احتجاجات ودعوات لانتخابات مبكرة.. هل تسقط حكومة نتانياهو؟
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
احتجاجات متصاعدة، ودعوات لتظاهرات حاشدة، ومطالب بإجراء انتخابات مبكرة، وسط خلافات "ائتلافية داخلية"، تحديات عدة في مواجهة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ما يثير التساؤلات حول مدى إمكانية "سقوط حكومته ورحيله عن الحكم".
احتجاجات ومطالب بـ"الرحيل"ويوضح المحلل السياسي الإسرائيلي، شلومو غانور، أن التظاهرات الاحتجاجية الحالية "وحدت الصفوف والآراء والأهداف المختلفة"، المتعلقة بـ"تقريب موعد الانتخابات، فرض التجنيد الإلزامي على جميع الشرائح الاجتماعية الإسرائيلية، ومطالبة عائلات المختطفين بعودتهم لمنازلهم".
والاحتجاجات الجماهيرية الحالية بمثابة "استعراض عضلات"، وخلالها توحدت الصفوف للمرة الأولى، لمطالبة نتانياهو بتحمل مسؤولياته، والقائمين على التظاهرات قد يقيمون "مدينة خيم"، من أجل المبيت داخلها والاعتصام ليلا أمام مبنى الكنسيت، وفق حديثه لموقع "الحرة".
والأحد، تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين، للتنديد بحكومة نتانياهو وبالإعفاءات الممنوحة لبعض اليهود من الخدمة العسكرية، وللمطالبة بتعزيز الجهود لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
وفي الليلة الثانية على التوالي من الاحتجاجات الحاشدة، تظاهر آلاف الإسرائيليين للمطالبة بـ"استقالة الحكومة ورحيل نتانياهو، وإجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، وموافقة قادة البلاد على صفقة رهائن من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح 130 مختطفا محتجزين في غزة هجوم السابع من أكتوبر"، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
والسبت، احتشد الآلاف في أكبر مدن إسرائيل "تل أبيب"، وأغلقوا الطريق السريع الرئيسي في المدينة لمدة ساعتين تقريبا، واختار آخرون الاعتصام، أمام منزل نتانياهو في القدس مرددين هتافات تطالبه بالاستقالة.
وحمل العديد من المتظاهرين لافتات عليها صورة لوجه نتانياهو ملطخا بالدماء، متهمين إياه بالفشل في حماية البلاد من حركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، وجاء في الشعارات على اللافتات التي رفعها المتظاهرون "أنت الزعيم، أنت المسؤول" و"الانتخابات الآن".
التظاهرة "الأضخم" منذ بدء الحربقال المنظمون إن تظاهرة القدس هي الأضخم منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر، وذكرت صحيفة "هاآرتس" وموقع "واي نت" الإخباري إن عشرات الآلاف من الأشخاص شاركوا فيها.
ويتزايد الضغط على نتانياهو بعدما وجد المعارضون لحكومته وعائلات الرهائن المحتجزين في غزة "قضية مشتركة"، وتقول عائلات الرهائن إنها ستنزل إلى الشوارع كل ليلة هذا الأسبوع في محاولة "لإعادتهم إلى الوطن".
ويشير المحلل السياسي الإسرائيلي، الحنان ميلر، إلى أن الرأي العام في إسرائيل يتضامن مع "الاحتجاجات والتظاهرات الحالية"، لكن هناك "رد فعل" من الأطراف اليمنية التي ترفض ذلك.
واستطلاعات الرأي تكشف أن "شعبية الوسط، تتصاعد بينما تتراجع شعبية اليمين المتطرف في الشارع الإسرائيلي"، وفق حديثه لموقع "الحرة".
لكن على جانب آخر، يؤكد المحلل السياسي الإسرائيلي، مردخاي كيدار، أن "التظاهرات تشمل حفنة من المعارضين السياسيين لليمين"، ولا يشارك بها "معظم الناس" لأنها تضر المجتمع والدولة والجيش.
وفي حديثه لموقع "الحرة"، يصف المحتجين بـ"حفنة من الناس فقدوا الفرامل" ويستمرون في التظاهر"، ويرى أن تلك الاحتجاجات "أخذت أكبر من حجمها، وتأثيرها على أرض الواقع ضعيف جدا".
ومن جانبه، يشير غانور إلى أن عدد المشاركين الاحتجاجات الحالية "لا يقارن" باحتجاجات ضد "التعديلات القضائية المثيرة للجدل".
ورغم تعدد الأهداف لا يوجد "نفس الإقبال" من الجمهور على الانطواء تحت راية موحدة متعددة الأهداف، لأن الناس ترغب في الاستقرار ولا يوجد لديها نفس الرغبة في الاحتجاج كما حدث سابقا، وفق المحلل السياسي الإسرائيلي.
ولذلك فالتظاهرات والاحتجاجات "ليست الحل" لتغيير الحكومة في وجهة نظر الشارع الإسرائيلي، حسبما يوضح غانور.
انتخابات مبكرة؟في كلمته أمام المتظاهرين، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، أن كل ما يهم نتانياهو هو البقاء في منصبه، واتهم رئيس الوزراء بالتركيز على إبقاء شركائه في الائتلاف سعداء أكثر من مساعدة المواطنين المتأثرين بالحرب، وطالب بـ"إجراء انتخابات مبكرة".
في المقابل، قال نتانياهو في مؤتمر صحفي بالقدس، إن إجراء الانتخابات في ذروة حرب باتت إسرائيل قريبة للغاية من الفوز فيها من شأنه أن يصيب البلاد بـ"الشلل لعدة أشهر".
ويوضح غانور، أن استطلاعات الرأي العام تشير لرغبة الشارع الإسرائيلي في تغيير "نمط واتجاه وشخصيات الحكومة"، لكن الائتلاف الحكومي الحالي "لا يسلم بإجراء الانتخابات".
وأحزاب اليمين المتشدد الموجودة بالائتلاف الحكومي "لا تريد إجراء انتخابات"، لأن الحكومة الحالية هي "الأفضل بالنسبة لهم في التاريخ"، وفق المحلل السياسي الإسرائيلي.
والشعب الإسرائيلي لن يقع في الفخ مرة ثانية ويمنح اليمين المتشدد الفرصة لقيادة إسرائيل للوضع المأساوي الذي تعيشه حاليا، واليمين المتطرف "لن يضيع الفرصة الحالية من يده"، وفق غانور.
ومن جانبه، يشير كيدار إلى أن "إجراء انتخابات مبكرة يتم فقط بموافقة الكنيست بأغلبية الأصوات".
ويؤكد ميلر إمكانية "إجراء انتخابات مبكرة، وكذلك يمكن تغيير الحكومة في حال وجود أغلبية بالكنيست".
هل ينهار الائتلاف؟يشكل اليهود الأرثوذكس المتشددين "الحريديم" 13 بالمئة من سكان إسرائيل، ويعود تاريخ الإعفاءات العسكرية إلى الأيام الأولى للدولة الإسرائيلية، عندما منح ديفيد بن غوريون، مؤسس البلاد، في عام 1949 إعفاءات لـ 400 طالب ديني في سن التجنيد.
ويلزم تشكيل حكومة الحصول على تأييد 61 نائبا على الأقل من الكنيست، ولدى معسكر رئيس الوزراء الإسرائيلي 64 مقعدا، وكانت أحزاب "الحريديم" السياسية أعضاء رئيسيين في حكومات نتانياهو المتعاقبة.
ويؤكد غانور أن الأحزاب اليمنية المتشددة " ساخطة على نتانياهو"، وتحمله مسؤولية "فشل الإصلاح القضائي، وعدم نجاحه في إعفاء طلاب الكليات الدينية من التجنيد الإلزامي".
ورغم "الخلافات الائتلافية الحكومية"، فالجميع "لا يريد التنازل عن منصبه أو كرسيه"، وفق المحلل السياسي الإسرائيلي.
ومن جانبه، يوضح ميلر أن "تجنيد الحريديم" أثار الغضب داخل حزب الليكود وكذلك الائتلاف الحكومي، وبالتالي فهناك نواب قد ينفصلون عن الحزب ويدعموا تغيير الحكومة.
لكن كيدار يرى أنه لا يوجد "أفضل من الحكومة الحالية"، وطالما يمتلك الائتلاف 64 من مجموع 120 عضوا بالكنيست فهو "متين وسوف يستمر حتى موعد انتهاء ولاية الحكومة"، رغم وجود خلافات بشأن "تجنيد الحريديم".
هل تسقط حكومة نتانياهو؟يشير ميلر إلى أن حكومة نتانياهو "هشة جدا وقد تسقط قريبا وسط ضغوط متفاقمة من أطرف عدة".
ويمكن "تفكيك الكنيست" والذهاب لانتخابات عامة، وذلك باستقالة أعضاء البرلمان والتصويت على سحب الثقة من الكنيست، وفق المحلل السياسي الإسرائيلي.
ويتحدث ميلر عن إمكانية "قيام أحد أعضاء المعارضة بجمع توقيعات من الائتلاف للحصول على الأغلبية وبالتالي يستطيع تغيير رئيس الحكومة وتشكيل حكومة بديلة تحظى بتأييد الكنيست".
ويتوقع اختيار بديل قريبا لنتانياهو "حتى لو كان من اليمين المتطرف".
بينما يؤكد كيدار "صعوبة سقوط حكومة نتانياهو"، ولن يتم ذلك سوى بخروج بعض نواب الائتلاف الحكومي والتصويت مع المعارضة لإنهاء مدة الكنيست الحالية والنزول لانتخابات.
والحلقة الأضعف في الائتلاف الحكومي هي "الأحزاب اليمنية"، وخروج أشخاص مثل وزيرا المالية، بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي، إيتمار بن غفير، قد "يكسر ظهر الائتلاف"، حسب تقديرات كيدار.
ومن جانبه، يوضح غانور أن الائتلاف الحكومي الحالي يعتمد على 64 صوتا، بالإضافة لأصوات حزب "الوحدة الوطنية" الذي يترأسه بيني غانتس.
وصفقة المختطفين في غزة، سوف تختبر "متانة الائتلاف الحكومي"، وقد تؤدي لسقوطه، وذلك عن طريق "حل الكنيست" بأغلبية الأصوات وإجراء الانتخابات قبل موعدها القانوني، وفق غانور.
ويشير المحلل السياسي إلى أن تنفيذ ذلك يتطلب "وجود أكثرية بالكنيست" وهذا الأمر غير موجود حاليا، ولدى الائتلاف الحكومي "الأغلبية"، حسبما يضيف.
وقد تظهر قريبا "ظروف سياسية أمنية اقتصادية اجتماعية معينة، تضمن الأكثرية المفاجئة الضامنة لإسقاط الحكومة"، حسب تقديرات غانور.
وقد يستقيل نتانياهو دون إجراء انتخابات وينتدب عضو بالليكود لتشكيل "حكومة جديدة"، لكن ذلك لن يشكل مخرجا والشارع سوف يفور ذلك الائتلاف.
ويرى المحلل السياسي الإسرائيلي أن "كافة السيناريوهات والتصورات مطروحة".
الائتلاف في "خطر".. هل تتم الإطاحة بنتانياهو؟ أثار تقييم جديد استخباراتي أميركي، شكوك حول ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، سيبقى في السلطة، وسط تحذيرات من "خطر يحيط بالائتلاف اليميني" في إسرائيل، وفي الوقت ذاته تجددت الاحتجاجات في الشارع.واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما تسبب بمقتل 32845 فلسطينيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 75392، وفق ما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحماس، الإثنين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إجراء انتخابات مبکرة الائتلاف الحکومی حکومة نتانیاهو رئیس الوزراء ومن جانبه فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
روسيا تسقط عدداً من الطائرات المسيرة
قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد إن وحدات الدفاع الروسية دمرت 19 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.
وأضافت الوزارة على تطبيق تيليجرام أنه تم إسقاط 16 طائرة مسيرة فوق منطقة روستوف الجنوبية، بينما جرى اعتراض الطائرات الأخرى فوق منطقتي بيلجورود وبريانسك المتاخمتين لأوكرانيا.