أكد رئيس الهيئة الشرعية لـ"حزب الله" الشيخ محمد يزبك، أن "المقاومة ستبقى تواجه العدو الصهيوني بكل ما أوتيت من قوة، عندما يُصَعِّد تصَعِّد، وإذا أراد ان يوسع فنحن جاهزون".     وخلال تشييع "الشهيد على طريق القدس" مصطفى ناصيف في بلدة الحفير البقاعية غربي بعلبك، قال يزبك: "نحن لن نستسلم ولن نقبل لعدو إسرائيلي أو أميركي أو غيره أن يأتي إلى البلد ليكون حاكما فيه، ما دام فينا عرق ينبض، وما دام فينا دم يجري".



وتابع: "هذا الشهر السادس على اعتداء العدو الاسرائيلي ومجازره، بدعم أميركي، وبدعم القوى الكبرى، من أجل القضاء على شعب مظلوم. ولكن لا يمكن إلا أن يحصدوا الخيبة والذل والهوان، نتيجة المواقف الصلبة والمقاومة البطلة، ونتيجة صمود الشعب في هذا الشهر المبارك، وسنكمل الطريق مع المجاهدين لمساندة أهلنا وشعبنا في فلسطين".

وأضاف: "نحن نساند شعب غزة والضفة وفلسطين، لأن هذا واجبنا الشرعي والعقلي والإنساني. وما يجري اليوم في غزة وفي فلسطين كشف عن زيف دعاة حقوق الإنسان، عن زيف الذين كانوا دائما يتحدثون بالديمقراطية والحضارة وحقوق الإنسان، أين هم هؤلاء من هذه المجازر؟ هؤلاء قد خرسوا أمام العدو الإسرائيلي الذي لا يلتفت لا لقرارات أمم متحدة ولا لغيرها، هذا العدو لا يفهم إلا بمنطق القوة، ونحن له بالمرصاد، نساند وندافع عن وطننا لبنان".

أضاف: "نحن على يقين بأن الذي نقوم به هو الواجب من أجل الحفاظ على سيادة لبنان، ولا يمكن للبنان في هذه اللحظات أن يكون على الحياد، كما يطالب دعاة الحياد، نحن رأينا كيف كان وضع لبنان عندما كان الاجتياح الاسرائيلي الأول، ورأينا ما الذي حصده لبنان، وما الذي حصده أهلنا وحصده اللبنانيون عندما كان لبنان على الحياد؟! بدماء شبابنا ومقاومينا، طهرنا الجنوب وحررنا لبنان، وانتصرت الإرادة وانتصر لبنان بقوة مقاومته وشعبه وجيشه، وقضي على مقولة أن لبنان قوته بضعفه". 

وختم الشيخ يزبك: "دعاة الحياد يريدون أن يكون لبنان قويا بضعفه حتى يتحكم به الآخرون، ولن يكون هذا أبدا. نحن نريد للبنان ان يكون بلدا عزيزا مستقلا قويا، وبناء دولة تحفظ فيها كرامة الناس على حد سواء، لا يظلم فيها أحد ولا تكون نهبا لهذا أو ذاك، ولا تكون مقاطعات، ونريد وحدة وطنية، وتشابكا وطنيا يعزز النصر، ويعزز الاقتصاد والواقع الاجتماعي والشراكة الحقيقية".

 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

فرنسا أول المبادرين: مؤتمر دولي جديد لدعم لبنان


كتبت سابين عويس في" النهار": الزيارة الخاطفة التي بدأها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من الجميزة بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جاءت لتؤكد على حرص فرنسا على الروابط التاريخية بين البلدين، والأهمية الاستراتيجية للبنان في السياسة الخارجية لباريس في بيروت لاسباب جيوسياسية، ف "الأم الحنون" كما يحلو لبعض اللبنانيين ان يسمونها، كانت البلد الوحيد الذي لم يمل من طرح المبادرات الرامية إلى اخراج البلد من أزمته، من المبادرة الفرنسية التي اطلقها ماكرون وكلف بها وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان للبحث عن مخرج لأزمة الرئاسة، إلى الورقة الفرنسية التي تلاقت في بعض جوانبها مع الورقة الاميركية وكان هدفها الدفع نحو تطبيق قرار مجلس الامن ١٧٠١، وصولاً إلى الزيارات المتعددة لوزراء وموفدين فرنسيين إلى بيروت في مسعى لخرق الحصار الاسرائيلي على لبنان إبان حرب الشهرين، وصولاً إلى اتفاق وقف النار. وتأتي زيارة ماكرون الآن لتأكيد دور فرنسا في متابعة تنفيذ هذا الاتفاق عبر ادراجه على جدول الزيارة لقاء مع المسؤولين العسكريين الفرنسي والاميركي في اللجنة المكلفة متابعة آلية تنفيذ الاتفاق. 
اما في العنوان الثاني لزيارته فيكمن في إبداء الاستعداد للتعاون في مجال حشد الدعم الدولي لمشروع اعادة الإعمار. وربما سيكون ذلك اما من خلال الصندوق الائتماني الذي تعتزم الحكومة إنشاءه بالتعاون مع البنك الدولي من اجل اعادة اعمار الجنوب، على ما اعلن ميقاتي نفسه، علماً ان هكذا صندوق سيكون على طاولة الحكومة المقبلة. 
لم تتأخر فرنسا يوماً عن لعب دور الراعي للبنان، فاستضافت عاصمتها على مر اكثر من ثلاثة عقود سلسلة من مؤتمرات الدعم التي تجاوز بعدها الدعم السياسي ليشمل ترجمة عملية عبر دعم مالي واقتصادي ساهمت فيه الدول والمنظمات المانحة، وليس آخرها المؤتمر المنعقد في باريس في تشرين الاول الفائت لدعم الشعب اللبناني على مواجهة تداعيات الحرب الاسرائيلية. 
وعليه، لن تكون المرة الاولى التي تسارع فيها باريس إلى استضافة مؤتمر دعم جديد للبنان مع انبثاق سلطة دستورية جديدة على رأس الجمهورية وعلى طريق تشكيل حكومة جديدة تتولى هكذا امر. وهو اعلن ذلك صراحة من قصر بعبدا عندما اكد ان بلاده ستحشد الدعم الدولي لعقد مؤتمر لاعادة الإعمار. 
من مؤتمرات "باريس ١" و"باريس ٢" و"باريس ٣" إلى مؤتمر "سيدر" مروراً بمؤتمر "سان كلو"، وصولاً الى مؤتمر دعم الجيش، والمؤتمر الدولي لدعم الشعب اللبناني بعد عام على انفجار مرفأ بيروت، وقد عقد عبر تقنية الفيديو، ومؤتمر دعم اللبنانيين الأخير، ورغم الجدية في التحضير وحشد الدول والمؤسسات المانحة لهذه المؤتمرات، إلا أنها غالبا ما كانت تصطدم عند التنفيذ بألغام الحسابات السياسية الداخلية المعطلة لأي جهود لإخراج لبنان من أزمته من خلال رعاية دولية. علماً ان المؤتمر الأخير خرق المسار الدولي وشكل اول مبادرة تطلقها فرنسا على المستوى العربي او الدولي وسط تحفظ لافت في تعامل الاسرة الدولية مع الوضع اللبناني. اذ باستثناء الدعم الإنساني والإغاثية التي قدمته او ودعت به بعض الدول الصديقة للبنان، لم يتبلور بعد اي مسار ستسلكه البلاد في اعادة اعمار المناطق المهدمة تمهيداً لمعالجة ازمة النازحين الناجمة عنها. 
وعلى اهمية الدعم السياسي الذي يحفظ مكانة لبنان على الخارطة الدولية، إلا ان الاهمية الأكبر تكمن في تسييل هذا الدعم نظراً إلى اهمية المساعدات المالية حجماً وتوزيعاً على القطاعات الاقتصادية وليس فقط الإنسانية. فالمؤتمر الاخير لم يسلك طريقه بعد نحو التنفيذ ان بالنسبة إلى مبلغ ٨٠٠ مليون دولار للبنانيين والقطاعات الإنسانية او مبلغ ٢٠٠ مليوناً مخصصة للجيش.
وهذا الواقع ينسحب على المؤتمرات السابقة، التي واجه تنفيذها وتسييل أموالها عقبات عدة تعود إلى منطق الزبائنية والمحاصصة او البيروقراطية او الحسابات السياسية الرامية إلى تفشيل تلك المؤتمرات، فكانت الاموال تصل تباعاً وبصعوبة بحيث تفقد جزءاً من جدواها.

مقالات مشابهة

  • ما الذي يمكن أن تغيره انتصارات سوريا وغزة في المشهد المصري؟
  • الراعي: الحياد هو أساس الميثاق الوطنيّ
  • ما الذي يمكن أن تغيره انتصارات سوريا وغزة بالمشهد المصري؟
  • البطريرك الراعي: الحياد الإيجابي هو سبيل لبنان للسلام والازدهار
  • حزب الله يتمسّك بسلاحه.. يزبك: ضربة قوية للعهد الجديد
  • فرنسا أول المبادرين: مؤتمر دولي جديد لدعم لبنان
  • وزير الصحة: أولوية الدعم الذي سيمنح للبنان سيكون للقطاع الصحي
  • لماذا يوافق لبنان على مؤتمر باريس؟
  • مكتب نتنياهو يحدد اليوم الذي يمكن فيه إطلاق سراح رهائن حماس إذا وافق مجلس الوزراء على اتفاق غزة
  • أبو عبيدة: كل عدوان في هذه المرحلة من قبل العدو يمكن أن يحوّل حرية أسير إلى مأساة