محمد حسّان الطيّان: آيات القرآن جمعت صروفا من البلاغة بكلمات معدودات
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
ينطلق أستاذ اللغة العربية بكلية القانون الكويتية العالمية، الدكتور محمد حسّان الطيّان في حديثه عن موضوع القرآن الكريم واللغة العربية من مقولة " لولا القرآن ما كانت العربية"، موضحا أن العربية بعلومها المختلفة نشأت في رحاب كتاب الله عز وجل.
ويذكر في هذا السياق علم التجويد والقراءات، علم النحو، علم الصرف، علم غريب القرآن وعلم البلاغة الذي نشأ إدراكا لأسرار الإعجاز في القرآن الكريم.
وينوّه ضيف حلقة (2024/4/1) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" إلى آيات جمعت صروفا من البلاغة في كلمات معدودات، ومنها قوله سبحانه وتعالى في سورة هود "وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين". وقيل إن في هذه الآية أكثر من 30 نوعا من أنواع البلاغة.
ويشير إلى نوعين من البلاغة، بلاغة الفطرة التي كانت لدى الأجداد القدامى والذين أدركوا بفطرتهم السليمة جمال القرآن وروعته وأسرار إعجازه، وبلاغة الفكرة التي تحتاج إلى إعمال الفكر.
ووفق الدكتور الطيّان، فقد أنشئت بلاغة الفكرة من طرف مؤسس علم البلاغة عبد القاهر الجورجاني ومن أتوا بعده، ليبيّنوا أن البلاغة لها 3 فنون هي: علم المعاني، علم البيان وعلم البديع، ويقول إن بلاغة الفكرة قعّدت للأمور الجمالية.
وتعني البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال، وهي مجسدة في القرآن الكريم الذي يوجز عندما يتطلب المقام إيجازا، مثل قوله عز وجل في سورة البقرة " ولكم في القصاص حياة"، حيث تضمنت هذه الآية على قصر كلماتها أروع بلاغة.
وعن المترادفات والأسماء الكثيرة في القرآن الكريم واللغة العربية، يبرز ضيف "الشريعة والحياة في رمضان" أن القرآن الكريم كتاب أحكمت وفصّلت آياته من لدن حكيم خبير، وما من كلمة إلاّ وقد وضعت في موضعها الصحيح والمناسب.
استخدام الألفاظ غير المألوفةوتوجد مترادفات كثيرة في القرآن الكريم، ولا يمكن أن يغني مترادف عن مترادفه في ذلك الموضع، وضرب الدكتور مثالا بـ "السنة" و"العام"، حيث تستعمل "السنة" عند العرب للجذب وللشدة، وقال الله سبحانه وتعالى في سورة يوسف " قال تزرعون سبع سنين دأبا"، أي سنين الجذب والعمل والشدة، ثم جاء في نفس السورة " ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون".
وكذلك قوله عز وجل في سورة العنكبوت "فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما"، أي أن الإشارة إلى المعاناة جاءت بالسنوات والاستثناء جاء بالأعوام.
وعن أسرار استخدام القرآن الكريم لألفاظ غير مألوفة في كلام العرب، يقول الدكتور إن علم البلاغة يقتضي أن يكون الكلام مطابقا لواقع الحال، ولذلك فإن اختيار بعض الكلمات في القرآن الكريم إنما لتكون مناسبة للمعنى وللمبنى، ويضرب مثالا بقوله عز وجلّ في سورة النجم " تلك إذا قسمة ضيزى"، وتعني كلمة "ضيزى" مائلة عن الحق وغير عادلة.
ويرجح أستاذ اللغة العربية أن كلمة "ضيزى" استخدمت لتناسب الجرس في سورة النجم " والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى.."، مبرزا أن غرابة القسمة اقتضت كلمة غريبة هي "ضيزى".
ومن جهة أخرى يؤكد أن الحركة الإعرابية تغير المعنى كليا ففي قوله تعالى في سورة فاطر: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"، يعني أن المولى سبحانه وتعالى هو المخشي والعلماء هم الذين يخشونه، وهنا أخر الفاعل وقدم المفعول لغرض بلاغي.
وينصح أستاذ اللغة العربية بكلية القانون الكويتية العالمية في الأخير بقراءة القرآن الكريم والمداومة عليه في شهر رمضان، ويستشهد بوصية ابن مسعود رضي الله عنه، حيث قال" اقرؤوا القرآن.. وحركوا به القلوب.."، أي ضرورة التدبر وفهم الآيات وليس مجرد الاستعجال بختم السور في الشهر الفضيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات فی القرآن الکریم فی سورة عز وجل
إقرأ أيضاً:
785 متسابقًا يشاركون في مسابقة النور للقرآن الكريم بنزوى
يشارك 785 متسابقا ومتسابقة من أبناء ولاية نزوى في النسخة الثانية لمسابقة النور لعلوم القرآن الكريم التي تنظمها المدرسة القرآنية الوقفية بولاية نزوى في خمسة مستويات، حيث تأتي امتدادًا لنجاح النسخة الفائتة وتهدف إلى غرس حب القرآن الكريم في نفوس النشء وتشجيعهم على التنافس في تلاوته التلاوة الصحيحة وتجويده وتفسيره، إلى جانب ترسيخ القيم الإسلامية والأخلاق القرآنية في المجتمع.
وتأتي المستويات الخمسة للمسابقة وفقًا لقدرات المشاركين، حيث يتضمن المستوى الأول تلاوة خمسة عشر جزءًا من القرآن الكريم وبلغ عدد المشاركين فيه 66 متسابقًا، منهم 49 من الإناث و17 من الذكور، وتمنح جوائز لهذا المستوى إلى جانب خمس جوائز تشجيعية قيمة، ويخضع المتسابقون للتقييم بناءً على معايير تتعلق بإتقان التجويد نظريًا وعمليًا وحسن الأداء وجودة الصوت والإلمام بتفسير الأجزاء المقررة.
وفي المستوى الثاني، المخصص لتلاوة عشرة أجزاء من القرآن الكريم، بلغ عدد المشاركين 181 متسابقًا، منهم 132 من الإناث و49 من الذكور، ويتم تقييم المشاركين وفق معايير ترتكز على الالتزام بأحكام التجويد وجودة الصوت وحسن الأداء. فيما يخصص المستوى الثالث لتلاوة خمسة أجزاء لمن لا تتجاوز أعمارهم 22 عامًا، وبلغ عدد المشاركين فيه 226 متسابقًا، منهم 159 من الإناث و67 من الذكور. أما المستوى الرابع فقد خُصص لتلاوة جزء تبارك وجزء عم لطلبة الصفوف من الخامس إلى الثامن، ويشارك فيه 159 متسابقًا، منهم 106 من الإناث و53 من الذكور. بينما يخصص المستوى الخامس لطلبة الصف الرابع فما دون، لتلاوة جزء واحد (جزء عم)، وبلغ عدد المشاركين 150 متسابقًا، منهم 77 من الإناث و73 من الذكور، ويتم تقييم المشاركين بناءً على تطبيق أحكام التجويد والإلمام بمفردات الجزء المقرر.
وقال الدكتور سالم بن راشد الشكيلي، رئيس اللجنة التنظيمية للمسابقة: إن المسابقة شهدت هذا العام إقبالًا واسعًا من مختلف الفئات العمرية، مما يعكس اهتمام المجتمع بتعليم أبنائه القرآن الكريم تلاوةً مجودة مرتلةً وحثهم على التمسك بتعاليمه. وأشار إلى أن الهدف من المسابقة لا يقتصر على الحفظ والتلاوة، بل يمتد إلى ترسيخ القيم القرآنية في نفوس الأجيال، وتنمية مهاراتهم في التجويد ومعاني الكلمات وتفسير الآيات، بما يسهم في إعداد جيل واعٍ متمسك بهويته الإسلامية. وأضاف: إن المستويات التي أظهرها المشاركون كانت متميزة وتبشر بمستقبل واعد للحفاظ على هذا الإرث الديني العظيم، مشيدًا بدور الأسر في دعم أبنائها وحثهم على تعلم التجويد والتلاوة الصحيحة للقرآن الكريم وتشجيعهم على المشاركة في المسابقات القرآنية.
وشهدت المسابقة تفاعلًا مجتمعيًا واسعًا، حيث أعرب العديد من أولياء الأمور عن سعادتهم وفخرهم بمشاركة أبنائهم في هذه الفعالية القرآنية، وأكدوا أن مثل هذه المبادرات تسهم في تعزيز ارتباط الأبناء بكتاب الله وتغرس فيهم قيمه السامية.
وتواصل المدرسة القرآنية الوقفية في نزوى جهودها الحثيثة لتطوير هذه المسابقة سنويًا، إيمانًا منها بدور القرآن الكريم في بناء الشخصية المسلمة المتوازنة، وتحرص على أن تكون المسابقة منبرًا قرآنيًا رائدًا يحتضن المواهب ويشجعها على التميز والتفوق في حفظ كتاب الله.