رأس الحكمة … #مرسى_زايد … هل من حكمة في #جلب_الإستثمارات ؟
بقلم / #أحمد_عبدالفتاح الكايد_أبو_هزيم
أعلنت الحكومة المصرية ودولة الإمارات العربية المتحدة ” الصندوق السيادي ” توقيع عقد تطوير وتنمية مدينة ” رأس الحكمة الجديدة ” ، بحجم إستثماري يصل إلى 150 مليار دولار عند إكتمال جميع مراحل المشروع ، تتضمن 35 مليار دولار تدفع مباشرة للحكومة المصرية خلال شهرين من توقيع العقد ، منها 24 مليار دولار سيولة نقدية مباشرة و 11 مليار دولار موجودة أصلاً كوديعة لدى البنك المركزي المصري ، على أن تحصل الدولة المصرية على 35.

/. من إجمالي أرباح المشروع السنوية .
تقع منطقة ” رأس الحكمة ” المراد تطويرها على الساحل الشمالي الغربي لمصر على بعد 350 كيلو متر شمال غرب القاهرة ، وهي عبارة عن خليج داخل البحر الأبيض المتوسط بعمق 50 كيلومتر ، كانت تعرف سابقاً باسم ” رأس الكنائس ” لوجود جبل بالقرب منها يحتوي على آثار الكثير من الكنائس ، تم تغيير الإسم بأمر من الملك فاروق في العام 1941 م .
المشروع في نظر الكثير من المراقبين يمثل ” قبلة الحياة ” التي أوقفت تدهور الإقتصاد المصري ، وسيكون له مردود إيجابي على مجمل القطاعات الإقتصادية من أهمها تشغيل مئات الآلاف من الأيدي العاملة التي قد تصل إلى مليون ونصف بشكل مباشر وغير مباشر ، كذلك من المتوقع أن تستقبل منطقة رأس الحكمة عند إكتمال جميع مراحل المشروع ما يقارب من 8 مليون سائح .
يرى البعض أن الإستثمار الإماراتي في المشروع له بعد سياسي تطلب تداخل جراحي لمعالجة الإقتصاد المصري منعاً من انهياره أو على الأقل إعطائه فرصة لالتقاط أنفاسه من خلال ضخ عشرات المليارات من الدولارات ، في وقت تمر به المنطقة بأصعب لحظاتها نتيجة عدوان صهيوني همجي ظالم تقوم به قوات الإحتلال على قطاع غزة والضفة الغربية ، ولا تحتمل معه المنطقة أي اختلالات سواءً كانت سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية وخصوصاً دول الطوق .
و لتكتمل الصورة في تسليط الضوء على آلية معادلة جلب الإستثمارات وإدارتها والتعاطي مع أكبر قدر ممكن من المكاسب والمنافع عبر رافعة فن الترويج للمشاريع والفرص الإستثمارية للدول والشركات والصناديق السيادية وخصوصاً الخليجية منها ، ومن أجل المقاربة في استغلال الفرص الإستثمارية وآلية عرضها على المستثمر نسلط الضوء على إتفاقية وقعتها الحكومة الأردنية وشركة المعبر الإماراتية في العام 2008م ، لإقامة مشروع مرسى زايد السياحي ” أبراج وفنادق ومجمعات تجارية وسكنية ومراكز مالية وترفيهية ” في مدينة العقبة المنفذ البحري الوحيد للأردن .
بناءً على ما ورد في بعض وسائل الإعلام تقوم الحكومة الأردنية ببيع شركة المعبر الإماراتية أرض أردنية تبلغ مساحتها 3200 دونم ، من ضمنها ميناء العقبة ” العامل ” في ذلك الحين ، والذي ” كان ” يحتوي على العديد من أرصفة البواخر والمستودعات والساحات وصوامع الحبوب بمبلغ 500 مليون دولار ، على أن تقوم الحكومة الأردنية بنقل الميناء وإنشاء أرصفة جديدة على الشاطئ الجنوبي بكُلف تقدر بمئات الملايين من الدنانير ، علماً بأن إجمالي طول الواجهة البحرية للأردن على البحر الأحمر ما يقارب 30 كيلو متر ، وبذلك يكون الأردن من أقل دول العالم إطلالة على البحار .
بعد أكثر من 15 عاماً ما زال مشروع مرسى زايد في مراحله الأولية ، حيث تعطل لأكثر من عشر سنوات لأسباب إقتصادية و لوجستية ، ويتوقع له في حال إكتمال جميع مراحله خلق أكثر من 16 ألف فرصة عمل من خلال الفنادق والمنشآت المتعددة التي يحتويها المشروع ، بعد قيام الشركة المطورة بضخ سيولة مالية قد تصل إلى عشر مليارات دولار .
لا مجال للمقارنة بين مرسي زايد السياحي ورأس الحكمة من حيث المنافع والمكاسب التي تحققت أو التي قد تتحقق لكلتا الدولتين ، بسبب ضخامة حجم الإستثمار في مشروع رأس الحكمة أولاً وأيضاً إلى اختلاف السياسات الإقتصادية التي تنتهجها الدولتين في التعاطي مع الإستثمارات الأجنبية ثانياً .
الشيء الملفت للإنتباه والذي كانت له معارضة شديدة في ” الشارع ” ومن بعض المدارس الإقتصادية أن الحكومات الأردنية المتعاقبة أعتمدت آلية خروج الدولة الجزئى أو الكلي من الشركات والمؤسسات الإستراتيجية تحت بند الخصخصة ” بيع الأصول ” ، واكتفت بالعوائد الضريبية مع تعامل مرن ” تساهل ” في باقي التفاصيل ، لحاجتها للسيولة المالية في ذلك الحين ربما أو لعدم كفاءة الإدارة غالباً . أما الجانب المصري وتحديداً في مشروع رأس الحكمة أخذ بالشراكة الإستراتيجية والمشاركة في المغنم بالتحديد ، وأعتمد سياسة المشاركة في إستثمار الأصول .
العائد الإستثماري لمشروع مرسى زايد لم يتحقق منه شيء يذكر لغاية الآن بسبب عدم إكتمال الإنشاءات ، علماً بأن ثمن الأرض ” موقع الميناء القديم والأرض الخلفية ” الذي تقاضته الحكومة الأردنية من شركة المعبر تم تسديده في ذلك الحين لإكمال صفقة الشراء المبكر للديون الخارجية ” نادي باريس ” .
عرض فرص الإستثمار في الأصول حق سيادي للدولة ، حيث تتنافس الدول فيما بينها على جذب الإستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة ، وتختلف السياسة الإستثمارية وطريقة عرض المشاريع من دولة إلى أخرى .
مطلوب من الحكومة الأردنية الحالية ومن سوف يليها بذل كل الجهود في الترويج للإستثمار بجميع أشكاله ، بعيداً عن الإستعراض وبيع الأوهام ، وإزالة جميع المعوقات التي تمنع تدفقها ، ومطلوب أيضاً خلق الظروف المناسبة من خلال تحديث التشريعات من قوانين وأنظمة وتعليمات فعلاً وليس قولاً ، وتحديث البنية التحتية ، وتحديد ما هي القطاعات الأكثر تنافسية ، وإزالة جميع القيود التي تعرقل أي عملية إستثمارية بما لا يتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا و معتقداتنا وسيادة الدولة .
حمى الله الأردن وأحة أمن واستقرار .
و على أرضه ما يستحق الحياة .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: جلب الإستثمارات أحمد عبدالفتاح الحکومة الأردنیة ملیار دولار رأس الحکمة

إقرأ أيضاً:

وزيرة البلدية: انتهاء أعمال التطوير والصيانة في مشروع دروازة العبدالرزاق بالقريب العاجل

أكدت وزيرة الأشغال العامة وزيرة الدولة لشؤون البلدية الدكتورة نورة المشعان اليوم الاثنين الانتهاء من أعمال التطوير والصيانة في مشروع دروازة العبدالرزاق بالقريب العاجل بعد التأكد من انتهاء كل التصليحات اللازمة مما سيساهم في إعادة افتتاحها بشكل أكثر تطويرا.

وقالت الوزيرة المشعان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عقب جولتها التفقدية على موقع الأعمال في الدروازة برفقة رئيس المجلس البلدي عبدالله المحري إن العمل في المشروع يسير وفق الجدول الزمني.

وأوضحت أن هذه الزيارة تأتي التزاما بمتابعة تطورات الأعمال العامة لجميع المشاريع المكلفة بها الوزارة ولضمان سيرها بشكل سلس وفعال لتحقيق أعلى معايير الجودة والسلامة في المشاريع العامة والمحافظة على البنية التحتية بما يخدم المجتمع بشكل فعال.

وشددت على أن سير الأعمال وفق الجدول الزمني في مشروع دروازة العبدالرزاق هو دليل على التفاني في العمل من القائمين على المشروع.

من الجولة التفقدية

وأعربت عن شكرها للقيادة السياسية ومجلس الوزراء على متابعتهم المستمرة وثقتهم ودعمهم المستمر لصيانة جميع المشاريع وحرصهم على إنجازها دون تأخير.

وبينت أن ذلك الأمر يعكس العرفان بالجهود المبذولة من الجهات الرسمية في دعم تنفيذ المشاريع وضمان استمرارية الخدمات للمواطنين بما يعود بالنفع على جميع السكان في الكويت.

من جانبه أكد المحري أن زيارة نفق دروازة العبدالرزاق تعكس مدى التعاون والتنسيق بين وزارات الدولة المختلفة مع المجلس البلدي بهدف ضمان تقدم نسب إنجاز المشروع ونجاحه.

وأشاد المحري في تصريح مماثل لـ(كونا) “بالدور الواضح الذي تقوم به الوزيرة المشعان وما يتبعه من أعمال تتعلق بحل كل مشاكل المشروع في أقرب وقت ممكن”.

وأوضح أن جهود الوزيرة المشعان “تصب باتجاه ضمان انتهاء تنفيذ جميع أعمال النفق في الموعد المحدد حسب الخطط الموضوعة وعودة الدروازة إلى الحياة مرة أخرى”.

وأضاف أن الجهود المبذولة كافة ستسهم بشكل كبير في حل المشكلة المرورية في المنطقة المحيطة بالدروازة إضافة إلى استعادة الشكل الجمالي لهذا المكان التاريخي الذي يحمل قيمة كبيرة في قلوب الكويتيين.

وأشار إلى أن المجلس البلدي لن يتوانى في دراسة أي طلبات ترفع له من شأنها أن تساهم في إنجاز واستكمال المشروع بالشكل المطلوب “كما يمد المجلس يد التعاون لجميع جهات الدولة وسيكون داعما رئيسيا لأي خطوة تسير في اتجاه إنجاز وتنفيذ المشاريع سواء التي كانت تتعلق بتاريخ الكويت أو المدرجة ضمن الخطوة التنموية”.

المصدر كونا الوسومدروازة العبدالرزاق وزيرة البلدية

مقالات مشابهة

  • الدين العام في بريطانيا يرتفع إلى 3.47 تريليون دولار وبنسبة 99.8 ?
  • بعد رأس الحكمة.. أحمد موسى: الحكومة تعلن غدًا عن استثمارات جديدة تصل إلى مليارات الدولارات
  • اكتشافات الغاز الطبيعي.. الحكومة تؤكد انتعاش الإستثمارات الأجنبية
  • وزيرة البلدية: انتهاء أعمال التطوير والصيانة في مشروع دروازة العبدالرزاق بالقريب العاجل
  • المدن الصناعية الاردنية تستقطب 170 استثمار جديد خلال العام 2023 بقيمة 202 مليون دينار.
  • ترسية عقد تنفيذ المداخل والمخارج المؤدية لـ «دبي هاربر» بتكلفة 431 مليون درهم
  • (طرق دبي) ترسي عقد مشروع تنفيذ المداخل والمخارج المؤدية لمنطقة دبي هاربر بتكلفة 431 مليون درهم
  • فيديو | ترسية عقد مشروع مداخل ومخارج «دبي هاربر» بتكلفة 431 مليون درهم
  • الحكومة: 890 مليون دولار التكلفة المبدئية لمشروع الأمونيا الخضراء
  • نجاح جديد لمصر.. كيف سددت الدولة ديون بـ25 مليار دولار في 4 أشهر؟