي الذي تحتاج إليه المجتمعات في ظلِّ عالم يموج بالتحديات، لافتًا الانتباه إلى أنَّ الإسلام يدعو دائمًا إلى التوسُّط والاعتدال، كما جاء في قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]. وأكَّد فضيلتُه أنَّ التطرف لا يمكن أن يُنسب إلى الدين ذاته، بل هو انعكاسٌ لسوء فَهْمِ النصوص وجهلٌ بمقاصدها السامية، ممَّا يضع المسؤولية على عاتق العلماء في إحياء معاني الرحمة واليُسر التي جاء بها الإسلام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ» [رواه البخاري].
وتطرَّق إلى الدَّور المحوري الذي تضطلع به المؤسسات الدينية، ودار الإفتاء المصرية، في تجديد الخطاب الديني، انطلاقًا من رسالتها السامية التي تجمع بين الحفاظ على الثوابت ومواكبة المستجدات. وأكَّد أنَّ دار الإفتاء، بما تمتلكه من إرث علمي عريق وكوادر فقهية متمكنة، تعمل على صياغة خطاب ديني يعكس روح الإسلام السمحة، مستندة إلى فَهْمٍ عميق لمقاصد الشريعة ومراعاة التحولات الثقافية والاجتماعية المعاصرة، ويأتي هذا الدور ليُعيد صياغة العَلاقة بين الدين والواقع، في مواجهة الجمود الفكري والتطرف، بما يسهم في بناء مجتمع متماسك يقوم على قِيَم الرحمة والتعايش والعدل.
وفي ختام كلمته، أوضح فضيلةُ المفتي أنَّ التجديد في الخطاب الديني ليس دعوةً لتغيير النصوص أو العبث بها، وإنما هو دعوة لاستيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة تُبنى على ثوابت الشريعة ومقاصدها النبيلة، مضيفًا أنَّ التجديد الحقيقيَّ هو السبيل لاستعادة الريادة الحضارية، وتحقيق التفاعل الإيجابي مع متطلبات العصر.
هذا، وقد استقبل فضيلةُ مفتي الجمهورية فور وصوله أ.د. حسام رفاعي، نائب رئيس جامعة حلوان لشئون الطلاب، و أ.د. أشرف رضا، رئيس مركز الفنون والثقافة بالجامعة، ولفيفًا كبيرًا من السادة عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وطلبة وطالبات الجامعة، في أجواءٍ تملؤها الحفاوة والإجلال، وتؤكد عمقَ الصِّلة بين المؤسسات الدينية والعلمية في بناء الوعي المستنير.