أساتذة الطب يخرجون عن صمتهم: قلقون من سنة بيضاء وتغيير سنوات الدراسة من اختصاص الأساتذة
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
بعد صمت طويل أعلن أساتذة كليات الطب، أنهم يتابعون بقلق كبير تطور الأوضاع بكليات الطب والصيدلة في ظل مقاطعة الطلبة للدروس والامتحانات وهو ما يهدد بشكل جدي السنة الجامعية ويلقي بظلاله على جودة التكوين بالكليات العمومية.
واعتبر مجلس التنسيق القطاعي لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، الذي يضم الأساتذة، أن استمرار مسلسل المقاطعة رغم مضي أكثر من ثلاثة أشهر « يجعلنا ننبه مختلف الأطراف إلى خطورة هذه المرحلة » وتأثيرها السلبي على مستقبل التكوين الطبي العمومي بالمغرب وكذا على جودة هذا التكوين التي يبتغيها الجميع من خلال هدر الزمن الجامعي والانحدار غير المسبوق بمستوى الكليات العمومية للتكوين الطبي.
كما اعتبر الأساتذة أن أي نقاش في الجوانب البيداغوجية لدبلوم الدكتوراه في الطب ومسار التدريس وكيفية إلقاء الدروس، وسيرورة التداريب الاستشفائية، وطريقة التقييم، أو الخوض في نقاش المعادلة أو دفتر المعايير البيداغوجية الوطنية … هو شأن أكاديمي خاص بالأساتذة في مختلف الكليات واللجان البيداغوجية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون موضوع مقايضة أو إسناده إلى لجان أخرى غير ذات الاختصاص سواء تعلق الأمر بعدد سنوات الدراسة أو محتواها أو طريقة التقييم. وحسب مصدر من الأساتذة فإن هذه الفقرة من البيان موجهة للوزارة وأيضا للطلبة الذين يتحدثون في الجانب البيداغوجي دون إلمام.
ودعا التنسيق القطاعي لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان جميع الأطراف إلى التحلي بروح المسؤولية في هذا الظرف الحساس حفاظاً على مستقبل التكوين الطبي الجامعي وكذا دعوة جموع الطلبة إلى تحكيم لغة العقل وعدم الانجرار وراء الجانب العددي على حساب الجانب الكيفي.
وعبر الأساتذة عبر بيانات النقابة الوطنية للتعليم العالي محلياً ووطنياً عن ضرورة الدفاع عن جودة التكوينات من خلال الرفع من نسبة التأطير وتوسيع ميادين التداريب وإصلاح منظومة التكوين الطبي الجامعي، وكذا نهج أسلوب تشاركي في هذا المسلسل. واعتبروا أن أي إصلاح للمنظومة هو بالأساس شأن أكاديمي خاص بالأساتذة الجامعيين بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان.
وحسب البيان فقد شكل هذا الهاجس أساساً لمجموعة من اللقاءات التي عقدت مؤخراً في إطار اللجنة الثلاثية المكونة من وزارتي الصحة والتعليم العالي والنقابة الوطنية للتعليم العالي.
وعرفت هذه اللقاءات نقاشاً صريحاً ومسؤولاً، حيث تم طرح مجموعة من الإشكالات المرتبطة بالتكوين الطبي الجامعي وضرورة المحافظة على مستوى التكوين المعترف به على المستوى الدولي، وكذا مناقشة مجموعة من الإجراءات المقترحة لهذا الهدف وضرورة مواكبتها بالمتابعة والتقييم وهو ما يجب أن يفضي إلى اتفاق شامل في إطار اللجنة الثلاثية للحفاظ على مصداقية القرارات المتخذة.
كلمات دلالية إضراب طلبة كليات الطب المغرب إضراب مجلس التنسيق القطاعي لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب إضراب الطب والصیدلة وطب الأسنان
إقرأ أيضاً:
وألوانها بيضاء ورمادية!
يوسف عوض العازمي
@alzmi1969
"عندما يأمن الموظف العقاب سيقع في الفساد ويسوم الفقراء سوء العذاب" نجيب محفوظ.
*****
القاعدة التي يتداولها الناس هي أنه مع تطور مكافحة الجريمة تجد الجريمة نفسها تتطور بشكل أعلى من تطور المكافحة، النفس الضعيفة التي لا يردعها وازع ديني ولا أخلاق حسنة ولا أمانة صعب إيقافها وردعها إلّا بغلاظة القانون، والمثل يقول "من لا يُربيه بيته يُربيه القانون".
قبل أكثر من 35 عامًا، عُرضت على شاشات تلفزيون دولة الكويت آنذاك، حلقات مسلسل ساخر عرض في رمضان في ذاك الوقت، ويتحدث عن طاغية حكم بلدة ما اسمه "كامل الأوصاف"، وكانت حلقات المسلسل وتصرفات الطاغية الذي قام بدوره الفنان القدير غانم الصالح- رحمه الله- وكأنها تستشرف المستقبل؛ حيث العبقرية في كتابة النص، ودقة التوصيف للحدث، والرؤية الثاقبة لمستقبل الأيام، وحقق المسلسل نجاحا منقطع النظير يستحقه ولا شك.
من المشاهد المعبرة التي تضمنها المسلسل الشهير مشهد يظهر به الطاغية كامل الأوصاف وهو يصدر قرارا بصبغ ألوان البيوت باللونين الأبيض والرمادي، ليس لأن هناك لجنة متخصصة أقرت ذلك وليس لأنَّ المصلحة العامة تتطلب ذلك، إنما لأن حليف الطاغية التاجر شاهبندر التجار وقع في ورطة بسبب تكدس الأصباغ باللونين الأبيض والرمادي في مخازنه بسبب صفقة خاسرة، ولذلك تعاطفاً مع الشاهبندر وليس تعاطفا مع المصلحة العامة، قرر الحاكم الطاغية أن يتحمل الشعب المغلوب على أمره تبعات خسارة التاجر، ويصبغ البيوت بالأبيض والرمادي، وألف مبروك الربح للشاهبندر، وتعيش وتأكل غيرها أيها الشعب المسكين.
المقال تقريبًا انتهى، وسأترك لك تفسير أشياء كثيرة تدور حولك، وهنا أركز على دور الفن الهادف في توعية المجتمع، فالفن الحقيقي هو برلمان حقيقي وسلطة فاعلة للمجتمع.
الفن، والصحافة الحرة، وحرية الرأي المسؤولة، هي أعمدة للمجتمع وليست على المجتمع، متى ما أصبح قادتها أناس ثقات ووطنيين سيكونون هم الصوت المعبر للشعب، ومن يقرأ التاريخ يعلم أن النهضة الأوروبية انطلقت بأساس من الآداب والفنون والثقافة التي كانت قاعدة انطلقت منها بقية العلوم التي بدأت من الآلة البخارية حتى وصلنا لعصر الذكاء الاصطناعي.
يا ترى هل مشهد الأصباغ البيضاء والرمادية سيتكرر في عصورنا الحالية، أم سيبقى مشهدا مسليا، للضحك وللفكاهة!
يقول تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" (الرعد:11).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه"؛ متفق عليه.
رابط مختصر